¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-03-2014, 06:51 PM | #1 | |||||||||
المشرف العام
|
تأملات في قصة صاحب الجنتين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ثم أما بعد : كلنا نعرف قصة صاحب الجنتين و نقرأها كل يوم جمعة ضمن سورة الكهف لن أسرد القصة بالكامل فكلنا نعرفها و هي قصة صديقين أحدهما رزقه الله جنتين بمعنى بستانين كبيرين فيهما من كل الثمار و الزروع و نهر يجري بينهما فجحد ذلك الرجل نعم ربه و تباهى بأملاكه على صاحبه و كفر بالآخرة و نسب الفضل لنفسه منكرا فضل الله عليه فنصحه صاحبه و نبهه فما اتعظ و ما تاب فكانت عقوبته حراب جنتيه و زوال كل النعم التي,جحدها وقفتي مع تلك القصة ستنطلق من قوله تعالى على لسان الصاحب المؤمن الناصح بسم الله الرحمن الرحيم : (قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا . لكنا هو الله ربي و لا أشرك بربي أحدا ) كلمات من ذهب تستحق أن تكون منهاج,حياة فصاحبنا المؤمن اتهم صاحبه بالكفر و الشرك رغم أن الأخير مؤمن بوجود,الله بدليل قوله : و لئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا كما أنه في سياق القصة لم يرد أن الرجل كان يعبد الأصنام مثلا فلماذا وقع في الكفر و الشرك إذا ?? الكفر هنا هو الكفر بالنعمة و جحود فضل الله و إنكار كرمه و منه و رزقه و من يكفر بنعم الله واقع في الكفر لا سيما و أنه كفر حتى بيوم القيامة و قال ما أظن الساعة قائمة و هذا ملمح مهم يجب أن نتنبه منه جميعا فالكثيرون يجحدون نعم الله عليهم و تجدهم دائما متذمرين ساخطين ناسين كل نعم الله تعالى عليهم و قلة من الناس فقط يشكرون الله و يعترفون له بالفضل و المنة فالكفر بالنعم ظاهرة منتشرة مع الأسف حتى عند,المسلمين فتجد,من,آتاه الله علما فيتذمر طالبا المال و عندما يرزقه المال يتذمر طالبا المريد ناسيا فضل الله تعالى الذي منحه الصحة و العلم و المال و هذا أكثر شيء يسعد الشيطان عدونا الأول الذي يسعى جاهدا ليحقق رغبته بجعل أكثرنا جاحدين بدليل قوله تعالى : و لآتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم و لا تجد أكثرهم شاكرين فإبليس اللعين يسعى جاهدا كي يجعل أكثرنا غير شاكرين حتى أن أحد السلف رأى رجلا يدعو ربه قائلا : اللهم اجعلني من القليل فسأله ما يقصد بدعائه فقال : ألم تقرأ قوله تعالى : و قليل من عبادك الشكور فعلا مع الأسف فقلما نشكر الله تعالى على نعمه و ما أكثرها ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) و لهذا علينا أن ننتبه لتلك الناحية مهما قل مالنا و ضعفت صحتنا فنعم الله لا تعد و لا تحصى و مهما شكرنا فنحن مقصرون و من كفر بنعم الله كفر به فحذار حذار أما عن اتهام صاحب الجنتين بالشرك فهو لأنه نسب الفضل لنفسه و لذكائه و عمله و ما أكثر المشركين وفق هذا المتظور و لا حول و لا قوة إلا بالله فعندما تنسب الفضل لنفسك و لو بقلبك فأنت واقع في الشرك الخفي فالمؤمن الموحد يقر في نفسه دائما بأن كل ما عنده هو من الله وحده لا شريك له ماله و صحته و علمه و منصبه و كل ما عنده من الله تعالى وحده بأن يتبرأ من حوله و قوته تماما و يوقن بأن الحول و القوة و الرزق من الله فحذار أيها المؤمن من أن تنسب نجاحك لمجهودك و تعبك و ذكائك بل كن على يقين تام بأن كل ما تمتلكه هو توفيق و رزق من الله وحده لا شريك له اللهم اجعلنا لك شاكرين .. لك عابدين .. لك حامدين .. بك موقنين .. عليك متوكلين م / ن للفائده
|
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|