المعجزة السادسة والعشرون
سر رسول الله
بينما رسول الله 
في بيته مع زوجته أم المؤمنين "عائشة"(رضي الله عنها) إذ أقبلت عليهما فاطمة الزهراء (رضي الله عنها),فقام إليها رسول الله وقد امتلأ قلبه فرحاً بمجيئها, وبحنان الأبوة البالغ, أجلسها بجانبه,ثم تحدث إليها بحديث ناعم خافت,فدمعت عيناها, وبكت, ثم تحدث إليها بحديث آ ****** خافت, لا يسمعه احد , فحزنت. ثم حدثها بحديث آخر خافت. فضحكت واستبشرت.
وكانت (أم المؤمنين عائشة)رضي الله عنها تراقب عن بعد,ما يحدث أمامها, فتعجبت وقالت في نفسها: ما رأيت أعجب مما رأيت اليوم, بكاء وحزن, وبعده فرح وسعادة , فماذا قال رسول الله لأبنته؟! وانتظرت "عائشة" الفرصة المناسبة لتسأل"فاطمة" رضي الله عنهن عن سر حزنها وفرحها في وقت واحد ؟
لكن"فاطمة" التي تحب أباها, وتشهد أنه رسول الله حقاً وصدقاً قالت: يا "أم المؤمنين: انه سر رسول الله وما كنت لأفشي سر رسول الله. وسكتت "عائشة" رضي الله عنها ولم تتكلم بكلمة واحدة, لكنها لم تنس ما حدث.
وبعد مدة قصيرة, التحق رسول الله بالرفيق الأعلى , فبكاه المسلمون كلهم, في مشارق الأرض ومغاربها. وفي احد الأيام جاءت(أم المؤمنين عائشة) رضي الله عنها اى بنت رسول الله (فاطمة ) رضي الله عنها وسألتها عما حدثها ب هابوها, يوم أن بكت وضحكت في وقت واحد.
فقالت (فاطمة ) رضي الله عنها أما الآن , فنعم , فقد شهدت في ذلك اليوم ثلاث معجزات من معجزات رسول الله , ولا بد لك من معرفتها, وليعرفها المسلمون في كل زمان ومكان. ففي المرة الأولى, قال لي أبي رسول الله : لقد اقترب موعد رحيلي عن هذه الدنيا يا بنتي, فبكيت. فهمس في أذني قائلأ وانك يا(فاطمة) أول أهل بيتي لحوقاً بي.
وبلهفة قالت (عائشة) رضي الله عنها وأين المعجزة الثالثة التي أضحكتك إذن؟
فقالت (فاطمة ) رضي الله عنها :قال لي أبي رسول الله أما ترضين يا "فاطمة" أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؟ فضحكت سروراً وطرباً.
وتحققت معجزات رسولنا القدوة , الواحدة تلو الأخرى , فكان رحيله عن هذه الدنيا, بعد حديثه مع ابنته (فاطمة) بوقت قصير.
ثم كانت "فاطمة" هي أول أهل بيته لحوقاً به. فقد توفيت بعد بستة أشهر .
أما المعجزة الثالثة,فأنها ستتحقق يوم القيامة, يوم ينادي المنادون في الخلائق أن"فاطمة" بنت نبينا وقدوتنا رسول الله هي سيدة نساء أهل الجنة, مع أمها "خديجة بنت خويلد" و"مريم بنت عمران",و "آسيا بنت مزاحم"(زوجة فرعون) رضي الله عنهن أجمعين. موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منها الله لرسوله الكريم