[اخوالطيبين]

المعجزة الثامنة والعشرون
ريح رماح نوفل ومال العباس
انجلت معركة ((بدر))عن انتصار ساحق لجند الله ورسوله,وهزيمة منكرة لجند الكفر والشرك, ووقع كبراء((قريش))ورءوسهم, بين قتيل وجريح وأسير.

أما الناجون,فقد فروا من أرض المعركة,كالفئران المذعورة, وتركوا خلفهم كل ما يملكون.وأما الذين لم يستطيعوا الفرار, فقد أصبحوا أسرى بأيدي المسلمين.وكان من ضمن هؤلاء الأسرى((العباس))عم رسول الله و((نوفل بن الحارث))و((عقيل بن أبي طالب)) ابنا عم رسول الله .

فأما ((العباس))فقد جاء إلى رسول الله وقال له:يا أبن أخي, ما عندي من مال افتدي به نفسي, وابني أخي((نوفل))و((عقيل)), وحليفي(عتيبة بن عمر)).

فقال له رسول الله :فأين المال الذي دفنته أنت وزوجتك((أم الفضل)) وقلت لها: إذا أصبت في سفري هذا , فهذا المال المخبوء لأولادي((الفضل)) و((عبدالله)) و((قتم)).

فأستغرب ((العباس))كثيراً, وقال في نفسه:من الذي اخبر((محمداً))

بأمر هذا المال يا ترى؟

فلا احد يعلم بأمر هذا المال سواي وزوجتي((أم الفضل)).

لا شك أن الله هو الذي اخبره,إذن فـ((محمداً))هو رسول الله حقاً, وها أنا الآن أرى علامة من علامات نبوته, وصدق دعواه.

ثم ذهب ((العباس)) إلى رسول الله وقال له: والله يا رسول الله إني لأعلم انك رسول الله, فالذي أخبرتني به الآن, ما عرفه احد غيري وزوجتي (( أم الفضل)) .

وبعث((العباس))إلى زوجته من يجلب له المال المخبوء عندها,ليفدي به نفسه وابني أخيه وحليفه.

أما ما كان من أمر ((نوفل)) فقد ذهب إلى رسول الله وقال له : يا أبن عمي , إني لا املك مالاً افتدي به نفسي فأعف عني.

فقال له رسول الله باسماً: افد نفسك برماحك التي خبأتها يا نوفل.

واستغرب نوفل من كلام رسول الله , وقال : والله ما علم بأمر هذه الرماح احد غيري يا أبن عمي, واشهد انك لرسول الله حقاً وصدقاً.

وأسلم ((نوفل بن الحارث)) كما اسلم عمه ((العباس)) وحسن إسلامهما...وقاتلا مع رسول الله في مواقعه وغزواته التالية.

وفي غزوة ((حنين))ثبت((نوفل))مع رسول الله , ودافع عنه دفاع المستميت, وأعان رسول الله والمسلمين برماحه التي كان قد خبأها قبل((بدر))والتي اخبره بها رسول الله , والتي بلغت ثلاثة الآف رمح, والتي راحت تنطلق من أيدي المسلمين في هذه الغزوة, لتوقف تقدم الكفار, وتقتلهم شر قتلة.

موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منها الله لرسوله الكريم