العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-2012, 02:25 PM   #1
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 5 فى 4 موضوع
لميا is an unknown quantity at this point

 

Icn3 فضيلة السخاء وذم الاسلام للبخل





فضيلة السخاء
إعلم أن المال إن كان مفقوداً فينبغي أن يكون حال العبد القناعة ، وإن كان موجوداً فالإيثار والسخاء والتباعد عن البخل
قال :السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدلية إلى الارض ، فمن أخذ منها غصناً قاده ذلك الغصن إلى الجنة . والشح شجرة في النار فمن كان شحيحاً أخذ بغصن من أغصانها فلم يتركـه ذلـك الغصـن حتـى يدخلـه النـار .
وروي عن سيدنا رسول الله عليه وعلى اهل بيته الصلاة والسلام قوله (السخاء خلق الله الأعظم)الترغيب والترهيب ، عن ابن عباس ، الجزء 3 ، الصفحة 383 ،
وقال ) : قال جبرائيل قال الله تعالى : إن هذا دين إرتضيته لنفسي ، ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه ما استطعتم وفي رواية فأكرموه بهما ما صحبتموه.
وقال :ما جبل الله ولياً إلا على السخاء وحسن الخلق .وعن جابر قال : قيل يا رسول الله أي الإيمان أفضل قال الصبر والسماحة .
عن عائشة : إن إبن ألزبير بعث إليها مالاً في غرارتين ثمانين الفاً ومائة ألف ، فدعت بطبق فجعلت تقسمه بين الناس ، فلما أمست قالت : يا جارية هلمي فطوري ، فجائتها بخبز وزيت ، فقالت لها : أم درة ما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه ، فقالت : لو ذكرتيني لفعلت .
وأعلم أن أرفع الدرجات في السخاء الإيثار ، وهو أن يجود بالمال مع الحاجة إليه والسخاء هو الجود بما فضل عنك وقد أثنى الرب سبحانه وتعالى على الصحابة فقال : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وحكي أنه نزل برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ضيف ، فلم يجد عند أهله شيئاً فدخل عليه رجل من الأنصاروحمله إلى أهله ، فوضع بين يديه الطعام ، وأمر أمرأته باطفاء السراج وجعل يمد يده في الطعام كأنه يأكل ولا يأكل حتى أكل الضيف الطعام ، فلما أصبح قال له رسول الله عليه وعلى اهل بيته افضل التسليم :لقد عجـب الله مـن صنيعكم إلـى ضيفكـم فنزلت هذه الآية الكريمة : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ(3) .


في ذم البخل
قال الله تعالى : وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
وقال الله تعالى : وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وقال : إياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم حملهم على أن يسفكوا دماءهم فاستحلوا محارمهم .وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : خصلتان لاتجتمعان في المؤمن البخل وسوء الخلق

أركانه وشروطه
سئل الرسول صلى الله عليه واله وسلم من الجواد ومن البخيل فقال (الجواد من جاد بحقوق الله عز وجل في ماله، والبخيل من منع حقوق الله وبخل على ربه، وليس الجواد من أخذ حراماً وأنفق إسرافاً)الترغيب والترهيب ، الجزء 3 صفحة 381 .
وحقوق الله تعالى في المال هي :
· واجب بالشرع وهو ما أوجب الشرع نفقته كالزكاة والنفقة على الأهل والعيال والصدقة.
· واجب بالمروءة والعادة وهو ما يتوجب على المرء إنفاقه مروءة ونخوة كالهدية والضيافة والإعانة.
أركان السخاء ثلاثة، النفقة والمنفِق والمنفَق عليه. ولكل ركن شروط إذا فقد أي منها اختل الركن وانتفت صفة السخاء عن المرء.

شروط النفقة :
أولاً : أن يكون المال المبذول من كسب حلال، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
ثانياُ : أن يكون الإنفاق بين الإسراف والتقتير، وقال عليه وعلى اله الصلاة والسلام (ما أنفقتم على أهليكم من غير إسراف ولا تقتير فهو في سبيل الله)الدر المنثور ، عن الحسن رضي الله عنه ، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان.

