05-06-2012, 12:46 AM | #1 | |||||||||
سليمان الزيادي
|
ازدواج المعايير.!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. لعل من أوضح الأمور في هذا العالم من ناحية الأخلاق هي هذه المعايير المزدوجة التي نلاحظ انتشارها على جميع المستويات و الأصعدة. فمثلاً دولة كأمريكا تنادى دائماً بالديمقراطية و حريّة الشعوب و ترسل جيوشها هنا و هناك أو تستخدم غطاء الناتو لمثل هذا العمل الذي تعتبره إنسانياً ثم تراها في مجلس الأمن تستخدم الفيتو في سبيل منع إدانة إسرائيل على ارتكابها لمجزرة هنا أو هناك ، و هذا ينطبق على روسيا و دفاعها عن نظام بشار ، و أيضاً على الصين و دفاعها عن النظام في كوريا الشماليّة. ثم هذه الدول دائماً ما تطالب بمحاكمة البعض بخصوص ارتكاب جرائم حرب و تستخدم مجلس الأمن في سبيل إصدار قرارات نافذة بهذا الخصوص ، فهل يستطيع مجلس الأمن استصدار قرارات تدين بعض المتنفذين في هذه الدول؟ الجواب بالطبع لا !! هنا نرى المعايير المزدوجة على أعلى الهرم في المجتمع الكوني. المعايير المزدوجة هي عندما أشجب / أعترض على فعل أو قول قام به البعض بينما لا أبدي مثل هذا التصرف لو قام بهذا الفعل أو قال مثل هذا القول شخصٌ بيني و بينه علاقة مودة / محبة / صداقة ، بل الأدهى أن أقوم أنا بمثل هذا الفعل أو أقول مثل هذا القول.! ما سبق كان مدخلاً لما أريد الحديث عنه ألا و هو ازدواج المعاييرللأشخاص في مجتمعنا. من المشهور أن أحكامنا غالباً ما تؤثر عليها اعتبارات شخصيّة أو عاطفيّة ، و هذا مشهور على مدى مسار تاريخنا العربي فقول الشاعر : و عين الرضا عن كل عيب كليلة و لكن عين السخط تبدي المساويا دليل على هذا الكلام الذي ذكرته ، وصولاً إلى حديثنا اليومي عن الأوضاع التي نعيشها فما نقوله في السر يناقض تماماً ما نقوله على الملأ.! كما أن الكثير منا قد يشجب يعارض بعض الأفعال / الأقوال لأشخاص بعينهم لأننا لا نميل إليهم بينما نقوم بمثل هذه الأعمال و نقول مثل هذه الأقوال أو نؤيد الآخر الذي فعل مثل هذا أو قال مثل ما قيل لأنه قريب / حبيب ، أو حتى في سبيل مخالفة الآخر لأننا لا نحبه / نطيقه ، مما يبين هذا التناقض في شخصياتنا ، و الأدهى و الأمر أن يكون هذا في عالم افتراضي و مع شخصيات افتراضيّة لا نعرف عنها سوى معرفاتها.! كما أن أحكامنا تختلف باختلاف الجنس فالذكر الذي له علاقات غراميّة كثيرة هو فحل / بطل إلى ما هنالك من أوصاف المديح ، بينما الأنثى التي لها نفس العلاقات هي زبالة أو تطلق عليها أوصاف أكرّم نظركم عن كتابتها. كل هذه أمثلة على المعايير المزدوجة و لعل الكثير منكم لديه أمثلة غيرها. طبعاً أن يحمل الشخص معايير مزدوجة فهذا يعني النفاق / الرياء و مثل هذه الأمور تمقتها الفطرة السليمة. ازدواجية المعايير هي خصلة متناقضة مع الاستقامة / النزاهة / طلب الكمال ، و هذه الأمور هي من أسس الإيمان و بالتالي فاقدها هو فاقدٌ للإيمان أو جزء كبير منه.! كما أن المعايير المزدوجة هي عائق لتطور شخصية الفرد فهؤلاء سيعيشون بشخصيّة ضعيفة ، و يموتون بمثل هذه الشخصيّة ، لأن هذه الشخصيات لا تحكمها الثوابت بل تحكمها المصالح الذاتيّة. تتحكم بها المكاسب الشخصيّة ، و لا تتحكم بها المبادئ. أيضاً المعايير المزدوجة تؤثر تأثيراً كبيراً على الحوار داخل الكيان / المجتمع. فكما قيل فإن الحوار هو مثل الباب المتأرجح على مفصلات مزدوجة ، المفصل الأول يمثل مهارات الأشخاص الداخلين في الحوار ، و المفصل الثاني يمثل النمط العقلاني أو مناخ الرأي الذي يمثل هؤلاء الأشخاص. و كلاهما يجب أن يعتمد على افتراضات عقليّة لا على اعتبارات و عواطف شخصيّة. و في الختام أذكر نفسي و إياكم بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ). اسأل الله جل في علاه أن يرزقنا جميعاً صواب القول و العمل ، و أن لا يجعل أحكامنا تبعاً لأهوائنا. اللهم آمين. تحيّة تشبهكم و سلام.
|
|||||||||
05-06-2012, 01:43 AM | #2 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: ازدواج المعايير.!
أخي الفاضل ((رحال))
لا أعلم من أين ابدأ فموضوعك أخي بحسب فهمي المتواضع يؤخذ من منظورين المنظور الأول منظور سياسي ليس بالضرورة أن يخضع للأخلاق والقيم فأمور السياسة لها أعرافها وتقاليدها ومداخلها ومخارجها وهي في الغالب تأخذ بمفهوم ((مكيافيلي)) الذي يقول أن الغاية تبرر الوسيلة فبالتالي الدول تأخذ مواقفها بعيداً عن العاطفة والمفاهيم الأخلاقية إذ أنها تعمل لتحقيق مصالحها بأي شكل كان ...فقد تظهر في موقف واحد برأيين متناقضين بحيث تظهر للمراقب الغير ملم بأمور السياسة على أنها مزدوجة المعايير فالملاحظ على سبيل المثال في قضايانا العربية أن الدول الكبرى تتعامل معها بشكل إنتقائي بما يحقق مصالحها ,, المنظور الآخر هوالمنظور الأخلاقي المرتبط بالأنسان العادي حيث تتحدد القيم والأخلاق في سلوكيات البشر ,,فهناك من يكون متوازن الشخصية لديه قيم ومُثل يعمل بها في حياته وظاهره كاباطنه ,,فهذا لا يعاني من إشكالية المعايير المزدوجة وهناك من تكون شخصيته مهزوزة ولم تبنى على أُسس من القيم والمثل والأخلاق وتصبح الحياة هي التي تشكله يميناً ويساراً فهو يتبع تحقيق مصلحته دون أي إعتبار لأزدواجية المعايير ثم إنها تحية تشبهكم وسلام |
|||||||||
05-06-2012, 01:47 AM | #3 | |||||||||
مشرف سابق
|
رد: ازدواج المعايير.!
طرح جميل يشد الناظر إليه
ولا شك أن الأسم يتم تداوله على مختلف الصعد وأحيانا يقال [ الكيل بمكيالين] أزدواج المعايير لايقيم وزنا للنظام الذي عن طريقة توجه الأمور مهما كانت الى طريقها الصحيح فيأخذ كل ذي حق حقه ازدواج المعايير تقوم على أساس الظلم في التعامل بين الأفراد حسب فئاتهم هضم الحقوق المشروعة، ليلبس الظالم لباس الناصح الأمين القوة ،المنصب ،الجاه ، الواسطه ،وأحيانا المعرفة السابقه كلها كفيلة أحيانا يتغيير وتوجيه النظام وتحويره ليتوافق مع رغباتهم فيم يطبق النظام بحذافيره على من تنقصه تلك المتطلبات وماتمارسه أمريكا من تطبيق لأزدواج المعايير بين العرب واسرائيل ومن ثم تنادي بالعدل وإرساء الديموقراطية وتنادي ونتاضل من أجل حقوق الإنسان وهي تمارس شتى أنواع التعذيب والقتل في حق المدنيين من الأطفال والشيوخ والعجائز والعزّل. حينما أكافىء أو أمتدح شخصا بما ليس فيه وألبسه لباسا قد لايكون على قياسة بدافع المعرفة أو الصداقة أو القرابه أو شيء في النفس مع العلم أن هناك من هو أكفأ منه وأنا أنادي بالعدل أكون قد ظلمت الإثنين وبذلك أكون قد طبقت أزدواج المعايير بدافع العاطفة فلذلك لابد أن نلزم جانب الحياد كي تكون قراراتنا في محلها أخي رحال أرجو أن لاأكون خرجت عن لب الموضوع ودخلت في تفرعات لامعنى لها دمت بود |
|||||||||
05-06-2012, 02:17 AM | #4 | |||||||||
سليمان الزيادي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
قبل البدء ، هنا مثال رائع للمعايير المزدوجة و تأثيرها على الأحكام. |
|||||||||
05-06-2012, 05:05 AM | #5 | |||||||||||
سليمان الزيادي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
حديثي عن سياسة بعض الدول التي ذكرتها كان عبارة عن مدخل للموضوع الذي أردت أن أتكلم عنه. عندما نتكلم عن مفهوم ( الغاية تبرر الوسيلة ) و هو المفهوم المنسوب لـ نيقولا ميكافيلي في كتابه الأمير. و في هذا الكتاب أشياء جيدة و هو مترجم و متاح للتحميل و يمكن البحث عنه في الشبكة. و قد قال بعض من كتب أن ميكافيلي في هذا الكتاب قد تأثر بمقدمة ابن خلدون. و هذا مبحث يطول و ليس هذا مجاله ، و لكن لو تتبعنا التاريخ قبل و بعد ميكافيلي لوجدنا أن الكثير من الحكام سوآءا هنا أو هناك قد اتبعوا هذا المفهوم كما أغلب المفاهيم في كتاب الأمير لتوطيد دعائم حكمهم.! ثم أن قولك أن الدول تأخذ مواقفهابعيداً عن العاطفة والمفاهيم الأخلاقية إذ أنها تعمل لتحقيق مصالحها بأي شكل كان فهذا قد أوافق عليه عند الحديث عن الدول التي لها منهج واضح تسير عليه ، أما الدول التي تعتمد على مزاجيّة الحاكم و حاشيته فهذه مواقفها تنبع من عواطفهم / أهوائهم / آرائهم.! ثم أن هنا مصطلح فضفاض و هو مصطلح السياسة ، و كلٌ له تعريف / مفهوم لهذا المصطلح ، و بالتالي يتحدد الحكم على هذا المصطلح استناداً للتعريف / المفهوم.! فإذا كانت الدول الكبرى تتعامل معنا بما يوافق مصالحها ، فلماذا توافقها و نسير حسب أهوائها و بما يخالف مصالحنا كأمة ، إلا إذا كان القصد مصالح شخصيّة لا مصلحة عامة.! بالنسبة للمنظور الآخر و الذي كان القصد من الموضوع فأنا أوافقكِ على أهميّة القيم و الأخلاق و المبادئ في تكوين و تحديد سلوكيات الفرد ، و لكن من المهم أن يكون مصدر هذه القيم و الأخلاق و المبادئ مصدراً سليماً صافياً. كنتِ قد كتبتِ موضوعاً بعنوان ( ثقافة العيب في مجتمعنا المتناقض ) ، و قد طرحتِ في هذا العنوان أمثلة على ازدواجية المعايير في مجتمعنا. و من أمثلة الازدواجية لدينا ، دور السينما حرام ، و لدينا أكثر من عشرة قنوات سعوديّة متخصصة في بث الأفلام على مدار الأربع و عشرون ساعة. من مظاهر الازدواجية هو أن يقول أحد مالكي هذه الشبكات مثل هذا القول : (نفى وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس مجموعة mbcمحاولة المجموعة التركيز المُفرط على “الترفيه” عبر استحواذها على أضخم ثلاثة برامج عالمية في مجال اكتشاف المواهب، مؤكدا أنه بالرغم من كون العائد على الاستثمار الإعلاني أعلى دائماً في البرامج الترفيهية بالمقارنة مع البرامج الثقافية، فإن “مجموعة MBC” تبقى ملتزمة دائماً بالرسالة الإعلامية التي تتخطى البُعد التجاري الضيق. وأكد رئيس المجموعة بحسب “الوطن” حرص المجموعة على الاستثمار في البرامج الهادفة والتوعوية، خاصة تلك التي تحمل أبعاداً تثقيفية وتعليمية وإرشادية، وتعنى بتشجيع وصقل المواهب العربية الإبداعية في ميادين الاختراع وبراءاته، والتفوّق العلمي البحثي الذي تُبدعه بعض الطاقات والقدرات العربية الشابة.) فأين هي هذه البرامج الهادفة و التوعويّة و التي تحمل أبعاداً تثقيفية و تعليمية و إرشاديّة و كم من مخترع و مبدع تخرج من تحت مضلة الـ MBC.! من مظاهر هذا الازدواجية أن يدعم أحد مالكي هذه الشبكات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم و تسمع في أحاديثه قال الله و قال رسوله صلى الله عليه و سلّم.! من مظاهر الازدواجيّة أن ترى أحدهم يبني المساجد في كل مكان و بنوكه تثقل كواهل الناس بفوائد الربا.! و لو أردت أن أتكلم عن مظاهر الازدواجية في المعايير لدينا لما كفتني صفحات.! الذي أريد أن اقوله أن هذا الأمر خطير و يجب أن ننتبه له و نستنفر جميع وسائل التنشئة لتصحيح الوضع و لنبدأ بأنفسنا. ثم أنه أشكر لكِ كرم الحضور. تحيّة تشبهكم و سلام. |
|||||||||||
05-06-2012, 02:45 PM | #6 | |||||||||
عضو مشارك
|
رد: ازدواج المعايير.!
مقال أكثر من رائع و مقطع عكاشة ( البطة ) مثير جدا و مثال صارخ على ازدواج المعايير . |
|||||||||
06-06-2012, 01:40 PM | #7 | |||||||||
مراقب عام
|
رد: ازدواج المعايير.!
السلام عليكم
هنأ تجد البعض المقصودين يتفاعلون مع الأحداث من منبر وجهات النظر التي تحتمل الخطأ والصواب وإن الجميع مجتهد, وهذا يعزز مستوى الاختلاف في الفكر والثقافة وبين الحضارات بشكل عام. ومن هنأ يتباين للجموع المتنافسة والمتحالفة أن مبدأ الديمقراطية الذي ينادى به هو الحل الذي سوف يكفل عمليات الموازنة وتحقيق المبدأ الكوني التعايش ونشر بعض الرموز الدينية كحمامة السلام التي تجدها دوماً في مقدمة كل عملية توافق واتفاق بين أمتين ديمقراطيتين مع إيقانهم أن الديمقراطية حاملة لثغرات يمكن استغلالها في تيسير مصالحهم التي ربما تعارض/ تناقض الحق والعدل. ومن دهاء أساتذة الديمقراطية في العلوم السياسية لفرض مدرستهم على الأمم البشرية؛ تجدهم يبحثون دوماً عن الأمور الحساسة كالاختلاف على قطعة أرض أو مذهب ديني ضد آخر وغيرها التي لا تحتمل إبرازها على الساحات الشعبية؛ ليتم تكوين تصادمات هي ضارة في حال ومستقبل المجتمع العام/ الكوني / الدولي, فتبدأ وجهات النظر الداخلية تحت تأثيرات وجهات النظر الخارجية في تعزيز الاختلاف ليصبح خلاف لتسهل عملية التقسيم كما حصل في السودان وهذا هو هدف الديمقراطية التقسيم ونشر الفرقة بين الناس ولو تمعن النظر في المجتمعات الديمقراطية لوجدت أن قيمها المجتمعية ضعيفة لأنه في الأصل الإنسان يراد له أن يختلف عن غيره لتتم عمليات الموازنة والخداع العالمي لتيسير مصالح الأمم ضد بعضها البعض. المعايير المزدوجة هي نتيجة مفاهيم استوعبت بطريقة خاطئة ليظن أنها السياسة الحكيمة التي سوف تسمح للفرد أو المجموعة بالتفوق على الآخر. وهذا يدخل تحت مستويات عدة كالجشع أو الخوف وغيرها من أمور مؤثرة, |
|||||||||
06-06-2012, 08:10 PM | #8 | |||||||||
عضو نشيط
|
رد: ازدواج المعايير.!
امريكا وروسيا والصين وغيرها من الدول ذات السيادة على العالم تتعامل مع الأمور حسب مصالحها ولا تحرك ساكناً بدون مصلحه ولا يهمها من قتل ومن سفك دمه ومن يحكم ومن يسقط |
|||||||||
06-06-2012, 08:34 PM | #9 | |||||||||
عضو رائع
|
رد: ازدواج المعايير.!
رحال كم انت رائع
الفيديو حاجة ما حصلتش ياليتك ترسل له نسخة يمكن ما شافه الورد والجوري لشخصك الكريم |
|||||||||
06-06-2012, 11:23 PM | #10 | |||||||||||
سليمان الزيادي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بالعكس أخي فقد كنت في صلب الموضوع. و الأمثلة التي طرحتها هي أمثلة واضحة بيّنة لما تسببه الازدواجية في المعايير من خلل في المجتمعات / المجتمع. شرّفتني بهذا الحضور. تحيّة تشبهك و سلام. |
|||||||||||
06-06-2012, 11:28 PM | #11 | |||||||||||
سليمان الزيادي
|
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
كما انه يجب أن نفرق بين استخدامها كنظام سياسي في سياسة الدولة الداخلية و سياستها الخارجيّة. أيضاً من المهم أن نفرق بين أنواع الديمقراطيات السياسية ، فهناك كما تعرف الديمقراطية الليبرالية و هي المنتشرة في الغرب ، و هي تختلف عن الديمقراطية في غيرها من الدول كالهند مثلاً ، أو حتى الصين. عندما نتكلم عن الديمقراطية كمبدأ فنحن نتكلم عن حقوق و واجبات ضمن هذا المفهوم ، فمن الحقوق الأساسية : حرية الرأي و التعبير ، عدم التعرض للاعتقال أو الاحتجاز إلا تحت سلطة القانون ، التحرر من العقوبات القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة والحق في محاكمة عادلة صادر عن محكمة مختصة ومستقلة ، حرية التمتع بالممتلكات المكتسبة بصورة قانونية ، المساواة بين الناس أمام القانون ، حرية التجمع وتكوين الجمعيات ، حرية الفكر والوجدان والدين ، حرية التعاقد ، حرية الانخراط في مهنة أو تجارة ، حرية التنقل داخل البلاد وعبر الحدود الوطنية ، حرية التجارة والتبادل التجاري. أما حقوق الرعاية الاجتماعية فهي تختلف اختلافا جوهريا. من بين الموضوعات التي يتم وضعها في هذه الفئة هي واجبات الدولة التي يجب أن تقوم بها و منها : تأمين العمل لجميع الناس في سن العمل ، توفير معايير ملائمة للمعيشة والتعليم لجميع المواطنين ، العمل على تطوير البلاد و بسرعة ، توزيع الثروة بشكل منصف ، القضاء على الامتيازات و الحد من التفاوت بين الطبقات ، ضمان الأمن الاجتماعي والرعاية الاجتماعية ، حماية البيئة ، صون سلامة الاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية للبلاد ، تعزيز السلام والتعاون الدوليين. بالنسبة للديمقراطية الليبرالية ( الغربية ) فأساسها هو الحد من سلطات الدولة. المبدأ الأول للنظرية الليبرالية للدولة هو أن الدولة ليست متفوقة على غيرها من المؤسسات ، و لكن هذا لا يعني أن الدولة هي في مستوى أدنى ، لا ، هذا يعني أن الدولة هي مجرد واحدة من المؤسسات تؤدي عملها المناط بها تماماً مثل باقي المؤسسات في المجتمع ، فمثلاً في المجتمع الغربي الكنيسة هي المؤسسة الخاصة بتحديد القيم الأخلاقية و هكذا. و هناك مبادئ أخرى و الحديث يطول ، الذي أريد أن أقوله هو لو لاحظنا هذه الأمور سابقة الذكر و حاولنا دراسة مدى تطبيقها في الداخل لرأينا أن الكثير منها يطبق و لكن لو نظرنا إلى السياسة الخارجيّة لوجدنا أن مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) هو المبدأ الشائع عند هذه الحكومات. و يبقى أن نقول أن جميع السياسات تنطلق من مبدأ ديني لديهم مهما حاول البعض أن ينكر هذا الشئ ، و لعل عدم قبول انضمام تركيا للدول الأوربيّة مع أن أغلب دول أوربا حتى تلك التي كانت تقع تحت المظلة الشيوعية / الاشتراكية قد تم قبولها هو الدليل على ما أقول. بل أن بعض القوانين في هذه الدول التي تقول أنها ديمقراطية ليبرالية تشترط أن يكون المسئول من مذهب معيّن كما هو في بريطانيا أو إيطاليا ، أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية. و لعل أبلغ كلام هو الذي قاله الدكتورفلاديمير بابافا زميل أول في المؤسسة الجورجية للدراسات الإستراتيجية والدولية وكان وزير الاقتصاد في جمهورية جورجيا (1994-2000) وعضو في البرلمان (2004-2008). حيث قال : ( هناك وجهة نظر منتشرة و هي أن أحد الأهداف الرئيسية للقوى الغربيّة هي تعزيز العمليات الديمقراطية في جميع دول العالم ، أساس هذه النظرة هو الاعتراف أن الغرب و تحديداً الولايات المتحدة و دول الاتحاد الأوربي تقدم ترتيبات معينة لبناء الديمقراطية. و مع هذا ففي رأيي أن التطورات الأخيرة أظهرت أن هذا ليس بالضرورة صحيحاً. الأكثر أهمية للغرب هو أن تكون حكومات هذه الدول متعاطفة مع الغرب و على استعداد لتقديم الدعم للغرب سواء كان هذا الدعم سياسي أو عسكري أو اقتصادي. كونك موالياً للغرب لا يعني أن تكون مشاركاً لمعاني / قيم الديمقراطية التي يؤمن بها الغرب المهم هو أن تدعم مصالح الغرب و لذا لا مانع لدى قادة هذه الديمقراطيات من التعاون مع قيادات بل و ديكتاتورات و لعل من الأمثلة الواضحة هذه العلاقة الحارة التي كانت بين أمريكا و حسني مبارك ، و كذلك علاقة فرنسا مع بن علي ، أو علاقة إيطاليا مع القذافي ).! الحديث إليك أخي عبدالعزيز لا يمّل ، غير أن الكلام توسع بشكل لم أكن أتوقعه ، لذا سأتوقف و أظن أن في السطور أعلاه كما في ما بينها ما يكفي. تحيّة تشبهك و سلام. |
|||||||||||
06-06-2012, 11:56 PM | #12 | |||||||||||
سليمان الزيادي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ثم أن الرائع هو حضورك أخي. كما أنني أوافقك على أن الأنانيّة هي أحد الأسباب الرئيسية لهذه الخصلة. أكرر اعتذاري. ثم أنه تحيّة تشبهك و سلام. |
|||||||||||
10-06-2012, 04:41 AM | #13 | |||||||||||
سليمان الزيادي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
فعندما يكذب السياسي و يكرر الكذب و بلا حياء فهذا انعكاس لأخلاقه ، و لكن أليس هذا أيضاً انعكاس لأخلاقنا نحن.؟! السياسي يقول ما يريد الجمهور أن يسمعه ، أي أننا نحن الذين نحدد ما يقوله السياسي.! كم من الوعود سمعناها أنا و أنت و هو و هي و التي تبخرت و لم نرى لها أثر على أرض الواقع ، و لو تم تطبيقها تحت ضغطٍ ما لشابها بعد ذلك كثيرٌ من الشوائب و المنغصات.! المشكلة هي أننا اقتنعنا بهذا الشئ و أصبحنا نستمرئ الكذب في السياسة و نقبله على أنه واقع حال.! يا أخي إذا كان السياسي يقول ما لا يفعل ، فالشعب أيضاً يظهر ما لا يبطن ، فنحن في الكذب سواء.! و كما قلت أخي تلك سنة الله في خلقه. شرّفتني بهذا الحضور أخي . تحية تشبهك و سلام. |
|||||||||||
10-06-2012, 07:59 AM | #14 | |||||||||
عضو نشيط
|
رد: ازدواج المعايير.!
|
|||||||||
10-06-2012, 08:34 PM | #15 | |||||||||
مبتغي الجنة
|
رد: ازدواج المعايير.!
أو لسنا في رجب ؟ |
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|