[align=center]
غـُــربَة ُ .. روح
لكلّ منا شيء يألفه
كوجه إنسان..
أو ركن في زاويةِ البيت..
أو شارعٍ في مدينتك..
أو رسم على جدار..أو كلِمات كتبها لكْ الحبيبُ ذات يوم..
أو ربّما نألفُ طريقة التفاتة مِن أحدهم..
أو طريقة حديث...أو صوتٌ هادئ..
لم نشعُر بعذوبتهِ إلا بَعد الفراق
أو ربما نألف (عادة) معينة..اكتسَبْناها مِنَ الغَير..
أو راودتنا النّفس بفعلِها..ولكننا توهّمْنا بأننا ملَلناها..فأصْبَحْنا نُمارسها على مضَض.
ما أقْسى (غربة الروح) حينَ تنزِعُنا من كل ما ألفناه..
ما أقسى تلك المَرارة (المُهلكة)..حينَ تأتيكَ على حينِ غفلة....
عندما تكتَشِف فَجأة أنك بعيد عنْ كل ما ألِفته روحُك..ذات يومٍ بعيد..
تمرّ السنين
ونَكبر
وتكبر أحلامنا وعُقولنا (وأحزاننا) معنا..
ونكونُ عندَ مفترقِ طريقٍ بين (الأمام) الغَريب, وبعْض (الخلف) الجميل
وتأبى ظروفنا إلا أن تقودنا إلى (تلك الجهة الغريبة عنا)...وتجرّدنا من كل (مألوف) عاشَ فينا..
ونعيشُ من الزّمن (برهة)...نحسبُها طويلة..
إلا أننا نكتشف أنها أسوأُ سارِقة لما ألفناه في دُنيانا...
وأنْت تَجلِسُ في ركن بيتِك الجديد
أو تجالِسُ كائنات...جديدة..ربما اعتقدت أنّها قديمة عَرَفتها منذ زمن قريب..
أو ربما تمُر على شارعٍ جديدٍ في حيكَ الجديد..
فَجأة..
يَشُدّكَ حنين (تلك الألفة) التي ألفتها روحُك ذات يومٍ بعيد..
وتشعُر أن ذاتَك تستفيقُ من نومَة ثقيلة..
لتجد نفسَك تشعُرُ ب (غَرْبَةُ الروح)
أين تِلك الكائنات التي ألفتها..
أينَ ركني في زاوية بيتي الطفولي القديم..
أين كل ما كَنت أحسبه (أنا)
أين هُم.؟؟
بَل لأقُل (أين هي أنا)
وكأني بك أيتها الروح مَنزوعةَ الهوية...لا وَطن..
خَرجْت مِن اسمك .. من روحك..لنجدك بَعدها (يتيمة) مات كل (أمس) جميل كنت تملكين..
ضاعت أرواحنا..لنجِد أنفسنا بعدها نبحث عنها بَحثَ المفجوع عن (نفسه)
تمشي إلينا تلك الغربة..ونمشي معها..
نتجّرعُها (حَزَناً)..كما تبتلعنا (لوعة)
فينهارُ كلّ جميل في حاضرنا...
ليبدأ تاريخ الروح بكتابة عَهد جديد لنا...مَعَ القديم..
وعلى غفلةٍ منا...نَعيشُ مع ماضينا...ولنقل مع أشباح ماضينا..
لنتحَوّل رويداً رويداً.. إلى حاضر (مسكون) بهم..
نرجِعُ إلى الوراء (خفية) و(على مَرأى ومسمَعٍ) مِنَ الوقتِ نَفسه
مُصيبة عِندما نَسْكُن فيهم..وهم ماضي..
وأكثر منها مصيبة..عندما نحوّل كل حاضِرنا..نحو (قبلتهم)
وأكثر مِن هذه وتلك..
عندما نَتَحَول إلى كائنٍ...يرفُضُ العيشَ إلا بهم..
أواه عليهم..
اواه على تِلكَ الكائنات الجَميلة
على تلكَ الشّوارعُ القديمة..
على ركني..في زَاويةِ بيتي القَديم..
ووفاءا مِنا لهم...
يبقون هُم قِبلتنا...في كُلّ امورنا...
نتذكرهم في كل فَرْحةٍ...وحُزن
نحاول مُحاولةَ المستميتِ أن نشركهم في ايامنا هذه..كي لا نشعر بالغربة..
برغم ذلك الصّوت في داخلنا يصْرُخ بنا قائلاً ( ليس لَكُم مِن الأمر أيُّ شَيء)..
وبِمَرارة..
نتمنى بعْدها...أن نَرجع إلى (مفتَرَق ذلك الطريق) الذي سَلكناه ذاتَ يوم.....
لِنَختارَ الطّريقَ الأخْرى ..حتى نقفَ عَلى أنقاضِ غُربتنا...كما هي الآن..
تدوسُ على أنقاضنا..
وأنا أجزُمُ أننا سَنَعرف طَريق العودةِ ..إلى ذلك المُفترق..
لأن أرواحنا..(لا تزال تُحلق هناك)...
لقد تَرَكناها هُناك...
مَن يَدري..
ربما نسْتفيق يوماً
لنجدهُم أمامنا...
هم كما كانوا..
ونحنُ كما كنا..
اعجبني فنقلته لكم
كل الود[/align]