شروط المنفِق :
أولاً : أن يكون طيب القلب رضيّ النفس بالنفقة، فإن أنفق ونفسه تنازعه وهو يصابرها فهو مٌتَسَخٍ
ثانياً : أن يكون مقصده رضى الله تعالى والفوز بالجنة، فإذا أنفق وفي نفسه طمع بجائزة أو شكر أو ثناء أو دفع ملامة فهو بياع وليس بجواد من كتاب الإحياء للغزالي ، باختصار.
ثالثاُ : أن ينفق في حالتي العسر واليسر، وليقدّر لكل حال ما يناسبه، قال تعالى {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِوَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ****** سورة الطلاق ، رقم الآية 7 .

شروط المنفق عليه :
أولاً : في الزكاة والصدقة يشترط أن يكون محتاجاً. وخصوصاً في الزكاة.
ثانياً : في اصطناع المعروف قال عليه وعلى اهل بيته الصلاة والسلام (اصنع المعروف إلى أهله، فإن لم تصب أهله فأنت أهله)ذكره الدارقطني في العلل ، والغزالي في الإحياء ، عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام . ويكتسب المرء صفة السخاء كلما توسع في النفقة في اصطناع المعروف فوق ما توجبه العادة والمروءة.

مقاماتـــــــه :
للإنفاق ثلاثة مقامات هي الكرم والسخاء والجود:

مقام العوام : وهو الكرم :وهو إنفاق ما يملكه المرء بطيب نفس ملتزماً بالحدود الشرعية المطلوبة منه دون التوسع بالإنفاق كالزكاة مثلاً هي ربع العشر فلا يزيد عليها.

مقام الخواص : وهو السخاء : وهو سرور القلب وطيب النفس بإنفاق ما يملكه المؤمن في وجوه الخير، قربة إلى الله تعالى، وله درجات :
1. فمن درجاته ما قاله عبد العزيز بن مروان : إذا الرجل أمكنني من نفسه حتى أضع معروفي عنده فيده عندي مثل يدي عنده .
2. ومن درجاته قول الامام علي عليه السلام عندما سئل عن السخاء فقال (ما كان منه ابتداءً فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم) تاريخ الخلفاء للسيوطي ، صفحة 161.
3. ومن درجاته الإيثار وهو بذل المال مع الحاجة إليه، وهو الذي مدح الله به السادة الأنصار فقال في كتابه العزيز {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ****** سورة الحشر ، الآية 9. وقصة الصحابي الذي أضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثره بالطعام على نفسه وأولاده. وغيرها كثير في قصص الصحابة.
4. وعندما يتمكن خلق السخاء في نفس المؤمن يسهل عليه بذل كل ما يملكه من مال ووقت وجهد في سبيل الله تعالى حتى يصل به الحال إلى بذل النفس رخيصة في سبيل الله تعالى وطلباً لرضاه. قال المحاسبي (السخاء في الدين أن تسخو بنفسك تتلفها لله عز وجل، ويسخو قلبك ببذل مهجتك وإهراق دمك لله تعالى بسماحة من غير إكراه ولا تريد بذلك ثواباً عاجلاً أو آجلاً بترك الاختيار على الله، حتى يكون مولاك هو الذي يفعل لك ما لا تحسن أن تختاره لنفسك) الإحياء للغزالي.

مقام خواص الخواص : وهو الجود : وهو أكمل وأتم من السخاء. والجواد لغة هو الذي يتفضل على من يستحق ويعطي من لا يسأل، ويعطي الكثير ولا يخاف الفقر لسان العرب. وهذا وصف سيدنا المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، قال ابن عباس رضي الله عنهما (كان النبي أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان)صحيح البخاري ، باب كيف كان بدء الوحي ، وهو حال كبار الصحابة فهذا سيدنا أبو بكر ينفق ماله كله، وسيدنا عمر ينفق نصف ماله، الامام الحسن عليه السلام قاسم الله ماله ثلاث مرات وخرج من ماله كله مرتين. ومن بعدهم كان ورّاثه عليه الصلاة والسلام هم النماذج المتجددة لهذا الخلق الرفيع في كل عصر، ونحن نعايش مثلاً حياً لمعنى الجود في حضرة سيدنا وما نرى فيه من بذل ماله وعلمه وإنفاق وقته وجهده ونفسه في سبيل إرشاد مريديه وجميع من حوله إلى العلاقة الصحيحة مع الله تعالى.

ولأهمية هذا الخلق الرفيع وجب على كل منا أن يراقب نفسه ليرى مدى تحليها به، فإن افتقده فليسع لاكتسابه لأنه عليه الصلاة والسلام يقول (وإنما العلم بالتعلم)رواه البخاري في صحيحه ، باب العلم قبل القول والعمل حاملاً نفسه على السخاء حملاً حتى تعتاده ويصبح ذلك خلقاً عندها. قال سيدنا الشيخ حسني الشريف ما معناه أن هنالك تعلق بالمال طالما هو في يد صاحبه، فإذا أنفقه في سبيل الله حصل سرور وذاق حلاوة الإنفاق مما يسهل عليه الإنفاق المرة تلو الأخرى حتى يستحكم الكرم والسخاء منه ويصير حالاً ملازما له بإذن الله تعالى.

ثمرات السخاء :
وللسخاء ثمرات كثيرة في الدنيا والآخرة ذكرها الرسول عليه الصلاة واله والسلام في الكثير من الأحاديث منها : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء)فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ، (السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد عن النار)(أقيلوا السخي زلته، فإن الله آخذ بيده كلما عثر)الجامع الصغير للسيوطي. بل لقد وعد الله المنفق بالخلف حيث قال {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ****** سورة سبأ ، رقم الآية 39.

وقد ورد في حديث طويل للرسول يوصي بها سيدنا الزبير رضي الله عنه بالإنفاق في الدر المنثور، قال:(قال الله تبارك وتعالى: أَنفق أُنفق عليك،وأَوسع أُوسع عليك، ولا تضيّق أُضيّق عليك، ولا تُصر فأُصر عليك، ولا تحزن فأحزن عليك، إن باب الرزق مفتوح من فوق سبع سموات، متواصل إلى العرش، لا يغلق ليلا ولا نهارا، ينـزل الله منه الرزق على كل امرئ بقدر نيته وعطيته وصدقته ونفقته، فمن أكثر أكثر له، ومن أقل أقل له، ومن أمسك أمسك عليه، يا زبير فكل وأطعم، ولا توكِ فيوكى عليك، ولا تحص فيحصى عليك، ولا تقتر فيقتر عليك، ولا تعسر فيعسر عليك، يا زبير إن الله يحب الإنفاق، ويبغض الإقتار، وإن السخاء من اليقين، والبخل من الشك، فلا يدخل النار من أيقن ولا يدخل الجنة من شك. يا زبير إن الله يحب السخاوة ولو بفلقة تمرة).

مما تصفحت
لميا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2012, 09:02 PM   #2
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13920 فى 3119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: فضيلة السخاء وذم الاسلام للبخل

وحكي أنه نزل برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ضيف ، فلم يجد عند أهله شيئاً فدخل عليه رجل من الأنصاروحمله إلى أهله ، فوضع بين يديه الطعام ، وأمر أمرأته باطفاء السراج وجعل يمد يده في الطعام كأنه يأكل ولا يأكل حتى أكل الضيف الطعام ، فلما أصبح قال له رسول الله عليه وعلى اهل بيته افضل التسليم :لقد عجـب الله مـن صنيعكم إلـى ضيفكـم فنزلت هذه الآية الكريمة : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ(3) .

رائعه

اشكرك على طرحك القيم

الله يجزاك خير الجزاء

ويجعله في موازين حسناتك

تقديري

التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:59 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه