الاخوة الكرام :
يقول المولى عز وجل فى سورة محمد الآية 24
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
وفى سورة ص الآية 27
"......كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
واستجابة لهذه الدعوة الكريمة نبدأ موضوعنا وهو عن الاعجاز العلمى فى القرآن العظيم
وهذه المرة سنكتشف أن النظرية المبنى عليها طريقة عمل أجهزة الكشف عن الكذب مذكورة فى القرآن العظيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولنتعرف أولا عن أجهزة الكشف عن الكذب أو ما يسمى أحيانا مكشاف الكذب.
فهناك نوعان من هذه الاجهزة :
نوع قديم يسمى بالانجليزية Polygraph او Lie detection machine
وهذا النوع يتطلب توصيل عدة أسلاك بالشخص المراد التحقق من صدق او كذب حديثه
ويقوم الجهاز بقياس التغيرات الطفيفة التى تطرأ على جسم الشخص من حيث ضربات القلب والتنفس وتصفد العرق , ويقوم المحلل بعدها بتحليل هذه القراءات لتظهر له بعد فترة النتيجة.
وهناك جهاز حديث هو فى الواقع منظومة حاسب آلى او كمبيوتر ويسمى إختصارا CVSA
أو Computerized Voice Stress Analysis
وهذا النظام لا يتطلب توصيل أسلاك بالشخص المراد التحقق من صدق حديثه
ويعطى نتيجة فورية
وتم تطوير نسخ حديثة تعمل على جهاز حاسب نقال وكل ما هو مطلوب أن يحوى الجهاز بطاقة صوت وناقل للصوت او ميكروفون
وتم تطوير هذا النظام أساسا بناء على طلب من الجيش الامريكى نظرا للحاجة إليه فى الميدان عند التحقيق مع الاسرى , وقام ثلاثة من الضباط المتقاعدين بتطوير النسخ الاولى منه
ومن أهم مزايا هذا النظام أنه بإمكانه تحليل تسجيلات صوتية مما ساعد فى حل حالات جنائية قديمة
وهذا النظام لا يباع إلا لجهات معروفة وذلك لضمان ألا يقع فى أيادى لا تريد لها أمريكا ان تحصل عليه
إلا أن شركة إسرائيلية قامت مؤخرا بعمل نسخة منه على قرص مدمج وتباع حاليا بحوالى 150 دولار
وتستخدمها إسرائيل فى التحقق من صدق حديث الفلسطينيين عند عبورهم نقاط التفتيش.
فكيف يعمل هذا النظام ؟
يقوم النظام بقياس التغير فى الذبذبات المنخفضة للصوت
فيحدث ما يسمى بالاجهاد او التركيز Stress على نغمات معينة عند الكاذب
الإعــجــاز الــقـرآنى :
ورد فى الصحيحين ما يلى :
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)
وهذا يثبت أن المنافق كاذب
ويقول المولى عز وجل فى سورة محمد الآية 30
وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
سبحان الله الملك القدوس
فالمولى عز وجل يخبر حبيبه ويخبرنا نحن المؤمنين بهذا القرآن بطريقة التعرف علىالمنافقين الكاذبين
"فى لحن القول"
سبحان الله
ورد فى كتاب مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني حول تعريف اللحن ما يلى :
- اللحن: صرف الكلام عن سننه الجاري عليه؛ إما بإزالة الإعراب؛ أو التصحيف، وهو المذموم، وذلك أكثر استعمالا؛ وإما بإزالته عن التصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى، وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة
ونحن نعلم الآن فى عصرنا هذا ما هو اللحن والالحان
فهاتان الكلمتان تشرحان طريقة الكشف عن المنافقين الكاذبين
" لحن القول"
هذا التخريج او الفهم غير مذكور فى كتب السلف الصالح بحكم أنه لم يكن لديهم ما لدينا الان من تقنية
وفهمى فى الواقع لهذا المعنى يأتى من حكم عملى كمهندس إلكترونيات وحاسب آلى مما يجعلنى من اهل العلم فى هذا المجال.
إضــافــة:
بعد تهيئة المجاهد نفسياً للجهاز، يوجه الخبير توجيهاته للمجاهد.. لكي يجلس هادئاً، مستقراً، وعليه أن يجيب بنعم أو لا على أسئلة الخبير، ومن ثم يقوم بتوصيل خيوط وأسلاك الجهاز في أيدي وجسم المجاهد.. ويبدأ بطرح أسئلة بسيطة وأسئلة اجتماعية مثل كم كرسي بالغرفة.. الخ ومن ثم أسئلة عن النشاطات الفكرية والسياسية أو الحركية، والعسكرية، مثل هل أنت متزوج؟ هل شاركت بعمل عسكري؟هل يسرك خبر مقتل إسرائيلي؟ هل أنت عضو في الحركة؟ هل أنت سعيد بعملك في الحركة؟.
إن طبيعة هذه الأسئلة البسيطة،والمتداخلة، وطبيعة الردود التي تأتي لتحدد لنا أن إفشال عمل هذا الجهاز البسيط سهل جداً.. رغم أن النتيجة عند الخبير دائماً هي واحدة سواء صدق المجاهد أم كذب.. وهي أنه كاذب..
إن إفشال عمل هذا الجهاز يرتبط بترديد، لا اله إلا الله في السر.. ونعم أو لا في العلن.. فلا إله إلا الله تعطي تردداً ثابتاً ومنتظماً، ومستقراً، ومن هنا فهي تمتص جميع ردود الفعل اللاشعورية، وتضبطها في إيقاع منتظم، يظهر على شاشة الجهاز بحركة منتظمة لا يوجد فيها انعطافات حادة..
فعندما يسأل المجاهد هل أنت منظم لا يخرج الجواب بصورة انفعالية حادة لا، كرد فعل شعوري لنفي المسألة، وتأكيداً للتملص.. بل يجيب المجاهد بصورة طبيعية وهادئة وإيقاع واحد.. وترنيمة منسجمة، وجرس متوازن.. لا اله إلا الله (في نفسه).. لا بصوت طبيعي عادي.. هل تعيش مع أسرتك نعم.
وعندما يُفشل المجاهد عمل الجهاز من ناحية النتائج، فإنه يشعر بالانتصار.. ومجموع الانتصارات الجزئية على مستوى الأساليب تشكل بالمحصلة النهائية الانتصار الكبير في نهاية التحقيق، والإفراج، لمواصلة رحلة الجهاد.
إن أي أسلوب من أساليب المخابرات الصهيونية مرتبط نجاحه بالتأثير النفسي والإيحاء لأنهما يعطيان عمقاً وبعداً للأسلوب.. أما الجهاز نفسه فهو غير مؤثر، وان الاستقرار النفسي وقوة شخصية المجاهد هما عدته لإفشال أي أسلوب سواء كان بسيطاً أو معقداً.. إن أسلوب جهاز كشف الكذب، تمارسه المخابرات الصهيونية على اغلب المعتقلين السياسيين في الأرض المحتلة، وهو أشبه بالروتين العادي الذي لا يؤثر بالسلب أو الإيجاب على مسيرة صمود المجاهد وتحديه لهم
الباحث
بـحـ الشمال ـر