العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° حوار الأعضاء °¨

¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-2013, 12:51 PM   #27
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


يقول الدكتور عبدالله النفيسي في كتابه – التراث و تحديات العصر – تحت عنوان ( إشكالية التخلف و انجاز التنمية و التغيير ) ما نصه :-

( الإحساس بالتخلف و الوعي لمخاطره و آثاره لاشك مؤشر إيجابي ، لكن لابد من توظيف هذا الإحساس و ذاك الوعي التوظيف السليم. و لن يكون التوظيف سليماً بمعزل عن معطيات الأمة العقيدية و الفكرية و المنهجية. إن دراسة و تحليل ظاهرة التخلف تعتمد بالضرورة على وجود عناصر للمقارنة و المقايسة و وجود الشعور المستيقن بأزمة التخلف. لكن تبرز – في هذا الصدد – عدة أسئلة :
ما هو المقياس القيمي الذي نحتكم إليه في تحليلنا لأزمة التخلف؟.
أين هو عنصر المقارنة؟.
و هل يمكن اعتبار الدول ( المتقدمة ) وضعاً سليماً للمقارنة؟.
و هل فهومات و تعاريف و مصطلحات الغرب حول قضايا التخلف و التنمية و التحضر فعلاً صالحة لنا للحكم على مجتمعاتنا من حيث هي مجتمعات متخلفة؟.
و هل هناك بالفعل شعور لدى الأمة بحقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها؟. ).
ثم يواصل كاتباً ( نطرح هذه الأسئلة لأنه بات و بالتأكيد خطورة التجريد السائب الذي يمارسه بعض بني جلدتنا حين يلح على أن الخروج من أزمة التخلف لا يكون إلا من خلال تبني (( النموذج الغربي )) في التنمية. إن النظرة السائدة الآن في كتابات جلّ الدارسين لمسألة التخلف تعاني نوعاً من التمزق و الانشطارية. و إذا كان لاكوست في كتابه (( البلاد المتخلفة )) يحدد أمارات التخلف بالظواهر التالية :
ضعف مستوى التغذية ، التبعية السياسية و الاقتصادية ، خطورة الوضعية الصحية ، و الشعور بوضعية التخلف ، نقول أن لاكوست يحدد تلك الظواهر كمؤشرات للتخلف فمن المهم أن نؤكد - من زاويتنا أن هذه الظواهر ما هي سوى مؤشرات على وجود ظواهر تخلف على مستوى العقل و النفس و الروح ، و إذا كان التخلف كما يقول البعض وليد الاستعمار فمن المؤكد أن الضياع الداخلي و فقدان الذات العربية هي كلها التي مهدت للاستعمار . إن مشكلة (( النموذج )) أساسية في هذا المضمار و في رأينا أن (( النموذج الغربي )) للتنمية هو نموذج فاشل في دار نموّه فكيف به في دارنا؟ فالطريق الذي سار عليه الغرب في التطور العلمي و التقني اتجه نحو التضاد مع الطبيعة و البيئة و الحاجات الفطريّة إلى الإنسان فهو لم يتكامل مع الطبيعة و البيئة و الإنسان مما هدد موارد طبيعية و حيوانية عديدة بالنفاذ و اضر بالبيئة و لوثها و أنهكها و اخل بتوازنها و وضع الكائن البشري في ظروف سكنية معيشية و صحية تتناقض مع روحه و صحته و نفسيته و فطرته و نموه العام و كل ذلك بسبب الاتجاه في التطور العلمي و التقني الذي تحكمه أهداف العنف و الربح و الاستهلاك المادي. إن الغرب يعتبر خلال ألف سنة مضت أكبر مجرم في التاريخ ، لأنه و بالنظر إلى سيطرته الاقتصادية و السياسية و العسكرية بلا مزاحم يفرض على العالم كله (( نموذجه التنموي )) الذي يؤدي في الوقت ذاته إلى انتحار عالمي لأنه يولد تفاوتات متصاعدة و يسلب المعوزين كل رجاء ، و ينضج انتفاضات اليأس ، في الوقت الذي يضع معادل خمسة أطنان من المتفجرات على رأس كل ساكن في هذا الكوكب. إن النموذج الغربي في التنمية يقودنا إلى حَيَوات دون هدف ، كم يقودنا إلى موت جماعي محقق. فمفهومه عن الطبيعة شاذ فهو يعتبر الطبيعة ملكاً له يستعمله كيف شاء و يسئ الاستعمال و لا يرى في الطبيعة سوى خزان للثروات و مزبلة للفضلات. فلذلك فهو يستنفذ الموارد الطبيعية و يلوث المحيطات و يهدم بيئتنا الحياتية الخاصة. و مفهومة عن العلاقات الإنسانيّة مبني على فردانيّة جامحة لا تولد سوى مجتمعات تنافس الأسواق و التصادم و العنف. أما مفهومه عن المستقبل فليس سوى الامتداد الكمي للحاضر دون هدف أو أي شئ يتجاوز هذا الأفق ليعطي معنى للحياة.
و أشارك غارودي الرأي حين يقول (( لابد من نظام اقتصادي جديد ، و من نظام ثقافي جديد لهذا العالم و النظام الثقافي الجديد هو الانتقال من الهيمنة الغربية إلى توافق عام بين البشر لإعادة رسم خطة إنسانية شاملة. و إن حوار الحضارات أصبح ضرورة عاجلة لا سبيل لردها. إنه قضية بقاء. لقد بلغنا حد الخطر ، بل لعلنا تجاوزناه )) إن مسيرة الغرب المادية آيلة إلى الانهيار بسبب التقدم العلمي و التقني غير المحكوم بما يسميه غارودي بــ(( عنصر التسامي و روح الجماعة ))).

ثم إن للحديث بقيّة – إن شاء المولى –
تحيّة تشبهكم و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه