من أراد الحج فليتفضل هنا.......

[يمامة الوادي]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

الآية : " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " .

و هذه الآية من سورة الحَجّ 22/114


( وأذن ) عطف على وطهر بيتي . وفيه إشارة إلى أن من إكرام الزائر تنظيف المنزل وأن ذلك يكون قبل نزول الزائر بالمكان .

والتأذين : رفع الصوت بالإعلام بشيء . وأصله مضاعف أذن إذا سمع ، ثم صار بمعنى بلغه الخبر فجاء منه آذن بمعنى أخبر . وأذن بما فيه من مضاعفة الحروف مشعر بتكرير الفعل ، أي أكثر الإخبار بالشيء ، والكثرة تحصل بالتكرار وبرفع الصوت القائم مقام التكرار . ولكونه بمعنى الإخبار يعدى إلى المفعول الثاني بالباء .

والناس يعم كل البشر ، أي كل ما أمكنه أن يبلغ إليه ذلك .

[ ص: 243 ] والمراد بالحج : القصد إلى بيت الله . وصار لفظ الحج علما بالغلبة على الحضور بالمسجد الحرام لأداء المناسك . ومن حكمة مشروعيته تلقي عقيدة توحيد الله بطريق المشاهدة للهيكل الذي أقيم لذلك حتى يرسخ معنى التوحيد في النفوس لأن للنفوس ميلا إلى المحسوسات ليتقوى الإدراك العقلي بمشاهدة المحسوس . فهذه أصل في سنة المؤثرات لأهل المقصد النافع . وفي تعليق فعل ( يأتوك ) بضمير خطاب إبراهيم دلالة على أنه كان يحضر موسم الحج كل عام يبلغ للناس التوحيد وقواعد الحنيفية . روي أن إبراهيم لما أمره الله بذلك اعتلى جبل أبي قيس وجعل إصبعيه في أذنيه ونادى : " إن الله كتب عليكم الحج فحجوا " . وذلك أقصى استطاعته في امتثال الأمر بالتأذين . وقد كان إبراهيم رحالة فلعله كان ينادي في الناس في كل مكان يحل فيه . وجملة ( يأتوك ) جواب للأمر ، جعل التأذين سببا للإتيان تحقيقا لتيسير الحج على الناس . فدل جواب الأمر على أن الله ضمن له استجابة ندائه . وقوله ( رجالا ) حال من ضمير الجمع في قوله ( يأتوك ) . وعطف عليه وعلى كل ضامر بواو التقسيم التي بمعنى ( أو ) كقوله تعالى ثيبات وأبكارا إذ معنى العطف هنا على اعتبار التوزيع بين راجل وراكب ، إذ الراكب لا يكون راجلا ولا العكس . والمقصود منه استيعاب أحوال الآتين تحقيقا للوعد بتيسير الإتيان المشار إليه بجعل إتيانهم جوابا للأمر ، أي يأتيك من لهم رواحل ومن يمشون على أرجلهم . [ ص: 244 ] ولكون هذه الحال أغرب قدم قوله ( رجالا ) ثم ذكر بعده وعلى كل ضامر تكملة لتعميم الأحوال إذ إتيان الناس لا يعدو أحد هذين الوصفين . و ( رجالا ) : جمع راجل وهو ضد الراكب .

والضامر : قليل لحم البطن . يقال : ضمر ضمورا فهو ضامر ، وناقة ضامر أيضا . والضمور من محاسن الرواحل والخيل لأنه يعينها على السير والحركة . فالضامر هنا بمنزلة الاسم كأنه قال : وعلى كل راحلة . وكلمة ( كل ) من قوله وعلى كل ضامر مستعملة في الكثرة ، أي وعلى رواحل كثيرة . وكلمة ( كل ) أصلها الدلالة على استغراق جنس ما تضاف إليه ويكثر استعمالها في معنى كثير مما تضاف إليه كقوله تعالى وأوتيت من كل شيء أي من أكثر الأشياء التي يؤتاها أهل الملك ، وقول النابغة :

بها كل ذيال وخنساء ترعوي إلى كل رجاف من الرمل فارد


أي بها وحش كثير في رمال كثيرة . وتكرر هذا الإطلاق ثلاث مرات في قول عنترة :

جادت عليه كل بكر حرة فتركن كل قرارة كالدرهم


سحا وتسكابا فكل عشية يجري عليها الماء لم يتصرم

وتقدم عند قوله تعالى ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك في سورة البقرة . ويأتي إن شاء الله في سورة النمل . [ ص: 245 ] و ( يأتين ) يجوز أن يكون صفة لـ كل ضامر لأن لفظ " كل " صيره في معنى الجمع . وإذ هو جمع لما لا يعقل فحقه التأنيث ، وإنما أسند الإتيان إلى الرواحل دون الناس فلم يقل : يأتون ، لأن الرواحل هي سبب إتيان الناس من بعد لمن لا يستطيع السفر على رجليه . ويجوز أن تجعل جملة ( يأتين ) حالا ثانية من ضمير الجمع في ( يأتوك ) لأن الحال الأولى تضمنت معنى التنويع والتصنيف ، فصار المعنى : يأتوك جماعات ، فلما تأول ذلك بمعنى الجماعات جرى عليهم الفعل بضمير التأنيث . وهذا الوجه أظهر لأنه يتضمن زيادة التعجيب من تيسير الحج حتى على المشاة ، وقد تشاهد في طريق الحج جماعات بين مكة والمدينة يمشون رجالا بأولادهم وأزواجهم وكذلك يقطعون المسافات بين مكة وبلادهم .

والفج : الشق بين جبلين تسير فيه الركاب ، فغلب الفج على الطريق لأن أكثر الطرق المؤدية إلى مكة تسلك بين الجبال .

والعميق : البعيد إلى أسفل لأن العمق البعد في القعر ، فأطلق على البعيد مطلقا بطريقة المجاز المرسل ، أو هو استعارة بتشبيه مكة بمكان مرتفع والناس مصعدون إليه . وقد يطلق على السفر من موطن المسافر إلى مكان آخر إصعاد كما يطلق على الرجوع انحدار وهبوط ، فإسناد الإتيان إلى الرواحل تشريف لها بأن جعلها مشاركة للحجيج في الإتيان إلى البيت . وقوله ( ليشهدوا ) يتعلق بقوله ( يأتوك ) فهو علة لإتيانهم الذي هو مسبب على التأذين بالحج فآل إلى كونه علة في التأذين بالحج . ومعنى ( ليشهدوا ) ليحضروا منافع لهم ، أي ليحضروا فيحصلوا منافع لهم إذ يحصل كل واحد ما فيه نفعه . وأهم المنافع [ ص: 246 ] ما وعدهم الله على لسان إبراهيم - عليه السلام - من الثواب . فكنى بشهود المنافع عن نيلها . ولا يعرف ما وعدهم الله على ذلك بالتعيين . وأعظم ذلك اجتماع أهل التوحيد في صعيد واحد ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه . وتنكير ( منافع ) للتعظيم المراد منه الكثرة وهي المصالح الدينية والدنيوية لأن في مجمع الحج فوائد جمة للناس ؛ لأفرادهم من الثواب والمغفرة لكل حاج ، ولمجتمعهم لأن في الاجتماع صلاحا في الدنيا بالتعارف والتعامل . وخص من المنافع أن يذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام . وذلك هو النحر والذبح للهدايا . وهو مجمل في الواجبة والمتطوع بها . وقد بينته شريعة إبراهيم من قبل بما لم يبلغ إلينا . وبينه الإسلام بما فيه شفاء . وحرف ( على ) متعلق بـ ( يذكروا ) . وهو للاستعلاء المجازي الذي هو بمعنى الملابسة والمصاحبة ، أي على الأنعام . وهو على تقدير مضاف ، أي عند نحر بهيمة الأنعام أو ذبحها . و ( ما ) موصولة ، و من بهيمة الأنعام بيان لمدلول ( ما ) . والمعنى : ليذكروا اسم الله على بهيمة الأنعام . وأدمج في هذا الحكم الامتنان بأن الله رزقهم تلك الأنعام . وهذا تعريض بطلب الشكر على هذا الرزق بالإخلاص لله في العبادة وإطعام المحاويج من عباد الله من لحومها ، وفي ذلك سد لحاجة الفقراء بتزويدهم ما يكفيهم لعامهم . ولذلك فرع عليه فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير . [ ص: 247 ] فالأمر بالأكل منها يحتمل أن يكون أمر وجوب في شريعة إبراهيم - عليه السلام - فيكون الخطاب في قوله ( فكلوا ) لإبراهيم ومن معه . وقد عدل عن الغيبة الواقعة في ضمائر ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، إلى الخطاب بذلك في قوله فكلوا منها وأطعموا البائس إلخ . على طريقة الالتفات أو على تقدير قول محذوف مأمور به إبراهيم - عليه السلام - . وفي حكاية هذا تعريض بالرد على أهل الجاهلية إذ كانوا يمنعون الأكل من الهدايا . ثم عاد الأسلوب إلى الغيبة في قوله ثم ليقضوا تفثهم . ويحتمل أن تكون جملة فكلوا منها إلخ معترضة مفرعة على خطاب إبراهيم ومن معه تفريع الخبر على الخبر تحذيرا من أن يمنع الأكل من بعضها .

والأيام المعلومات أجملت هنا لعدم تعلق الغرض ببيانها إذ غرض الكلام ذكر حج البيت وقد بينت عند التعرض لأعمال الحج عند قوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات .

والبائس : الذي أصابه البؤس ، وهو ضيق المال ، وهو الفقير . هذا قول جمع من المفسرين . وفي الموطأ : في باب ما يكره من أكل الدواب . قال مالك : سمعت أن البائس هو الفقير اهـ .

وقلت : من أجل ذلك لم يعطف أحد الوصفين على الآخر لأنه كالبيان له وإنما ذكر البائس مع أن الفقير مغن عنه لترقيق أفئدة الناس على الفقير بتذكيرهم أنه في بؤس لأن وصف فقير لشيوع تداوله على الألسن صار كاللقب [ ص: 248 ] غير مشعر بمعنى الحاجة وقد حصل من ذكر الوصفين التأكيد . وعن ابن عباس : البائس الذي ظهر بؤسه في ثيابه وفي وجهه ، والفقير الذي تكون ثيابه نقية ووجهه وجه غني . فعلى هذا التفسير يكون البائس هو المسكين ويكون ذكر الوصفين لقصد استيعاب أحوال المحتاجين والتنبيه إلى البحث عن موقع الامتناع .













http://www.youtube.com/watch?v=bwKJP...eature=related

[صـــويب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

بارك الله فيك أختي الكريمة لطرح هذا الموضوع الهام ، الذي يهم كل من نوى الحج بمشيئة الله هذا العام

واسمحي لي بالحديث هنا عن الحج، والحديث عنه ذو شجون .. فأغلبية من نوى الحج لابد أنه قد ألم بأركان الحج وواجباته وسننه ، ويعلم ما هو مقدم عليه .. وهي بيانات متاحة ومنشورة .. مثل الإحرام عند الميقات والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة ، والمبيت في منى أيام التشريق، والرجم، والتقصير أو الحلق، وطواف الوداع

لذا .. ما أود تناوله في هذه العجالة هو عدد من الجوانب التي أعتقد أنها تهم كل حاج .. ولا شك أن الجوانب التي ينبغي التعرف عليها عديدة ، منها ما يتعلق باختيار التوقيت الملائم لأداء نسك طواف الإفاضة، ومنها ما يتعلق بكيفية معالجة المواقف الطارئة ونحوه

وسأتناول في بداية حديثي شركات الحج، فكما نعلم .. الحاج يتفق مع شركات الحج، التي تقوم بنقله من مدينة الرياض ( وهي محور حديثنا)، إلى مكة المكرمة وهي ليست على سواء .. وأغلب الحملات هذا العام قد رفعت أسعارها لمستويات فلكية .. حسب مستوى القرب والبعد عن المرجم، وبرأيي أن قرب المخيم من المرجم لم يعد ميزة .. ولا يعني شيء .. فلا داعي لأرهاق الحاج نفسه مادياً ، خاصة لمن يرافقه خمسة أو ستة أفراد من عائلته ، فالتكاليف هنا تعد معضلة حقيقة ، فمثلاً في الحملات الراقية القريبة من المرجم تصل تكاليف الحاج الواحد 15 ألف ريال ، أي أن تكلفة خمسة حجاج من عائلة واحدة تتكون من الأب والأم وثلاثة أبناء يمكن أن تتجاوز (75) ألف ريال ..

فأختيار حملة راقية وغالية لمجرد قربها من المرجم، ليس ميزة مع توفر القطارات ، ناهيك عن أن المخيمات البعيدة عن المرجم تتمتع بمزايا رائعة .. وسأذكر بعض منها

الحملات البعيدة عن المرجم، ستكون أرخص من المخيمات فئة (أ) القريبة من المرجم ، والفرق هنا يصل إلى أكثر من (5000) ريال ، كما أنها اخف زحام ، وأنقى هواء ، ناهيك عن الهدوء ورحابة المخيم ونحوه

المخيمات القريبة من المرجم غالباً لا تتوفر قربها طرق ووسائل مواصلات متاحة في أي وقت للأنتقال للحرم لطواف الإفاضة أو الصلاة بالحرم في أي وقت يشاء ، اللهم طريق الملك فهد ويخدم المخيمات شرقي منى ، وطريق العزيزية ويخدم المخيمات غربي منى، فيما الحملات البعيدة عن المرجم غالباً مواقعها قريبة من طرق رئيسية ووسائل مواصلات متوفرة على مدار الساعة للذهاب للحرم ، مثل طريق الملك عبدالعزيز، وطريق الملك فيصل ، وطريق المعيصم ، وطرق العزيزية وغيرها

المسافة بين المخيمات في وسط منى والمرجم لا تتجاوز 1000 متر فقط ، أي يمكن قطعها بمدة 10 دقائق لمن يود المشي ، أو يمكن للحاج استخدام القطارات للتنقل من وإلى المرجم ، أي لم يعد بعد المخيم عن المرجم تلك المعضلة

وحتى الحاج لمن يرافقه كبار السن، قد لا يتمكنوا من الرجم لأن المرجم الأن له طرق مختلفة وطويلة وعليه الأخذ بالرخص والرأفة بهم والرجم عنهم أذا لم يتمكنوا من المشي لمسافات طويلة، ثم إن لكل جزء من منى مدخل يؤدي للمرجم ، فالمخيمات التي تقع شرق منى يستخدموا طريق يؤدي لطابق خاص بهم بالمرجم ، والمخيمات التي تقع غرب منى يستخدموا الطابق الأعلى والحجاج مستخدمي القطارات لهم طابق وهكذا ، اما المخيمات البعيدة في وسط منى وجنوبها فيستخدموا الدور الأرضي والدخول الوحيد له هو من الجهة المقابلة لجنوب منى

سابقاً كان القرب من المرجم يعد ميزة لكي يرى الحاج الوقت المناسب الذي يخف فيه الزحام ويذهب للرجم، أما الأن المرجم واسع ومتعدد الطوابق، والزحام أضحى من الماضي

بالنسبة للبوفيهات المتنوعة التي يرى البعض أنها ميزة تقدمها المخيمات فئة (أ) ، فلا أراها ميزة ، ولن يأكل الإنسان أكثر من قدرته مهما تعددت الأصناف ، ناهيك عن أن معظم الحملات تقدم مأكولات جيدة بغض النظر عن بعدها أو قربها من المرجم.

بالنسبة للأنتقال لعرفات ومزدلفة .. فالحمدلله الأن متيسر بالقطارات، ومتاح لجميع الحجاج ، ولا فرق بين مخيم فئة (أ) ، ومخيم فئة (د) ،

ربما هناك بعض المشقة تتمثل في الانتظار مدة طويلة احياناً حتى ركوب القطار، لذا يعمد البعض للمشي لمزدلفة، وهنا الحاج لا يدرك ما ينتظره في مزدلفة ، فمزدلفة عبارة عن أرض متسعة وهي ليست متماثلة .. فأجزاء منها تعاني من كثافة شديدة جداً ، بعكس بعضها الأخر الرحب ، وعلى الحاج إدراك ذلك والاستعداد له، وسأحاول بيان ذلك

