من اعلام الرواة والشعراء

[خالد المشاري]

من أعلام الرواة والشعراء (2-2)

اليحيى أعطى للساحة الشعبية الكثير ونهل من أدبه الجمهرة من الشعراء والمؤلفين




محمدبن يحيى


صلاح الزامل :

تراث ابن يحيى وآثاره

ترك ابن يحيى مؤلفات عدة من التراث الشعبي وهذا معظم اهتمامه منذ أن عرف الحياة وجالس الرجال أنصبت ميوله إلى تدوين ما يسمع من الشعر الشعبي وبدأ بشعراء منطقة سدير المعاصرين والذين رآهم وشاهدهم ولعل من أشهرهم الشاعر الكبير الفحل ابراهيم بن جعيثن المتوفى سنة 1362ه وقد جاوز المئة سنة وأخذ شعره شفاهة منه عندما رجع إلى أبيه بعد ما مرض فاستغل وجوده في سدير فدون أشعار ابن جعيثن ويعد ابن يحيى رحمه الله راوية ابن جعيثن وكاتب ديوانه كله فله الفضل في نسخ هذا الديوان وهناك نص نادر قاله الراوية محمد بن يحيى نقلاً النبذة التي كتبها الأخ عبدالله نجل(2)ابن يحيى وهذا النص نصه ما يلي: "وهو ان ابن يحيى سأل الشاعر ابراهيم بن جعيثن عن حميدان الشويعر وصفته الخلقية وأن الناس يقولون انه قصير مفرط القصر ودميم الخلقة فأجاب ابن جعيثن رحمه الله انني أدركت الشاعر محمد بن عشبان رحمه الله وكان عمري آنذاك ثلاثة أو خمس عشرة سنة وكان ابن عشبان يحمل بعربة قائلاً ابن عشبان يقول ان حميدان الشويعر كثيف اللحية متوسط القامة لديه إلمام بالفقه وكان أهل قريته القصب يسألونه عن بعض المسائل الدينية" انتهى كلام ابن عشبان رحمه الله.
وابن عشبان رحمه الله توفي سنة 1269ه ومن كلام ابن عشبان هذا نعلم أنه ابن عشبان قد رأى حميدان الشويعر وجالسه وأخذ عنه وحميدان الشويعر اختلف في سنة وفاته والأشهر منها سنة 1200ه ويكون ابن عشبان حينما رآه قبل هذا التاريخ بعدة سنوات ولعل ميلاد ابن عشبان في حدود 1180ه وميلاد ابن جعيثن في حدود 1256ه تقريباً(3)

ومن الذين دون أشعارهم صديقه الوفي المخلص شاعر سدير في وقته الأديب سليمان بن علي بن مشاري الناصري المتوفى سنة 1389ه وميلاد الشاعر سليمان في حدود 1285ه كما ذكر ذلك ابن يحيى في مقدمة ديوان سليمان الذي دونه ونسخه مشافهة منه.
وابن يحيى والشاعر سليمان صديقان كل واحد منهما يحب الآخر فهما كالنفس الواحدة كانت أخوتهما في الله عز وجل لم يكن أية مصلحة أو سبب دنيوي يربط هذه العلاقة سوى علاقة الدين فقط.
أخبرني أخي عبدالله بن يحيى لما انكسرت رجل أبي في الحج ورجع إلى الرياض وأصبح في البيت لا يستطيع الخروج وتأخر برؤه فلما علم سليمان بن علي بالخبر أتى إلى الرياض مسرعاً ولازم أبي طيلة مدة مرضه لا يتركه إلا للذهاب إلى المسجد فكان مؤنسه خلال هذه المدة لم يمل ويكل بل هو مسرور مع صديقه ورفيق دربه ابن يحيى رحمهما الله وتلك والله قمة الوفاء والتفاني في التضحية والمروءة. فلما برئ والدي رجع إلى منزله بالرياض بحوطة خالد(4)

كذلك من الذين دون اشعارهم وقصائدهم الشاعر النادر حاضر بن حضير المتوفى سنة 1378ه وكان هذا الشاعر يقطن سدير فدون أشعاره ونسخ قصائده وعطا الله بن خزيم المتوفى سنة 1392ه وغيره من شعراء عصره .

أما مؤلفاته فأشهرها كما ذكرنا:


1-لباب الأفكار في غرائب الأشعار وهي الموسوعة الشهيرة لدى الباحثين والأدباء مكث فيها أكثر من 50سنة يدون في هذه الموسوعة وفيها مايقارب 300شاعر وقد قام الشيخ عبدالله بن خميس مع الاستاذ سليمان الحديثي بتحقيق هذه المخطوطة. وقد انتهى من تدوينها سنة 1387ه.
2-الفوائد من خيار القصائد مخطوطة متوسطة الحجم اختار بعضاً من القصائد وهي سابقة تأليف اللباب.
3-تاريخ بعنوان الترسيمات المفيدة وهو يعنى بتاريخ نجد.
الاستاذ الشاعر صالح ابن الشاعر عطا الله الخزيم فقد رثاه بقصيدة مناسبتها أن الشاعر أتى للرياض لزيارة ابن يحيى في منزله لكن الشاعر صالح لم يعرف المنزل وتاه عنه فاتصل بمنزله وقال أريد ان أكلم أبا عبدالله فقالوا له أنه توفي قبل 25يوماً فكانت مفاجأة حزينة فقال هذه الأبيات:

جاوبوني وأفجعوني بالخبر
بيت ابن يحيى على الهاتف عصر
قلت وين الشيخ قالوا مضى
يم رب الكون وانهد القصر
قلت واويلاه والقلب كواه
لوعة افراق البحر يومه حسر
البقية من عصايب نجدنا
والشمايل عدها ما ينحصر
ما حلا ذيك المجالس والسمر
والترنم بالقوافي من الشعر
من حلا ذاك التهيؤ للنظيم
ما حلا سرد القوافي كالدرر
ما حلا ذاك الوقار المستمر
وابتسامات المعاني في صور

إلى ان قال الشاعر صالح الخزيم:

من شذا عرفه تذكر من مضوا
سادة من نجد عطرين السير
سطروا في نجد تاريخ لنا
يبعث النوماس ويزيل الكدر

وبعد أيها القارئ الكريم سعدنا برحلة من رحلات أحد أعلام الجزيرة العربية الذي أعطى للساحة الشعبية التراثية الكثير ونهل من أدبه الجمهرة من الشعراء والمؤلفين القليل منهم شكر ووفى لابن يحيى والكثيرون وهم الأغلبية تنكروا وكأنه لم يغرف من هذا النهر ليروي ظمأه المعرفي والأدبي ولكنه الوفاء الذين يعجز الأنام الوصول إلى بابه فرحمة الله عليك يا أبا عبدالله وجعل مثواك ومستقرك الجنة وقد فاضت روحه يوم الأربعاء الموافق السادس والعشرين من شهر جمادى الأولى لعام ألف وأربعمائة وأربعة عشر هجري وصلى عليه في مسجد الراجحي بالرياض بعد صلاة الظهر ودفن بحوطة السدير. وأشكر أخي العزيز الشهم عبدالله اليحيى على تعاونه معي فله مني وافر الشكر والتقدير.

---------
(1)أخبرني بسنة وفاة الشيخ محمد بن عيسى الخليفة الأديب البحريني مبارك العماري عبر مكالمة هاتفية وفقه الله.
(2)نبذة كتبها الاستاذ عبدالله بن راويتنا وابن عمه عبدالرحمن.
(3)محمد بن عشبان الدوسري انتقل من الدلم أو انتقل أبوه وسكن جلاجل ولا يوجد فيما أعلم ذرية لهذا الشاعر الفحل.
(4)الشاعر سليمان بن علي استقر بالرياض أخيراً عند أحد أبنائه وبها توفي ولعلنا في أعداد قادمة نترجم لهذا الشاعر الكبير رحمه الله.

[معشي الذيب]

[align=center]
اخي الكريم خالد المشاري


اشكرك على المشاركه والمعلومات القيمه عن الشعراء والمشاركه تستحق التمعن فيها والقراءه اكثر من مره واكرر لك شكري على الموضوع الراائع ...


تحيااتي لك خالد
[/align]

[خالد المشاري]

اخي معشي الذيب شكراً جزيلاً لك على مرورك وتعليقك

لك مني اجمل تحية ...

[أبو حمـد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


والله يعطيك العافيه أخوي خالد ،، وجهد مشكور ،، جزاك الله خير ،،

ورحم الله الشيخ محمد بن يحيى رحمة واسعة ،، وغفر الله له ولجميع المسلمين ،،

بحاول احصل على نسخة كتاب لباب الأفكار ،، واضح أنه كتاب قيم جداً ،، واشكرك على التنويه بمؤلفاته رحمه الله ،،

[خالد المشاري]

حياك الله حمد ولد ابو حمد

واتمنى من لديه اي معلومات او وثائق تختص بالادب والشعر القديم ان يزودنا لها فهناك باحثين ومؤرخين يبحثون عن المعلومة من مصادرها الصحيحة


ولا تنسى الموضوع الذي ذكرتك به

لك خالص شكري وتقديري ,,,