العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨

¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨ خاص بنتاج الأعضاء من خواطر وقصص ومقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-2011, 10:44 PM   #1
ذِكرُ الله غنيمَةٌ بارِدة .
 
تم شكره :  شكر 8665 فى 1430 موضوع
العَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضوالعَربْ. نسبة التقييم للعضو

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

-
جئت متأخرة, حقيقةً لم يُسعفني الوقت لأفصِح عن إعجابي إبان قراءتي لهذه الكبيرة ...
حمدًا لله على سلامتك ... لا أخفيك أني تمنّيت أن كل جزء استغرق وقتًا أطول , استمتعت بحق .
و ها ننتظر بقيّة مذكراتك بشغفٍ .
-

التوقيع
-

اللهُ يعلمُ ما جرى
والعدلُ مكتوبٌ
وموعدُنا السَّماء. *


كنتُ هنا.
.
العَربْ. غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2011, 04:50 PM   #2
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العَربْ. مشاهدة المشاركة  

-
جئت متأخرة, حقيقةً لم يُسعفني الوقت لأفصِح عن إعجابي إبان قراءتي لهذه الكبيرة ...
حمدًا لله على سلامتك ... لا أخفيك أني تمنّيت أن كل جزء استغرق وقتًا أطول , استمتعت بحق .
و ها ننتظر بقيّة مذكراتك بشغفٍ .
-

 
اهلاً بالعرب هطول جميل كما أنت سيدة القسم
ممتن لتواجدك ومتاعبعتك.
التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2011, 08:40 AM   #3
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

اليوم الثالث (جمعة الغضب) 28 /يناير/2011م



كان الصباح هادئاً جداً وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ، تم تعطيل خدمات الانترنت وشبكات الجوال وهذا ما أغضبني كثيراً فأصبحت حائراً .
كنت أرقب الحدث من على الشرفة وقد أحتشد الأمن المركزي في كل مكان والاستعراض من قبل رجاله واضح جداً لإثارة بعض الرعب في قلوب المتظاهرين أو من تسول له نفسه الاشتباك معهم .
بعد صلاة الجمعة بنصف ساعة بدأت الاشتباكات وإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف ، حتى أنه أثر على المبتعدين , كان من المفترض أن تتجه جميع المسيرات باتجاه ميدان التحرير لكن قوات الأمن منعت أياً منها من خلال وضع حواجز وإغلاق جميع المنافذ وبدأت المواجهات في كل مكان .
التوجس واضح على الضباط وغالباً ما يترددون في توجيه الضربات ربما كان ذلك مؤشر لشيء من التغيير المفاجئ ، خاصة أن تشكيل أمني في الإسكندرية رفض إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين .
نزلت للشارع وعبرت الطريق وتوجهت لتجمع أمني على أحد الجسور التي تعلي النيل والمؤدية لميدان التحرير فأمروني بالرجوع وسألتهم متكلفاً البلاهة كسائح لا يدري ما الذي يحدث (ليه فيه شيء) بلهجة سعودية فقال أحدهم (لا ولا حاجة) ، كم أود النزول للشارع والانضمام لصفوف المتظاهرين ، ربما يمنعني الجبن أو لنقل شيء لا أدري ما كنهه.
رأيت مجموعة من الشباب يعيدون قنابل الغاز من خلال مسكها بحائل للأمن .
يردد المتظاهرون عندما يريد أحد رجال الأمن ضربهم أو تفريقهم ( احنا بنعمل كدا عشانك سبيني أمشي ) وهذا العسكري المسكين مغلوب على أمره خاصة أنه مبرمج لتنفيذ أية أوامر يتلقاها من قبل الضابط .
لا أدري ما إذا كان معرض الكتاب الذي جئت من أجله سيؤجل أم لا ؟
انتشر بين صفوف المتظاهرين رجال أمن بلباس مدني لتشتيت المتظاهرين وإرباكهم.
تم اعتقال بعض الصحفيين وحجزهم داخل بعض العمارات حتى لا يقوموا بالتغطية .
ثورة الحقوق ، اليوم الرابع على التوالي وكثير من الأمن المركزي لم يذوقوا النوم .
هذا الانقطاع عن العالم الذي أعيشه جعلني في حيرة من أمري فمرة أنزل أسير بجانب النيل ذاهباً عائداً ثم أصعد للغرفة ، أفتح الجهاز المحمول أكتب قليلاً ثم أفتح على قناة الجزيرة . وأتخيل هل ستصل السعودية في يوم من الأيام إلى هذا الشيء الذي بلغه المصريون ؟
قد يستغرب البعض أنني سعيد جداً بهذه الرحلة لأن لذتي تكمن في أخذ الحقوق وردها لأصحابها .

ما يؤرقني هو قلق أهلي علي لأن جميع الاتصالات معطلة .

حسناً الآن أسمع هتافاً بالقرب من الفندق سأنزل لأرى فقد مللت وسأنتحل شخصية مواطن مصري مثقف وسأشارك القوم حتى أقوم بأداء الواجب القومي !.
عبرت الردهة إلى المصعد الكهربائي ولجت ومعي شاب كويتي قلت (شكل الدعوة مولعة) رد (الله يستر) دلفنا للخارج فوجدنا مظاهرة تعبر من أمام الفندق كان ذلك عند الساعة الواحدة والنصف تقريباً ، علماً أن هذه المظاهرة كانت من نوع الخمسة نجوم ! كلهم من الطبقة الارستقراطية أي طبقة الأغنياء ومعهم أجانب ربما كانوا ناشطين حقوقيين ، قلت لصاحبي الكويتي ما رأيك أن نشارك القوم مظاهراتهم؟
وافق وسرنا معهم وما إن تجاوزنا الفندق بعشرين متر وكنت أصور بكاميراتي حتى أطلقت علينا قنبلة غاز مسيل للدموع من أعلى الجسر المؤدي إلى ميدان التحرير وكانت قريبة مني مما أثر سلباً على عيني ووجهي وقد زاد ذلك في إصراري على إكمال المسيرة بعد أن غسلت وجهي ، لأن غسيل الوجه يخفف كثيراً من وطأة الألم الذي يحدثه ألم الغاز الحارق ، وللعلم فإن هذه القنابل أخف بكثير من تلك التي تستعملها السلطات الإسرائيلية لتفريق المحتجين في فلسطين من خلال تركيبها بنوع من الشطة الحارقة لعنهم أينما حلوا، والحق أن الأمن المركزي لا يرحم والشعب المصري قد قطع أمله بالحياة دون العيش بكرامة .
سرنا باتجاه ميدان التحرير وبما أن القوم الذين كنا نسير معهم (برستيج) فإنهم رفضوا أية مواجهات مع الأمن ولذلك أصبحوا يسيرون في أزقة حي الزمالك ونحن ندور معهم ، ومن الطريف أننا وأثناء سيرنا كانوا يرددون هتافات كثيرة من ضمنها (ارحل ارحل يا مبارك السعودية بانتظارك) جاءت هذه الهتافة عندما عبرنا أمام القنصلية السعودية ،أما أنا فأقول في نفسي (الله لا يقوله ما يكفي الفشيلة الأولى) ، والشيء الذي أضحكني أنهم بدؤوا يرددون (ارحل يا حسني بلحن يصحبه تصفيق بنغمة أجبرت إحدى المتظاهرات على الرقص أو لنقل على هز جسدها طرباً باللحن !.
الشرفات كانت مليئة بالمؤيدين والمؤيدات والمتظاهرون يهتفون لهم (انزل .. انزل .. انزل ) ليزداد العدد ، بعد السير لمدة ساعة ونصف تقريباً قرر البعض الاعتصام أمام جمع من السفارات الأجنبية بينما أصر البعض الآخر على السير نحو ميدان التحرير .جلسنا قليلا لنستريح ثم أكملنا سيرنا حتى عادوا بنا للفندق قبيل غروب الشمس بلحظات ، فقال لي صاحبي ما رأيك نكمل ؟ قلت له يكفي فاقترح علي أن نتناول وجبة الغداء في مطعم بيتزا هت القريب جداً ن الفندق فدخلنا وملأنا بطوننا وأنا كاره لهذا المطعم لأنه أمريكي ولكنها الحاجة حيث أغلقت غالب المطاعم والحركة كانت عسيرة جداً ذلك لأن الاشتباكات الدامية بين الأمن والمتظاهرين بلغت شيئاً عظيماً .

بعد ذلك ذهبنا للفندق في محاولة للاتصال من الهاتف الأرضي بأهالينا فوجدت الدنيا قائمة ولم تقعد في السعودية ، من خلال التكهنات (مات ... قتل...سجن... أعتقل ... إلخ).
صلينا المغرب والعشاء جمع تأخير في مسجد قريب من الفندق وأحد الشباب الصغار كان يحكي لنا ما حدث في ميدان التحرير من ضرب واعتقالات وهو يرجف من الخوف ، وقال إنهم أي الأمن بعد أن كسروا أضلاع أحد أصحابنا لحقوا بنا إلى المستشفى وضربونا هناك واعتقلوه وهو لا يقوى على الحركة .
أثار ذلك الحديث في نفسي شيئاً لطالما قرأته ورددته أي تغيير لا بد أن يكون في تضحية وأي تغيير في إرادات الشعوب لا بد أن يكون هناك ضحايا.
الدكتور حاكم المطيري في كتابه (الحرية أو الطوفان) والذي أصدره عام 2004 م والذي توقع فيه حدوث ثورة الشعوب العربية خلال عشرة أعوام ،سخر الكثير منه وقالوا إنه يعيش أحلام خياليه ، ولكن الشيء الذي لم يتوقعه حتى حاكم المطيري نفسه أن تندلع الثورة خلال ستة أعوام فقط .
ذلك المساء عكفت أمام قناة الجزيرة وطلق الرصاص الحي يخترق أذني بين فترة وفترة.
بدأ حظر التجول ذلك اليوم عند الساعة السابعة مساء ولكن لا حياة لمن تنادي ، الجميع ثائر ، والجميل في ثورة مصر أنها فاقت ثورة فرنسا بالنسبة لي على أقل تقدير حيث الوعي تجلى بكل معانيه في شباب مصر الأحرار ومن ورائهم البقية .
ذلك اليوم رأيت في عين الناس عبارات لا يخطئها العقل (الموت أو العدالة والحرية) (لن نرضى الذل بعد اليوم) ( أن نموت أحراراً خير من أنعيش عبيدا).
وعمار يا مصر .
التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2011, 06:20 PM   #4
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

رائع رائع رائع أخي الفاضل السفير

فلقد حلقت بنا من خلال كتاباتك

واسلوبك الشيق

الى أكثر من خيال كم نحتاج

لمثل هذا الوعي في الكتابه

رحلت مع حروف كلماتك

وقرأتها مرارا وتكرارا وفي كل مره

يشدني شي مختلف من الابداع والتفرد

فلكلماتك امتداد وشفافية في النفس

تندمج لتعطي ذلك الاحساس بالانبهار

بكل ما فيها من معاني

لاتصدر الا من المبدعين امثالك

لك مني أجمل تحية

ختاما لدي استفسارين
اولا_
لماذا لم تتجه الى المطار فور علمك بالأحداث؟!
ثانيا_
الم تشعر بالخوف وأنك لن ترجع لوطنك وووووووو؟
يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2011, 08:56 PM   #5
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

أتابع سردك بشوق..وكأننا ما زلنا نراقب الثورة على شاشات التلفاز..

أستغرب سرورك بالمشاركه رغم أنها كانت جديه ..وكنت معرضاً للموت لا قدر الله !

وبنفس الوقت كانت مغامرة لك لن تنسى ابدا..

هل تفكر بالذهاب الى ليبيا الان؟؟؟

عندما يصل الأنسان الى الدفاع عن حريته لن يردعه شيئاً..

كما قال الشاعر : ابو فراس الحمداني

"اما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا "

ما زلنا ننتظر ما تبقى من احداث ايها الرحال
السفير .
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2011, 06:05 AM   #6
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالشمس مشاهدة المشاركة  

أتابع سردك بشوق..وكأننا ما زلنا نراقب الثورة على شاشات التلفاز..


أستغرب سرورك بالمشاركه رغم أنها كانت جديه ..وكنت معرضاً للموت لا قدر الله !
السرور ليس بالمشاركة السرور بنصرة الحق

وبنفس الوقت كانت مغامرة لك لن تنسى ابدا..

هل تفكر بالذهاب الى ليبيا الان؟؟؟
بلا شك لا

عندما يصل الأنسان الى الدفاع عن حريته لن يردعه شيئاً..

كما قال الشاعر : ابو فراس الحمداني

"اما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا "
صدقتي صدقتي لا فض فوك

ما زلنا ننتظر ما تبقى من احداث ايها الرحال

السفير .
أبشري

 
.............................
التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2011, 06:10 AM   #7
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

مذكرات قاهرية (3) السبت 29/يناير/2011م


لا أدري ما إذا كانت هذه المذكرات تدور حول الكاتب نفسه أم حول الأحداث أم حول مصر ؟
وأفضل أن تكون الإجابة نسبية بحسب ما يرى القارئ ، وللعلم فقط فإن أدب المذكرات يندرج تحته أدب يسمى الاعتراف / المكاشفة ويختلف هذا الأدب بين مدرستين ،الغربية التي تعتمد على تعرية كل العيوب والأخلاق والأفعال الفاسدة متأثرة بطريقة الاعتراف الكنسي ! ، و المدرسة العربية الإسلامية المحافظة فإنها تعترف بالخطأ وتراعي الدين من خلال أحاديث ستر العبد على نفسه في بعض ما يقترف من ذنوب ومعاصي قد سترها الله عليه ، وفي هذا الصدد يقول ابن عقيل في تباريح التباريح ((يفترض في كاتب السيرة الذاتية أن ينقل الحقيقة عن حياته ، والواقع الذاتي لنفسه وبيئته من خلال الأحداث الخارجية... إلا أن هذا المطلب عسير جداً قد يكون متعذراً-وذلك أكثر من متعسر عند الشرقي المسلم الذي أوصاه ربه بالستر على نفسه إذا ضعف ، وأن يطلب الستر من ربه في حياته ويوم يقوم الأشهاد)) .

قد يقول قائل ولماذا هذه المقدمة الفلسفية ، فأقول للفائدة رحمك ولأخبرك في الخفاء أن ثمة أشياء حدثت لا يمكنني البوح بها إما للعرف الاجتماعي أو لاعتبارات قد اتخذتها سلفا.
صباح السبت بعد الساعة الثامنة والذي انتهى بنهايتها حظر التجوال ، كان الجو هادئاً جداً والجميع يرقب المفاجآت بعد الصراعات الدامية في جمعة الغضب ، تناولت الإفطار وعند العاشرة نزلت وتمشيت على النيل قليلاً ثم عدت للفندق فوجدت صاحبي /شريكي في مظاهرات الأمس ، وهو رجل فاضل حضر إلى مصر لتقديم رسالة الماجستير والرسالة في شخصية فقيه مالكي ربما كان من المغرب لا اذكر ولكن الأحداث أخرته ، لديه نزعة إخوانية واضحة المعالم في شكله وتصوراته وحتى في حديثه عن الإخوان المسلمين في مصر حين قال لي تم اعتقال ثمانية من مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان يوم أمس الجمعة ، قلت له وأنا جاهل بشناعة الحدث ، و هل هي المرة الأولى أصلاً هذه الجماعة شماعة لأي حدث سيء في مصر تستخدمها الأحزاب الحاكمة في مصر منذ جمال عبدالناصر.
فقال هل تدري ما معنى اعتقال ثمانية من مكتب الإرشاد ؟ هذه أعلى سلطة في حركة الإخوان في مصر، وثبت لي أنه من الإخوان عندما احتفوا به الإخوة في التنظيم هناك في ميدان التحرير.
وهذه الحركة أي حركة الإخوان المسلمين حركة أسسها الشيخ حسن البنا رحمه الله في مصر بعد الفراغ الذي عم بلاد المسليمن بعيد سقوط الخلافة العثمانية ، وهي أقرب ما يقال عنها حركة الإسلام المدني في ذلك الوقت فدعاتها يختلفون عن مشائخ الأزهر في الطرح والهندام والشهادات العلمية في ذلك الوقت ، كتب لها الانتشار في مصر ودخل فيها أفواج من المصريين من الأرياف والمدن وحين اغتيل حسن البنا انكسرت الجماعة ، لتنشق عنها عدة جماعات بحسب ردود الأفعال لما طالهم من التعذيب والتنكيل على يد الناصريين .
وسرت هذه الدعوة فامتدت حتى الهند شرقاً ، لتقوم هناك حركة للإخوان المسلمين وأصبح في كل دولة جزء من هذه الحركة ، ثم بعد فترة أصبح لكل حركة من هذه الحركات أدبيات مختلفة عن الحركات الأخرى بحسب الموطن وطريقة تعامل الحكام ، وهاهي اليوم تحقق مكسباً عظيماً لها باندلاع ثورة الحرية في مصر بعد نصف قرن من الحظر لها كحزب ومن الاعتقالات العشوائية التي يتبنها الحزب الحاكم ، ويقال والعلم عند الله أنهم أي حركة الإخوان المسلمين قدموا للسعودية وطلبوا من الملك عبدالعزيز رحمه الله أن يسمح لهم بفتح مكتب لهم في السعودية يستطيعون من خلاله ممارسة نشاطاتهم ، فقال لهم كلنا إخوان وما يحتاج مكاتب !، وبقيت هذه السياسة حتى يومنا هذا بالنسبة لمنع أي تكتلات أو أحزاب داخل المملكة العربية السعودية ، لكنهم حاولوا ممارسة دورهم من خلال الجامعات والمدارس في نشر فكرهم داخل السعودية ، وذلك من خلال سيناريو طويل ومعقد جداً ، أما الإخوان في الكويت فهم يتمتعون بحرية الحركة والتنظيم من خلال جمعية الإصلاح التي أسست في السبعينات الميلادية ، وعلى هذا ينبغي لنا أن نفرق بين إخوان الأردن وأخوان مصر أو تونس أو حتى السودان في الأدبيات على الأقل أما الهدف فواحد على ما أظن .
أعود لمحور الحديث ، قال لي صاحبي ما رأيك أنتمشى في الزمالك فأنا أعرف المنطقة جيداً وقد سكنت هنا كثيراً ، فمضينا نتجول في حارات ذلك الحي ، به مباني قديمة وجميلة وذات طابع معماري جميل ، تكثر السفارات بما يسدل عليك نوعاً من الأمان كون الحي دبلوماسي ، ومما لفت انتباهنا مكتب سياحي قد احترق بالكامل فلما اقتربنا وأخرجت الكاميرا لأصور بادرني صاحب المحل بقوله ، (دا سلك كهرباء ضارب ما لوش دعوى بالمظاهرات) فابتسمت وأعدت الكاميرا لمكانها .
في طريق العودة كنت أبحث عن حلاق فوجدنا محلات الحلاقة مغلقة ذلك اليوم ، وقلت له أنا أرغب في تناول قهوة سوداء في هذه المقهى وأشرت إلى مقهى شعبي قد حشر بين محلات تجارية مساحته خمسة في ستة تقريباً ، ولجت للداخل واق تعدت مكاناً في منتصف الحائط الأيسر وبجانبي رجل مسن قد قبض على خرطوم الشيشة وأخذ يعب من دخانها حتى لتكاد عيناها تجحظ من قوة العب ، ثم يرفع رأسه للأعلى وينفخ ما امتلأت به رئته المتهالكة كما وجهه الذي عرته السنين ورسمت بدقة تجاعيد ربما كان أبرزها الفقر والظلم .
في المقابل جلس رجل في العقد الثالث من عمره كان يرفع صوته بشتم حسني مبارك وحاشيته ، ويتحدث لصاحب القهوة ، وقال فيما قال (أنا لو يمسكوني البلد دي ساعة بس ،احرق كل العواجيز اللي في البلد) وبجانبي آخر يشير للمسن ويغمز للمتحدث بأن يراعي مشاعره ، فقال ذاك ( دا أولهم !).
أما المسن فكان يتابع قناة الجزيرة والتي تطل على الجميع من شاشة تلفاز صغير في أعلى إحدى زوايا المقهى.
وهنا اقترب مني النادل بثيابه الرثة وقال لي : تشرب ايه يا باشا ؟ وهم يعتقدون أني مصري لأول مرة أحضر لهذا الحي ، حيث أني لم أتحدث وهندامي لا يتبين منه أني سعودي كما قلت لكم في الحلقة الأولى في اجتماع عدة دول في شخصي الكريم!
فقلت قهوة سوداء وهنا علم أني سعودي , وأثار ذلك دهشته ، وكان لابد من الدخول معهم في حديث إذ أن صاحبي قال لي أنه سيجري مكالمة ويأتي ولكن طالت مكالمته في الخارج فلم أجد بداً من الدخول في المعترك النقاشي الحاصل بينهم فتحدثت عن بعض المعلومات المهمة مما جعلهم يلتفتون إلي ومن ثم الاقتراب لسماع ما أقوله ولوهلة شعرت أنني مصري ، وسألني أحدهم ((أنت بتدرس هنا)) فقلت لا بل جئت زيارة ، كان الحديث رشيقاً جداً والعلاقة رائعة وطلب مني صاحب القهوة رقم هاتفي بعد أن التقطت عدة صور تذكارية معهم ، ولما جاء الحساب أقسم أن لا أحاسب وأقسمت أن أدفع الحساب فقال لي النادل متحرجاً (اثنين جنيه) وأنا بالأمس فقط شربت قهوة في مقهى متحضر أسفل الفندق كلفتني 33 جنيه! و لك أن تتصور الفرق في الراحة النفسية والاقتصادية.
بعد ذلك عدنا للفندق وسألنا الاستقبال عن الاستاذ نواف القديمي ما إذا وصل فأخبرونا بوصوله قبل ساعة ، ونواف هذا باحث في الفكر ويهتم بقضايا الحرية والديمقراطية ، ويصنف على أنه مفكر إسلامي كما يصفه البعض ويصفه البعض الآخر بالتنويري أما أغرب ما قيل لي عنه أنه في البرزخ ! ، أبرز نتاجه كتاب (أشواق الحرية) وله جداريات ومذكرات ولوحات بيروتية وقاهرية وتونسية ومغربية وفيها من الظرافة والطرافة والفائدة الشيء الكثير, وقد اقترحت عليه سابقاً أن يكتب مذكرات صومالية إبان الحرب هناك .
وكنت قد اتفقت مع نواف قبل ذهابي لمصر أن نلتقي هناك .
قلت لصاحبي أنا أريد أن أتناول وجبة نوم لمدة ساعة تحفزني بقية اليوم ، وحتى هو كان ينوي القيام بذلك فصعدنا هو وأنا كل في غرفته ووضعت رأسي على الوسادة ولما أن بلغ مني السهاد عتبتي رن الهاتف وكان المتصل أبا فهد يخبرني بأن نواف وبقية الشباب في ميدان التحرير ويريد الذهاب إليهم فقلت له اذهب أنت وسأتبعكم بعد ساعة تقريباً وطلبت منه إيقاظي ، وأغلقت الهاتف وألصقت خدي بالمخدة طالباً من النوم العودة بعد أن طرده رنين الهاتف واستعصى علي كما استعصت مصر برمتها على ظلم الحزب الحاكم ، وأخذت أتقلب في فراشي قرابة النصف ساعة ، ثم نهضت وقلت اذهب وأشارك أصحابي الاعتصام خير لي من رقدتي هذه ، فقمت ميمما كلي نحو ميدان التحرير ، واتصلت بهم فأخبروني أنهم عائدون من الميدان وسيغتدون في يخت قد رسا على النيل فذهبت هناك قبلهم فوجدته مغلقاً وهو وبقية المطاعم المجاورة له بسبب المظاهرات فعدت وأخبرتهم بالخبر .
بعد ذلك التقينا في مقهى على زاوية الشارع الذي نسكنه وأمامه في جزيرة مرصوفة شيد تمثال لأم كلثوم ، وهو التمثال الوحيد الذي رأيته لامرأة بين التماثيل التي شيدت في ميادين القاهرة فميادينهم على أسماء أعلام إما فكرية أو أدبية أو نضالية .
وليد وبلال وعلي كانوا بصحبة نواف ومحمد العجمي وأنا في ذلك المقهى , بعد أن تناولنا بعض المشروبات الساخنة والباردة كل بحسبه ، توجهنا نحو ميدان التحرير .


