¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-08-2007, 11:12 AM | #1 | ||||||||
عضو نشيط
|
قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله. اليوم نتحدث عن رجل بلغ في الخط العربي شأواً عظيماً، صاحب خطٍ حسنٍ، أبدع في هندسة حروفها وقدّر مقاييسها وكان خطه يضرب به المثل في عهده، ذلكم هو أبو علي محمد بن علي بن الحسن بن مقلة، شيخ الخطاطين ومهندس صناعتهم، وهو كذلك وزيرٌ وأديبٌ وشاعرٌ مبدعٌ، وناثرٌ بليغٌ. عُرف هذا الوزير بابن مقلة لأن له أمٌ كان أبوها يلاعبها في صغرها ويقول لها " يا مقلة أبيها " فغلب عليها هذا الاسم واشتهرت به، فاتصل هذا الاسم المشهور بابن مقلة الذي كان ضمن سلالتها معروفٌ به، فكان بذلك مقلة الزمان وملك الخط والبيان ! ولد هذا الوزير سنة اثنتين وسبعين ومئتين للهجرة ببغداد، في أسرة عملت في الخط زمناً طويلاً، فكان جده خطاطاً، وأما أبوه فقد كان استاذه الذي علمه الصناعة، وكذلك كان استاذه إسحاق بن إبراهيم الأحول صاحب كتاب " تحفة الوامق " وتتلمذ على يد ثعلب وابن دريد، وتقلد الوزارة ثلاث مرات في زمن ثلاثة خلفاء ! وكان من إنجازات هذا الوزير أنه أول من هندس حروف الخط العربي، ووضع لها القوانين والقواعد، وإليه تنسب بداية الطريقة البغدادية في الخط، وأول من كتب مصنفاً في الخط العربي ذكر فيها مصطلحات هذا العلم البديع، مثل مصطلحات " حسن التشكيل " وهي التوفية، والإتمام، والإكمال، والإشباع، والإرسال، ومصطلحات " حسن الوضع " وهي : الترصيف، والتأليف، والتسطير، والتنصيل. كما أنه وضع قواعد دقيقة في ابتداءات الحروف وانتهاءاتها، وفي علل المدّات، وأنواع الأحبار، وفي أصناف بري القلم، يقول إداورد روبرتسن " إن ابن مقلة قد اخترع طريقة جديدة للقياس عن طريق النقط، وجعل الريشة وحدةً للقياس، فقد جعل من حرف الألف الكوفي مستقيماً بعد أن كان منحنياً من الرأس نحو اليمين كالصنارة، وقد اتخذه مرجعاً لقياساته، وخطا ابن مقلة خطوة أخرى، إذ هذّب الحروف، وأخذ الخط الكوفي كقاعدة، وأخرج من هذه الحروف اشكالاً هندسية، وبذلك أمكنه قياس هذه الحروف " . ذُكر في صبح الأعشى عن خط ابن مقلة " ثم انتهت جودة الخط وتحريره على رأس الثلاث مئة إلى الوزير ابي علي محمد بن علي بن مقلة، وهو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها وعنه انتشر الخط في مشارق الأرض ومغاربها " ، مما يعني أن خطه اتسم بالجمال البديع وذاع صيته في الدنيا، وبلغ به درجة عالية في نفوس الناس حتى وصفوه بأنه أجمل خطوط الدنيا، وقال عنه ياقوت الحموي أيضاً " كان الوزير أوحد الدنيا في كتبه قلم الرقاع والتوقيعات، لا ينازعه في ذلك منازع، ولا يسمو إلى مساماته ذو فضل بارع " ، وقال الثعالبي أيضاً " خط ابن مقلة يُضرب مثلاً في الحسن، لأنه أحسن خطوط الدنيا، وما رأى الراؤون بل ما روى الراوون مثله " ! ترك ابن مقلة عدداً من المؤلفات والرسائل والأشعار بعضها ضاع بفعل الزمن والآخر وصلنا ليدل على عمق ثقافة هذا المبدع، واتساع معرفته بصناعته، وخبرته الواضحة، وفنه الرفيع ولعل ما ترك لنا شيخ الخطاطين رسالته في الخط المعروفة باسم " رسالة الوزير ابن مقلة في علم الخط والقلم " وهذه صورة من صفحتي رسالته : تحتوي هذه الرسالة على هندسة الخط العربي الأول حسب القاعدة المبتكرة الماهرة التي وصفها ابن مقلة، وقد التزم أن يكون الحرف الأول قطراً للدائرة التي تبنى عليها جميع أقواس الحروف الأبجدية المفردة قبل تركيبها. وهذه صورة من إحدى الصفحات المنسوبة للوزير ابن مقلة مكتوبة بخطي الثلث والنسخ البديعين ! وكما ذكرنا سابقاً تقلده الوزارة ثلاث مرات، لثلاثة خلفاء عباسيين هم المقتدر بالله والقاهر بالله والراضي بالله، ثم وُشي به فقطع الراضي بالله يده اليمنى، وقيل أنها أُلقيت في دجلة ! وكان يبكي على يده ويقول " قد خدمت بها الخلافة ثلاث دفعات لثلاثة من الخلفاء، وكتبت بها القرآن دفعتين، تُقطع كما تقطع أيدي اللصوص " . فكان يكتب بيده اليسرى، وقيل كان يشد القلم على ساعده اليمنى وهو مقطوع اليد ! ، وكتب أبياتاً فريدة في معناها العميق، مملوءة بحزن سرّي عجيب، مرسومة بحروف تساقطت منها صيحات الألم والدموع على اليد التي أبدعت أيّما إبداع فقال : ما سئمت الحيـاة لكن توثقت *** بأيمـانهم فبـانت يميني فقُطع لسانه وحبس ! فكان يستسقى الماء من البئر، ويجذب الرشاء بيده جذبة وبفيه جذبة أخرى، وبقي في الحبس إلى أن مات سنة 328 من الهجرة النبوية الشريفة، فدُفن في دار السلطان ثم حُمل فدُفن في داره ثم أُخرج فدفن في مكان آخر !ولقد حُطتُ ما استطعت بجهدي *** حفظ أرواحهم فما حفظوني ليس بعد اليمـين لذة عيـشٍ *** يا حيـاتي بانت يميـني فبيني ومن أعجب ما حصل له أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات لثلاثة خلفاء، وسافر في عمره ثلاث سفرات، ودفن بعد موته ثلاث مرات ! ودمتم بخير. منقول من منتديات جسد الثقافة للكاتب أبو ريناد الشهري
مع شكري الجزيل لتجاوبه وسماحه لي بالنقل |
||||||||
05-08-2007, 01:19 PM | #2 | |||||||||
عضو مجلس الإدارة
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
نهاية مأساوية بالفعل لهذا الوزير ..!!! |
|||||||||
06-08-2007, 02:30 PM | #3 | ||||||||
مصور فوتوغرافي
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
[align=center]ما سئمت الحيـاة لكن توثقت *** بأيمـانهم فبـانت يميني |
||||||||
06-08-2007, 11:58 PM | #4 | |||||||||
مشرف سابق
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
غالي الاثمان |
|||||||||
07-08-2007, 09:57 AM | #5 | ||||||||
عضو سوبر
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
|
||||||||
08-08-2007, 02:55 PM | #6 | ||||||||
عضو نشيط
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
[align=center] |
||||||||
08-08-2007, 11:09 PM | #7 | ||||||||
مشرف سابق
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
الله المستعان القديم لم ينسى حتى الآن شاكر لك أخي غالي الأثمان على جهدك الرائع |
||||||||
08-08-2007, 11:31 PM | #8 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
[align=center]أعوذ بالله!! |
|||||||||
09-08-2007, 01:47 AM | #9 | |||||||||
مشرف سابق
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
موضوع .. كل الامتاع فيه |
|||||||||
09-08-2007, 02:54 PM | #10 | ||||||||
عضو نشيط
|
رد: قصة وزير قُطعت يده اليمنى ورُميت في دجلة ( صورتان نادرتان من خطه البديع )
[align=center] |
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|