يقبض على كوب القهوة بكلتا يديه في مقهى المجمع التجاري.. كعادته عندما يأخذ أهله إلى السوق فهو لا يحب التجوال معهم .. يضيق صدره هكذا هم الشباب ..
كان يراقب المارة تارة وتارة يتأمل ثم يضحك و فجأة فتح عينيه وأرخى شفته السفلى ..
يغمض عينيه ويفتحها مرة أخرى … يلتفت يميناً وشمالاً …
يتساءل ماذا تريد مني هذه الفتاة؟؟
تلوح له بإشارات أن اقترب و اجلس على طاولتي .
أشار إلى جسده بيده قائلاً بصمت (أنا ) !
أومأت برأسها أي نعم !
نهض وكأنه ثمل لا يدري أهو يمشي على الأرض أم على السماء .. تاريخه الحافل بحب كرة القدم لم يسمح له أن يفكر يوما ما بفتاة فضلا عن أن يجلس معها على طاولة واحدة وفي مكان عام …
وصل إلى الطاولة المقصودة وقف كأحد العواميد
قالت و ابتسامة تملأ عينيها ( تفضل استريح)
ولما أراد أن يلقي التحية تلعثم وقال (( مساء عليكم )) بدلا من السلام عليكم جلس وساد صمت غريب للحظات شتته قولها ما عرفتني باسمك؟؟
أخوك خالد وهو قابض بيده اليمنى على اليسرى وسكت
يبدو أنك خجول ؟
لا.. قالها بسرعة ثم أردف يعني تقدرين تقولين
ثم قطعت كلامه قائلة بصراحة أنا من أول ما دخلت للسوق وأنا حاطة عيني عليك وأعجبت فيك كثيراً ،و أثناء حديثها اقترب شاب في عمر خالد معه أخته الصغيرة وجلسا قريباً منهما .
التفت الفتاة إلى الشاب ورمقته بنظرة غريبة ثم زادت من نبرة صوتها قليلا وهي تتحدث ..
ودي يصير بينا علاقة إذا ما عندك مانع
نظر خالد إليها باستغراب وابدا استعداده لهذه الخطوة بكلام مبعثر .
ودخل خالد في نشوة فرح عارمة أنسته أهله وصحبه وهو مذهول بعينيها الواسعتان و بعباءاتها الفرنسية وأخذ يحدثها بحديث لا يعرفه وأثناء الحديث نهض الشاب و أخته الصغيرة وعلى وجه ذلك الشاب كآبة وتوجها خارج السوق
وإذا بالفتاة تقول لخالد لو سمحت ممكن تنقلع من هنا
نعم .. نعم قالها خالد بكل بلاهه
تقصديني أنا
نعم أنت انقلع من هنا قالتها الفتاة بكل غضب
طيب قبل شوي كنا حبايب وإنك معجبة ومدري إيش ؟؟؟؟؟؟؟
يااخي أنا ناديتك بس عشان اقهر حبيبي اللي قبل شوي مع أخته وخلاص
وضع يديه على رأسه واسند ظهره إلى الكرسي
و بحركة سريعة أمسك بقارورة الماء المفتوحة
ورشقها بما فيها من ماء على وجهها واتبعه ببصقة ملأت ما بين حاجبيها ومضى
وأخذ يردد
الكأس يلمع والعين تدمع……
مقولات راقت لي من بعض القراء بعد قراءة القصة:
التي تمتلك الجرأة للخروج مع شاب غريب .. ستخرج مع غيره حتى يتوب الله عليها
(قلب الجزيرة)
صورة للحرية المزعومة و المطالبة بها و التي ساهمت
في الفهم الخاطئ للقوة و الجرأة التي يجب أن تتمتع بها الفتاة الآن،
(حنين)
والذي أردته هنا
أن بعض بني البشر يستخدمون الآخرين من بني جنسهم كوسيلة للوصول لأهدافهم ويجعلونهم كالدمى ولا يبالون بمشاعرهم وأحاسيسهم وهذا العمل هو قمة الأنانية ….
مدونة لمعة الحرف
http://hafe.maktoobblog.com/