حسناً بقية اليوم سأخبركم به في المذكرة القادمة .



تتمة يوم السبت


كنا ستة أشخاص كلنا من السعودية غير واحد من الكويت ، انقسمنا لجزأين كل ثلاثة في سيارة ، وتوجهنا نحو الميدان حيث الاعتصام ، قبالة قصر جسر النيل المؤدي إلى ميدان التحرير وقد وضعت حواجز أمنية تمنع دخول السيارات إلا النادر منها ، فتوقف ساحب الأجرة وقال لنا انزلوا لا أستطيع الدخول فنزلنا وكنا مضطرين للمشي لمسافة لا بأس بها أخذ سيرنا قرابة الثلث ساعة ، دار نقاش أثناءها بيني ونواف القديمي عن توجه الإصلاح السياسي والذي يتبناه نواف القديمي بقوة ، وبعض من يعارضهم في كثير من أفكارهم من الدعاة في السعودية ، وعن سجالاته مع إبراهيم السكران ، وعلمت أنه أي إبراهيم السكران كان صديقاً لنواف القديمي ولا أدري ما إذا كان لا يزالان على ذلك في ظل الاختلاف المتباين بين خطاب القديمي المدني وخطاب السكران السلفي ، وكان حديث نواف شيقاً جداً بحيث قطعنا المسافة دون شعور وقال لي الليلة نخوض في هذه الأحاديث براحتنا دعنا الآن نعيش الموقف هنا فقلت كما تشاء .
وصلنا ميدان التحرير والجموع قد ضاق بها المكان ، والهتاف يعلو ويهبط ، وعلى يسارنا مبنى الحزب الحاكم يحترق والدخان الأسود يعتلي سماءه كسواد الحزب الحاكم وسواد مستقبله ، وعلى اليمين مبنى التحرير الذي يضم غالب الدوائر الحكومية ، وللعلم فإن ميدان التحرير هذا شهد أول حزمة من النسوة في مصر قمن بنزع الحجاب هناك أمام الجيش البريطاني ! وكانت أبرزهن زوجة سعد زغلول !
أما الآن وبعد هذه الأحداث فيستطيع المراقب أن يسميه بحقيقته ميدان التحرير .
رائحة الحرية نثرت جمالها في الميدان الجميع يطالب بحقه الرجل والمرأة والأطفال ، كل طبقات المجتمع اجتمعت تحت سقف واحد ، خبز حرية عدالة اجتماعية ، انخرطنا بينهم والتحمنا بهم واندمجت الهموم وأصبحت القضية واحدة لا فرق بين مصري وغيره ، وهكذا القيم العليا دائماً هي محل شراكة بين العقلاء من
الأمم .
حاول بعض المتظاهرين اقتحام مبنى وزارة الداخلية القريب من الميدان ، وكان بين الفينة والأخرى يؤتى بجنازة إثر الاشتباكات مع رجال الأمن . ويصلى عليهم في الميدان دون تغسيل ولا تكفين .
اجتمعت قيادات الأحزاب المعارضة وقيادات الشباب الثائر والكثير من المثقفين والأدباء وعلماء الدين،في ذلك المكان .
التقطت بعض الصور التذكارية قرب إحدى الدبابات وفي وسط ميدان التحرير ، والتقطت صوراً لبعض مركبات الأمن قد أحرقت بالكامل .
مهما وصفت فلن يتصور أحد مدى العزيمة والصبر في قلوب المعتصمين ، وثورتهم نحو الحرية والتخلص من الطغاة .
وقد سألت الكثير منهم على فكان الجواب صارماً ( لن نتحرك من هنا ولو ضربونا ولو متنا )
بعد انسحاب الأمن يوم السبت وخروج الكثير من المساجين وانقلاب كثير من الأمن إلى (بلطجية ) ، دب الرعب في قلوب المواطنين ، وكنت أثناء ذلك في الميدان لا علم لي بما حدث ، وقد بدأ حظر التجوال الساعة الرابعة مساء.
عند الخامسة والنصف تقريباً قلت لأصحابي أنني أود العودة للفندق وكنت أشعر بإرهاق ، لأني لم أنم ليلة البارحة جيداً وقد استيقظت منذ الصباح الباكر .
فخرجت متجهاً نحو جسر قصر النيل والذي سد بدبابات من الجيش ، سرت قرابة ثلاثة كيلوات حتى بلغت الطرف الآخر من النيل وهناك مكثت قرابة الربع ساعة حتى جاءت سيارة أجرة فركبت وقلت له الزمالك ، وأثناء سيرنا أخبرني أن الأمن انسحب من كل مكان بأمر من وزير الداخلية ، وأن الكثير من المساجين هربوا والبلطجية بدؤوا النهب والسرق في كل مكان ، وهنا تحولت النشوة في داخلي من فرح بالوصول إلى الحرية إلى خوف من بطش هؤلاء وسكاكينهم وسواطيرهم .
كانت الشوارع خالية ، وطلق رصاص حي يقرع آذاننا أثناء السير ، عم صمت رهيب داخل السيارة ، رأيت الفندق وقبله بنصف كيلو تقريباً وجدنا حاجزناً مكون من شباب ورجال بسكاكينهم وسواطيرهم والهراوات توسدت بواطن أيدي بعضهم وأشاروا للسائق بالوقوف وهنا تسمرت في مقعدي وسلمت نفسي للموت مقدماً خاصة مع الصرخات التي أحاطت بنا .
وقلت في نفسي هكذا هي النهاية ، ولو أنك بقيت في الميدان لكان خيراً لك .
ولكن أحدهم اقترب من السائق وقال له الطريق مسدود ونحن قمنا بتأمين مدخل الحي من هذه الجهة ، وهنا تنفست الصعداء ولم أتلكم بكلمة ، ونزلت وحاسبت السائق ، ومشيت بجانبهم بي توجس وسرت حتى وصلت الفندق وبجانب الفندق وجدت حاجزاً أمنياً مكون من الأهالي وقد تقسموا إلى عدة أقسام كل قسم منهم يحمي مدخلاً من مداخل الحي لأن البلطجية يهجمون على الأحياء بالعشرات . ويبلغ عددهم المائة أحياناً .
استفاد ثوار مصر من أخطاء الثوار في تونس وقاموا بتشكيل لجان شعبية في غضون ساعة تحمي الأحياء ، وقد وقفت معهم لأحمي الفندق لمدة نصف ساعة حتى قام أحد موظفي الفندق بطردي إلى غرفتي قائلاً لي ( أنت مالك اطلع لغرفتك أحسن لك ) وكانت فرصة لي لأذهب للغرفة وأتناول شيئاً من الطعام ليقيني شر الجوع الذي اقتحمني ، ولكن المطعم كان مغلقاً وجميع المطاعم في الخارج مغلقه وكل شيء مغلق .
ونزلت لأسأل عن شيء آكله فرآني أحد الأصدقاء وهو ليبي فقال لي يوجد في غرفتي خبز وجبن تعال وخذ ما يكفيك ، فذهبنا أنا وهو ورجل آخر من ليبيا للتو تزوج من فتاة يحبها وتحبه ، وتناولت بعض الخبز مع الجبن على استحياء وسط مناقشة حادة بين الاثنين في ما يحدث وما سيحدث وما مصير مصر ومصرينا نحن .
ثم أخذت أرقب الحدث من النافذة وهنا هتف بي صوت من الأسفل( (أبومحمد) تغديت)؟ كان ذلك صوت صاحبي في العتمة أبو فهد فقلت يعني فقال أنا ذاهب لأبحث عن طعام ، فقلت له انتظر سأصاحبك وكان خريتاً يعرف الحي جيداً فمضى بنا نحو فندق قريب يدعى فلامنكو وهناك تناولنا الطعام وعدنا للفندق وقد عاد أصحابنا من الميدان راجلين وجلبوا معهم بعض العصائر والحلويات وما خف من الوجبات كذخيرة احتياطية في ظل الحظر المتزايد للتجوال .
اتصلت بنواف وقلت له أنتم تسكنون في الطابق الأول وستكونون فريسة سهلة للبلطجية تعالوا عندي في الطابق الخامس عشر وإن نمت نمت سوياً وفي غرفة واحدة فضحك وقال حسناً سنأتي بعد قليل .
اجتمعنا في غرفتي على الشرفة , وأخذنا نسمر ونتابع الأحداث من على الشرفة حيناً ومن شاشة التلفاز عبر قناة الجزيرة حيناً آخر ، وكانت الجلسة جميلة ولم تخلوا من دعابة ومرح ، وحديث حول الثورة ومآلاتها.
انفض المجلس عند الحادية عشر مساء وعاد كل لغرفته وعدت أنا لفراشي واستلقيت ، عند الثالثة فجراً جائتني رسالة من أحد الأصدقاء في السعودية تخبرني عن أرقام خصصتها السفارة السعودية في مصر للجالية هناك ، وذلك بعد أمر خادمين الحرمين الشريفين حفظه الله بنقل كل سعودي وسعودية عالق في مصر على متن الخطوط السعودية وبلا مقابل .
وعند الخامسة فجراً اتصل بي الشيخ عبدالله الصميعي صاحب دار الصميعي للنشر ولتوزيع والحق أن هذا الرجل تفضل علي كثيراً بكرمه أثناء رحلتي تلك ، أخبرني بطريقة العودة من خلال الذهاب لفندق جي دبليو ماريوت ومن ثم يتم نقلنا للمطار والعودة للوطن .
وهناك رأيت بعيني كيف يدير مسئولو السفارة الأزمات بعشوائية متناهية في التخبط .
التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2011, 05:57 AM   #8
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية الــســفــيــر
 
تم شكره :  شكر 2047 فى 393 موضوع
الــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura aboutالــســفــيــر has a spectacular aura about

 

رد: مذكرات قاهرية (رحلتي لمصر إبان لثورة)

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راعية جلاجل مشاهدة المشاركة  

رائع رائع رائع أخي الفاضل السفير



فلقد حلقت بنا من خلال كتاباتك

واسلوبك الشيق

الى أكثر من خيال كم نحتاج

لمثل هذا الوعي في الكتابه

رحلت مع حروف كلماتك

وقرأتها مرارا وتكرارا وفي كل مره

يشدني شي مختلف من الابداع والتفرد

فلكلماتك امتداد وشفافية في النفس

تندمج لتعطي ذلك الاحساس بالانبهار

بكل ما فيها من معاني

لاتصدر الا من المبدعين امثالك

لك مني أجمل تحية
هذا كثير يا آنسة لا أستحقه وشكره الله سعيك


ختاما لدي استفسارين
اولا_
لماذا لم تتجه الى المطار فور علمك بالأحداث؟!
لم أتوقع أن يتحول الأمرل لفوضى وسيصلك الخبر في الحلقة القادمة
ثانيا_

الم تشعر بالخوف وأنك لن ترجع لوطنك وووووووو؟
في البداية لا لكن في النهاية بلى وسترين

 
...............................
التوقيع


قلم وورقة وكرسي ومنضدة
رجل ويد وعقل وقلب !
الــســفــيــر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه