هل الأختلاف أمر طبيعي؟؟

[نور الأصايل]

وما هو موقفي من رأيك ؟ وما هو موقفك من رأيي ؟ وهل أنا حر في فرض رأيي عليك ؟ ومصادرة غيره من الآراء ؟

ثم الأهم من كل ذلك ... هل أنا ملزم بك كوجود أو حقيقة موضوعية ؟ وهل أنت ملزم بوجود آخر تهتم به أو تصغي إليه أو حتى تعتقد بوجوده ؟

أيها الأخ الحبيب ... لقد مر علي الكثير من التجارب في سنوات ، وهذه السنوات غنية وثرية بالتجربة والمواقف ، ومن الخسارة الكبيرة أن تمر تلك التجربة دون استخراج دروس وعبر من الماضي ، وجعلها كمصابيح وشموع تضيء لنا طريق المستقبل بمشيئة الله .

وإليك أيها الأخ الحبيب بعض الوقفات والمحطات التي أود - مخلصا - أن تقف معها كثيرا وتتأملها جادا ، من أجل غد أفضل .
وقفات وعبر من خلال مشوار الحوار :

الاختلاف أمر طبيعي بل حتمي في هذه الكون :
وهذه سنة إلهية ، حيث بيّن الله سبحانه وتعالي أن الناس في خلاف ، وأنهم لا يزالون مختلفين ، وأن الخلاف لا يعرف أحقيته أو بطلانه من كثرة الأعداد أو قلتها ، وأن الحق لا يرتبط بالأشخاص ولا بالدول ولا بالمؤسسات ، والحق أصيل وقديم ، وهو الغالب ، بالكلمة والحجة والبرهان ، وأن الحق لا يحتاج إلى أشخاص يجيدون الشتائم والسباب ، وأن الحق لا يريد إقصاء الآخر ، ولا إلغاء شخصه ، بل الحوار معه ، في جو يكفل المساواة في الفرص والإمكانات ، وكما أن الحق ظاهر فإنه لا يزال في صراع ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

ولولا قيمة هذا الصراع لما أوجده الله ، فالله سبحانه وتعالى لا يوجد - إطلاقا - شرا محضا ، ولا يوجد في مخلوقات الله شرور معدومة الخيريّة بوجه من الوجوه ، بل لا توجد مصيبة ولا شر، أو انتكاسة من انتكس ، أو زوال مظهر من مظاهر الخير ، إلا وفيه خير ظاهر أو باطن علمه من علمه وجهله من جهله ، فلله الحكمة البالغة كما له الحجة البالغة ، ولو شاء لهدى الناس جميعا ، ولكن الحياة أرض بلاء ومحك اختبار ، ودار عمل ، فمن شاء فليقدم لنفسه من الأعمال والأقوال ما ستنفعه يوم القصاص الأكبر .

ولو لم يختلف الناس فيما بينهم على غايات ووسائل الحياة ، وكما يسمي القرآن هذه الظاهرة \" بالتدافع \" ولو بقينا مع أبينا ( آدم عليه السلام ) في الجنة ، لما تحققت الغايات النبيلة والحكمة الربانية من التكاليف الإلهية ، ولما أبدع الإنسان أيضا في حياته التكليفية وأنتج العلوم والدراسات الغاية في الروعة ، لأن مثل هذه الدراسات لا تنمو وتزدهر إلا مع وجود التنافس والتدافع بين البشر .

ولذلك ُبعث الأنبياء ، وأبتلوا ، وُمحصوا ، وعذبوا ، ولولا دار التكليف ، لما حصل للأنبياء ما حصل ، فحياتنا جهاد ، ووجود المخالفين أمر حتميّ لا مناص منه شاء من شاء أو أبى من أبى !
وإذا تقررت تلك الحقيقة - وهي لزوم وجود المخالف - بقيّ علينا أن نتعلم كيف نعيش معه .


أمانة الكلمة وخطورة الأفكار :
إذا آمنا بضرورة وجود المخالف أو \" الآخر \" ، بقيّ أن نؤمن بأمانة ومسؤولة الكلمة ، لأننا ندرك مدى خطورة الأفكار على القراء .

إن الإنسان - مهما كان اتجاهه - يحذر جدا من الطعام المسمم أوالفاسد ، فلا يأكله ولا يقدمه لأفراد أسرته ، إيمانا منه بأن الطعام الفاسد يسمم الجسد ويسري سمه في الدم ويهلك الإنسان .

وإذا كان الطعام الفاسد أو الرديئ يسمم الجسم ، فإن الأفكار الفاسدة أو الرديئة تسمم العقول وتقتل العلوم ، وأعتقد أن تسمم العقول أخطر من تسمم الأجساد ، والإنسان لا يكون إنسان بمجرد كونه يمتلك جسدا !

ومن الأمور المضحكة - حقا - أنني أعلم أن هناك أفرادا من الكتّاب في المنتديات والصحف من الذين يدمنون على الكتابة ، وإنتاجهم الكمي كبير جدا ، المضحك في الموضوع ، أن أحدهم مرة كتب موضوعا \" ما \" وهو غير معتقد بما كتب بل غير مبالي ، وإنما الذي دفعه إلى الكتابة مجرد شهية الإنتاج الكميّ الذي أدمن عليه ، ومع يقينه - أي هذا الكاتب - بتفاهة ما كتب ، إذ به يصدم إلى درجة الإغراق في الضحك ، بأن عشرات القراء أعجبوا بما كتب بل بعضهم آمن وأعتقد بصحة تلك الأفكار !!

لقد قالها لي صراحة : ما أتفه القراء !
وقلتها أنا له بصراحة : ما أشد إنفلات المسؤولية عندك !

كم من فكرة كتبت هنا - - وتلقفها القراء بالقبول ، وطبعت وصورت آلاف المرات ، إن بعض الكتاب يحضون باهتمام منقطع النظير من قبل القراء إلى حجم يفوق بعض كتّاب الزوايا في الجرائد الرسمية ، بل بعضهم - كما علمت - يتابع باهتمام من قبل معظم القراء هنا وهناك !

وبعد كل ذلك - يا أخي الغالي - ألا يتوجب علينا أن نحترم الكلمة ، أن نحترم الحروف ، نحترم القراء ، نحترم أنفسنا ؟
منقول بتصرف

[بنت الاصول]

الخلاف يعني المنازعة والخصومة
الاختلاف : مايتكون لدي من قناعة تختلف عن قناعة الآخر
في حقيقة الأمر لا أُجادِل في الأمور التي فيها اختلافات فقهية
لأني لا أحمل علم شرعي في ذلك ..
وأحياناً أترك حوار مع طرف آخر إذا كان الجدل هو قضية أو أمر
لا استطيع الرد فيه ...

[قلم صريح]

إنارة رائعة أخي الكريم .

إذا أردت أن تخلق تفاحة من عدم , فلابد أن تخلق الكون أولاً , هل تستطيع ؟
هنا لا رآي و لا نقاش , و لا خلاف و لا إختلاف ,, إنما غيره فالعب بما شئت . لماذا ؟ لأن رقيبك من خلق التفاحة من عدم .
البعض تعجبهم نصيحتي إلى درجة أنهم يعلقونها على الحائط بدلاً من إستعمالها .
سبحانك الله ربي .

[نور الأصايل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيره   الخلاف يعني المنازعة والخصومة الاختلاف : مايتكون لدي من قناعة تختلف عن قناعة الآخر في حقيقة الأمر لا أُجادِل في الأمور التي فيها اختلافات فقهية لأني لا أحمل علم شرعي في ذلك .. وأحياناً أترك حوار مع طرف آخر إذا كان الجدل هو قضية أو أمر لا استطيع الرد فيه ...

شكرا اخت منيرة على مداخلتك
جزاك الله كل خير

[هيا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الأصايل   أمانة الكلمة وخطورة الأفكار : إذا آمنا بضرورة وجود المخالف أو \" الآخر \" ، بقيّ أن نؤمن بأمانة ومسؤولة الكلمة ، لأننا ندرك مدى خطورة الأفكار على القراء . لقد قالها لي صراحة : ما أتفه القراء ! وقلتها أنا له بصراحة : ما أشد إنفلات المسؤولية عندك ! كم من فكرة كتبت هنا - - وتلقفها القراء بالقبول ، وطبعت وصورت آلاف المرات ، إن بعض الكتاب يحضون باهتمام منقطع النظير من قبل القراء إلى حجم يفوق بعض كتّاب الزوايا في الجرائد الرسمية ، بل بعضهم - كما علمت - يتابع باهتمام من قبل معظم القراء هنا وهناك ! وبعد كل ذلك - يا أخي الغالي - ألا يتوجب علينا أن نحترم الكلمة ، أن نحترم الحروف ، نحترم القراء ، نحترم أنفسنا ؟ منقول بتصرف

يعطيك العافية اخوي نور الأصايل

أنا عندي رأي مغاير للكاتب

أولا أنه ليس من المنطق أن نتوقع حسن النية في جميع من يكتب

فالطالح أكثر من الصالح

كما أنه ليس منطقيا أن نتوقع منهم

احترام الكلمة ، احترام الحروف ، احترام القراء ، احترام أنفسنا

ف اللوم يقع على إعلامنا الجائر

الذي يضيق الخناق على أصحاب الأقلام الرررررائعة

ويستقطب الحثالة من الأقلام

كما أن اللوم يقع علينا أنفسنا

فالمؤمن كيس فطن ويجب أن يكون القارىء

على درجة من الحذر فيما يقرأ

[نور الأصايل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل المرشد   إنارة رائعة أخي الكريم . إذا أردت أن تخلق تفاحة من عدم , فلابد أن تخلق الكون أولاً , هل تستطيع ؟ هنا لا رآي و لا نقاش , و لا خلاف و لا إختلاف ,, إنما غيره فالعب بما شئت . لماذا ؟ لأن رقيبك من خلق التفاحة من عدم . البعض تعجبهم نصيحتي إلى درجة أنهم يعلقونها على الحائط بدلاً من إستعمالها . سبحانك الله ربي .

اشكر مرورك وتعقيبك
اخي العزيز
بارك الله فيك