عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-2012, 07:00 AM   #1
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40187 فى 13120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

سلامة الصدور من الأحقاد والبغضاء



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن عبد الله بن عمرو،قال،قيل لرسول الله،أَي الناس أَفضل،قَال(كل مخموم القَلب،صدوق اللسان،قالوا، صدوق اللسان،

نعرفه،فما مخموم القلب،قال،هو التقي النقي،لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)الراوي،عبدالله بن عمرو بن العاص

المحدث،الألباني،المصدر،صحيح ابن ماجه،الصفحة أو الرقم، 3416،خلاصة حكم المحدث،صحيح،إن سلامة الصدور من

الأحقاد والبغضاء والغل والحسد وسوء الظن،علامة من علامات الإيمان، وخصلة من خصال البر والإحسان،وهي من

لوازم التقوى، وهذا المقصد مما حرصت الشريعة على تأكيده وترسيخه في القلوب،قال تعالى(إِنما المؤمنون إِخوة فَأصلحوا

بين أَخويكم واَتقوا الله لعلكم ترحمون)الحجرات،قال العلامة ابن سعدي(هذا عقد،عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي

شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر،فإنه أخ للمؤمنين،

أخوة توجب أن يحب له المؤمنون،ما يحبون لأنفسهم، ويكرهوا له ما يكرهون لأنفسهم،إلى أن قال(ولقد أمر الله ورسوله بالقيام

بحقوق المؤمنين بعضهم لبعض،ومما يحصل به التآلف،والتوادد،والتواصل بينهم،ثم أمر بالتقوى،وبحقوق

المؤمنين الرحمة فقال(لَعلكم ترحمون)وإذا حصلت الرحمة حصل خير الدنيا والآخرة،وقال شيخ الإسلام( وتعلمون أن من

القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين، تأليف القلوب،واجتماع الكلمة، وصلاح ذات البين، فإن الله تعالى

يقول(اتقوا الله وأَصلحوا ذات بينكم)الأنفال،ويقول(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفَرقوا)آل عمران،وجماع السنة طاعة

الرسول،ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم،في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبى هريرة(إن الله

يرضى لكم ثلاثاً، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاَّه الله

أموركم)خلاصة حكم المحدث،صحيح،الصحابة وسلامة القلوب،وقد كان الصحابة الكرام خير مثال في سلامة

الصدور،كما وصفهم الله تعالى بذلك،وقال تعالى(محمد رسول الله والذين معه أَشداء علَى الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً

سجداً يبتغون فَضلاً من اللَه ورضواناً)الفتح،وعلى الرغم مما حصل بينهم،مما يقع فيه بني البشر،فإن الحب في الله بينهم

أعمق من أي شئ،بل كان التفاضل بينهم لصاحب القلب السليم،يعني،أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة،رضي الله عنهم،

فضائل سلامة الصدور،لسلامة الصدور فضائل كثيرة، منها،أن سليم الصدر أفضل الناس،لقوله صلى الله عليه وسلم(كل

مخموم القَلب،صدوق اللسان،ومخموم القلب كما فسره صلى الله عليه وسلم،هو التقي النقي،لا إثم فيه ولا بغي ولاَ غل ولا

حسد،ومن الفضائل أن سلامة الصدر تبين حقيقة الإتباع والإقتداء بخير البشر صلى الله عليه وسلم ، فهو أسلم الناس

صدراً على الإطلاق،ومنها أن سلامة الصدر من صفات أهل الجنة قال تعالى(يوم لا ينفَع مال ولا بنون،إِلا من أَتى اللَه بقَلب

سليم)الشعراء،ومن الفضائل أن من سلمت قلوبهم في الدنيا،
فإن الله تعالى يجعلهم سالمين في الآخرة من العذاب، منعمين

في الجنان(من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقَلب منيب، ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود،لهم ما يشاءون فيها ولَدينا مزيد

سورة ق،هذا وإن سليم القلب يعيش في سعادة لا توصف،فهو مرتاح البال،طاهر السريرة، منشرح الخاطر،يحبه الخلق،

ويحبه رب الخلق،لأنه سلم له قلبه من أمراض القلوب،ومن الوسائل المعينة على سلامة القلوب،منها،ضرورة تفقد القلب

بين الحين والآخر،أشد من تفقد الأبدان،فيتفقد المرء نفسه،ويدعو ربه بسلامة قلبه،ويقبل على ربه بعمل الطاعات

والقربات،كذلك كلما تذكر المرء الآخرة خاف من المصير ، وأقبل على إصلاح قلبه،فيتذكر ويتأثر(إِنما المؤمنون الَذين إِذا

ذكر الله وجلَت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إِيماناً وعلَى ربهم يتوكلون)الأنفال،ومن الوسائل الناجعة لإصلاح

القلوب،ينبغي على المسلم أن يبتعد عن الإساءة والظن السيئ بالناس، ليسلم له قلبه من الآفات،وليكن همه حب الخير

للغير،ونصحهم وإرشادهم،والشفقة عليهم، والإصلاح بينهم،قال تعالى(فاتقوا الله وأَصلحوا ذات بينكم)الأنفال،أي،أصلحوا ما

بينكم من التشاحن،والتقاطع،والتدابر،بالتوادد، والتحاب، والتواصل، فبذلك تجتمع كلمتكم،ويزول كثير مما يكون في

القلوب من البغضاء والتدابر،



نسأل الله صدوراّ سليمة، وقلوباّ طاهرة نقية.


التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس