عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 07:01 PM   #37
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

سنـــــ 1319هـ ـــــة الموافق 1902م ،،

معركة استرداد الـريـاض ،، والفتوحات التي تلتها ،، حتى تأسيس المملكة العربية السعودية ،،


1- استرداد الرياض :

بدأ الملك عبد العزيز بهجوم مدبر على الرياض ، يسير وفق خطة عسكرية دقيقة، كانت العملية في ظاهرها أشبه بمغامرة غير محسوبة ، فكيف لشاب في مقتبل العمر أن يهاجم معقلاً من أهم معاقل ابن رشيد برجال لا يتجاوز عددهم الأربعين، وتسليح لا يتعدى ثلاثين بندقية ، ووسائل للمواصلات قوامها ثلاثون جملاً ، وأموال محدودة لمقدار أربعمائة روبية هندية ؟!

وهكذا أراد الملك عبد العزيز ؛ حتى لا يصبح الأمر حافزاً لأعدائه للسرعة في ملاقاته قبل أن يفرغ من تأمين قاعدته في الرياض .

أ‌- الموقف العام :

كان الموقف العام ممثلاً في الآتي :

1- نفور كويتي من الأتراك وعداء شديد لآل الرشيد في حائل نجم عنه اتفاق بين الكويت والإنجليز عام 1899م .

2- تحفز من الملك عبد العزيز ووالده الإمام عبد الرحمن بن فيصل لاسترداد الرياض وبقية المناطق في نجد بعد أن خرجوا منها ، وظلوا ضيوفاً على أمير الكويت منذ عام 1309 هـ .

3- استعداد في حائل وإمداد بالسلاح لأميرها عبد العزيز بن متعب آل الرشيد من قبل الأتراك لتأديب أمير الكويت الذي ظاهر الإنجليز على الأتراك ، ومن ثم انتصار على الكويت في موقعة ( الصريف ) عام 1318هـ / 1901م.

ب‌- الموقف الخاص :

ويتركز في انتهاز الملك عبد العزيز لفرصة الحرب بين آل الصباح في الكويت وآل الرشيد في حائل ، فأبدى دعماً لآل الصباح بأن قام بالهجوم على الرياض بجيش قوامه ألف مقاتل ، فأفاده في الاستطلاع لمواقع العدو في الرياض والاتصال بالقوات الصديقة والتعرف على طرق الاقتراب وطبيعة الأرض ، وكان ذلك في عام 1318هـ/ 1901م.

لقد راعى الملك عبد العزيز في هجومه الأول عدة أمور تكتيكية هي : السرية ، والحشد، والمفاجأة ، والمرونة ، والخداع ، والمناورة ، وخفة الحركة ، والإخفاء والتمويه، والمبادرة ، وقوة النيران ، والقوة المعنوية ، والصدمة التكتيكية . وكان من نتائج ذلك الآتي :

1- التعرف على مسرح العمليات في الرياض بشكل خاص ، ونجد بشكل عام .

2- كسب التأييد والولاء من القبائل ، وتعزيز مواقف الأصدقاء .

3- ألقى في روع ابن رشيد أن القضية مرتبطة بالتحرك الكويتي ، وسوف تنتهي بانتهائها ، مما أدى إلى تضليله .

4- رصد المواقع والأهداف المستقبلية .

ج – الهجوم الثاني :

في الهجوم الثاني على الرياض الموقف العام لم يتغير ، أما الموقف الخاص فقد قرر الملك عبد العزيز الآتي :

1- الاستيلاء على الرياض وتكوين قاعدته الإستراتيجية للانطلاق نحو أهدافه .

2- الاعتماد على إمكاناته الذاتية.

3- إجراء العملية في هدوء دون إثارة أو استثارة لابن رشيد ؛ حتى لا يتقدم قبل تحصين الرياض .

4- ارتكز الملك عبد العزيز بشكل رئيس على عنصرين هما : المفاجأة ، والاقتصاد في القوى ، وذلك عن طريق إخفاء نية الهجوم حتى عن قواته وعدم أخذه من القوات إلا بضع عشرات لا يتجاوزون الأربعين ، ثم انضم إليهم عشرون .

5- أهمية اختيار التوقيت المناسب ،، وذلك من ثلاث زوايا ،، وهي :

- اختار الملك عبدالعزيز توقيت فتح الرياض عندما غلب عليه ظنه أن أبن رشيد قد اعتقد أنه لن يقوم بمهاجمتها ،، وهو بهذا حقق عنصر المفاجئة ،،

- اختار الملك عبدالعزيز فصل الشتاء للتوجه للرياض ،، وذلك لأن الليل في فصل الشتاء طويل مما يتيح وقت أطول للسير تحت جنح الظلام دون أن يشعر به أحد ،، كذلك يجعل أهل الرياض داخل بيوتهم اتقاء للبرد ،،

- اختار الملك عبدالعزيز الخامس من شهر شوال ،، لأن القمر حينها يغيب لحظة الهجوم ،، مما يوفر ظلام دامس كمسرح مثالي للعملية ،، ويوفر السرية المطلوبة للتسلل والهجوم ،،

6- معرفة الملك عبدالعزيز للدروب الموصلة للرياض ،، ولمواقع منازل أهل الرياض ،، ولهذا كان أول منزل دخله ورفاقه تحت جنح الظلام ،، كان لا يبعد عن المنزل المستهدف إلا بيت واحد فقط ،،




د– سير العملية :


جمع الملك عبد العزيز مفرزته الصغيرة شمال شرق الربع الخالي في واحة (يبرين)، فأخذ منهم البيعة ، وحدد لهم المهمة أول مرة ، فجعل منها ( منطقة للتجمع)، ومع غروب يوم عشرين من رمضان سنة 1319هـ الموافق ديسمبر 1901م تحركت هذه المفرزة في عملية اقتراب خفي نحو الهدف بعد أن انضم إليها عشرون من الأنصار ، ومع فجر اليوم الأول من شوال 1319هـ وصلت المفرزة إلى تلال ( أبو جفان ) ، ثم تابعت سيرها نحو الهدف ، وعلى مسافة عشرة كيلو من المترات جنوب الرياض توقفت عند شعب ( الشقيب ) شرق مصنع الجبس حالياً ، وجعل من هذا الشعب ( خطاً للبدء ) .

استبقى الملك عبد العزيز قوة احتياط مكونة من عشرين رجلا مع التموين والدواب عند جبل ( أبي غارب ) ، وتحرك بقوات خفيفة نحو الهدف ، وكان ذلك في الثالث من شوال ، واستقر خارج الأسوار شرق الرياض في بساتين كان تعرف بالشميسي ، وتعرف اليوم ( بحي العود ) ، وجعل من هذه البساتين ( خطاً للتشكيل ) .

في هذا الموقع أعاد الملك عبد العزيز تشكيل قواته ، فجعلها على نسقين :

نسق الاقتحام : وجعله تحت قيادته الشخصية ، وعددهم ثمانية مقاتلين . ونسق الإسناد واستغلال النجاح : وجعله تحت قيادة أخيه محمد بن عبد الرحمن ، ومعه ثلاثة وثلاثون مقاتلاً .

يقوم النسق الأول بجمع المعلومات عن والي الرياض من قبل ابن رشيد المعروف بالأمير عجلان ، والتأكيد من مكان نومه أهو في الحصن أم في القصر ؟

تمكن النسق الأول من الحصول على المعلومات المطلوبة عن طريقتين : القوة من خلال الأسرى المخطوفين ، والاستطلاع عن طريق الأنصار والمؤيدين .

ولما تبين للملك عبد العزيز أن الأمير عجلان ينام في الحصن قرَّر انتظاره خارج الحصن للقضاء عليه أثناء توجهه إلى القصر .

سارت المعركة بدقة كما ينبغي ، ودارت معركة القصر ، وتبادل الطرفان النيران بعد أن انضم إليهم النسق الثاني ، وتم التماسك بالأيدي .

اشترك في المعركة أربعون من طرف الملك عبد العزيز ، وثمانون من طرف والي الرياض ، وقُتل الوالي ( الأمير عجلان ) ، قتله الأمير عبد الله بن جلوي ، كما قتل أربعون من الأعداء ، وتكسر أربعة سقطوا من الجدار ، وحوصر الباقون ، فأمَّنهم الملك عبد العزيز على أرواحهم .

عندئذ رفع الملك عبد العزيز صوته قائلاً : ( الله أكبر ، الملك لله ثم لعبد العزيز)، وتردد النداء في أنحاء الرياض ، فكان له الأثر المعنوي البالغ في نفوس الجميع .

بدأ الملك عبد العزيز بإعادة تنظيم قواته وتحصين مواقعه والاستعداد للمفاجآت ، ثم أرسل ناصر بن سعود إلى الكويت ؛ ليبشرهم بالنصر ، ويطلب منهم المدد ، وبدأ الملك عبد العزيز في اليوم الثاني بترميم سور الرياض بعد أن أمَّن أهل الرياض على أرواحهم وأموالهم .

بعد شهر جاء سعد بن عبد الرحمن بمائة رجل مدداً مع بعض الذخيرة من الكويت ، وكان بناء السور قد أنجز ، والأمن قد ساد المنطقة ، عندئذ توافد أهل نجد مبايعين ، فاجتمع لدى الملك عبد العزيز قوة قوامها ألف رجل ، كلهم من نجد ، كان الصيف قد أقبل ، فاستدعى الملك عبد العزيز والده من الكويت ، فقدم اليه .

هـ – الدروس المستفادة :

لقد أظهرت هذه العملية الآتي :

1- أهمية التخطيط الجيد وأثره على سير العملية ،، ومنها تحديد الهدف ،، واختيار أرض المعركة ،، والتخطيط الجيد للمعركة ،، والخطوات التي يجب القيام بها قبل دخول الرياض ،، وما يتبعها من خطوات ،، وكل ذلك تم في اثناء الدخول للرياض ،،

2- المفاجأة وأثرها في إحداث الشلل في صفوف الخصم وإرباكه ،،

3- أهمية استخدام الأسلوب العلمي المدروس في إخفاء التقدم والاقتراب من الهدف ،،

4- اهمية الانضباط ،، ذلك ان رفاق الملك عبدالعزيز طبقوا جميع تعليماته بدقة ،، ونفذوها من دون تأخير ،،

5- أهمية الاستطلاع الجيد للأرض ، ودراسة طبوغرافية الموقع ، وطرق الاقتراب ، والتعرف على الهدف ، والاستفادة من طبيعة الأرض ، والانتفاع من الموارد المحلية ،،

6- استغلال نقاط الضعف عند العدو ،،

7- التعرف على أثر الجانب المعنوي على القوة المهاجمة في رفع كفاءة القوات ، فقد قام الملك عبدالعزيز بأفهام رجاله بادوارهم المطلوبة بدقة ،، وشرح لهم كل شئ بالتفصيل حتى أتقن كل منهم دوره ،، ثم تعاهدوا على الأستبسال في سبيل الله ،، فإما حياة شريفة أو موت بعزة وكرامة ،،

8- أهمية الاستخبارات والتعرف على تحركات الخصم ومالديه من امكانيات ،، حيث تم معرفة طريقة الحراس وتوقيت تبديلهم ،، وكيفية حراستهم للمصمك واوقات غفوتهم ،،

9- مرون القائد الملك عبدالعزيز في تغيير خطته ،، ويتضح ذلك في قرار الملك عبدالعزيز اقتحام المصمك بدلاً من انتظار دخول ابن عجلان لبيته والقضاء عليه ،، فتحقق بتلك المرونة قتل الخصم ابن عجلان ،، واقتحام المصمك والسيطرة عليه ،،

10- أهمية الاستفادة من الموالين ،، فقد كان لمعرفة اهالي الرياض لأبن سعود ،، دور كبير في امتناعهم عن الصراخ والضوضاء وكشف الاقتحام ،،

11- أهمية ضبط الأعصاب والهدوء ،، فبعد أن اقتحم الملك عبدالعزيز المصمك ،، حتى واجه ابن عجلان مشياً على الأقدام ،، وتمكن من السيطرة على رجاله بالأشارة والصوت ،،

12- أهمية المباغته ،، فقد اندهش ابن عجلان عندما اقتحم الملك عبدالعزيز قصر المصمك ،، وواجه ابن سعود ،، وكان تأثير الصدمة والمفاجئة أن انتاب ابن عجلان الخوف والتراجع وحاول الهروب من امام أبن سعود ،،

13- أهمية العفو عند المقدرة ،،


يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس