العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-2011, 02:05 AM   #11
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

2

وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت :
بلغني أيها الملك السعيد أن طالب بن سهل سار هو وأصحابه يقطعون البلاد من الشام إلى أن دخلوا مصر ،
فتلقاه أمير مصر وأنزله عنده وأكرمه غاية الإكرام في مدة إقامته عنده،
ثم بعث معه دليلاً إلى الصعيد الأعلى حتى وصلوا إلى الأمير موسى بن نصير .

فلما علم به خرج إليه وتلقاه وفرح به فناوله الكتاب فأخذه وقرأه وفهم معناه ووضعه على رأسه ، وقال :
سمعاً وطاعة لأمير المؤمنين ، ثم إنه اتفق رأيه على أن يحضر أرباب دولته فحضروا فسألهم عما بدا لهم في الكتاب ، فقالوا :

أيها الأمير إن أردت من يدلك على طريق ذلك المكان ، فعليك بالشيخ عبد الصمد بن عبدالقدوس الصمودي ،
فإنه رجل عارف وقد سافر كثيراً وهو خبير بالبراري والقفار والبحار وسكانها وعجائبها والأرضين وأقطارها فعليك به
فإنه يرشدك إلى ما تريده . فأمر بإحضاره فحضر بين يديه فإذا هو شيخ كبير قد أهرمه تداول السنين والأعوام
فسلم عليه الأمير موسى وقال له : يا شيخ عبدالصمد إن مولانا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أمرنا بكذا وكذا ،

وأنا قليل المعرفة بتلك الأرض وقد قيل لي أنك عارف بتلك البلاد والطرقات ، فهل لك رغبة في قضاء حاجة أمير المؤمنين ؟

فقال الشيخ : اعلم أيها الأمير أن هذه الطريق وعرة بعيدة الغيبة قليلة المسالك . فقال له الأمير :
كم مسيرة مسافتها ؟ فقال : مسيرة سنتين ذهاباً ومثلها إياباً، وفيها شدائد وأهوال وغرائب وعجائب
وأنت رجل مجاهد وبلادنا بالقرب من العدو فربما تخرج النصارى في غيبتك والواجب أن تستخلف في مملكتك من يدبرها .

قال : نعم . فاستخلف ولده هارون عوضاً عنه في مملكته وأخذ عليه عهداً وأمر الجنود أن لا يخالفوه
بل يطاوعوه في جميع ما يأمرهم به فسمعوا كلامه وأطاعوه وكان ولده هارون شديد البأس هماماً جليلاً وبطلاً كميناً ،

وأظهر له الشيخ عبد الصمد أن الموضع الذي فيه حاجة أمير المؤمنين مسيرة أربعة أشهر وهو على ساحل البحر ،
وكله منازل تتصل ببعضها وفيها عشب وعيون ، فقال : قد يهون الله علينا ذلك ببركتك يا نائب أمير المؤمنين .

فقال الأمير موسى : هل تعلم أن أحداً من الملوك وطئ هذه الأرض قبلنا ؟
قال له : نعم يا أمير المؤمنين هذه الأرض لملك الإسكندرية داران الرومي ،

ثم ساروا ولم يزالوا سائرين إلى أن وصلوا إلى قصر فقام تقدم بنا إلى هذا القصر الذي هو عبرة لمن اعتبر،
فتقدم الأمير موسى إلى القصر ومعهم الشيخ عبد الصمد وخواص أصحابه حتى وصلوا إلى بابه،

فوجدوه مفتوحاً وله أركان طويلة ودرجات وفي تلك الدرجات درجتان ممتدتان وهما من الرخام الملّون
الذي لم ير مثله والسقوف والحيطان منقوشة بالذهب والفضة والمعدن، وعلى الباب لوح مكتوب فيه باليوناني،

فقال الشيخ عبد الصمد : هل أقرأه يا أمير المؤمنين ؟ فقال له : تقدم واقرأ بارك الله فيك ،
فما حصل لنا في هذا السفر إلا بركتك فقرأه فإذا فيه شعر هو


قوم تراهم بعد ما صنعوا*****يبكي على الملك الذي نزعوا
فالقصر فيه منتهى خبر*****عن سادة في الترب قد جمعوا
أبادهـم موت وفرقهم*****وضيعوا في التراب ما جمعوا
كأنما حطوا رحالهـم*****ليستريحوا سرعة رجـعـوا



فلما قرأ هذه البيات بكى الأمير موسى حتى غشي عليه وقال له لا إله إلا الله الحي الباقي بلا زوال
ثم إنه دخل القصر فتحير من حسنه وبنائه ، ونظر إلى ما فيه من الصور والتماثيل وإذا على الباب الثاني أبيات مكتوبة ،
فقال الأمير موسى : تقدم أيها الشيخ واقرأ ، فتقدم وقرأ فإذا هي


كم معشر في قبابها نـزلوا*****على قديم الزمان وارتحلوا
انظر إلى ما بغيرهم صنعت*****حوادث الدهر إذ بهم نزلـوا
سموا كل ما لهم جمعـوا*****وخلفوا حظ ذاك وارتحلوا
كم لابسوا نعمة وكم أكلوا*****فأصبحوا في التراب قد أكلوا



فبكى الأمير موسى بكاء شديداً ، واصفرت الدنيا في وجهه ، ثم قال : لقد خلقنا لأجل هذا .
ثم تأملوا القصر فإذا هو قد خلا من السكان ، وعدم الأهل والقطان ،
دوره مرصعات ، وجهاته مقفرات ، وفي وسطه قبة عالية شاهقة في الهواء وحواليها أربعمائة قبر
فبكى الأمير موسى ومن معه، ثم دنا من القبة فإذا لها ثمانية أبواب من خشب الصندل بمسامير من الذهب
مكوكبة بكواكب الفضة مرصعة بالمعادن من أنواع الجواهر مكتوب على الباب الأول هذه الأبيات


ما قد تركت فما خلفته كرماً*****بل بالفضاء وحكم في الورى جاري
فطالما كنت مسروراً ومغتبطاً*****احمي حماي كمثل الضيغم الضاري
حتى رمـيت بـأقـدار مـقـدرة*****شحاً عليه ولو ألقيت في الـنارِ
إن كان موتي محتوماً على عجل*****فلم أطق دفعه عني بإكثاري



فلما سمع الأمير موسى هذه الأبيات بكى بكاء شديداً حتى غشي عليه، فلما أفاق دخل القبة،
فرأى فيها قبراً طويلاً هائل المنظر، وعليه لوح من الحديد الصيني ، فدنا منه الشيخ عبدالصمد وقرأ
فإذا فيه مكتوب بسم الله الدائم الأبدي الأبد بسم الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد
بسم ذي العزة والجبروت باسم الحي الذي لا يموت.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه