عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 07:27 PM   #42
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

3– المواجهة الثالثة مع ابن رشيد وقتله :

التقى الملك عبد العزيز ابن رشيد للمرة الثالثة في معركة ( روضة مهنا ) ، ففاجأه صباح يوم الثامن عشر من شهر صفر عام 1324هـ ، وكان للمفاجأة التي أعدها الملك أثر في إرباك ابن رشيد وقواته ، ودخل ابن رشيد معسكر الملك عبد العزيز ظناً منه أنه معسكره ، فقتل ، وفر الباقون تاركين خيامهم وأسلحتهم وأمتعتهم .


4– وطأة الأصدقاء ومواجهتها :

انتصر الملك عبد العزيز في روضة مهنا ، وقتل خصمه اللدود ، ودانت له القصيم، ومع هذا فإن الغرور لم يعرف طريقه إلى نفس الملك ؛ لأنه كان ينسب الفضل لله وحده، لكن الحسد عرف طريقه إلى قلوب الآخرين ، فتغير بعضهم عليه ، فكان ذلك ابتلاء ، وذلك في الآتي :

أ‌- أخذ الأعداء في تشكيك الشيخ مبارك الصباح في نوايا الملك عبد العزيز إثر انتصاره ، فتوجس منه الشيخ مبارك ريبة .

ب‌- استعد آل الرشيد في حائل للانتقام ، وأخذوا في إعداد العدة لذلك .

ت‌- غضبت الدولة العثمانية من قتل حليفها الذي عولت عليه الكثير ، فراحت تشعل الفتن .

ث‌- أخذ الشريف حسين يترقب صعود نجم الملك عبد العزيز ، فبيت في نفسه أمراً .

ج‌- التف حول الهزازنة في الحوطة بعض الموتورين والحاسدين ، فراحوا يعلنون التمرد على الملك عبد العزيز ، ويشعلون نار الفتنة .

ح‌- بدأ بعض أهالي القصيم ممن يحملون الضغينة التشويش على الملك عبد العزيز والاتصال بصدقي باشا ، كل هذه التجاوزات دعت الملك عبد العزيز إلى التفكير في توسيع نطاق أمنه القومي ، فسارع إلى بريدة ، وثبت أقدامه بها ، وألقى القبض على المرجفين ، وبعثهم إلى الرياض ، وعيَّن ( محمد العبد لله أبا الخيل ) أميراً على بريدة .

5– المواجهة مع خلفاء ابن رشيد :

أصبح متعب بن عبد العزيز بن رشيد أميراً على حائل وخلفاً لأبيه ، وكان متزناً راغباً في الصلح ، فاستجاب له الملك عبد العزيز على أن تبقى حائل وملحقاتها وبادية شمر تابعة لإمارة ابن رشيد ، وباقي البلدان بما فيها القصيم تابعة للملك عبد العزيز .

على إثر هذا الاتفاق عاد الملك عبد العزيز إلى الرياض ، لكن خبراً أقض مضجعه، هو أن صدقي باشا في ( الشيحية ) أخذ يستميل بعض البوادي بالمال ، وتبين أن فيصلاً الدويش زعيم مطير أخذ يدعم هذه التوجهات ، وهذا ما دعا الملك عبدالعزيز إلى الهجوم على الدويش وتمزيق شمله .

توجه الفاروقي إلى القصيم بعد عزل صدقي باشا ، والتقى بالملك عبد العزيز في (البكيرية ) بناء على طلبه ، فقال للملك عبد العزيز : ( إن أهل القصيم يريدون أن تكون السيادة للدولة العلية التركية ) ، فقال له الملك : ( إن الذين قالوا لكم ذلك يجهلون مصالحهم ، وليس لهم رأي في بلادهم ، وهم من أتباعي ، ولا يخرجون عن طاعتي) ، فقال سامي الفاروقي : ( إنهم في حاجة إلى الحماية ) ، فأجاب الملك عبدالعزيز قائلاً : ( وهل حمتهم الدولة ؟ ) ، فقال أهل القصيم – وكانوا في مجلس التفاوض – : ( لا نرضى عن ابن سعود بديلاً ) ، فخرج سامي الفاروقي غاضباً ، وفشلت المفاوضات .

لقد كان هذا منهج الملك عبد العزيز في المفاوضات ، كان يعتمد على المعلومات الدقيقة ، وكان حازماً في حواره ، كما كان حريصاً على الثوابت لا يتنازل عنها .

بعد ذلك طلب الملك عبد العزيز من القائد التركي الرحيل من ( الشيحية ) ، واستبقى القوات العراقية رهينة لديه ، فاشترط المشير للانسحاب أن يؤمن له على جنوده ومعداته أثناء الانسحاب ، فأجابه إلى ذلك ، واشترط عليه ألاّ يذهب إلى حائل، وأن يتوجه إما إلى المدينة المنورة أو إلى العراق ، قبل الباشا الشروط على مضض، وتم جلاء الأتراك عن القصيم .

ما إن بدأ الملك عبد العزيز بالتفرغ لتنظيم شؤون كيانه السياسي حتى بلغه اغتيال متعب بن رشيد على يد أبناء عمومته ، وتولي سلطان بن حمود الرشيد الحكم في حائل، ونقضه الاتفاق مع الملك عبد العزيز والسعي لاستمالة الناس ، كما بلغه تمرد بعض الزعماء من الأخوان ، وتحول أمير الكويت إلى سلطان بن حمود الرشيد ، كما بلغته خيانة أمير بريدة ( محمد عبد الله أبا الخيل ) وموالاته لأمير الحائل .

لكن الذي أغاظ الملك عبد العزيز وقوف السلطات التركية في الأحساء أمام قافلة له كإشارة لبداية حرب اقتصادية سوف تفرض عليه ، وهذا ما دعاه – رحمه الله – إلى التفكير في فتح الأحساء .

لقد استغرقت هذه الفتن والقضاء عليها خمس سنوات من عام 1325هـ إلى عام 1330هـ ، أدَّب – رحمه الله – خلاله القبائل المنشقة ، وسجن قادتها بعد أن أمنهم عدة مرات ، فلم يحفظوا ذلك ، كما هزم سلطان بن حمود الرشيد ، وشتت جمعه ، وقد أصيب – رحمه الله – خلال هذه المعركة في ترقوته ، فكسرت ، لكنه تحامل على نفسه في شجاعته المعهودة ، وظل يقود المعركة حتى انتصر ، وهجم على بريدة ، واستسلم محمد أبا الخيل .

بدأ الخلاف يدب بين آل الرشيد ؛ إذ أقدم سعود بن حمود الرشيد على قتل أخيه سلطان ، ثم صالح الملك عبد العزيز على مضمون الاتفاق الأول ، ثم قتل سعود بن حمود ، وأسند الأمر من بعده إلى سعود بن عبد العزيز بن متعب ، وكان حدثاً لا يتجاوز العاشرة من العمر ، لكن الوصي عليه كان خاله ( زامل السبهان ) الذي لم يعرض الصلح ، فدارت بينه وبين الملك عبد العزيز عدة معارك ، انتهت بانتصار الملك عبد العزيز في معركة ( الأشعلي ) في ليلة الخامس من ربيع الأول من عام 1327هـ .

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس