عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 07:44 PM   #45
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

7– انتهاء حكم آل الرشيد :

يوشك الكيـــان السيـــاسي للملك عبد العزيز أن تكتمل ملامحه في نجد ، فحقق – رحمه الله – الأمن بأن ضم اليه الأحساء ، وقضى على التهديد من الشرق ، فطرد الأتراك من المناطق الشرقية ، لكن الأمن السياسي بقي مهزوماً بسبب وجود آل الرشيد وتطلعاتهم إلى نجد .

كان لا بد لتحقيق أمن الملك عبد العزيز السياسي أن يضم حكم آل الرشيد ، وأن يستكمل توحيد نجد والشمال ، وبخاصة أن النفوذ التركي خرج من الجزيرة العربية ، ولم يبق له قاعدة إلا في حائل .

أ‌- الموقف العام :

قاد الشريف حسين بن علي أمير مكة حركة الانفصال عن تركيا بعدما اتجه الأتراك نحو التتريك ، وتولى إخراجهم من شرق القناة بالاتفاق مع الإنجليز ، فاتصل بالجمعيات العربية في الشام والعراق ، وحرضهم على الثورة العربية .

أصدر الشريف حسين بيان الثورة العربية ضد الأتراك عام 1335هـ / 1916م ، فثار العرب ضد الأتراك ، وبذلك تمكن الجنرال البريطاني اللنبي من دخول القدس عام 1336 هـ / 1917م بمساعدة العرب الفلسطينيين ، وبذلك تم إخراج الأتراك من بلاد العرب .

لقد كانت بريطانيا تخدع العرب بعد ما ركنوا إليها ، فوقعت سراً اتفاق ( سايكس – بيكو ) سنة 1335هـ / 1916م ، وبموجب هذا الاتفاق قاسمت بريطانيا وفرنسا أملاك الإمبراطورية العثمانية ، لكن موسكو فضحت الاتفاق عام 1336هـ/ 1917م، ومع هذا فقد بدئ في تطبيق الاتفاق بعد سنة .

وفي مؤتمر الصلح في ( سان ريمون ) المنعقد في إبريل عام 1920م تقرر أن تلتزم الدول القائمة بالانتداب بتنفيذ وعد بلفور ، وذلك بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، ومن يومها دخلت الأمة العربية في دوامة لم تنته بعد .



ب– سقوط حائل :

لقد تأكدت ملامح التكوين الإستراتيجي لسلطان الملك عبد العزيز في نجد ، لكن القلق ظل يأتي من قبل آل الرشيد في حائل ، لقد أخذ الأمراء في حائل يستعدون الشريف حسين بن علي على الملك عبد العزيز ، كما نسجوا علاقات مع أمير الكويت ضد الملك عبد العزيز وكيانه السياسي .

وحاول الملك عبد العزيز إيقاف هذه الممارسات بشتى الطرق ، كما فشل الشيوخ في شمر في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ، فلم يجد الملك عبد العزيز مندوحة من التحرك بجيشه نحو حائل عام 1336هـ / 1918م ، واشتبك مع قوات ابن رشيد ، وهزمها ، ثم عاد إلى الرياض .

لقد اتسع حكم سعود الرشيد ، فضم الجوف ، وهزم نوري الشعلان ، ومع ذلك فإن الأمن الداخلي في حائل لم يستتب ؛ إذ قُتل سعود الرشيد ، وتولى الإمارة عبد الله بن عبد العزيز بن متعب الذي عقد اتفاقاً مع الشريف حسين بن علي .

وعندما خشي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن متعب من سطوة الملك عبد العزيز بعث إليه يطلب تجديد الصلح ، لكن الملك اشترط على ابن رشيد شروطاً خمسة ، يبقى آل الرشيد في الحكم بموجب حكم ذاتي يجعلهم أحراراً في إدارة شؤونهم الداخلية، لكن الشؤون الخارجية تصبح مقيدة بالعودة إلى القيادة السياسية بالرياض ، وعندما رفض حاكم حائل الطرح السعودي بدأ الاستعداد للحرب الفاصلة.

لم يكن عبد العزيز طامعاً في حكم في حائل ، بل كان راغباً في المحافظة على كيانه الإستراتيجي واستقراره الأمني ، فقرر – رحمه الله – أن يكون الهجوم على حائل حاسماً ؛ لأن في ذلك توحيداً لكلمة المسلمين .

ج– خطة الهجوم :

أعد الملك عبد العزيز خطته الهجومية على نسقين ، يتولى الملك عبد العزيز قيادة النسق الأول ، وأن يبقى في القصيم احتياطي إستراتيجي لاستغلال النجاح .

أما النسق الثاني فقد قسمه – رحمه الله – إلى قسمين : قسم يتولى قيادته ابنه الأمير سعود بن عبد العزيز ، ويتجه إلى الشمال الغربي في هجوم غير مباشر على حائل بادئاً بالقبائل المؤيدة لابن رشيد شمال شمر وشرقها .

أما القسم الثاني فيتولى قيادته الأمير محمد بن عبد الرحمن ، ويتجه إلى الغرب ، فيهاجم مدينة حائل بشكل مباشر يحتلها ، كما اتخذ – رحمه الله – قوة خفيفة الحركة ، وجعلها احتياطية جاهزة للهجوم ، تكون تحت يد القائد يدفع بها في أي اتجاه ، وجعل عليها فيصل الدويش .

د– سير العمليــة :

استعد الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن رشيد للقاء القوات السعودية ، لكن الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود قام بتثبيت القوات المعادية ؛ حتى لا تتمكن من تقديم الإسناد والتعزيز لحائل أثناء الهجوم عليها .

أما الأمير محمد بن عبد الرحمن فما إن أيقن من فشل المواجهة حتى قام بتطويق حائل وفرض الحصار عليها مستخدماً في ذلك نيران الإزعاج ، حتى انهارت القوة داخــــل الأسوار ، فعرض أمير حائــــل الصلـــح على شروط الملك عبد العزيز ، لكنه – رحمه الله – رفضها ، وطلب الاستسلام دون شروط .

أعد الأمير محمد بن طلال الرشيد قوة كبيرة من الجوف ، وتقدم في اتجاه حائل، فخشي عبد الله بن عبد العزيز أميرها على نفسه من محمد بن طلال ابن عمه ، فآثر الهرب والالتجاء إلى الملك عبد العزيز .

سار محمد بن طلال بجيشه إلى القبائل التي أيدت الملك عبد العزيز ، فنكل بها ، فأصدر الملك عبد العزيز أمراً للقوة الاحتياطية الخفيفة بالتحرك ، ولما رأى فيصل الدويش قائد الاحتياط أن ابن طلال اتجه نحو ( الجثامية ) قرر الدويش التحرك سريعاً نحوها، لكن ابن طلال آثر البقاء في ( النيعية ) قريباً منها ، وعندما آنس بن طلال شيئاً من الضعف قد اعترى الدويش حاصره في ( الجثامية ) .

أرسل الملك عبد العزيز ابنه سعود لرفع الحصار عن الدويش ، فنجح ، فتقدم الملك عبد العزيز على رأس القوة الرئيسة تجاه ( الجثامية ) ، فأنهى حصارها ، وأجبر قوات ابن رشيد على الارتداد إلى حائل .

عندئذ توجه الملك عبد العزيز إلى حائل ، وحاصر ابن طلال فيها ، فما وسع ابن طلال تحت وطأة الحصار إلا أن يطلب الصلح والاستسلام دون شروط .

وهكذا أعلنــــت حائل استسلامهــــا لابن سعـــود في 29 صفر 1340هـ الموافـــق 2 نوفمبر 1921م ، وبذلك انتهى حكم آل رشيد ، وعيَّن الملك عبد العزيز الشيخ إبراهيم السبهان أميراً على حائل ، وهكذا استطاع الملك عبد العزيز أن يستكمل تكوينه الإستراتيجي في نجد .

وبسقوط حائل ،، وأنتهاء حكم آل الرشيد ،، تنتهي مرحلة مهمة ،، الا وهي مرحلة التكوين الاستراتيجي في نجد والقصيم وحائل والأحساء ،، ولتبدأ مرحلة جديدة ،، الا وهي مرحلة الانتشار الاستراتيجي في منطقتي عسير والحجاز ،، وهو ما سنتناوله بالتفصيل ،،

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس