الأقزام المتطاولة

[موتي ولادمعةأمي]

( تطاول الأقزام )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله والتابعين وبعد :

اجتمع أعداء الملة والدين قبل موسم الحج ليصدوا عن سبيل الله ويشوهوا شخص رسول الله - r - فقالوا نقول للناس : ساحر مجنون كاهن وما ذاك إلا ليصدوا الناس عن اتباعه ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. والناظر اليوم في الواقع يجد أن التاريخ يعيد نفسه . فهؤلاء الأقزام يتطاولون على ورثة النبي - r - ويتهجمون على أتباعه من العلماء والدعاة وأهل العلم فما أشبه الليلة بالبارحة فكان لزاماً الوقوف مع هذه الأحداث بما يأتي :
1 - إن الطعن في العلماء والحط من قدرهم مصادمة لمراد الله تعالى من توقير أوليائه فلقد أعلى الله شأنهم ورفع قدرهم في كتابه العزيز فقال تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير "
وقال تعالى : "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط " فإشهاد الله أهل العلم على وحدانيته دليل على رفعتهم ومكانتهم .
2 - ليعلم الذي أشرع سهامه لإيذاء العلماء أنه موعود بحرب الله له فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول - r - أن الله عز وجل قال : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " ( رواه البخاري ) فقد روى الخطيب البغدادي ( ذكره النووي في التبيان ) عن أبي حنيفة والشافعي قالا : إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي .
3 – من تعرض للعلماء بالأذى فقد تعرض للعنة الله ، قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : " من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله - r - ومن آذى رسول الله فقد آذى الله عز وجل . ويقول الله تعالى : " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً "
4 – إن هذه الهجمة على العلماء ما هي إلا تمرير لمخططات أعداء الدين ، فهم يريدون أن تتزعزع مكانة العلماء وتسقط هيبتهم في نفوس الناس فينتج ضعف في التدين إذ ليس هناك من يكون ثقة ليوجه الناس ويعلمهم أمور دينهم فيكون ما يتمناه دعاة الحداثة والعلمانيون الذين رضعوا من ثقافة الغرب وهي فصل الدين عن شؤون الحياة .
5 – يقول ابن عساكر : " اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإيّاك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته - أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، بلاه الله قبل موته بموت القلب " .
6 – إذا أخطأ العالم فلا بد من ملاحظة أمور :
أ / أن العصمة دفنت مع الرسول - r - .
ب / أن الذي ينبغي أن يتصدى للرد عليه من هو أهل لذلك ليس كل من هب ودب قال تعالى : " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً " .
جـ / أن يردّ بعلم على الفتوى مع ذكر الأدلة دون التعرض للشخص بالتجريح .
فإذا تقرر ما سبق عُلم خطر ما يكتب ويقال في أعراض العلماء ورثة الأنبياء فلا يغتر مسلم بما يقال ولا يلوث فكره بما يطرح فالحق أبلج والباطل لجلج . وأقول لأولئك الأقزام المتطاولة ما أنتم إلا :

كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرهْا وأوهى قرنه الوعل

وأزيدهم قائلاً :

يا ناطح الجبل العالي ليثلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين

أخوكم :

( موتي ولا دمعة أمي )