المشكلة التي واجهت العديد من الحجاج في العام الماضي، تمثلت في أن جزء منهم اضاعوا مكان الباصات التابعة للحملة، لأنه بعد أن ينزل الحجاج من الباصات في مخيماتهم بعرفات، لا يتوقف الباص قرب الحملة، بل لا بد للباص من الخروج من عرفات حيث مكان وقوف الباصات .. وعند انصراف الحجاج من عرفات .. تواجههم مشكلة الاستدلال على باصاتهم، وهو أمر ليس بالهين مع كثافة أعداد الباصات، وهنا تبدأ رحلة ضياع الحجاج .. وكثير منهم اضطروا للمشي على اقدامهم من عرفات لمزدلفة ، وهي مسافة طويلة تصل إلى 5 كيلو متر من أول حدود عرفة وحتى بداية حدود مزدلفة

الحديث سهل الآن، فمسافة خمسة كيلومترات لا تعني شيء لو كان طريق المشاة خالي إذ لا تستغرق أكثر من ساعة ونصف ، ولكن أن تمشي وسط هذه الجموع الغفيرة من الحجاج ومعك نساء أو كبار سن .. أنت بحاجة لنحو 4 ساعات وربما أكثر ، لقطع تلك المسافة ، وفي وضع أشبه ما يكون بوضع الحجاج في المسعى داخل الحرم حيث الزحام على أشده

فممر المشاة بين عرفات ومزدلفة على اتساعه يضيق بجموع الحجيج ، وهذه رغم أنها مشكلة بذاتها، إلا أن الحاج بانتظاره أكبر من ذلك، فالمشكلة الحقيقية تكمن عندما يصل الحاج لمزدلفة.. حيث يجد الحجيج وقد افترشوا الأرض وسدوا المنافذ، ولم يعد هناك مجال لتخطيهم ، فكيف يتصرف الحاج ومعه نساء وكبار سن ، هنا تعد معضلة

لذا على الحاج الهدوء والسكينة في عرفات إذا فقد باصه ، وعليه تذكر أن هناك قطارات وهناك باصات ترددية تنقل الحاج بسعر رمزي لا يتجاوز 50 ريال للحاج الواحد ، فلا يخاطر بالمشي كل هذه المسافة خاصة لمن يرافقه نساء وكبار بالسن

الأمر الأخر.. عندما يصل الحاج لمزدلفة ، عليه أن يتجنب الأماكن القريبة من طريق المشاة قدر الإمكان فهي عادة تشهد ازدحام يفوق الوصف، وموقع ممر المشاة في وسط مزدلفة ، وعليه أن يبتعد عن أماكن نزول الحجاج من القطارات فهي تعاني من اكتضاض حولها ،

هناك متسع في غرب مزدلفة أو حيث المشعر الحرام ويمكن رؤيته من أي مكان بمزدلفة حيث بجواره مسجد كبير ذو مأذنة عالية ، هناك متسع لا بأس به نظراً لبعده عن طريق المشاة، وبالنسبة لمستخدمي القطارات.. فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فعلى الحاج أن يجتهد للابتعاد عن اماكن نزول الحجاج من القطارات، حيث الكثافة العالية للمفترشين ، فهناك متسع كلما ابتعد عنها وخاصة من يرافقه نساء وكبار السن وعليه أن يستخدم الرخصة المتاحة وهي الانصراف من مزدلفة بعد الساعة الواحدة ليلاً ، والانتقال بمرافقيه لمشعر منى مبكراً ، وعدم الانتظار لحين الفجر لأنه إذا انتظر .. لن يتمكن من ركوب القطارات ولا حتى المشي لن يتمكن من قطع كل هذه المسافة الطويلة ومعه نساء فالأحسن له الأخذ بالرخص

بالنسبة لمسألة الأطعمة والأدوية في مزدلفة ، الوضع ليس بالجيد ، وعلى الحاج التنبه لذلك واخذ استعداده بحمل بعض الاطعمة الخفيفة معه من عرفات ، وخاصة الحاج الذي يرافقه نساء وكبار سن فقد يصعب الحصول عليه في أي وقت، وكذلك عليه أن يحمل معه بعض الأدوية المسكنة للصداع مثل الفيفادول

بالنسبة لدورات المياه في مزدلفة، رغم كثافتها إلا أنها قد لا تكون متاحة في أي وقت نظراً للزحام الشديد لمستخدميها ، فعلى الحاج التنبه لهذا الأمر خاصة لمن يرافقه نساء ، وعليه قضاء حاجته في عرفات ، فهو لا يدرك ماهو مقدم عليه والأحسن اخذ احتياطاته مبكراً وتجنب تناول المأكولات الدسمة في عرفات ، لكي لا يضطر لاستخدام دورات المياه في مزدلفة، وبالنسبة للمشاة عليهم استخدام دورات المياه التي تقع في بداية مزدلفة أو على طريق المشاة ، فمهما كانت مزدحمة .. فهي أرحم من الازدحام الذي يمكن أن يواجهه في مزدلفة

خلاصة ما اود قوله .. أن الحاج عندما يواجه أي ظرف مهما كان ، عليه التروي والهدوء والسكينة، وعدم الانفعال ، فمع الهدوء تنفتح امامه مجالات رحبة لمعالجة الموقف ، خاصة وأن الحاج أساساً يكون مرهق ومتعب ومن ثم لا يحسن التصرف عند الانفعال

أسأل الله أن يتقل منا ومن جميع الحجاج حجهم وصالح أعمالهم وأن ييسر أمورهم ، وأن يكتب لهم الصحة والعافية ، وأن يعيدهم لأهلهم سالمين بذنب مغفور وسعي مشكور وعمل متقبل مبرور ، اللهم آمين


شكراً لكم

[فهد المنيع]

الله يعطيك العافية اختي والشكر موصول للاخ صويب

[يمامة الوادي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صـــويب   وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيك أختي الكريمة لطرح هذا الموضوع الهام ، الذي يهم كل من نوى الحج بمشيئة الله هذا العام

وبارك فيك وبك وأنار بصرك وبصيرتك
أخي الفاضل((صويب )) كفيت ووفيت يا ابن الكرام
شرح مفصل وأكثر من رائع عن شركات الحج والأوضاع في الحج
اللهم إجعل ماخطته يمينك في ميزآن عملك الى يوم القيامة
تحيتي وتقديري

[فقيدة امها]

أختي الحبيبه يمامة الوادي
جزيت جنانه والعتق من نيرانه
نفع الله بطرحك وجعله في ميزان حسناتك
دمتي في حفظ الباري
مودتي وشكري لكِ

[يمامة الوادي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهد المنيع   الله يعطيك العافية اختي والشكر موصول للاخ صويب

حياك ربي وبياك أخي الفاضل ((فهد المنيع))
أسعدني تشريفك

[يمامة الوادي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقيدت امها   أختي الحبيبه يمامة الوادي جزيت جنانه والعتق من نيرانه نفع الله بطرحك وجعله في ميزان حسناتك دمتي في حفظ الباري مودتي وشكري لكِ

أُختي الحبيبة ((فقيدة أمها ))
أسعدني تواجدك وحضورك الدائم في متصفحاتي
اسأل الله لك ولوالديك الفردوس الاعلى من الجنة
شكراً من القلب ياغالية

[رحيق الياسمين]

المبدعه.. يمامة الوادي
صاحب لقلمـ المميز .. صويب

شكر لكمـ من القلب ..

موضع جاء بوقته وخاصه لي لاني سوف ااودي مناسك الحج ها السنه أن ربي يسير الآمور ..

جزاكم الله خير الجزاء

[صـــويب]

صباح الخير..

فيه نقطة أحب أؤكد عليها .. وهي إذا كان برفقة الحاج كبار سن فلا يتردد أبداً أنه ياخذ معه الكرسي اللي يجلس عليه الكبير ويدفونه باليد ، حتى لو ما كان ضروري خذه معك ما راح يضرك بشي ، أو على الأقل يشتريه من الصيدليات المتوفرة بجوار الحرم إذا شعر أن مرافقيه بحاجته له ولا يكلفهم أو يشق عليهم ما لا يستطيعونه من جهد وعناء

والسبب لما ذكرته .. هو تعدد فوائد هذا الكرسي واستخداماته وما يمكنه أن يوفر من راحة لكبير السن ، وفي أماكن متفرقة بالمشاعر وراح اذكر بعضها ..

الأول السعي والطواف: راح يطوف ويسعى الكبير بالسن مرتين الأولى عند طواف عند القدوم طواف وسعي العمره ، بعدين طواف الإفاضة وسعي الحج ، ثم راح يطوف أيضاً طواف الوداع .. فالحاج يجب ياخذ احتياطاته لمرافقيه ، فلا يدري مدى الزحام الذي يمكن أن يواجهه ..

الثاني المرجم : فالمسافة بين المخيم والمرجم طويلة ، وسيتردد الحاج ثلاث مرات على المرجم والعودة للمخيم ، وقد يحتاج الحاج كبير السن للكرسي في أي وقت ، في حين لا تتوفر صيدليات في مشعر منى يمكنه شراءه منها

الثالث عرفات: فالمخيم قد يكون مقره بعيد عن مكان ركوب القطارات ، أو مكان توقف الباصات في خارج عرفات ، فوجود الكرسي سيخدم الحاج كبير السن ويريحه إن شاءالله في تنقله سواء لمكان ركوب القطارات أو الباصات

الرابع الصدقة: إذا رأى الحاج أن مرافقه الكبير بالسن لا يحتاج الكرسي وأن الأمور بخير الحمدلله ، يمكنه حينها التصدق به على من يحتاج إليه من الحجيج ، ففيهم العجزة والضعوف وهم بحاجة ماسة لمثل هذا الكرسي ، وثمنه قليل وأجره كبير إن شاءالله


الله ييسر على الحجاج حجهم ويتقبل منا ومنهم


شكراً لكم

[صـــويب]

وهذه نقطة أخرى هامة .. خاصة للحجاج كبار السن

السؤال:
هل السعي بعد طواف القدوم للقارن والمفرد والمتمتع يجزئ عن سعي الحج؟

الجواب:
أما القارن والمفرد فسعيه بعد طواف القدوم يجزئ لأن أفعال العمرة دخلت في الحج لأن القارن أفعاله كأفعال المفرد تماماً ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كانوا معه أي قارنين لم يسعوا مرتين وأما المتمتع فلا يكفيه سعي العمرة عن سعي الحج لأن النسكين انفصلا وتميز بعضهما عن الآخر فيجب على المتمتع طواف العمرة حين يقدم مكة وسعي العمرة ويجب عليه طواف الإفاضة وسعي الحج فالطواف والسعي الأول للعمرة والطواف والسعي الثاني للحج ولا بد.
أجاب عليه العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى


السؤال:
هل يكفيه أن يطوف طوفاً واحداً ويسعى سعياً واحداً للحج والعمرة مثل المفرد أم أنه لا بد من طوافين وسعيين أفيدونا مأجورين؟

الجواب:
الصحيح أنه أي القارن ليس عليه إلا طواف واحد وسعي واحد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أي القارن أول ما يقدم إلى مكة يطوف طواف القدوم ثم يسعى بين الصفا والمروة للحج والعمرة ويبقى على إحرامه فإذا كان يوم العيد رمى جمرة العقبة ونحر وحلق نزل إلى مكة فطاف طواف الإفاضة بنيته للعمرة والحج فإذا أراد أن يسافر إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كان طوافان وسعيان لأن العمرة في هذه الصورة دخلت في الحج فهي كما لو نوى الجنب الغسل فإنه يكفيه الغسل عن الوضوء.
أجاب عليه العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى

[يمامة الوادي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الياسمين   المبدعه.. يمامة الوادي صاحب لقلمـ المميز .. صويب شكر لكمـ من القلب .. موضع جاء بوقته وخاصه لي لاني سوف ااودي مناسك الحج ها السنه أن ربي يسير الآمور .. جزاكم الله خير الجزاء

يابعد قلبي والله حياك ربي ((رحيق الياسمين)) مشتاقين لك يالغالية كثييييييير
يارب يسهل عليك حجك ويتقبل منا ومنك ومن جميع المسلمين
لا تنسينا يالغالية من صالح دعواتك
حفظك الرحمن

[يمامة الوادي]

أخي الفاضل ((صويب))
شاركت فأبدعت
فعلاً أنت من ينطبق عليه ((الناصح الأمين))
بارك الله فيك وفي عملك ورزقك الفردوس الاعلى من الجنة

********************

[نديم البر]

جزاك الله كل خير