أماه ...

[البيرق الازرق]

أمي

حقك لا يوفى أبدا مهما انتظرنا ساعات الزمن لتحقيق ما حلمنا به

حلمك لا يسعه المكان لا يحده الزمان

قدرك جزيل . قدمك تحته الجنان

أيتها الأم

حين أكتب لك أجدني أذكر سهرك لجنبي مريضا محموما حزينا مكلوما

أجدني أنقش على حائط الذاكرة دمعتك السخية الساخنة ، ابتسامتك الحنية ، همساتك الدنية بالدعاء

أجدني أقلب دفاتري القديمة ، أين خبأت زهرتها ، زهرت عمرها في الخوف عني وعلي

أجدني أقلب قمصاني أتمسح بها أفركها ألثمها ، لأستخلص شذاك وعبيرك المتأصل فيها

أماه

يا قِــبلة أيمم لها وجهي ، ليلا نهار ، و قمة أرفع لها رأسي شموخا و إكبارا لها

أماه ...

يا دعاءا ينصرني يجعلني من نضج الأنام ، و وحبا ينير دربي و يقتل الهذيان

أماه ..

باسمك أهتف ، باسمك أرنو للحياة ، باسمك أسافر ، باسمك أرتب حائقبي للعودة بعد الرحيل

أماه ...

عصفورتي البيضاء والصفراء والحمراء .... ووردتي المتفتحة ظلالا وأنسا وعطفا وحنانا حب

أماه ..

يا قُــبلة على الجبين ، ومسحة على الرأس ، وضمة ليوم الدين

يا قُبلة تذيب شتائي ، تعيد رحلتي ، تكتب ملحمتي ، تعزف إلياذتي ، تقتل كبريائي

أماه ...

أشتاقك ، أشتاقك ، أشتاقك ، فليس للشوق دونك رداء

تعبتني رحلتي فعفوا اماه

بقاؤك يسجن خوفي للأبد ، يرشدني من بعيد ، من عمق التاريخ ، فضلك كتب في كتاب الله

بقاؤك يزيدني تقربا إلى الله

حبك أماه أرفعه دعاءا مناسكا ، أجعله ذخرا

فعفوا أماه تعبتني رحلتي



أحبك أماه


إهداء : إلى التي لا تصح حياتي إلا بحبها ، إلى التي سكبت دموعها خوفا وتضرعا ودعا من أجلي

شكرا أماه