قبل انقطاع الكهرباء وبعد انقطاعه ماذا حصل

[بنت الاصول]

كانت الام تجلس في ركنها المعتاد وامامها عدة الشاهي . وفوق الطاولة الخشبية المستديرة اطباق
الخبز المقطع والكعك.

في هذا الركن تفوح رائحه الخميرة والكمون ورائحه اللوز المحمصة المتموجة بألوان الذهب.
وفي هذا الركن ترتسم صورة الام الذائبة بألوان الأصالة والتقاليد.

بين يديها إبريق الشاي. وفي فمها أمثال وحكم وفي ذاكرتها حكايا الأطفال المتوارثة عن الأمهات والأجداد.

نادت الأم البنات والأولاد بأسمائهم. ( لكـن )

لا أحد يستجيب لندائها...؟ الكل مشغول بهواياته و واجباته المدرسيه وعالمه الخاص به.

وضعت الأم يدها على خدها وعادت بها الذاكرة الى ايام كانوا صغارا يتوسدون ركبتها وينامون على صدرها ويتحلقون حولها عند تناول الوجبات.

واليوم لا أحد يكترث في أن يشاطرها هذه الجلسه الطيبه التي انقرضت عند الكثير من العائلات..

وكان الإبن الأكبر يقابل الحاسوب وكأنه في حالة معركه مع الدنيا. البنات منشغلات بأحداث الحلقات الأخيره من المسلسلات. الصغير منسجم مع العابه الإلكترونيه الحديثه. الأب ينتظر مكالمات ستأتيه من أصحابه المهمين.

أعادت الأم ندائها أكثر من مره إلى أن تلبسها اليأس والملل لا أحد يقدر مدى تعبها طوال اليوم لا أحد يدري مدى حاجتها للحوار مع اسرتها...

إنقطع التيار الكهربائي فجأه و قرقعت الأجهزه الكهربائيه معلنه حالت توقفها .. ساد الظلام .. وساد الصمت والترقب ..

جاء الأب حاملا شمعة أنار بها المكان. في هذه اللحظه جميعهم أقبلو وألتفو حول الام تركوا خلفهم الظلمه و الاجهزه الساكنه و أصبحت هذه الشمعة محور إهتمامهم ..

إمتدت أصابعهم لإلتقاط قطع الخبز المعجون بالكمون و إنفتحت أكفهم للإمساك بحبات اللوز ..

على ضوء الشمعة إقترب الإبن الأكبر من والده وشرح له بإستفاضه كل المشاكل التي يعانيها في عمله الجديد ..

الإبنه الكبيره حدثت والدها عن مشروع تخرجها ..

الصغار شاركوا وقالو كلاما كثيرا ..

إنتبه الإبن الأكبر الى أن امه لم تأكل أي شي وعندما سألها أجابت أن أسنانها ماعادت صالحه والفك به بعض الإلتهابات ..

للمره الأولى يعلم الإبن الأكبر إن امه تعاني من مشكله ما ..

إقترب وأمسك بيدها والقليل من تأنيب الضمير دعاه لأن يسألها منذ متى وهي تعاني من هذه الآلام ..؟

وكان هذا السؤال بحد ذاته كافيا لأن يجعلها تستريح ...!

بدئت الشمعه تذوب والحوار لا زال على أشده . مضى الوالد ربما ليأتي بشمعة أخرى إلا ان التيار الكهربائي سرعان ما عاد وسرعان ما عاد كل واحد إلى جهازه وبقي على الام أن تستشعر إستمتاعها بهذه اللمه التي باتت تفتقدها مع الأيام.

الاسره عاشت تقاربها الذي حققه هروب التيار كما يعتقد الجميع ولا أحد يعلم أن الوالد هو الذي أطفأ التيار وهو الذي أعاده .

*نصيحه*..
إخوتي الكثير منا يفتقد هذه اللمه كما تفتقدها هذه الام إقتربوا من امهاتكم وإقتربوا من إخوتكم لا تجعلوا مشاغل الدنيا تأخذكم بعيدا عن الإستمتاع بهذه اللحظات.

لا تجعلوا مشاغل الحياة تفقدكم الجو الاسري الحميم
والحوار العائلي الدافئ ..
وهمس الأحاديث الطيبه ..
والضحكات الصادقه ..
كونوا أكثر قربا من والديكم ..
وأخواتكم وأخوانكم ..

لتشعروا بقيمه الحياة وحلاوتها وتقدر نعمه الله سبحانه وتعالى

[صياد دمشق]

طرح جميل مشكورة بنت الاصول والله يعطيكِ الف عافية

[بنت الاصول]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صياد دمشق   طرح جميل مشكورة بنت الاصول والله يعطيكِ الف عافية

الاجمل هو مرورك الكريم اخي صياد دمشق
شكرا لك وجزاك الله كل خير