هـذرولـوجـيــــا

[ثلجة مشوية]

قال لي يوماً بأسى وحسرة ..

كان علي أن أدفع المبلغ الباهظ حتى استلم جثمان أبي المحتجز في ثلاجة المستشفى الخاص لأكرمه بدفن يليق برجل وقور في مقبرة تليق بحياة البسطاء ، لا أملك سوى معاريضاً استعطف بها الوجهاء حتى يتكفلوا بسداد مستحقات علاج أبي ، دلفت ذات ظهيرة للسوبر ماركت ، مددت يدي إلى علب المشروبات الغازية المثلجة فهالني الصقيع المنتشر فوق اجسادها ، إذ كانت تشبه جثث الموتى المحتجزين داخل ثلاجة لايمكن لأي منهم الخروج إلا بعد سداد فاتورته !
مددت يدي نحو المحاسب بريال واحد ثمن علبة البيبسي التي حررتها من صمت الموتى في ثلاجة السوبر ماركت .. لكنني لا أملك أن أحرر جسد أبي من ثلاجة المشروبات الغازية في ثلاجة المستشفى الخاص !