¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-01-2013, 08:08 PM | #1 | |||||||||
سليمان الزيادي
|
جسوراً لا أسواراً - دعوة للفهم.!
هذا موضوع كتبته منذ سنوات في منتدى مجاور – و ستجدونه في الشبكة و قد استولى عليه البعض و نسبه إلى نفسه ، و لكن تناسى أن تاريخ كتابتي لهذا الموضوع يسبق نقله له بعدة سنوات.! السبب الذي جعلني أعيد نشره هنا هو نقاش حدث و يحدث باستمرار حول العلاقة في المجتمع الواحد. و الذي تكرر في معناه و إن لم تكن الصورة هي الصورة في موضوع أخي – لواء العز – ( بدون عنوان + تجربتي أعرضها لكم.! ) ، و في محاولة لإجابته على الأسئلة التي طرحها ، في رده على تعقيبي ، و كذا للإجابة على السؤال الذي طرحته الأخت نور الشمس ( ماذا حدث؟ ) أعيد نشر هذا الموضوع ، عسى أن يلقى القبول. ثم أنه لا نستغني عن مداخلاتكم القيّمة. يحكى أن أخويّن كانا يملكان مزرعتين متجاورتين ، و بعد خلاف وقع بينهما قام الأخ الأصغر بحفر خندق بين المزرعتين و ملأه بالماء . و في أحد الأيام سمع الأخ الأكبر طرقاً على الباب ، فلما فتحه وجد أمامه شخصاً يحمل أدوات النجارة ، و يبحث عن عمل . فقال الأخ الأكبر ، نعم يوجد لديّ عمل أرغب منك تنفيذه ! أترى تلك المزرعة التي تحدّ مزرعتي ، أنها لأخي الأصغر ، و أريدك أن تبني لي سوراً مرتفعاً حتى لا أشاهده و لا يشاهدني ! فقال النجار هذه مهمة سهلة ، و لكنني أحتاج إلى مواد أوليّة من أخشاب و مسامير لإنجازها ! فقام الأخ الأكبر بتوفير المواد التي يحتاجها النجار ، ثم ذهب لإنجاز أعماله ، و ترك النجار يعمل . و في نهاية اليوم حضر الأخ الأكبر ، و لدهشته وجد أن النجار قد بنى جسراً على الخندق ، بدلاً من السور ! و في الطرف الآخر من السور كان الأخ الأصغر يقف ! و بصوت مرتفع يسمعه أخاه ، قال : كم هو جميل أن تبني هذا الجسر ، حتى نتواصل ! ثم بدأ كل منهما السير نحو الآخر حتى التقيا في المنتصف ! الاختلاف واقع بين الأخوان لا محالة ، و لكن يجب أن نتذكر أنه بنفس المواد نستطيع أن نبني أسواراً ، تحول بيننا و بين إخواننا ، أو نبني جسور تواصل . و الذي يحدد ما نبنيه هو مكنوناتنا الباطنيّة - غرائزنا ، مشاعرنا ، قيمنا ، ضمائرنا . و هذه العناصر و غيرها هي التي تحدد سلوكنا ، الذي هو – أقصد السلوك – محصلة تنشأ مما وقع عليه من مؤثرات خارجية ، بعد أن تتلقاها مخزونات الباطن فتوجه فعلها بحسب ما يتفق مع هذه العناصر . و هذه العناصر هي موادنا الأوليّة . تماماً كالمسامير ، و الأخشاب التي أحتاجها النجار . و المفترض أن يكون أساس هذه العناصر ، هو الأخوة في الإنسانية ، و الدين ، و اللغة ، أضف إليها الموطن الواحد ! و إن المرء ليتسأل لم هذه الأسوار التي يشاهدها أحدنا و التي تحد أو تمنع التواصل بين أفراد المجتمع ؟! لم هذه الأنانية ؟ ، و عدم المبالاة ؟! لم هذه النظرة الأحاديّة ؟ ، و اللامسئولية ؟! أليس من المفروض و الحالة كذلك – كون العناصر واحدة – أن يكون السلوك متقارب . هذا ما يفترض ، مالم يكن الخلل في العناصر أو في فهم هذه العناصر ! و حيث أنه لا مجال للقدح في مصادر هذه العناصر بالنسبة لمجتمعنا ، فلابد أن نتفق أن الخلل هو في الفهم ! تحيّة تشبهكم و سلام. |
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|