الشايب وبنته

[أبوعدي]

هذه قصة رجل كبير في السن وكفيف ولم يرزقه الله إلا ببنت كانت به بارة وعندما بلغ عمرها 16 سنه كانت مع أبيها وكان عندهم سراج وعندهم حطب فقامت البنت فتعثرت في الحطب فكسرت السراج والشايب لم يحس بشيء فقامت تتلمس كي تصلح السراج فقرصها داب ولم تخبر والدها فقام جاراتها بعلاجها ولكن لم يستطعن فتوفيت البنت بعد خمسة أيام فلما اخبروا والدها تأثر كثير وقال هذه القصيدة


عفى الله عن عين حلا النوم جافيها = كراها قليل وذارف الدمع محفيها
إبلا قلت ألا ياعين هودي وهودي = جرى دمعها الصافي وهلت عباريها
تبين أفروع الصبح ماذاقت الكرى = ولا الوم عينً فارقت شوف غاليها
ولا زل يوم أو ليلتن ما تعبرت = عن النوح أعزيها ولاني بقاويها
وأنا في رجاء جزل العطاء عالم الخفا = يلطف بحال خافي الهم باريها
على نور عيني له بقلبي ومهجتي = وتحت الضماير كل ما حل طاريها
حنوين الخلوج الي عن البير فاختت = أيلا غاب عنها ساعة ما يباريها
وأنا كيف مابكي طفلةً غضة الصبا = حوريةً سبحان رب مسويها
مشت بالمدا والدين والحق والبها = فلو طالت الايام ما ني بناسيها
فيها طبوعً كاملات حسينه = حنونً على الجيران ووصال عانيها
عفيفة نظيفة جيب ما داست الخطا = ولا هوجست بالمذهب اللي يرديها
حشا مابها من خافي العيب ذارف = سوى حشمة الوالد فهاذا فهو فيها
مضى عمرها ثنتين مع عشر واربع = سوى محترمها تسفهه لو يحاكيها
خذت هجرتٍ في البيت عندي قليلة = أمانه وأخذها الخيّر اللي عطانيها
فلاني بجزاعٍ فلا شك ولعه = أعلاف الأمانة مالها غير راعيها
يا سامع دعواي في مظلم الدجى = تمحي خطاياها وتثبت حسانيها
تجعل لها في جنة الخلد منزل = تقطف جنا جنات طيبة وتجنيها
وتعوضها في ما قصرت من شبابها = برضاك يا خلاقها وأنت واليها
إلاهي ودودي دعوتي تستجيبها = على النفس كله من غلاها مبديها
إلا من تكدر خاطري من فراقها = لولا غلاها ما تكلفت راثيها
سميت دموع المزن في غبة البحر = سوى البنك ما يدرك ثمنها ويشريها
أنا مابي ألا يوم يطري سميها = عفى الله عن عينٍ حلا النوم جافيها
وصلوا على سيد البشر طيب الثراء = عدد ما جرى من رايح المزن واديها