[المتوكل على الله]

سنعرض مشكلة تربوية لاحدى الاخوات وعلاجها :


هذه إحدى الاخوات تقول :

أنا زوجة منذ (12) سنة لزوج طبيب ولي بنت عمرها (11) عاماً ، وولد عمره (9) سنوات ، ولم يرزقني الله غيرهما ، ومشكلتي تكمن في نظرتي لنفسي ولزوجي بأننا أم وأب فاشلان في تربية أبنائنا ، وإنني كلما نظرت لأولادي أجد فشلي كمربية ماثلاً أمامي ، فأولادي أطفال غير مؤدبين مع الكبار أبداً ويرفعون أصواتهم بالاعتراض ،وتظهر الغيرة واضحة بينهم ، وهم دائمو الشجار على أتفه الأسباب ، ويتلفظون بالألفاظ السيئة ، ويسخرون من بعضهم أمام الآخرين ، وغير منظمين في أمورهم ولا يساعدونني في أي شيء ، باختصار هم دائمو الفوضى والصراخ والإزعاج ولا يهتمون بدراستهم .



يقول لي الكثيرون أن جميع الأطفال هكذا ، ولأني لا أريد أن يكون أطفالي هكذا !! وأعترف أنني أرتكب أخطاء كثيرة وما زالت في حقهم ، فعندما رزقت بطفلتي وكانت في منتهى الجمال والذكاء ، أصبحت عصبية جداً ولا أتحمل أي تصرف منها ، فكنت أضربها وأصرخ فيها وهي لم تتجاوز السنتين بعد ثم أعود وأبكي وأندم على ما فعلت ، ولكني كنت أكرر نفسي تصرفي ، وكبرت ابنتي وأصبحت عصبية مثلي وكذلك أخوها ، صحيح أنني ابتعدت كثيراً عن الضرب وبدأت استخدم أساليب أخرى كالتشجيع والمكافأة والعقاب المعنوي ، ولكن هذا لم يفد مع أبنائي ، فهل ما زالت الفرصة متاحة لحل مشاكلي مع أبنائي ؟


ويجيب د. راشد السهل : دائماً يوجد فرصة أمام الإنسان لحل مشاكله إذا أدرك أن أمامه مشكلة واعترف بوجودها ، تعتبر هذه البداية .
المشكلة عند كثير من الناس أنهم لا يعرفون بأنهم أمام مشكلة أو أنهم لا يدركون وجود المشكلة مما يجعلهم لا يبحثون عن سبب لحلها وذلك بجعلها تتفاقم .


عودة إلى مشكلة أختنا نريد أن نوضح بأن تربية الأطفال وتنشئتهم تتوقف بدرجة كبيرة على البيئة المنزلية ( الوالدين ) وأسلوب تعاملهما مع أطفالهما ومن الواضح أن المشكلة تكمن في تساهلكما في توجيه أطفالكما ، كما أنكما تفتقران إلى الحزم في ذلك ،

لذلك أقترح عليك ما يلي :



1- الاتفاق مع زوجك على ضرورة تغيير تعاملكما مع اطفالكما بهدف ضبطهما وتعديل سلوكهما .

2- الجلوس مع أطفالكما ، خاصة وأنهما في سن النضج العقلي والاجتماعي والاتفاق معهم بأنكما سوف تبدأن معهما أسلوباً جديداً في التعامل ، لأنكما بصراحة غير راضين عن أسلوبهم ، إن هذه الجلسة ضرورية بالنسبة لكما وبالنسبة للأطفال للتأكيد على وجود الخطأ وأهمية تعديله .

3- الحزم مع الاستمرار بالأسلوب الجديد وعدم التراخي أو التساهل فيه .

4- يعتمد هذا الأسلوب على حرمان كل طفل يتلفظ بألفاظ بذئية بسلوك عدواني تجاه الآخرين ، وهذا الحرمان يتغير في الحرمان من الاستمتاع باللعب إلى الحجز المؤقت ( 10 دقائق تقريباً ) بعيداً عن أي نشاطات ترفيهية ، كذلك يمكن استخدام المكافأة مع الطفل الذي يمتنع عن السلوك العدواني .

5- قيام كل من الوالدين بقضاء وقت ممتع مع الأطفال باللعب أو التسلية أو القصة .

6- جلوس الوالدين مع بعضهما في نهاية كل أسبوع لتقييم ما طرأ من تغيير على سلوك الأطفال أو الأسلوب الجديد الذي يتبعانه في التربية .

7- التحلي بالصبر عند استخدام هذه الأساليب ، فلا تستعجلا النتائج .



( م ن ق و ل )