العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-2010, 07:13 AM   #1
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 5 فى 3 موضوع
الدركتر الصغير is on a distinguished road

 

عروة بن حزام وعفراء

عفراء
للشاعر عروة بن حزام

غاية ما يقال عنه في كتب تراثنا العربي أنه شاعر من بني عذرة،

أحب ابنة عمه عفراء التي ربي معها وكانت له تربا، وكان أبوها يقول له، أبشر فإن عفراء امرأتك - إن شاء الله تعالى - حتى إذا جاء أوان طلب يدها طلبت أمها مهراً معجزا يفوق قدرته، فرحل إلى عم له باليمن يطلب عونه، ثم عاد بالمهر المطلوب،

فإذا هي قد زوجت بأموي في الشام، فلحق بها، وأكرم زوجها وفادته لما عرفه من خلقه وأدبه وخيره بين أن يبقى معهما في الشام أو يطلقها من أجله، فأبى عروة بعد أن أقام عندهما أياما، وعاد إلى بلده وقومه، وحاول عراف باليمامة أن يداويه مما به، لكنه مات ودفن قرب المدينة.

ويقال إن عفراء لما بلغها نبأ موته ماتت حزنا عليه بعد أيام ثلاثة،

وقيل كانت وفاته سنة ثلاثين من الهجرة - في خلافة عثمان ابن عفان- حوالي ستمائة وخمسين ميلادية.

وهي سطور تحمل إلينا بعضا من الجو المأساوي الذي ظل قصة عروة وعفراء، والذي ينطق بسمات ذلك الحب العذري، الذي عرف به شباب قبيلة عذرة عندما كانت تتملكهم تلك العاطفة القوية المشبوبة يهيم فيها المحب بحبيبته ويرجو الحظوة بوصالها من غير نظرة إلى متع حسية،

مع التضحية والإيثار في سبيل الإبقاء على هذه العاطفة المحتدمة بما يستطيع بذله من جهد وآلام وأشواق وحنين. وتصبح هذه العاطفة المصحوبة بالحرمان الإرادي مدخلا إلى الزهد في المحرمات والتقوى من الله والتسامي الذي يكشف عن نبل روحي وسمو خلقي.

وأصبح الحب عند الشاعر العذري ملحمة يتغنى فيها بحسن بلائه وعظيم جهاده، مصوراً مواجهته البطولية لكل ما يلاقيه ويعانيه من صنوف العذاب وصروف الزمان.

وهذه القصيدة من شعر عروة بن حزام في محبوبته وابنة عمه عفراء هي أشهر قصائده وأطولها وأحفلها بسمات فنه الشعري الذي يقترب فيه كثيراً من سائر الشعراء العذريين
رقة وسلاسة تعبير، وتدفق عاطفة وانسيابا موسيقيا، وتركيزا على تصوير المعاناة والوجد والهيام وآثار البعاد والفراق وذكريات الماضي الجميل المشترك، ويزيد عنهم عروة حديثه عن عمه الذي غدر به وزوج عفراء بينما هو في رحلته إلى اليمن يجمع مهرها المطلوب، وهو لا يدعو على عمه- في غمرة الغضب والأسى- بأكثر من أن يبتليه الله بمثل ما ابتلي به، وأن يصبح قلب عمه - مثل قلبه - مقسوما بكل مكان حتى يدرك مقدار معاناة المحبين الصادقين في حبهم وهيامهم.

ويبقى أن قصيدة عفراء لعروة بن حزام صورة جديدة من صور تلك القصيدة (النموذج) لشعر الحب العذري، كما أبدعه مجنون ليلى قيس بن الملوح، ومجنون لبنى قيس بن ذريح، وجميل بن معمر صاحب بثينة، وكثير صاحب عزة، وأبوصخر الهذلي وابن الدمينة ونصيب وغيرهم


. يقول عروة بن حزام:


يتبع

الدركتر الصغير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-02-2010, 07:13 AM   #2
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 5 فى 3 موضوع
الدركتر الصغير is on a distinguished road

 

رد: عروة بن حزام وعفراء

على كبدي من حب عفراء قرحة
وعينان من وجدي بها تكفان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة
وعفراء عندي المعرض المتداني
إذا رام قلبي هجرها حال دونه
شفيعان من قلبي لها جدلان
إذا قلت: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا
جميعا على الرأي الذي يريان
فيارب أنت المستعان على الذي
تحملت من عفراء منذ زمان
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى
من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي حبيب من حبيب لبانة
ويرعاهما ربي فلا يريانذ
ويا ليت محيانا جميعا، وليتنا
إذا نحن متنا ضمنا كفنان
يقول لي الأصحاب إذ يعذلونني
أشوق عراقي وأنت يماني
تحملت من عفراء ما ليس لي به
ولا للجبال الراسيات يدان
كأن قطاة علقت بجناحها
على كبدي من شدة الخفقان
جعلت لعراف اليمامة حُكمه
وعرافِ نجد إن هما شفياني
فقالا: نعم، نشفي من الداء كله
وقاما مع العواد يبتدران
فما تركا من عوذة يعرفانها
ولا رقية إلا بها رقياني
وقالا: شفاك الله، والله مالنا
بما حملت منك الضلوع يدان
فرحت من العراف تسقط عمتي
عن الرأس ما ألتاثها ببنان
معي صاحبا صدقي إذا ملت ميلة
وكانا بجنبي سرع ما عذلاني
فيا عم ياذا الغدر لازلت مبتلى
حليفا لهم لازم وهوان
ولازلت في شوق إلى من هويته
وقلبك مقسوما بكل مكان
غدرت وكان الغدر منك سجية
وألزمت قلبي دائم الخفقان
وأورثتني غما وكرباً وحسرة
وأورثت عيني دائم الهملان
وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني
وعفراء يوم الحشر ملتقيان
ألا لعن الله الوشاة وقولهم
فلانة أضحت خلة لفلان
إذا ما جلسنا مجلسا نستلذه
توا شوا بنا حتى أمل مكاني
تكتفني الواشون من كل جانب
ولو كان واشٍ واحد لكفاني



منقول

الدركتر الصغير غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه