كان عمر رضي الله عنه معروفًا بحدة الطبع وقوة الشكيمة، وطالما لقي المسلمون منه ألوان الأذى، والظاهر أنه كانت تصطرع في نفسه مشاعر متناقضة؛ احترامه للتقاليد التي سنها الآباء والأجداد وتحمسه لها، ثم إعجابه بصلابة المسلمين، وباحتمالهم البلاء في سبيل العقيدة، ثم الشكوك التي كانت تساوره كأي عاقل في أن ما يدعو إليه الإسلام قد يكون أجل وأزكى من غيره، فكتب الله له الهداية وأعز الله به الدين.