بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على حبيبنا محمد بن عبدالله وعلى آهل وصحبة والتابعين
كنا جلوسا ننتناقش ,,, فدخل علينا رجل واتجه الى امام المسجد وبدأ يقول :
لماذا توجهون لي خطاب بخصوص بيع الملابس العارية والقصيرة ...
انا ليس لي دخل !!!! انا اشتريها من محلات الجملة وابيعها ...
خطابكم هذا مفروض يوجه الى المسؤول في الجمارك لماذا يسمح بدخولها اصلا ...
لماذا انتم متسلطين علينا نحن اصحاب المحلات ...
حتى الدخان يدخل من المنافذ ويؤخذ عليه الجمارك ويأتي منكم النصائح والخطابات بعدم البيع ...
ياأخي اذهب للمسؤول اللي سمح بدخولها ...
انا اذا لم اعرض الاشياء اللي يرغبونها الناس ستخسر تجارتي ...
انتم لا ترحمون من اين اصرف على ابنائي ... ؟!!!
انتم تصرف لكم رواتب شهريه وانا ليس لدي دخل الا هذا المحل ماذا تريدوني ان افعل ...
ضحك الامام وهز رأسه ( وكاني به يقول انا لله وانا اليه راجعون )
انتهى المشهد ..
====================================
- اخي الكريم اذا سمح النظام بارتكاب الحرام فليس معناها انه يتحول الى حلال ...
- انت محاسب امام الله على كل ما تقوم به من افعال وتصرفات وحتى تجارتك واموالك بغض النظر عن ما يفعلة املسؤولين من السماح بدخول المحرمات او بغض النظر عن رغبة الناس في شراء ما لايجوز ...
- هل ترضى ان ابنك يشرب الدخان ؟!! لماذا لاترضى , الم تقل انه مسموح من الجمارك ومفسوح اذن دع ابنك يشربه (( حاشاه وعافاه منه )) ...
- هل ترضى ان ابنتك او اختك او زوجتك يلبسن الملابس العارية والقصيرة والمخله ؟!!! اذا رضيت فليس في قلبك غيرة ولا حمية
واذا لم ترضى فكيف ترضاه لبنات الناس !!!
- اخي الكريم انت تقول ان هذا هو مصدر دخلك وطعام عيالك وكسوتهم ,
ياأخي اذا اردت ان تطعم اولادك وتكسيهم فلا تطعمهم حرام وتكسيهم حرام , كان الرسول صلى الله علية وسلم يقول لكعبِ بنِ عُجرة رضي الله عنه: ((يا كعبُ، إنّه لن يربوَ لحمٌ بنت من سُحتٍ إلا كانتِ النّار أولى به)) حديث صحّحه الحاكم ووافقه الذهبيّ. والسّحتُ ـ يا عباد الله ـ مصطلح شرعيّ يشمل كلَّ مال اكتُسِب بالحرام.
- وهنا ايضا مفهوم خاطئ جدا جدا , يحسب بعض الناس ان الرزق لايأتي الا اذا كان هناك ما يجذب الناس ,,, فصاحب البقاله يقول لايأتي الزبائن الا اذا بعت الدخان
وصاحب محل الملابس يقول لايأتني الزبائن الا اذا احضرنا ملابس الموضه
( ولو كانت غير محتشمة) !!!!
الرزق من عندالله ومن اعتمد في رزقة على وجود المحرمات افتتن في هذا الشيء واعتقد انه صحيح ,,, الرزق من عند الله وليس بوجود المحرمات تأتي الارزاق وهذه فتنة من الله ولو ان التاجر اتق الله وفقه ورزقه وبارك له ... " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
==========================================
وقد اورد الشيخ : حسين ال شيخ في احد خطبه في المسجد النبوي :
والغريبُ أنّ بعضًا من المسلمين استهوته تلك الموجةُ العاصفة فزلَّت به القدمُ ومالَت به النفسُ الأمّارة بالسّوء، فراح يجمع الدّنيا بكلِّ طريق ويستكثِر منها بأيِّ سبيل، حتى صدَق على بعضٍ وليس بالقليلِ إخبارُ المصطفى بقولِه: ((ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يُبالي المرءُ بما أخَذَ المالَ أمِن الحلال أم مِنَ الحرام)) رواه البخاري. ولذا حرِص الإسلامُ على التوجيهِ الصريح والإرشادِ الجليّ حتى يكونَ المسلم حريصًا أشدَّ الحرص بتنقيةِ مكاسبِه من كلِّ كسبٍ خبيثٍ أو مالٍ محرَّم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ[النساء:29] ولا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ[البقرة:188]، ورسولُنا يقول: ((مَن أكَل طيِّبًا وعمِل في سنّةٍ وأمِن الناسُ بوائقَه دخَل الجنّة)) صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي.
المكاسبُ المحرَّمة ذاتُ عواقبَ وخيمةٍ وآثارٍ سيّئة، أخطرُها وأشدّها أنها سببٌ من أسبابِ دخول النار ومن أسبابِ غضَب الجبّار، فرسولنا
عبادَ الله، إنّ المالَ الحرامَ مِن جميع طرُقه شؤمٌ على صاحبه وضَرَر على جامعه، فرسولنا يقول: ((لا يكسِب عبدٌ مالاً من حَرام فينفِق منه فيبارَك له فيه، ولا يتصدّق به فيقبَل منه، ولا يتركُه خلفَ ظهرِه إلاّ كان زادَه من النار)) رواه أحمد والبيهقي وسنده حسن.