الموضوع: ((منكم واليكم))
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2014, 10:53 AM   #66
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13920 فى 3119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: ((منكم واليكم))




أنا فتاةٌ في الـ21 من العمر، عصبيَّةٌ جداً، لدرجة أن أبسطَ الأشياء تُثير جنوني، وأُعاني من قلَّةِ الصبر، وعدم التحكم في نفسي، وبعد أن أهدأ أندمُ ندماً شديداً.
أرجوكم انصحوني بما يجب عليَّ فعلُه، مع العلم أني مُحافظةٌ على صلاتي، وأخافُ اللهَ كثيراً، وهذا ما جعلني أتمنَّى الموت؛ خوفاً من أن تكثُر حماقاتي وذنوبي نتيجةَ الغضبِ المُستمر. جزاكم الله خيراً.








بنيتي السائلة: أحمدُ الله تعالى أنك من المُحافظينَ على الصَّلاة، ومن الذين يخافون الله -كما وصفت نفسك-، وقد كتبت إلينا تطلبينَ النصيحة لما تمرُّينَ به من عصبية، ومن قلة الصبر، وقلة التحكم في نفسك، فأقول:
لنجعل مُنطلقنا في علاج هذه المُشكلة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فعن أبي هريرة رضى الله عنه، أَنَّ رَجُلاً قال لِلنَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: أَوْصِنِي، قال: (لا تَغْضَب)، فَردَّد مِرارًا قال: (لا تَغْضَب) رواه البخاري.
فتكرارُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجواب بهذه الوصية المُختصرة دليلٌ على ما في هذا الخُلُقِ من الشر؛ إذ أن الإنسانَ يفقدُ عندما يغضب التحكم بأعصابه، ويفقد السَّيطرةَ على أقواله و أفعاله، وقد يرتكبُ في أثناء غضبه ما قد يكون سبباً لندمه بقية حياته؛ لذا: كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
والإنسانُ بطبعة يتفاعلُ مع الأحداث التي حوله، فلا يوجد إنسانٌ لا يتفاعل مع ما قد يحدثُ له من أشياء مُزعجةٍ ناتجةٍ عن احتكاكه بالآخرين، ولكن المقصود هنا بعدم الغضب هو: التحكم بالغضب، بحيث يبقى داخلياً، ولا يظهر منه شيء، وهذا ما يُسمَّى بكظم الغيظ.
وقد مدح اللهُ -سبحانه وتعالى- الذين يملكونَ القُدرةَ على كظم الغيظ {الذين يُنفِقُونَ في السرَّاءِ والضرَّاءِ والكَاظِمِينَ الغَيظَ والعَافِينَ عن الناس واللهُ يُحِبُّ المُحسِنين****** [آل: عمران:134].
ولذلك ننصحك لمعالجة العصبية والغضب بما يلي:
أولاً: التعوُّذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لما جاء في الحديث النبوي، عن سُلَيْمَانَ بن صُرَدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ جالِساً مَعَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ، وَأَحَدُهُمَا قدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقَالَ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أعُوذ باللهِ منَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، ذَهَبَ عنْهُ مَا يَجِد) فَقَالُوا لَهُ: إنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (تَعَوّذْ باللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
ثانياً: تغيير الوضعية؛ لما في حديث أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- (إذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ) إسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
ثالثاً: التأمُّلُ والتفكُّر بما أعدَّهُ الله لمن يتحكم بغضبه ويكظم غيظه، قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ****** [سورة آل عمران:133، و134].
وروى أبو داود بسندٍ حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظاً وهو قادرٌ على أن ينفذه، دعاهُ اللهُ تبارك وتعالى على رُؤوسِ الخلائق، حتى يُخيِّره من أي الحور شاء).
رابعاً: الوضوء عند الغضب؛ لما جاء في الحديث عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيْرُهُ .
خامساً: التدرُّب على ضبطِ النفس وعدم الغضب لأتفهِ الأسباب، قال رسول الله : (إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحلم بالتحلُّم، ومَن يتحرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومَن يتقِّ الشرَّ يُوقَه) رواه الدارقطني.
سادساً: الإكثار من الدعاء بأن يمنَّ اللهُ عليك بالخُلُقِ الحسن، وقد علمنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقول حين النظر في المرآة: (اللهم كما حسَّنت خَلْقي فحسِّنْ خُلُقي).
سابعاً: الالتزام بالأذكار اليومية، وكثرة الاستغفارِ والتَّسبيحِ والصَّلاةِ على رسول الله صلى الله عليه بشكل يومي؛ لأنه يمنحك التوازن النفسي.
وفقك الله لكلِّ خير.

التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس