[align=center].
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما قرأت مقالة أستاذنا الفاضل "راعي الأولة" بعنوان "أبناؤنا والتربية المفقودة" في قسم أقلام الأعضاء ، خطر لي هذا الموضوع لكني أردت أن أنحى فيه منحىً مختلفاً.
لن أتحدث هنا عن أهمية التربية لأن أخي الفاضل قد أجاد وأفاد في ذلك في مقالته السالفة الذكر. كما أنني لا أهدف من موضوعي هذا التحدث عن المشاكل التربوية لأن التنظير في هذه المسائل أمر قد أشبعه الباحثون نقاشاً. لقد مللنا من طرح المشاكل ، لم لا نجرب هذه المرة أن نطرح الحلول مباشرة. لا نريد حلولاً فلسفية مثل ما نقرأ في المقالات الاجتماعية ، ما نريده هو أمور قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
هذا الموضوع ، إذن ، يجب أن يكون محطة للتجارب العملية في تربية الأطفال.
إن التجارب العملية هي مخزن الإبداع ، والأب الذي أهدى للمجتمع أبناءً صالحين يحرسون ثغور الأمة بعلمهم وعملهم ، والشيخ الفاضل الذي تلقّى طلابه عنه الأخلاق والمعاملة الحسنة قبل أن يتلقوا العلم ، وكذلك المعلم المخلص الذي تخرج على يديه الطبيب والمهندس والشرطي ، كل هؤلاء صناديق مغلقة مليئة بكنوز تحتاج لمن يستخرجها ويوزعها على الفقراء – الفقراء الذين يفتقرون إلى التجارب الناجحة التي تنير لهم طريق التربية.
وبمهمتكم نأمل أن نرتقي بهذه المقدمة المتواضعة لكي تصبح مستودعاً لثرواتكم الخاصة من هذه التجارب.
تجاربكم قد تكون تجارب شخصية من واقع الحال ، وهذا هو المأمول.
لكن هذا لا يمنع أن تكون تجاربكم منقولة عن شخص مجرب سواء شفهياً أو كتابياً – وهذا ما سأبدأ به أنا (كوني جديداً في هذا المجال ولا أمتلك أي خبرة عملية).
إذن فحي هلا بالجميع ننهل من معين التجارب العذب.
التجربة الأولى:-
هي مجرد لمحة أكثر منها تجربة لكنها تحوي معاني عميقة وقد سمعتها شخصياً من احد الأقارب منذ فترة طويلة عندما كان أبناؤه صغاراً. كان يقول أنه لا يكتفي بإلحاقهم بحلق التحفيظ واصطحابهم للمحاضرات التي تقام في المساجد لكنه يقوم أيضاً باصطحابهم معه عندما يذهب للسلام على الشيخ ابن باز رحمه الله وغيره من كبار العلماء "سلموا على الشيخ ، حبوا راسه" وهكذا نشأ الصغار على حب أهل العلم وتوقيرهم.
التجربة الثانية:-
هذه التجربة سمعتها من الدكتور الفاضل "يحيى الغوثاني" في أحدى دوراته وتتلخص في استخدام أسلوب التشويق مع الأطفال.
يقول الشيخ: كنت أحاول إقناع ابني الصغير بالاستماع إلى بعض الأشرطة الخاصة بالمقرئين المتميزين كي يستفيد من أسلوبهم في التلاوة – لكنكم تعرفون أحوال الصغار وعدم رغبتهم في أن يفرض عليهم شيء – ففكرت في طريقة مناسبة لتشويقه فاشتريت أحد الأشرطة لقارئ مميز وكان ذا غلاف جذاب، فوضعته على "طبلون" السيارة ، وعندما ركب الصغير معي أخذ ينظر للشريط بفضول وبعد برهة سأل عنه فأخبرته عن محتواه وأنه لمقرئ مميز فطلب مني أن أضعه في المسجل فرفضت بحجة أني أريد إكمال الاستماع للشريط الموجود حالياً ، فعندها طلب الصغير أن يأخذه معه عندما يعود للمنزل فوافقت وحصل لي ما أريد.
التجربة الثالثة:-
ويبقى تجربة ثالثة وهي للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في مقالة جميلة بعنوان: "كيف ربيت بناتي" ، لكني بحاجة لبعض الوقت لتلخيصها وإدراجها هنا ، وأعدكم بها قريباً إن شاء الله .
لكن حتى ذلك الحين ......... أتحفوا هذه الصفحة بتجاربكم الرائعة مما عشتم أو سمعتم أو قرأتم.
في انتظار الجميع
(أخي الزائر / أختي الزائرة : يشرفني مرورك – لكن إسهامك بتجربة عملية هو ما يسعدني حقاً)
[/align]