القراءة بالنسبة لي حوار ، و هذه عادة لا أستطيع و لا أريد أن أتخلص منها ، لأنني أجد في هذا متعة ، و لا أعتقد أن أي قارئ سيفسر النص الذي أمامه إلا حسب الأثر الذي تركه فيه ، و الأثر يأتي من اللغة و مفهومه للغة ، لأن مفاهيم القارئ للكلمات التي يقرؤها تؤثر على مفهومه للمكتوب.
فمثلاً الكلب في هذه الأقصوصة ، هناك من سينظر إليه و في خلفيته الآية الكريمة (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) ، و منهم من سيقرأ و في خلفيته المثل ( أوفى من كلب ) ، منهم من سيقرأ و الكلب بالنسبة له أفضل صديق ، و منهم من سيقرأ و الكلب بالنسبة له رجسٌ نجس.!
و يمكن أن نقول الشئ ذاته بالنسبة إلى الأقدام.
و لا شك أن القارئ سيتساءل بالرغم عنه عن سبب اختيار الكاتب لهذه المفردات.
لذا ترين أن الأمر ليس اختياري ، بل هو طريقةٌ و منهج.
و مشكلة اللغة كما قال العقاد ذات سِفْر أننا ( نحصر بها المعاني فنفهمها ، و نحصرها أيضاً فلا نفهمها أو لا نحسها كما ينبغي لها من الإحساس بها.).!
ثم أنه تحيّة تشبهكِ و سلام.