كالعاده اصحوا من النوم مضطرا على صوت زقزقة العصافير على الاشجار وقد نفذت اشعة الشمس من نافذتى المطله على ترعة القريه وقد علت وجهى علامات الضيق لاننى ما أريد الاستيقاظ مبكرا (كعادة معظم المصريين) فأقوم لاغلق النافذه وأحاول النوم مرة أخرى ولكن عند غلقى للنافذه أرى كثير من الحركه التى اتعجب لها فها أنا ارى جارتنا تقوم بتنظيف الشارع من اوراق وقش وماشابه ذلك (على فكره هى تقوم بالتنظيف كل يوم) دون ملل او تعب فيجول فى خاطرى:ما الذى تستفيده من هذا التعب والتنظيف فبعد دقائق قليله ومع حركة الناس سوف يعود كل شىء الى ما كان عليه. ويمر عليها مجموعه من الفلاحين ذاهبين الى الحقل (هذا هو موسم ضم الارز) وهم يبتسمون يضحكون بل انا فى بعض الاحيان اقوم من النوم على صيحاتهم وضحكاتهم فيجول فى خاطرى هاجس اخر:لماذا يبتسم هؤلاء الفلاحين مع انهم ذاهبين لعمل كله عناء وتعب ومشقه؟ بل لماذا تراهم مسرعين فى خطواتهم كأنهم ذاهبين الى احدى الملاهى او الى احدى صالات الالعاب؟ .
هذا المنظر اثرت ان احكيه منفصلا عن بقية المناظر لما له من علامات مميزه للشباب (انا واحد من هؤلاء الشباب) رأيت امراة مسنه تعدت الثمانين من عمرها (والله لا أبالغ) رايتها تسوق بعض من المواشى امامها وهى تسحب احداها فتنطلق احدى هذه المواشى شاردة عن البقيه فتجرى ورائها (وكانها فتاة فى العشرينات من عمرها) فتعيدها وتشرد اخرى فتجرى ورائها وتعيدها وهكذا الى ان تصل الى مكانها المنشود . فأتعجب من فعلها هذا رغم انها والله تملك من المال الكثير بل والله انها لاغنى من فى القريه (لها حوالى 21 فدان ومن الذرية الصالحة الكثير) .
وفجأة : يا محمود اصحى يلا عشان نروح الغيط نضم الارز . هكذا ينادى ابى من خارج الغرفه فأعود مسرعا وأتظاهر بالنوم وينادى ابى : محمود محمود اصحى يا ابنى كل ده نوم (هو لا يعرف اننى كنت سهران خارج البيت ولم انم الا بعد الفجر اى منذ ساعه واحده فقط) اصحى بقى فأرد عليه بصوت خفيف وانا اسحب البطانية على جسدى : يا ابى بلاش انا النهارده خذ محمد اخى انا تعبان فيرد على قائلا : محمد عليه امتحانات وبيذاكر (هو عامل نفسه بيذاكر عشان ما يجيش معانا) وانت الوحيد اللى فاضى يلا قوم بقى ......................وللقصة بقيه