يمضي البعض سنينا في تربية الطيور والحمام بشكل خاص, سواء للأكل او التجارة, او للتسلية والتمتع بأشكالها الجميلة وسماع اصواتها العذبة. ومن يزور سوق الحمام بالرياض يصاب بالدهشة عندما يشاهد الحمام الطائر بديع المنظر بألوانه وانواعه وسلالاته العريقة،
التي يعرفها جيدا المتمرسون في تربية الحمام والتي اذكر منها القطيفي ـ الفرنسي ـ الجامبو ـ واسكارنو. وللحمام بعض الانواع للتربية فقط وليس للأكل, فالكوري يمتاز بصغر جسمه وصغر حجم رأسه بالذات, والمصري يمتاز بكبر حجمه والبلجيكي بكثافة الريش حول رقبته ورأسه وعينيه, وهذه الانواع تختلف اسعارها في الزوج الواحد ما بين نوع إلى أخر. وكنت قد التقيت بشخص امضى عدة سنوات في هواية تربية الحمام وقد كرّس لذلك جل وقته وماله, فقال لي انه يخسر كثيرا في شراء الادوية التي يستخدمها في معالجة الحمام المريض ومن هذه الادوية التي يصفها البيطري دواء التايلان وهو ضد الكحة, والاسكازين ضد السل, وهناك الحقن التي تعطى للطير عن طريق الفم وهناك الفيتامينات التي تعطى على شكل مكعبات عن طريق الفم ايضا, وقال بأنه يملك اكثر من مئة حمامة ويقوم يوميا بتنظيف الصناديق التي تحوي اعشاش الحمام, وهي الامكنة التي يأكل وينام فيها الطير, لأن عدم نظافة الماء والحر الشديد يؤديان الى الامراض يالتي سبق ذكرها. اعتقد بأن لا احد الا ويحب النظر الى الطيور, وان يحتفظ ببعض منها في منزله او استراحته او اي مكان اخر, فالطيور اضافة لتزيينها للمكان الذي توجد فيه وبثها لألحان عذبة, تكفي ايضا الاطفال وحتى الشباب عن التسكع في الشوارع وتجعلهم قريبين من اهلهم ومستفيدين من وقتهم. ولنتعلم من الطير كما تعلم ابن آدم في سالف الزمان.