العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-2009, 09:42 PM   #1
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مااارد
 
تم شكره :  شكر 5930 فى 1643 موضوع
مااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضومااارد نسبة التقييم للعضو

 

رد دباس على والده أنموذجاً

[align=center]كان رد دباس على قصيدة والده معبراً عن ولاء الابن وأدب الخطاب بين الأبناء والآباء في ذلك الزمن المضطرب بالخوف والفقر والجهل، الزمن الذي لا يهيمن عليه نظام رسمي غير ما تفرضه ضوابط القيم من سلطة، ليبقى الجميل ورده نبراساً يعلق عليه الناس آمالهم لتحقيق أمن رواحهم وغدوهم، إقامتهم وسفرهم، وليبقى الخوف من المعاملة بالمثل رادعاً يحد من التجاوزات التي تحدث بين الناس.

كان الأب الوجل في مجتمع يشغل أفراده أوقات فراغهم باجترار القصص القديمة، وانتقاد الآخرين بلهو الحديث، صورة من مجتمع الشاعر وزمنه أبدعها في قصيدته وهذه صورة يبدعها الفتى الابن المغترب، قصيدة تمثل رداً يقوم مقام الرسائل التي عرفت في الآداب.

يبدأ الفتى رسالته أو قصيدته بالترحيب برسالة والده الشعرية:

حي الجواب اللي لفانا من الراس=جابه غلام ما تواني مسيره
جـواب مـن هـو لـي مــود مــن الـنـاسأبوي ما يوصف حلي لغيره

وبعد التعبير عن مكانة الأب لدى الابن ينتقل الى ذكر مناقب الوالد، وهي المحاسن التي يمتدح بها كرام القوم وعليتهم في ذلك الزمن، يضفيها الابن على أبيه الذي وجد اكتمالها بوجود ابنه إلى جانبه:

فرز الوغى كنّه على الوكر قرناس=قروم ربعه كلها تستشيره
دلـيـل عـيـرات لـيـا هـــب نـسـنـاسثم ادلهم الجو وما به ذخيرة

ثم يواصل المديح بالكرم والجود بالطعام وحسن المؤانسة والمسامرة، والقهوة العربية التي يوليها المجتمع العربي وبخاصة البدوي منه أهمية رفيعة في منتدياتهم:

راعي معاميل لها العبد جلاس=للبن يشري بالسنين العسيرة
هــذي بمـركـاهـا وهـــذي بمـحـمـاسوهذي يصبه للوجيه السفيرة

ثم ينتقل إلى وصف الراحلة التي تنقل حامل الرسالة بما يحمد مثلها من الركاب، وبما يتميز به حامل الرسالة من الشجاعة والصبر واللياقة:

وخلاف ذا يا راكب فوق عرماس=ما مونة من نقوة الهجن عيرة
إلى:وفوقـه غـلام منيتـه قـطـع الارمــاسلوهو بليل ما تغيّر نظيره

ثم يوصي الفتى بسرعة المضي إلى ديار أبيه، حتى إذا ما بلغ مضاربه فليرفع صوته معلناً قدومه، ومبلغاً سلامه ورسالته إلى العشيرة وبخاصة والده:

واذا لقيت الدار فاجهز بالاحساس=وبلغ سلامي كل ذيك العشيرة
واختـص ابـوي الـلـي نـفـل جمـلـة الـنـاسوخـصـه بعـلـم وقـــول إنـــي بـشـيـره
لا يـا نـقـي الـعـرض يــا ابــوي دبّــاسإن كان تشكي الضيم فانا أسيره

ثم يشرح أحواله في المغترب مطمئناً والده بحسن سلوكه ومحافظته على سمعته ونهج ما يسر الوالد ويعلي شأن الابن:

مطرق افرنجيّ مصاويبه الراس=ومصلبنحٍ جبته عساني ذخيرة
أبـغـاه لـلـي حـاديـنـك عـلــى الـســاساهـــل النـمـايـم والـحـكـايـا الـكـثـيـرة
ربــع نــووا فـيـك الـــردا والتـخـسـاسمهبول يا اللي قال غايب عشيره

فاقتناء السلاح من بندقية وسيف من جيد الصنع مما يفتخر باقتنائه الفتيان للذود عن الحقوق وتأديب المتعرضين بإيذاء الآخرين، فالمطرق في البيت هي البندقية والمصلبنح هو السيف من الحديد المتين وقد يكون البندقية أيضاً.





ثم يستعرض مقولات أبيه في الرسالة، مدافعاً عن نفسه ومبشراً أباه باقتراب الفرج:

يا ابوي انا ما رحتها لكيفة الراس=مع ذا ولاني في سفاه وغيره

ثم يعتذر لأبيه واصفاً معاناته في الغربة:

يم البحر مشروبنا فك فنطاس=والما هماج منه كبدي غثيرة

إلى قوله:

يا مسندي يا ابوي شوف اوكد الناس=ثم انشده قل ويش هو في مسيره
إن كـان مـا يـفـرح صديـقـك بـنـو مــاستحرم علينا اللي نهوده صغيرة

ويطمئن والده مبشراً بقدومه:

إن كان تشكي الضيق يا ابوي لا باس=جاك الفرج يا ابوي هو والبريرة
ومـن كـان لـه غايـب فـلا يقـطـع الـيـاسإن قدر الله جاب علمه بشيره

وبعد: هذه حالة الجزيرة العربية في الماضي يشد الماء إلى ربوعها حين تجود السماء بالمطر، وتلبس الأرض زينتها بعده، وحينا يشد الماء إلى سواحلها حيث المدن التجارية والغوص والسفر إلى البعيد، هذا السفر الذي لايقدر عليه غير الشباب الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه أسرهم فيطلبون الرزق بعيداً متعرضين للاخطار والتوفيق والاخفاق، والشعر كان رسولاً بين المغتربين وأهلهم الذين يطول انتظارهم لعودة المغتربين، ولكنهم يترقبون أخبارهم ورسائلهم وهداياهم مع كل قادم من بعيد.

ويحضرني نقد وجهته شاعرة إلى شباب من ذويها سافروا لطلب الرزق ولكنهم لم يقوموا على الاغتراب ومشقة السفر فعادوا ادراجهم إلى حيهم فقالت تهجوهم وتسخر منهم:

يا عيال يا طول غربتكم=نصف الشهر ما تمضونه
خــســارة بـــــس عـنـوتـكــممـــع راعـــي الـفــرت تتـلـونـه
جـيـتـوا وهـــي مـــا تحـركـتـمتــرجــي الـفـوائــد تـجـيـبـونـه
حصـيـلـكـم بــــس كـروتــكــموالزود للشوق صابونه

ولا شك أننا نرى صور الماضي وقيمه وتقاليده في هذه النصوص المعبرة، في زمن يشهد تغيراً كبيراً في كثير من المعاني والمشاعروالعلاقات التي تقوم بين الآباء والأبناء وما تفرزه من انعطافات في الحياة.. ذلك الزمن الذي كان فيه الأبناء ركائز لتبادل الأدوار في البناء الاقتصادي للأسرة فهل ما زال الأمر قائماً أم تغيرت الأحوال؟
[/align]

التوقيع
كلمتان خفيفتان على اللسان

ثقيلتان في الميزان

سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

جرب هالموقع .. من هنا


مااارد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه