العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-2010, 02:07 AM   #1
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي


من حكايات العرب


نزل أبو الأغر، وهو شيخ أعرابي من بني نهشل، ضيفا على بنت أختٍ له تسكن البصرة،وذلك في شهر رمضان.

فخرج الناس إلى ضياعهم، وخرج النساء يصلِّين في المسجد، ولم
يبقى في الدار غير الإماء وأبي الأغرّ.

ودخل كلب من الطريق إلى الدار، ثم إلى حجرة
فيها، فانصفق باب الحجرة ولم يتمكن من الخروج.

‏ ‏ وسمع الإماءُ الحركة في الحجرة فَظَنَنَّ لصّا دخلها، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته،

فأخذ عصا ووقف على باب
الحجرة وقال: ‏ ‏ يا هذا إنك بي لعارف. أنت من لصوص بني مازن،

وشربتَ نبيذًا حامضا
خبيئا حتى إذا دارت الأقداح في رأسك مَنَّتْكَ نفسُك الأماني، فقلتَ :

أَطْرُقُ
دُورَ بني عمرو والرجال في ضياعهم والنساء يصلين في المسجد فأسرِقهن.

سَوْءةً لك
! والله ما يفعل هذا رجلٌ حر! وبِئْسَمَا مَنَّتْك نفسُك!

فاخرج بالتي هي أحسن وأنا
أعفو عنك وأسامحك وإلا دخلتُ بالعقوبة عليك.

وأيم الله لتخرجنّ أو لأهتفن هَتْفَةً
فيجيء بنو عمرو بعدد الحصى،

وتسأل عليك الرجال من ها هنا، وها هنا ولئن فعلتُ
لتكوننَّ أشأم مولود في بني مازن. ‏ ‏


فلما رأى أنه لا يجيبه أخذ باللين فقال: ‏ ‏أخرج بأبي أنت منصورا مستورا.

إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي،
واطمأننت إليّ. أنا أبو الأغر النهشلي،

وأنا خالُ القوم وقُرّة أعينهم، لا يعصون لي
رأيا، وأنا كفيلٌ بأن أحميك منهم وأن أدافع عنك.

فاخرج وأنت في ذمتي، وعندي فطيرتان
أهداهما إليّ ابن أختي البار، فخذ إحداهما حلالا من الله ورسوله،

بل وأعطيك بعض
الدراهم تستعين بها على قضاء حوائجك. ‏ ‏ وكان الكلبُ إذا سمع الكلام أطرق،

فإذا
سكت أبو الأغرّ وثب الكلب وتحرّك يريد الخروج.


فلما لم يسمع أبو الأغرّ ردّا قال: ‏‏ يا ألأم الناس! أراني في وادٍ وأنت في آخر. والله لتخرجن أو لأدخلن عليك. ‏ ‏

فلما طال وقوفه جاءت جاريةٌ وقالت لأبي الأغرّ: ‏ ‏ أعرابي جبان! والله لأدخلنَّ أنا عليه! ‏ ‏ ودفعت الباب،

فوقع أبو الأغر على الأرض من فرط خوفه، وخرج الكلبُ
مبادرا فهرب من الدار.

‏ ‏ واجتمعت الجواري حول أبي الأغرّ فقُلْن له: ‏ ‏ قم ويحك
! فإنه كلب! ‏ ‏ فقام وهو يقول :

‏ ‏ الحمد لله الذي مسخه كلبا وكفى العربَ شرَّ
القتال! ‏
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-11-2010, 10:56 PM   #2
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

بسم الله الرحمن الرحيم


وفاء الأبل أبكى الرجال!!!!



هذي قصة جدالشاعر فالح الدهمان الظفيري المشارك في شاعر المليون واسترجاع ابل صديقه من عبد الكريم الجربا بقصيدة...

قيعي الشليمي من السعيد- من قبيلة الظفير،يقتني من الإبل المغاتير سلالة طيبة

ولما كانت منازل إحدى القبائل مربعة استأذن أن ترعى إبله في مراعي هذه القبيلة
حسب العادات والقوانين عند أهل البادية.

وفي أثناء ذلك حدث أن غزى الشيخ عبدالكريم الجربا هذه القبيلة كما يحدث بين القبائل آنذاك

فقد كانت الغزوات متبادلة بغرض الكسب وشاء الله أن ينتصر عبد الكريم الجربا

ويستاق إبل هذه القبيلة ومن ضمنها إبل الشليمي.

أما الشليمي فقد أفاق على هول الكارثة التي حلت به فهو ليس طرفاً فيما حدث واحتار ماذا يفعل؟

وأخيراً هداه تفكيره إلى أن يطلب من ابن عمه محمد بن دهمان المساعدة وابن دهمان هذا شاعر معروف

وقد ألح عليه أن يتصرف لإرجاع الإبل حاول ابن دهمان أن يعتذر لأسباب منها بعد المسافه بين قبيلتي شمر والظفير

ووعورة الطريق المحفوفة بالخطر.

ولم ينفع الأعتذار فتوجها إلى عبد الكريم الجربا،وجّدا بالسير حتى لاحت لهما منازل شمر.

فقال قيعي: ماذا جهزت من القصيد؟...

يقصد في مدح عبدالكريم فأجاب ابن دهمان بهدؤ لا شيء! فأهتال قيعي،

كيف لم يقل شيئاً وهو ما أتى به إلا لأنه شاعر وسوف يعيد إبله بشاعريته،فأجابه ابن دهمان

إن الشعر عنده يأتي فجأة وشّبهه بدبك حوافر الخيل على أرض ممطوره لتوه!.....

كناية عن ارتجاله للقصيدة.





فلما وصلا فإذا هو بيت مهيب ومن حوله وداخله العديد من الرجال أقارب وضيوف وأهل حاجه وغيرهم .....

فقد كان مجلساً عامراً قد تدخله وتخرج منه فلا ينتبه لك أحد، فتبادلا النظرات يبحثان عن رأي

واتفقا وهذا الرأي لمحمد بن دهمان أن يعقلا ركابهما بعيدا ويأتيا أمام المجلس فيفتعلان مشاجره

والقصد أن يلفتا انتباه لوجودهما وحدث ما اتفقا عليه وبالفعل أثارا انتباه الشيخ عبد الكريم

واستغرابه من رجلين غريبين يتشاجران أمام مجلسه فأمر بأحضارهما ولما سألهما عن أمرهما

كان كل منهما يريد أن يتحدث قبل الآخر.

حتى أستطاع ابن دهمان أن يتحدث فكان أن ارتجل هذه القصيدة وكان في يد عبد الكريم الجربا سيفه.

وهو مشدود مع القصيده لم يفطن الي سيفه وقد ارتخت عن قبضته فأنزلق إلى موقد النار أمامه

فلاحظ أبن دهمان ذلك أثناء إلقاء القصيدة فأشار إليه في البيت الثالث عشرمن القصيدة..





يا راكبٍ من فوق حسكات الأوبار
........... فج النحور إليا انتوى كـل نـاوي

عيـرات منقيـات بالـدو هـدار
.......... حمرٍ سمرهن من قعـود اللحـاوي

طفقات من مس المناجيـب عبـار
........... ياكن ينهش من قفاهن اضـراوي

ياما حلا بظهورهن مس الأكـوار
.............وعليهن اللـي يبعـدون الهقـاوي

في دربهم متعرضيـن للأخطـار
..............ناصيـن دار محرقيـن القهـاوي

مدن من الداير مـع فـج الأنـوار
............والعصر بالخابور عشر النضاوي

أرقب رقيبتهن على رأس سنجـار
...............تطلع الجربـان بهكـا الحـراوي

أهل بيوتٍ كنهـا زمـت الطـار
..............كبار الصحون مزبنين الجـلاوي

بيوت المحمد مدهل الضيف والجار
............وملجأ لمن كثرت عليه الشكـاوي

لازم يجي بالبيت هاتش وخطـار
...............وخلايق ما ينعـرف لـه لغـاوي

في ضف شيخٍ للمناعيـر جـرار
.............اللي طريحه مال لجرحه مـداوي

وادنى بالادنى كان للربع تختـار
................عبدالكريـم إليـا بلتـك البـلاوي

شواي صنع الهند في مجحم النـار
..........من الزوم كنه من شفا البيـر داوي

مثوار شقحا بأول الـذود معطـار
...........تركض إليا سمعت تداويه المداوي

ما طاع بالقالات عمسين الأشـوار
.............رد السلف على الجهامة خـلاوي

يجيبـه اللـي لطوابيـر كـسـار
...............كان الشليمي للبويضـا رجـاوي

والله يبيض وجهكم عقب ما صار
...........ابيض من القطن العفر عند راوي





فلما انتهى من قصيدته صمت عبدالكريم ثم التفت إلى رجال قبيلته قائلاً: ماذا تقولون يا شمر؟

كان عبدالكريم قادر على اتخاذ القرار دون الرجوع إلى أفراد قبيلته

لكنها حكمة هذا الرجل العظيم

وعبدالكريم لا يحتاج إلى مشورة يكفي أن نعرفه بلقب (( أبو خوذه)).

فكان هناك شيء واحد يبدو صعباً بعض الشيء فكيف تعاد هذه الأبل وقد توزعت على بيوت شمر،

فهي كسب وجرت العادة أن يتقاسمونها على طريقة الأسهم.

هنا تحدث قيعي الشليمي وبين أن هذه المسألة سهله للغاية حيث طلب أن يقف على مكان مرتفع

وينادي على أبله فما جاءته فهي له والتي لا تجيء فليست من أبله.

وعندما بدأ (يوده لها) حدث الموقف الذي يقال أنه أبكى الكثيرين من رجال شمر

أبكاهم وفاء الحيوان في صورة نادرة قلما تحدث فعندما سمعت إبله صوته وهو ينادي

كانت تخرج من بين البيوت وهي تتجه إليه من هنا ناقة ومن هناك أخرى وهكذا من كل الأنحاء حتى اجتمعت عنده،

إلا ناقه واحدة كانت تمشي قليلاً ثم تقف لحظات وقد جاءته في النهاية إلا أنه اقسم أنها له لكن لم ينجبها فحل الإبل أصلاً





وهكذا أعادت قصيدة محمد بن دهمان أبل قيعي الشليمي كاملة بعد أن ردها عبدالكريم الجربا ولم يأخذ منها شيئاً أبداً

رغم أنها كسب ولا لوم عليه لو احتفظ بها




أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-11-2010, 01:27 PM   #3
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي


قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة







قا ل ابن جرير الطبرى : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي ، فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلى جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ، وله الأجر والثواب يوم الحساب .


فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ، وأيام الحج معدودة ، ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة ، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ، لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا يسيرا ، ومالا حلالا .

قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟


قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف .


فلم يرض الخرسانى وقال : لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .


قال ابن جرير الطبرى: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير ، وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ، فكان كما ظننت ، سمعته ينادى على امرأته ويقول : يا لبابة .


فقالت له : لبيك أبا غياث .


قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ، فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ، فأبى وفوض أمره إلى الله ، ماذا أفعل يا لبابة ؟ لا بد لى من رده ، إنى أخاف ربى ، أخاف أن يضاعف ذنبي .


فقالت له زوجته : يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ، ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعي , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ، أو يقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك .


فقال لها يا لبابة : أآكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقرى ، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبرى ، لا والله لا أفعل .


قال ابن جرير الطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادى ...


يقول : يا أهل مكة ، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلى وله الأجر والثواب عند الله .



فقام إليه الشيخ الكبير ، وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجد المال بشئ حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ، فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ، يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة .


فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .


قال ابن جرير الطبري : ثم افترق الناس وذهبوا ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار ، سمعت صاحب الدنانير ينادي ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عند الله .

فقام إليه الشيخ الكبير فقال له : يا خرساني ، قلت لك أول أمس امنح من وجده مائة دينار فأبيت ، ثم عشرة فأبيت ، فهلا منحت من وجده دينارا واحدا ، يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ، فيسقى الناس ويكتسب ، ويطعم أولاده ويحتسب .


قال الخرسانى : لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .


فجذبه الشيخ الكبير ، وقال له : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال .


يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال : خذ مالك ، وأسأل الله أن يعفوي عنى ، ويرزقني من فضله .


فأخذها الخرسانى وأراد الخروج ، فلما بلغ باب الدار ، قال : يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لى ثلاثة آلاف دينار ، وقال لي : أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ، فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق ، والله ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى ههنا رجلا أولى بها منك ، فخذه بارك الله لك فيه ، وجزاك خيرا على أمانتك ، وصبرك على فقرك ، ثم ذهب وترك المال .


فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول : رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده .


قال ابن جرير : فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ، فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنا بالأمس واليوم ، سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول : سمعت مالكا يقول : سمعت نافعا يقول : عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس ، فاقبلاها ولا ترداها ، فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر .



ثم قال : يا لبابة ، يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ، وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال : أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ، وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ، حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ، وكان فيه ألف دينار ، فأعطانى مائة دينار .


يقول ابن جرير الطبرى : فدخل قلبي من سرور غناهم أشد من فرحى بالمائة دينار ، فلما أردت الخروج قال لي : يا فتى إنك لمبارك ، وما رأيت هذا المال قط ولا أملته ، وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به ، واعلم أني كنت أقوم فأصلي الفجر في هذا القميص البالى ، ثم أخلعه حتى تصلى بناتي واحدة واحدة ، ثم أخرج للعمل إلى ما بين الظهر والعصر ، ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل على من تمر وكسيرات خبز ، ثم أخلع ثيابى لبناتى فيصلين فيه الظهر والعصر ، وهكذا فى المغرب والعشاء الآخرة ، وما كنا نتصور أن نرى هذه الدنانير ، فنفعهن الله بما أخذن ، ونفعني وإياك بما أخذنا ، ورحم صاحب المال في قبره ، وأضعف الثواب لولد ، وشكر الله له .



قال ابن جرير : فودعته ، وأخذت مائة دينار ، كتبت العلم بها سنتين ، أتقوت بها وأشتري منها الورق وأسافر وأعطي الأجرة ، وبعد ستة عشر عاما ذهبت إلى مكة ، وسألت عن الشيخ ، فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور ، وماتت زوجته وأمها والأختان ، ولم يبق إلا البنات ، فسألت عنهن فوجدتهن قد تزوجن بملوك وأمراء ، وذلك لما انتشر خبر صلاح والدهن فى الآفاق ، فكنت أنزل على أزواجهن ، فيأنسون بي ويكرموني حتى توفاهن الله ، فبارك الله لهم فيما صاروا إليه .


يقول الله تعالى :

( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)


[سورة الطلاق]


اللهم اغننا بحلالك عن حرامك

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه