العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-2010, 10:57 PM   #1
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مااارد
 
تم شكره :  شكر 5930 فى 1643 موضوع
مااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضو

 

Smile الاعَمَى والمْحَسْوَل (حكاية من الاساطير الشعبية ) - قصة مشوقة جدا -

الاعَمَى والمْحَسْوَل (حكاية من الاساطير الشعبية )


شاع بين البادية أن سعلوًا يطوف في المنطقة التي يقطنونها وأنه لخبثه ومكره لا يختلف في هيئته عن بني البشر أي اختلاف ظاهر وإنما يميزه كثافة في شعر صدره وأنه يستدير. فشدّ البدو على رحالهم وكان في الحيّ رجلان، أما أحدهما فهو أعمى وأما الآخر فمحسول لا يستطيع التحرك. غادر البدو بليل على عجل غير ملتفتين للرجلين، وليس غريبًا على بعض البادية ترك العاجز أو المريض بمرض فتاك معد والفرار عنه. فلما كان الصباح وأحس الرجلان بدفء الجو أنكر الأعمى هدوء ما حوله وفقد أصوات الدواب وأما المحسول فنظر يمينًا وشمالا فلم ير أحدًا من القوم سوى هذا الأعمى فأدرك أن القوم قد فروا وأنهم لا محالة سيكونان طعامًا سهلا للسعلو أو غيره من السباع الضارية. نادى المحسول الأعمى فجاء إليه مهتديًا بصوته يقوم مرة ويتعثر أخرى حتى وصل إليه. قال له المحسول: القوم شدّ بالليل وكبّونا (تركونا) والحين ما لنا إلا الله ثم بعضنا بعض. أنت عمى ما تشوف طريقك وأنا محسول ما أقوم من مكاني؛ لكن وش رايك (رأيك) تشيلن (تحملني) على كتوفك وتمشي وأنا أدلّك. قال العمى: هذا الشور المبارك. حمل الأعمى المحسول على كتفيه وأخذ المحسول يرشد الأعمى يمنة ويسرة ويتتبع طريق سفر قومهما، وكان من تسليتهما الأحاديث والأخبار المتوالية يتبادلونها ليقطعوا بها الطريق وكان الأعمى جريئ في حديثه حافظًا لكثير من الحكايات ويستمتع بالحديث المتواصل ويكفيه أن يسمع من صاحبه الردود البسيطة من قوله: نعم، وإيه، وما شابه. وبينما هم في طريقم اعترضهما على غفلة منهما رجل غريب وبادرهما بالسؤال عن وجهتهما ففرح الأعمى به واسترسل يقص عليه ما سمعه من قصة السعلو ومن خبر قومهما الذين شردوا بليل وتركهما بلا حول ولا قوة ولم يدرك الأعمى أن المحسول فقط النطق ولم يعد يشاركه الكلام بل استمر في سرد تفاصيل حكايته على الرجل الغريب فلما جاء على ذكر وصف السعلو أمسك الرجل الغريب بيد الأعمى وقربها لتلامس صدره فأحس الشعر الكثيف المستدير وأحس على كتفيه بسائل ساخن أطلقه صاحبه المحسول. أدرك أنه بين يدي السعلو الذي لا محالة آكله فنفض عن كتفيه المحسول وهوى به أرضًا وجرى على غير هدى ولكن سياجًا من الأشجار كان له بالمرصاد فوقع فيه وسالت دماؤه ولكنه نهض للجرى والسقوط وما زال يفعل ذلك والسعلو يضحك من فعله ضحكًا متواصلا لم يستطع كبح جماحه فكلما قام الأعمى من كبوته ارتكس في أخرى ولا يزداد السعلو إلا ضحكًا حتى غشي عليه وسقط على الأرض بلا وعي. وهنا تمالك المحسول نفسه وصاح بالأعمى: على هونك السعلو مات ، السعلو مات. ولكن الأعمى ضلّ يتخبط ويتجه يمنة ويسرة حتى صار في اتجاه ريح المحسول فأمكنه أن يسمع صياح المحسول وتبين مراده، ففُزّع عن الأعمى ورجع إليه رشده وتحامل على نفسه ورجع إلى صاحبه. ثمّ إنه اقترب من جسد السعلو وتحسسه فوجده يتنفس بعض النفس فأهوى على صدره بالسكين وانثنى إلى بطنه وبعجه حتى اطمأن إلأى أنه قد قضى عليه. وكان الجوع قد أخذ منهما كل مأخذ فهما لم يذوقا منذ الأمس زادًا، فجمع الأعمى من الحطب ما وصلت إليه يده والمحسول يرشده إلى ذلك ثم إنهما أوقدا نارًا عظيمة وألقيا السعلو في أتونها حتى بدأ ريح الشواء يداعب أنفيهما فأقبلا عليه يأكلان منه ما يسد جوعهما وكان سمينًا يقطر بالدهن فكانت يد المحسول زهمة فراح يدلك ساقيه بالدهن وأسفل قدميه وقد كانوا يفعلون ذلك لتليين الجلود وتطريقة الأقدام المشققة ولكن المحسول بدأ يحس إحساسًا غريبًا ما كان يعهده من قبل، بدا له كأن النمل يسري في رجليه والحرارة تدب في ساقيه وما هي إلا دقائق حتى أحس أنه قد فك من عقال ورأى نفسه يعتمد على ساعديه وينهض شيئًا فشيئًا وتستقيم قامته وترتفع هامته وهو لا يدري أفي يقظة هو أم في منام ولكنه في يقظة بلا شك فهذه النار يحس بحرارتها وهذا الأعمى منهمك في عرمشة عظام السعلو وأدرك أن سمن السعلو كان فيه شفاؤه فقال من فوره للأعمى أدهن عينيك لعلك تفتح (تبصر) فأنا واقف على حيلي ما بي إلا العافيه طبت ما أنا محسول الحين. لم يلتفت الأعمى إلى قوله بل ظنه أصيب بالحمى أو أراد مداعبته ولكنه أيقن اليقين كله بصدق صاحبه لمّا اقترب منه لينغزه بقدمه ويحركه. طفق الأعمى يدّهن بسمن السعلو ويقطر في جفنيه فما لبث أن بدأ يحس بإزعاج ألسنة النار وضوئها الذي بدأ يأخذ طريقه إليه ولكنه بعد قليل بدأ يهلل ويكبر ويحمد الله أن ردّ له بصره والتفت ينظر إلى رفيق محنته وتعانقا بحرارة وفرح ثم واصلا طريقهما معًا متتبعين جادة قومهما حتى وصلا ليهب القوم لاستقبالهما ظنًا منهم أنهما ضيفان لكن الدهشة عقدت الألسنة وهم يرون المحسول يمشي على رجليه والأعمى ينقل بصره بين الحضور ويسمي كل من يسمع صوته باسمه فرح القوم بهما أيما فرح وتواصلت الأفراح بما قصاه من أمرهما مع السعلو فكانت حكايتهما عبرة للمعتبر".
التوقيع
كلمتان خفيفتان على اللسان

ثقيلتان في الميزان

سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

جرب هالموقع .. من هنا


مااارد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:05 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه