وداعاً .. حبيبنا الغالي .. !

[عبدالعزيز العمران]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مشهد مهيب ودعت الجموع الغفيرة الوالد الغالي رئيس مركز روضة سدير الشيخ عبدالله بن محمد الماضي

وداعاً يليق بقدره وقامته .. وداعاً اختلطت فيه مشاعر الحزن والأسى والدعوات والرجاء .. وداعاً استشعرت فيه

تلك الجموع محبة وهيبة هذا الرمز الكبير.. الأمير في شخصه الكريم .. الأمير في هيئته وخلقه الرفيع .. الأمير

في طيبته ومحبته للآخرين .. الأمير في تواضعه وبشاشته وابتسامته الآسرة .. الأمير الأنيق في مظهره النقي

الطاهر في جوهره .. الأمير المؤمن الصابر المحتسب في أوقات الشدائد والملمات .

لقطة تعود إلى ثلاثين عاماً مضت يشرف فيها الفقيد الغالي زواج الأستاذ هزاع الماجد

أيصرنا النور في هذه الدنيا ورأينا في شخصه الكريم ذلك الإنسان الأب الوفي القريب من الجميع .. السمح

الطيب الكريم .. يشاركنا الأفراح والأتراح وكل المناسبات .. ولا نشعر بقيمة المناسبة وأهميتها إلا بحضوره

الجميل بما حباه الله من قبول و (كاريزما) متميزين لا يشبهه فيهما أحد.. قدم الفقيد الحبيب الشيء الكثير لوطنه

عموماً ولبلده الروضة بشكل خاص .. تلك البلدة لتي عاش طيلة حياته على ثراها منذ أبصر النور في عام

1353هـ وحتى رحيله المؤلم يوم أمس الأربعاء 7 /6/1434هـ .. وقد جاوزت مدة خدماته لوطنه الستين عاماً

كان خلالها نعم الراعي والمسئول ..

وكثيرة هي المواقف التي تظهر وفائه وطيب معدنه ورقي تعامله رحمه الله ..ويعرفها الأهالي الأعزاء بمختلف

أطيافهم وأعمارهم ويحفظونها له .. وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ومن باب حفظ الجميل ما يخصني

شخصياً .. حين تعرضت وأنا في سن صغير لحادث سير مع أحد سيارات الأجرة على طريق الرياض القديم ..

وفي أول وقت للزيارة في مستشفى الحوطة تشرفت بإطلالة وجهه الباسم الجميل في لحظات أبوية حانية لن

أنساها ما حييت .. وبعد عدة سنوات تعرضت وصديقي هزاع الماجد إلى حادث انقلاب ونحن في طريقنا إلى

الجامعة في الرياض .. ثم وجدناه مرة أخرى يجلس على حافة السرير في المستشفى ليخجلنا بحضوره الجميل

وبكلماته العفوية القريبة من النفس .. وبالتأكيد هو يفعل مثل هذا وأكثر مع كل الأهل في بلدنا الغالي .. ولذلك

أحبه الجميع وحظي بمكانة رفيعة في قلوبهم .. وهو أهل لها ولا شك ..

جانب آخر مهم في شخصية والدنا الغالي الشيخ عبدالله تلمح إليه تلك اللقطة التي تظهر فيها سيارته وهي نقف

وحيدة أمام المسجد الجامع في حدود الساعة العاشرة والربع من صباح يوم الجمعة قبل ثمانية أشهر من الآن

وبدت وكأنها شاهدة على نهج جميل اعتدنا عليه طيلة عقود من الزمن ..حيث كان رحمه الله هو أول من يدخل

إلى المسجد في يوم الجمعة...نسأل الله أن لا يحرمه أجر هذه العادة المحببة للنفس .. وأن يجعلها في ميزان

حسناته مع ما جادت به نفسه الطاهرة من أعمال خيرة .. كما ونسأل الله جلت قدرته أن يجعل الفردوس الأعلى

من الجنة مقاماً له مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..

اللهم اغفر له وارحمه وثبته عند السؤال .. اللهم إن فقيدنا الغالي بين يديك فتوله برحمتك وعفوك وأنت أرحم

الراحمين .. اللهم وألهم أهله وأحبابه الصبر والسلوان وأحسن عزائهم وأحبرهم في مصيبتهم ..

والحمد لله على كل حال .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..