العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-2011, 12:08 AM   #136
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي


وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت:

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير قام ينظر ابن أخيه فما وقع له على خبر ،
فقال : والله لأعملن عملاً ما سبقني إليه أحد.

أخذ دواة وقلماً وكتب أمتعة وأن الخشخانة في موضع كذا
والستارة الفلانية في موضع كذا وكتب جميع ما في البيت،

ثم طوى الكتاب وأمر بخزن جميع الأمتعة وأخذ العمامة والطربوش
وأخذ معه الفرجية والكيس وحفظهما عنده .


وأما بنت الوزير فإنها لما كملت أشهرها ولدت ولداً مثل القمر
يشبه والده في الحسن والبهاء والجمال

فقطعوا سرته وكحلوا مقلته وسلموه إلى المرضعات
وسّموه عجيباً فصار يومه بشهر وشهره بسنة،

فلما مر عليه سبع سنين أعطاه جده لفقيه ووصاه أن يربيه ويحسن تربيته
فأقام في المكتب أربع سنوات

فصار يقاتل أهل المكتب ويسبهم ويقول لهم من منكم مثلي أنا ابن وزير مصر
فقام الأولاد واجتمعوا يشكون إلى العريف ما قاسوه من عجيب.
فقال لهم العريف :
أنا أعلمكم شيئاً تقولونه له لما يجيء فيتوب عن المجيء للمكتب
وذلك أنه إذا جاء غداً فاقعدوا حوله وقولوا لبعضكم :

والله ما يلعب معنا هذه اللعبة إلا من يقول لنا على اسم أمه واسم أبيه
ومن لم يعرف اسم أمه واسم أبيه فهو ابن حرام فلا يلعب معنا


فلما أصبح الصباح أتوا إلى المكتب وحضر عجيب فاختلط بالأولاد وقالوا :

نحن نلعب لعبة ولكن ما يلعب إلا من يقول لنا عن اسم أمه واسم أبيه
واتفقوا على ذلك، فقال واحد منهم :

اسمي ماجد وأمي علوية وأبي عز الدين، وقال الآخر مثل قوله
والآخر كذلك إلى أن جاء الدور إلى عجيب فقال:


أنا اسمي عجيب وأمي ست الحسن وأبي شمس الدين والوزير بمصر .

فقالوا له والله إن الوزير ما هو أبوك ، فقال عجيب : الوزير أبي حقيقة .
فعند ذلك ضحكت عليه الأولاد وصفقوا عليه وقالوا :
أنت ما تعرف لك أباً فقم من عندنا فلا يلعب معنا إلا من يعرف اسم أبيه .
وفي الحال تفرق الأولاد من حوله وتضاحكوا عليه
فضاق صدره وأنخنق بالبكاء . فقال له العريف :

هل تعتقد أن أباك جدك الوزير أبو أمك ست الحسن،
إن أباك ما تعرفه أنت ولا نحن لأن السلطان زوجها للسائس الأحدب

وجاءت الجن فناموا عندها فإن لم تعرف لك أبا يجعلونك بينهم ولد زنا
ألا ترى أن ابن البائع يعرف أباه ،

فوزير مصر إنما هو جدك وأما أبوك فلا نعرفه نحن ولا أنت فارجع لعقلك .
فلما سمع ذلك الكلام قام من ساعته ودخل على والدته ست الحسن
وصار يشكو لها وهو يبكي ومنعه البكاء من الكلام،


فلما سمعت أمه كلامه وبكاءه التهب قلبها عليه وقالت له:
يا ولدي ما الذي أبكاك فاحكي لي قصتك .

فحكى لها ما سمعه من الأولاد ومن العريف ، وقال :
يا والدتي من هو أبي ؟ فقالت له : أبوك وزير مصر ،

فقال لها : ليس هو أبي فلا تكذبي علي فإن الوزير أبوك أنت لا أبي أنا ،
من هو أبي فإن لم تخبريني بالصحيح قتلت روحي بهذا الخنجر .
فلما سمعت والدته ذكر أبيه بكت لذكر ولد عمها
وتذكرت محاسن حسن بدر الدين البصري وما جرى لها معه

وصرخت وكذلك ولدها وإذا بالوزير دخل فلما نظر إلى بكائها احترق قلبه ،
وقال :
ما يبكيكما فأخبرته بما اتفق لولدها مع صغار المكتب
فبكى هو الآخر ثم تذكر أخاه وما اتفق له معه
وما اتفق لابنته ولم يعلم بما في باطن الأمر .

ثم قام الوزير في الحال ومشى حتى طلع إلى الديوان ودخل على الملك
وأخبره بالقصة وطلب منه الإذن بالسفر إلى الشرق ليقصد مدينة البصرة
ويسأل عن ابن أخيه،

وطلب من السلطان أن يكتب له مراسيم لسائر البلاد إذا وجد ابن أخيه
في أي موضع يأخذه،

ثم بكى بين يدي السلطان فرق له قلبه وكتب مراسيم لسائر الأقاليم والبلاد
ففرح بذلك ودعا للسلطان وودعه .

ونزل في الحال وتجهز من فوره وأخذ ما يحتاج إليه وأخذ ابنته وولدها عجيباً
وسافر أول يوم وثاني يوم وثالث يوم

حتى وصل إلى مدينة دمشق فوجدها ذات أشجار وأنهار كما قال الشاعر

من بعد يوم في دمشق وليلتي*****حلف الزمان بمثلها لا يغلـط
بتنا وجنح الليل في غفلانه*****ومن الصباح عليه فرع أشمط
والظل في تلك الغصون كأنه*****در يصافحه النسيم فيسقط
والطير يقرأ والغدير صحيفة*****والريح تكتب والغمام ينقط

فنزل الوزير من ميدان الحصباء ونصب خيامه وقال لغلمانه :
نأخذ الراحة هنا يومين .

فدخل الغلمان المدينة لقضاء حوائجهم ،
هذا يبيع وهذا يشتري وهذا يدخل الحمام وهذا يدخل جامع بني أمية
الذي ما في الدنيا مثله

ودخل المدينة عجيب هو وخادمه يتفرجان والخادم يمشي خلف عجيب
وفي يده سوط لو ضرب به جملاً لسقط ولم يحرك ساكناً .


فلما نظر أهل دمشق إلى عجيب وبهائه وبديع جماله تبعوه وصارت الخلق تجري وراءه تتبعه وتقعد في الطريق حتى يجيء عليهم وينظرونه
إلى أن وقف عجيب بالأمر المقدر على دكان أبيه حسن بدر الدين الذي أجلسه فيه الطباخ الذي اعترف عند القضاة والشهود أنه ولده .

فلما وقف عليه العبد في ذلك اليوم وقف معه الخدام ، فنظر حسن بدر الدين إلى ولده
فأعجبه حين وجده في غاية الحسن فحن إليه فؤاده وتعلق به قلبه

وكان قد طبخ حب رمان محلي بلوز وسكر، فأكلوا سواء فقال لهم حسن بدر الدين : آنستمونا كلوا هنيئاً مريئاً .

ثم أن عجيب قال : لوالده أقعد كُلْ معنا لعل الله يجمعنا بمن نريد ،
فقال عجيب : نعم يا عم حرق قلبي بفراق الأحباب والحبيب الذي فارقني هو والدي،
وقد خرجت أنا وجدي نطوف عليه البلاد فواحسرتاه على جمع شملي به
وبكى بكاء شديداً،
وبكى والده لبكائه وتذكر فرقة الأحباب
وبعده عن والده ووالدته فحن له الخادم، وأكلوا جميعاً إلى أن اكتفوا .

ثم بعد ذلك قاما وخرجا من دكان حسن بدر الدين فأحس أن روحه فارقت جسده وراحت معهم فما قدر أن يصير عنهم لحظة واحدة،
فقفل الدكان وتبعهم وهو لا يعلم أنه ولده وأسرع في مشيه حتى لحقهم قبل أن يخرجوا من الباب الكبير فالتفت الطواشي وقال له :
مالك يا طباخ ؟ فقال حسن بدر الدين :
لمّا نزلتم من عندي كأن روحي خرجت من جسمي
ولي حاجة في المدينة خارج الباب
فأردت أن أرافقكم حتى أقضي حاجتي وأرجع.

فغضب الطواشي وقال لعجيب : إن هذه أكلة مشؤومة وصارت علينا مكرمة
وهاهو تابعنا من موضع إلى موضع فالتفت عجيب

فرأى الطباخ فاغتاظ واحمر وجهه وقال للخادم :
دعه يمشي في طريق المسلمين

فإذا خرجنا إلى خيامنا وخرج معنا وعرفنا أنه يتبعنا نطرده .
فأطرق رأسه ومشى والخادم وراءه فتبعهم حسن بدر الدين إلى ميدان الحصباء
وقد قربوا من الخيام فالتفتوا ورأوه خلفهم .

فغضب عجيب وخاف من الطواشي أن يخبر جده فامتزج بالغضب مخافة
أن يقولوا أنه دخل دكان الطباخ وأن الطباخ منعه

فالتفت حتى صارت عيناه في عيني أبيه وقد بقي جسداً بلا روح
ورأى عجيب عينيه كأنها عيني خائن ،

فازداد غضباً فأخذ حجراً وضرب به والده فوقع الحجر على جبينه
فبطحه فوقع حسن بدر الدين مغشياً عليه وسال الدم على وجهه

وسار عجيب هو والخادم إلى الخيام .
وأما حسن بدر الدين فإنه لما أفاق مسح دمه وقطع قطعة من عمامته
وعصب بها رأسه ولام نفسه وقال :

أنا ظلمت الصبي حيث أغلقت دكاني وتبعته حتى ظن أني خائن
ثم رجع إلى الدكان واشتغل ببيع طعامه

وصار مشتاقاً إلى والدته التي في البصرة ويبكي عليها .
ثم أن حسن بدر الدين استمر مشتغلاً يبيع طعامه .
وأما الوزير عمه فإنه أقام في دمشق ثلاثة أيام ثم رحل متوجهاً إلى حمص
فدخلها ثم رحل عنها وصار يفتش في طريقه أينما حل وجهه في سيره
إلى أن وصل إلى ماردين،
والموصل وديار بكر ولم يزل سائراً إلى مدينة البصرة
فدخلها فلما استقر به المنزل دخل إلى سلطانها واجتمع به فاحترمه وأكرم منزله

وسأله عن سبب مجيئه فأخبره بقصته وأن أخاه الوزير علي نور الدين،
فترحم عليه السلطان وقال:

ايها الصاحب إنه كان وزيري وكنت أحبه كثيراً وقد مات من مدة خمسة عشر عاماً
وخلف ولداً وقد فقدناه ولم نطلع له على خبر

غير أن أمه عندنا لأنها بنت وزيري الكبير .
فلما سمع الوزير شمس الدين من الملك أن أم ابن أخيه طيبة فرح وقال :
يا ملك إني أريد أن أجتمع بها فأذن له في الحال،
ثم أنه صار يمشي إلى أن وصل إلى قاعة زوجة أخيه
أم حسن بدر الدين البصري

وكانت في مدة غيبة ولدها قد لزمت البكاء والنحيب بالليل والنهار،
فلما طالت عليها المدة عملت لولدها قبراً من الرخام في وسط القاعة
وصارت تبكي عليه ليلاً ونهاراً، ولا تنام إلا عند ذلك القبر،

فلما وصل إلى مسكنها سمع حسها فوقف خلف الباب فسمعها تنشد
على القبر هذين البيتين

بالله يا قبر هل زالت محاسنه*****وهل تغير ذاك المنظر النضر
يا قبر لا أنت بستان ولا فـلك*****فكيف يجمع فيك الغصن والقمر

فبينما هي كذلك وإذا بالوزير شمس الدين، قد دخل عليها وسلم عليها
وأعلمها أنه أخو زوجها وقد أخبرها بما جرى،

وكشف لها عن قصة أبنته مع ابنها حسن بدر الدين، وقال لها :
إن ابنتي حملت من ولدك وولدت ولداً وهو معي

وإنه ولدك وولد ولدك من ابنتي ، فلما سمعت خبر ولدها وأنه حي
ورأت أخا زوجها قامت إليه ووقعت على قدميه وأنشدت هذين البيتين


لله در مبشري بقدومهم*****فلقد أتى بأطايب المسموع

لو كان يقنع بالخليع وهبته*****قلباً تقطع ساعة التـوديع

ثم إن الوزير أرسل إلى عجيب ليحضره، فلما حضر قامت له جدته واعتنقته وبكت
فقال لها شمس الدين ما هذا وقت بكاء
بل هذا وقت تجهزك للسفر معنا إلى ديار مصر

عسى الله أن يجمع شملنا وشملك بولدك ابن أخي، فقالت : سمعاً وطاعة،
ثم قامت من وقتها وجمعت جميع أمتعتها وذخائرها وجواريها وتجهزت في الحال
ثم طلع الوزير شمس الدين إلى سلطان البصرة وودعه

فبعث معه هدايا وتحفاً إلى سلطان مصر وسافر من وقته هو وزوجة أخيه
ولم يزل سائراً حتى وصل إلى مدينة دمشق

فنزل على القانون وضرب الخيام، وقال لمن معه : إننا نقيم بدمشق جمعة
إلى أن نشتري للسلطان هداياً وتحفاً ، ثم قال عجيب للطواشي :

يا غلام إني اشتقت إلى الفرجة فقم بنا ننزل إلى سوق دمشق
ونعتبر أحوالها وننظر ما جرى لذاك الطباخ
الذي كنا أكلنا طعامه وشججنا رأسه

مع أنه قد كان أحسن إلينا ونحن أسأناه . فقال الطواشي : سمعاً وطاعة .
ثم إن عجيباً خرج من الخيام هو والطواشي وحركته القرابة إلى التوجه لوالده
ودخل مدينة دمشق وما زالا إلى أن وصلا إلى دكان الطباخ فوجداه واقفاً في الدكان

وكان ذلك قبل العصر وقد وافق الأمر أنه طبخ حب رمان
فلما قربا منه ونظره عجيب حن إليه قلبه ونظر إلى أثر الضربة بالحجر في جبينه،

فقال: السلام عليك يا هذا اعلم أن خاطري عندك فلما نظر إليه حسن بدر الدين
تعلقت أحشاؤه به وخفق فؤاده إليه وأطرق برأسه إلى الأرض

وأراد أن يدير لسانه في فمه، فما قدر على ذلك،
ثم رفع رأسه إلى ولده خاضعاً متدللاً وأنشد هذه الأبيات


تمنيت من أهوى فلما رأيته*****ذهلت فلم أملك لساناً ولا طرفا
وأطرقت إجلالاً له ومهابة*****وحاولت إخفاء الذي بي فلم يخف
وكنت معداً للعتاب صحائفاً*****فلما اجتمعنا ما وجدت ولا حرفا

ثم قال لهما اجبرا قلبي وكلا من طعامي فوالله ما نظرت إليك أيها الغلام
إلا حن قلبي إليك وما كنت تبعتك إلا وأنا بغير عقل.

فقال عجيب :
والله إنك محب لنا ونحن أكلنا عندك لقمة فلازمتنا عقبها،
وأردت أن تهتكنا ونحن لا نأكل لك أكلاً إلا بشرط

أن تحلف أنك لا تخرج وراءنا ولا تتبعنا وإلا لا نعود إليك من وقتنا هذا،
فنحن مقيمون في هذه المدينة جمعة حتى يأخذ جدي هدايا للملك ،

فقال حسن بدر الدين : لكم علي ذلك، فدخل عجيب هو والخادم في الدكان
فقدم لهما زبدية ممتلئة حب رمان،

فقال عجيب : كل معنا لعل الله يفرج عنا ففرح حسن بدر الدين وأكل معهم
حتى امتلأت بطونهما وشبعا على خلاف عادتهما،

ثم انصرفا وأسرعا في مشيهما حتى وصلا إلى خيامهما ودخل عجيب على جدته
أم والده حسن بدر الدين،

فقبلته وتذكرت حسن بدر الدين فتنهدت وبكت ثم أنها أنشدت هذين البيتين

لو لم أر بأن الشمل يجتمع*****ما كان لي في حياتي بعدكم طمع
أقسمت ما في فؤادي غير حبكم*****والله ربي على الأسرار مطلـع

ثم قالت لعجيب : يا ولدي أين كنت ؟ قال :
في مدينة دمشق فعند ذلك قامت وقدمت له زبدية من حب الرمان
وكان قليل الحلاوة وقالت للخادم :

اقعد مع سيدك ، فقال الخادم في نفسه : والله ما لنا شهية في الأكل،
ثم جلس الخادم وأما عجيب فإنه لما جلس كان بطنه ممتلئاً بما أكل وشرب،

فأخذ لقمة وغمسها في حب الرمان وأكلها فوجده قليل الحلاوة
لأنه شبعاناً فتضجر وقال : أي شيء هذا الطعام السيء ؟

فقالت جدته:
يا ولدي أتعيب طبيخي وأنا طبخته ولا أحد يحسن الطبيخ مثلي إلا والدك
حسن بدر الدين،

فقال عجيب :
والله يا سيدتي إن طبيخك هذا غير متقن نحن في هذه الساعة
رأينا في المدينة طباخاً طبخ رمان ولكن رائحته ينفتح لها القلب،

وأما طعامه فإنه يشتهي نفس المتخوم أن يأكل وأما طعامك بالنسبة إليه
فإنه لا يساوي كثيراً ولا قليلاً،

فلما سمعت جدته كلامه اغتاظت غيظاً شديداً، ونظرت إلى الخادم .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

يتبع

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-08-2011, 02:50 PM   #137
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت:

بلغني أيها الملك السعيد أن جدة عجيب لما سمعت كلامه اغتاظت ونظرت إلى الخادم وقالت :
ويلك هل أنت أفسدت ولدي لأنك دخلت به إلى دكاكين الطباخين فخاف الطواشي وأنكر، وقال :
ما دخلنا الدكان ولكن جزناً جوازاً ، فقال عجيب : والله لقد دخلنا وأكلنا، وهو أحسن من طعامك ،
فقامت جدته وأخبرت أخا زوجها وأغرته على الخادم فحضر الخادم قدام الوزير، فقال له :
لم دخلت بولدي دكان الطباخ ؟ فخاف الخادم وقال : ما دخلنا ، فقال عجيب :
بل دخلنا وأكلنا من حب الرمان حتى شبعنا، وسقانا الطباخ شراباً بثلج وسكر ،
فازداد غضب الوزير على الخادم وسأله فأنكر، فقال له الوزير :
إن كان كلامك صحيحاً فاقعد وكل قدامنا فعند ذلك تقدم الخادم وأراد أن يأكل فلم يقدر
ورمى اللقمة وقال يا سيدي إني شبعان من البارحة فعرف الوزير أنه أكل عند الطباخ
فأمر الجواري أن يطرحنه فطرحنه ونزل عليه بالضرب الوجيع فاستغاث ،
وقال : يا سيدي إني شبعان من البارحة ، ثم منع عنه الضرب وقال :
إذاً نطق بالحق، فقال : اعلم أننا دخلنا دكان الطباخ وهو يطبخ حب الرمان فغرف لنا منه
والله ما أكلت عمري مثله ولا رأيت أقبح من هذا الذي قدامنا فغضبت أم حسن بدر الدين ،
وقالت : لا بد أن تذهب إلى هذا الطباخ وتجيء لنا بزبدية حب الرمان من الذي عنده
وتريه لسيدك حتى يقول أيهما أحسن وأطيب، فقال الخادم :
نعم ففي الحال أعطته زبدية ونصف دينار فمضى الخادم حتى وصل إلى الدكان وقال للطباخ :
نحن تراهنا على طعامك في بيت سيدنا لأن هناك حب رمان طبخه أهل البيت
فهات لنا بهذا النصف دينار وأدر بالك في طهيه وأتقنه فقد أكلنا الضرب الموجع على طبيخك .
فضحك حسن بدر الدين وقال : والله أن هذا الطعام لا يحسنه أحد إلا أنا ووالدتي
وهي الآن في بلاد بعيدة ثم إنه عرف الزبدية وأخذها وختمها بالمسك وماء الورد
فأخذها الخادم وأسرع بها حتى وصل إليهم فأخذتها والدة حسن وذاقتها
ونظرت حُسن طعمها فعرفت طباخها فصرخت ، ثم وقعت مغشياً عليها .
فبهت الوزير من ذلك ، ثم رشوا عليها ماء الورود ، وبعد ساعة أفاقت وقالت :
إن كان ولدي في الدنيا فما طبخ حب الرمان هذا إلا هو وهو ولدي حسن بدر الدين
لا شك ولا محالة لأن هذا طعامه وما أحد يطبخه غيره إلا أنا لأني علمته طبيخه .
فلما سمع الوزير كلامها فرح فرحاً شديداً ، وقال : واشوقاه إلى رؤية ابن أخي
أترى تجمع الأيام شملنا وما نطلب الاجتماع به إلا من الله تعالى،
ثم إن الوزير قام من وقته وساعته وصاح على الرجال الذين معه وقال :
يمضي منكم عشرون رجلاً إلى دكان الطباخ ويهدمونها
ويكتفونه بعمامته ويجرونه غصباً إلى مكاني من غير إيذاء يحصل له ،
فقالوا له : نعم ، ثم إن الوزير ركب من وقته وساعته إلى دار السعادة واجتمع بنائب دمشق
وأطلعه على الكتب التي معه من السلطان فوضعها على رأسه بعد تقبيلها وقال :
من هو غريمك، قال : رجل طباخ ، ففي الحال أمر حجابه أن يذهبوا إلى دكانه
فذهبوا فرأوها مهدومة وكل شيء فيها مكسور لأنه لما توجه إلى دار السعادة
فعلت جماعته ما أمرهم به وصاروا منتظرين مجيء الوزير من دار السعادة
وحسن بدر الدين يقول في نفسه : يا ترى أي شيء رأوا في حب الرمان حتى صار لي هذا الأمر
فلما حضر الوزير من عند نائب دمشق وقد أذن غريمه وسفره به
فلما دخل الخيام طلب الطباخ فأحضروه مكتفاً بعمامته .
فلما نظر حسن بدر الدين إلى عمه بكى بكاء شديداً وقال : يا مولاي ما ذنبي عندكم ؟
فقال له : أنت الذي طبخت حب الرمان ؟ قال : نعم فهل وجدتم فيه شيئاً يوجب ضرب الرقبة ؟
فقال : هذا أقل جزائك ، فقال له : يا سيدي أما توقفني على ذنبي ؟ فقال له الوزير: نعم في هذه الساعة .

ثم إن الوزير صرخ على الغلمان وقال : هاتوا الجمال وأخذوا حسن بدر الدين معهم وأدخلوه في صندوق
وقفلوا عليه وساروا ولم يزالوا سائرين إلى أن أقبل الليل فحطوا
وأكلوا شيئاً من الطعام وأخرجوا حسن بدر الدين فأطعموه وأعادوه إلى الصندوق
ولم يزالوا كذلك حتى وصلوا إلى مكان فأخرجوا حسن بدر الدين من الصندوق وقال له :
هل أنت طبخت حب الرمان، قال : نعم يا سيدي . فقال الوزير :
قيدوه فقيدوه وأعادوه إلى الصندوق وساروا إلى أن وصلوا إلى مصر
وقد نزلوا في الزيدانية فأمر بإخراج حسن بدر الدين من الصندوق وأمر بإحضار نجار وقال :
اصنع لهذا لعبة خشب ، فقال : حسن بدر الدين وما تصنع بها ؟ فقال :
أصلبك وأسمرك فيها ثم أدور بك المدينة كلها، فقال : على أي شيء تفعل بي ذلك ؟
فقال : الوزير على عدم إتقان طبيخك حب الرمان كيف طبخته وهو ناقص فلفلاً ، فقال له :
وهل لكونه ناقص فلفلاً تصنع معي هذا كله أما كفاك حبسي ؟
وكل يوم تطعموني بأكلة واحدة ؟ فقال له الوزير : من أجل كونه ناقصاً فلفلاً ما جزاؤك إلا القتل ،
فتعجب حسن بدر الدين ، وحزن على روحه وصار يتفكر في نفسه.فقال له الوزير في أي شيء تتفكر ؟
فقال له : في العقول السخيفة التي مثل عقلك
فإنه لو كان عندك عقل ما كنت فعلت معي هذه الفعال لأجل نقص الفلفل ، فقال له الوزير :
يجب علينا أن نؤدبك حتى لا تعود لمثله .
فقال حسن بدر الدين : إن الذي فعلته معي أقل شيء فيه أدبي ، فقال :
لا بد من صلبك وكل هذا والنجار يصلح الخشب وهو ينظر إليه ولم يزالوا كذلك إلى أن أقبل الليل
فأخذه عمه ووضعه في الصندوق ، وقال : في غد يكون صلبك ،
ثم صبر عليه حتى عرف أنه نام فقام وركب وأخذ الصندوق قدامه ودخل المدينة وسار إلى أن دخل بيته ،
ثم قال لابنته ست الحسن: الحمد لله الذي جمع شملك بابن عمك
قومي وافرشي البيت مثل فرشة ليلة الجلاء فأمرت الجواري بذلك،
فقمن وأوقدن الشمع وقد أخرج الوزير الورقة التي كتب فيها أمتعة البيت ثم قرأها
وأمر أن يضعوا كل شيء في مكانه حتى أن الرائي إذا رأى ذلك لا يشك في أنها ليلة الجلاء بعينها،
ثم أن الوزير أمر أن تحط عمامة حسن بدر الدين في مكانها الذي حطها فيه بيده
وكذلك ملابسه والكيس الذي تحت الطراحة ، ثم أن الوزير أمر ابنته تتحف نفسها كما كانت ليلة الجلاء
وتدخل المخدع وقال لها: إذ دخل عليك ابن عمك فقولي له قد أبطأت علي في دخولك بيت الخلاء
ودعيه يبيت عندك وتحدثي معه إلى النهار وكتب هذا التاريخ.
ثم أن الوزير أخرج بدر الدين من الصندوق بعد أن فك القيد من رجليه
وخلع ما عليه من الثياب وصار بقميص النوم وهو رفيع .
كل هذا وهو نائم لا يعرف بذلك ثم انتبه بدر الدين من النوم فوجد نفسه في دهليز نير،
فقال في نفسه : هل أنا في أضغاث أحلام أو في اليقظة، ثم قام بدر الدين فمشى قليلاً إلى باب ثان ونظر
وإذا هو في البيت الذي انجلت فيه العروسة، ورأى المخدع والسرير ورأى عمامته وحوائجه،
فلما نظر ذلك بهت وصار يقدم رجلاً ويؤخر أخرى وقال في نفسه :
هل هذا في المنام أو في اليقظة ؟ وصار يمسح جبينه ويقول وهو متعجب :
والله إن هذا مكان العروسة التي انجلت فيه علي، فإني كنت في صندوق،
فبينما هو يخاطب نفسه وإذا بست الحسن رفعت طرف الناموسية وقالت له :
يا سيدي أما تدخل فإنك أبطأت علي في بيت الخلاء

فلما سمع كلامها نظر إلى وجهها وضحك ، وقال : إن هذه أضغاث أحلام،
ثم دخل وتنهد وتفكر فيما جرى له وتحير في أمره وأشكلت عليه قضيته
ولما رأى عمامته وملابسه والكيس الذي فيه الألف دينار، قال :
الله أعلم أني في أضغاث أحلام، وصار من فرط التعجب متحيراً،

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

يتبع

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-08-2011, 06:56 AM   #138
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت:

بلغني أيها الملك السعيد أن بدر الدين تعجب وتحير، فعند ذلك قالت له ست الحسن:
مالي أراك متعجباً متحيراً ما كنت في أول لليل؟ فضحك وقال :
عام لي غائب عنك؟ فقالت له سلامتك سم الله حواليك أنت إنما خرجت إلى الكنيف لتقضي حاجة وترجع
فأي شيء جرى في عقلك، فلما سمع بدر الدين ذلك ضحك وقال لها :
صدقت ولكنني لما خرجت من عندك غلبني النوم في بيت الراحة،
فحلمت أني كنت طباخاً في دمشق وأقمت بها عشرة سنين
وكأنه جاءني صغير من أولاد الأكابر ومعه خادم وحصل من أمره كذا وكذا .

ثم أن حسن بدر الدين مسح بيده على جبينه فرأى أثر الضرب عليه. فقال :
والله يا سيدتي كأنه حق لأنه ضربني على جبيني فشبحه فكأنه في اليقظة ،
ثم قال : ورأيت في المنام كأني سافرت إلى دمشق بلا طربوش ولا عمامة وعملت طباخاً، ثم سكت ساعة وقال :
والله كأني رأيت أني طبخت حب رمان وفلفله قليل،
والله ما كأني إلا نمت في بيت الراحة فرأيت هذا كله في المنام ،
فقالت له ست الحسن : بالله وعليك أي شيء رأيته زيادة على ذلك ؟
فحكى لها جميع ما رآه، ثم قال : والله لولا أني انتبهت لكانوا صلبوني على لعبة خشب
فقالت له : على أي شيء ؟ فقال : على قلة الفلفل في حب الرمان
ورأيت كأنهم خربوا دكاني وكسروا مواعيني وحطوني في صندوق
وجاءوا بالنجار ليصنع لي لعبة من خشب لأنهم أرادوا صلبي عليها
فالحمد لله الذي جعل ذلك كله في المنام ولم يجعله في اليقظة .
فضحكت ست الحسن
وقال: والله ما كأنه إلا في اليقظة فأنا ما عرفت أي شيء الخبر ولا حقيقة الحال،
ثم إنه نام وهو متحير في أمره ، فتارة يقول رأيته في المنام وتارة يقول رأيته في اليقظة،
ولم يزل كذلك إلى الصباح، ثم دخل عليه عمه الوزير شمس الدين فسلم عليه
فنظر له حسن بدر الدين، وقال : بالله عليك أما أنت الذي أمرت بتكتيفي وتسمير دكاني،
من أجل حب الرمان لكونه قليل الفلفل ؟
فعند ذلك قال الوزير : اعلم يا ولدي أنه ظهر الحق وبان ما كان مختفياً،
أنت ابن أخي وما فعلت ذلك حتى تحققت أنك الذي دخلت على ابنتي تلك الليلة،
وما تحققت ذلك حتى رأيتك عرفت البيت وعرفت عمامتك وذهبك والورقتين التي كتبتهما بخطك
والتي كتبها والدك أخي فإني ما رأيتك قبل ذلك وما كنت أعرفك،
وأما أمك فإني جئت بها معي من البصرة .
ثم رمى نفسه عليه وبكى فلما سمع حسن بدر الدين كلام عمه تعجب غاية العجب
وعانق عمه وبكى من شدة الفرح، ثم قال له الوزير :
يا ولدي إن سبب ذلك كله ما جرى بيني وبين والدك وحكى له جميع ما جرى بينه وبين أخيه،
وأخبره بسبب سفر والده إلى البصرة، ثم إن الوزير أرسل إلى عجيب فلما رآه والده قال :
إن هذا الصبي هو الذي ضربني بالحجر ، فقال الوزير : هذا ولدك .
فعند ذلك رمى نفسه عليه وأنشد هذه الأبيات


ولقد بكيت على تفرق شملنا*****زماناً وفاض الدمع من أجفاني
ونذرت إن جمع المهيمن شملنا*****ما عدت أذكر فرقة بلساني
هجم السرور علي حتى أنه*****من فرط ما قد سرني أبكاني


فلما فرغ من شعره التفتت إليه والدته وألقت روحها عليه وغلبها البكاء ثم أنها حكت له جميع ما وقع لها بعده،
وحكى لها جميع ما قاساه فشكروا الله على جمع شملهم ببعضهم .
ثم أن الوزير طلع إلى السلطان وأخبره بما جرى له فتعجب وأمر أن يؤرخ ذلك في السجلات ليكون حكاية على ممر الأوقات .
وهنا قال الوزير جعفر البرمكي هذا ما كان من أمر الوزيرين وأمر ست الحسن والشاطر حسن ،
فقال الخليفة : والله إن هذا الشيء عجاب .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 06:02 AM   #139
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

العجمي والجراب الكردي


قالت شهرزاد :


بلغني أيها الملك السعيدً أن الخليفة قلق ليلة من الليالي
فاستدعى وزيره فلما حضر بين يديه قال له :
يا جعفر إني قلقت الليلة قلقاً عظيماً وضاق صدري وأريد منك شيئاً يسر خاطري وينشرح به صدري .

فقال له جعفر : يا أمير المؤمنين إن لي صديقاً اسمه علي العجمي
وعنده من الحكايات والأخبار المطربة ما يسر النفوس ويزيل عن القلب البؤس .
فقال له : علي به ، فقال : سمعاً طاعة .
ثم إن جعفر خرج من عند الخليفة في طلب العجمي فأرسل خلفه فلما حضر قال له :
أجب أمير المؤمنين فقال : سمعاً وطاعة



ثم توجه معه إلى الخليفة فلما تمثل بين يديه أذن له بالجلوس فجلس .
فقال له الخليفة :
يا علي إنه ضاق صدري في هذه الليلة وقد سمعت عنك أنك تحفظ حكايات وأخبار وأريد منك أن تسمعني ما يزيل همي ويصقل فكري .
فقال : يا أمير المؤمنين هل أحدثك بالذي رأيته بعيني أو بالذي سمعته بأذني ؟
فقال : إن كنت رأيت شيئاً فاحكه ؟ فقال : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين ،
اعلم أني سافرت في بعض السنين من بلدي هذه وهي مدينة بغداد وصحبتي غلام ومعه جراب لطيف ودخلنا المدينة .

فبينما أنا أبيع وأشتري وإذا برجل كردي ظالم متعدي قد هجم علي وأخذ مني الجراب وقال:
هذا جرابي وكل ما فيه متاعي ، فقلت : يا معشر المسلمين خلصوني من يد أفجر الظالمين ،
فقال الناس جميعاً : اذهبا إلى القاضي واقبلا حكمه بالتراضي .

فتوجهنا إلى القاضي وأنا بحكمه راضي ، فلما دخلنا عليه وتمثلنا بين يديه قال القاضي :
في أي شيء جئتما ؟ وما قضية خبركما ؟ فقلت : نحن خصمان إليك تداعينا بحكمك تراضينا ،
فقال : أيكما المدعي ؟ فتقدم الكردي وقال :
أيّد الله مولانا القاضي إن هذا الجراب جرابي وكل ما فيه متاعي وقد ضاع مني ووجدته مع هذا الرجل .

فقال القاضي : ومتى ضاع منك ؟ فقال الكردي : من أمس هذا اليوم وبت لفقده بلا نوم .
فقال القاضي : إن كنت تعرفه فصف لي ما فيه ؟ فقال الكردي :
في جرابي هذا مردوان من لجين وفيه أكحال للعين ومنديل لليدين
ووضعت فيه شرابتين وشمعدانين وهو مشتمل على بيتين وطبقتين وملعقتين ومخدة ونطعين وابريقين
وصينية وطاستين وقسدرة وزلعتين ومغرفة وسلة ومردوين
وهرة وكلبتين وقصعة وقعيدتين وجبة وفروتين وناقتين
وجاموسة وثورين ولبوة وسَبْعين ودبة وثعلبين ومرتبة وسريرين
وقصراً وقاعتين ورواقاً ومقعدين ومطبخاً ببابين
وجماعة أكراد يشهدون أن الجراب جرابي .
فقال القاضي : ما تقول أنت يا هذا ؟
فقلت إليه : يا أمير المؤمنين ، وقد أبهتني الكردي بكلامه
فقلت : أعز الله مولانا القاضي أنا في جرابي هذا دويرة خراب
وأخرى بلا باب ومقصورة للكلاب وفيه الصبيان كتاب
وشباب يلعبون الكعاب وفيه خيام وأطناب ومدينة البصرة وبغداد
وقصر شداد بن عاد وكور حداد وشبكة صياد وأوتاد وبنات وأولاد
وألف يشهدون أن الجراب جرابي فلما سمع الكردي هذا الكلام بكى وانتحب وقال :
يا مولانا القاضي إن جرابي هذا معروف وكل ما فيه موصوف ، في جرابي هذا حصون وقلاع وكراكي وسباع
ورجال يلعبون بالشطرنج والرقاع وفي جرابي هذا حجرة ومهران وفحل وحصانان
ورمحان طويلان وهو مشتمل على سبع وأرنبين ومدينة وقريتين
وأعمى وبصيرين وأعرج وكسيحين وقسيس وشماسين
وبطريق وراهبين وقاض وشاهدين وهم يشهدون أن الجراب جرابي ،
فقال القاضي : ما تقول يا علي ؟
فامتلأت غيظاً يا أمير المؤمنين وتقدمت إليه وقلت :
أّيد الله مولانا القاضي ، أنا في جرابي هذا زرد وصفاح وخزائن سلاح وألف كبش نطاح
وفيه للغنم مراح وألف كلب نباح وبساتين وكروم وأزهار ومشموم وتين وتفاح
وصور وأشباح وقناني وأقداح وعرائس ومغاني وأفراح وهرج وصياح
وأقطار فساح وأخوة نجاح ورفقة صباح ومعهم سيوف ورماح ملاح
وقوس ونشاب وأصدقاء وأحباب وخلان وأصحاب ومحابس للعقاب
وطنبور ونايات وأعلام ورايات وصبيان وبنات وعرائس مجليات
وخمس حبشيات وثلاث هنديات وأربع مدنيات وعشرون روميات
وخمسون تركيات وسبعون عجميات وثمانون كرديات وتسعون جرجيات
والدجلة والفرات وشبكة صياد وقداحة وزناد وإرم ذات العماد وميادين واصطبلات ومساجد وحمامات
وبناء وتجار وخشبة ومسمار وعبد أسود ومزمار ومقدم وركبدار ومدن وأمصار ومائة ألف دينار
والكوفة مع الأنبار وعشرون صندوقاً ملآنة بالقماش وخمسون حاصلاً للمعاش
وغزة وعسقلان من دمياط إلى أسوان وإيوان كسرى وأنوشروان وملك سليمان
ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان وبلخ وأصبهان ومن الهند إلى بلاد السودان
وفيه أطال الله عمر مولانا القاضي غلائل وعراضي
وألف موس ماض تحلق ذقن القاضي إن لم يخش عقابي ولم يحكم بأن الجراب جرابي .
فلما سمع القاضي هذا الكلام تحير عقله من ذلك وقال :
ما أراكما إلا شخصين نحسين أو رجلين زنديقين تلعبان بالقضاة والحكام
ولا تخشيان من الملام لأنه ما وصف الواصفون ولا سمع السامعون بأعجب مما وصفتما
ولا تكلموا بمثل ما تكلمتما والله إن من الصين إلى شجرة أم غيلان
ومن بلاد فارس إلى أرض السودان ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان
لا يسع ما ذكرتماه ولا يصدق ما ادعيتماه فهل هذا الجراب بحر ليس له قرار
أو يوم العرض الذي يجمع الأبرار والفجار .
ثم إن القاضي أمر بفتح الجراب ففتحه وإذا فيه خبز وليمون وجبن وزيتون ثم رميت الجراب قدام الكردي ومضيت .
فلما سمع الخليفة هذه الحكاية من علي العجمي استلقى على قفاه من الضحك وأحسن جائزته .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 05:23 PM   #140
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

قصة الملك والوزير والعجوز الحكيم



يحكى أن أحد الملوك قد خرج ذات يوم مع وزيره متنكرين، يطوفان أرجاء المدينة، ليروا أحوال الرعية، فقادتهم الخطا إلى منزل في ظاهر المدينة، فقصدا إليه، ولما قرعا الباب، خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته، فأكرمهما وقبل أن يغادره، قال له الملك : لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار، فنرجوا أن تزوّدنا بنصيحة

فقال الرجل العجوز :

لا تأمن للملوك ولو توّجوك

فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى فقال العجوز:

لا تأمن للنساء ولو عبدوك

فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة



فقال العجوز:

أهلك هم أهلك، ولو صرت على المهلك

فأعطاه الملك ثم خرج والوزير وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلام العجوز وأنكر كل تلك الحكم،
وأخذ يسخر منها
وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز،فنزل إلى حديقة القصر،
وسرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراً، ثم أسرع إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها ولا تخبر به أحداً
،
وبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ،
فسرت بذلك، وأعطته العقد
ومرت الأيام، ولم يعد الوزير إلى زوجته العقد، فسألته عنه،
فتشاغل عنها، ولم يجبها، فثار غضبها، واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى، فلم يجب بشيء،
مما زاد في نقمتها
وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك، لتعطيه البلبل، وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه،
فغضب الملك غضباً شديداً،




وأصدر أمراً بإعدام الوزير
ونصبت في وسط المدينة منصة الإعدام، وسيق الوزير مكبلاً بالأغلال،
إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره، وفي الطريق مرّ الوزير بمنزل أبيه وإخوته ، فدهشوا لما رأوا،
وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل ما يملك من أموال، بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه

وأصرّ الملك على تنفيذ الحكم بالوزير، وقبل أن يرفع الجلاد سيفه، طلب أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك، فأذن له،

فأخرج العقد من جيبه، وقال للملك، ألا تتذكر قول الحكيم:‏
لا تأمن للملوك ولو توّجوك
ولا للنساء ولو عبدوك
وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك

وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدق تلك الحكم، فعفا عنه، وأعاده إلى مملكته وزيراً مقربـــاً
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2011, 02:39 AM   #141
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي


الزول زوله والحلايـا حلايـاه = والفعل ماهو فعل وافي الخصايل




هذا البيت أشهر من نار على علم وتردد كثيرا على ألسنة الناس في كثير من المناسبات المختلفة وهو نتاج قصة حقيقية حدثت في الزمن القديم فهذا البيت لزوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام التي كان موطنها العارض في وسط نجد وقد كانت قبيلة كثيرة العدد تفرعت منها عدة قبائل معروفة الآن في جزيرة العرب ومنها من نزح إلى العراق.

أما قصة البيت المذكور أعلاه فهي أن الشيخ وديد بن عروج قد أشتهر بالمغازي الكثيرة وكان لديه ذلولا أصيلة ولكنها دائما ضعيفة وهزيلة الحال لكثرة غزواته عليها ولم يبن الشحم على جسمها بسبب ذلك ، وبعد موته تقدم أخوه (لزّام) للزواج من أرملة أخيه لحفظ الأبناء وتربيتهم ، وتم الأمر إلا أن الفرق بين الرجلين كان كبيرا جدا في نظر الزوجة ، فلزّام لم يظهر له فعل كأخيه وديد وأكتفى في حياة أخيه بالمكوث في البيت وقضاء لوازمهم إذا ما غاب أخيه للغزو .

وقد زاد حزن الزوجة عندما رأت الذلول الهزيل وقد تغيرت أوصافها وتبدل حالها فمن بعد الهزال ركب الشحم عليها وفي احدى المرات عاد الراعي بالإبل فإذا بالذلول (تهدر) وكأنها جمل ،





فتذكرت زوجها السابق الشيخ وديد وغزواته ومحاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة بدوية تحب الرجل الفارس الشجاع ، وقارنت بين حياتها تلك وبين حياتها الحالية مع أخيه لزّام فقالت :

يالله يا عايد علـى كـل مضمـاه=يا مخضر الأرض الهشيم المحايـل
أنت الكريم ورحمتك مـا نسيناه=تروف باللـي دوم عينه تخايـل
تلطف بمن كن عينه مـداواه=اللـي بقلبه حاميات المـلايـل
ألوج مثل أيوب مـن عظـم بـلواه=واسهر إلى ما يصبح النجـم زايـل
على حبيـبٍ كـل ماقلـت أبنسـاه=لذكره تفطني مـن الهجـن حايـل
ليا نسيتـه ذكرتنـي بطـريـاه=شيبا ظهر من عاصيـات الجلايـل
يلتاع قلبي كل مـا أذكـر سوايـاه=كمـا يلـوع الطيـر شبك الحبايـل
لا واحبيبي سبع سنيـن فرقـاه=عليه أنـا قضيّـت كـل الجدايـل
لا واحبيبي يتلف الهجـن ممشـاه=ليا بغـى لـه نيـةٍ مـا يسايـل
لا واحبيبي يسقي الربع مـن مـاه=دليلهـن لا ضيّـعـوه الـدلايـل
لا واحبيبي يرعب الهجـن بغنـاه=من كثر ما يوحيـه ليـل وقوايـل
لا واحبيبـي كـل قـومٍ تنصـاه=تلقـى ربوعـه طيبيـن القبـايـل
لا واحبيبي تدفـق السمـن يمنـاه=ياما ذبح من بيـن كبـشٍ وحايـل
لا واحبيبـي وافيـاتٍ سجـايـاه=عليه غضـات الصبايـا غلايـل
لا واحبيبـي دوم للعفـن متـقـاه=يـامـا كلنـه مدمجـات الفتايـل
لا واحبيـبـي بـيـن ذولا وذولاه=خلـي بوجـه معدليـن الدبـايـل
لا واحبيبي طـاح يـوم الملاقـاه=بنحور غلبا فـوق غـب السلايـل
لا واحبيبي طيـر شلـوى تعشـاه=قطاعة المهجـة سناعيـس حايـل
يا عارفين وديد يا طـول هجـراه=يا ليتني بوديـد مـا أبغـى بدايـل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه=والبيت واحد مـن كبـار الحمايـل
عنـدي مثيلـه واحـدٍ كنـه إيـاه=عليه من توصيـف خلـي مثايـل
الـزول زولـه والحلايـا حلايـاه=والفعل ماهو فعل وافي الخصايـل


كما قالت أيضا في تلك المقارنة عدة قصائد منها هذه القصيدة القوية التي قالت فيها :

يافاطري ياما جرالك من العنـا=مع دربك العيرات نشّت لحومهـا
غدا عنك نواس العدا مرذي النضا=يجرها مع ما نبا مـن حزومهـا
غدا عنك وأرث في مكانه ازلابه=تروعه الظلمـا بتالـي نجومهـا
ياما حويتي جل ذودٍ مـن العـدا=أضحى عليها الغزو يفرق سهومها
وياما يثور عند عينك من الدخن=معاركٍ تدنـي لـلأرواح يومهـا
عليك مقدم لابـةٍ شـاع ذكـره=حامي تواليهـا مقـدي يمومهـا


ولسوء حظ الزوجة فقد سمعها زوجها لزّام وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته
وبالفعل قام باعلان المغزى




وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا من طول المدة وكان كلما كسب شيئا أرسله إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته وقد أنشد هذه القصيدة :

أنا ابن عروج وهاذي سواتـي=موصل سمان الهجن شنٍ ما يجنه
خمسين يومٍ والنضـا مقفياتـي=مع مثلهن وهن علـى وجههنـه
نمشي النهار وليلنا مـا نباتـي=كم ذود مصلاحٍ امنيـسٍ خذنـه
من ظن فينا الطيب شافه ثباتـي=واللي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كم من صبيٍ عشقةٍ للبناتـي=عقب التعجرف بدّل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتـي=هو ما درى إن الهجن بيوصلنـه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتـي=غيب الصبايا الخافية يظهرنـه

ولما رجع من غزواته كانت ذلوله بالكاد تمشي وفي حالة يرثى لها من شدة الاعياء والهزال ويقال أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت ، فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها وكان يمشي خلفها يريد الفتك بها لما قالته سابقا من قصائد تمس كرامته وهي لم تكن تعلم بأنه يمشي خلفها ، فلما رأت الذلول على تلك الحال قالت هذه القصيدة التي كانت سبباً في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه :


يا بكرتي وش علـم حالـك ضعيفـي=أشـوف حيلـك وانـيٍ عقـب الأردام
عقب الفسـق ومهـادرك بالمصيفـي=ومصـاول القعـدان مرباعـك العـام
عقـب الاباهـر والسنـام المنيـفـي=صرتي كما المفرود مـن فعـل لـزّام
قطـع عليـك ديـار قـومٍ تخيـفـي=تسعين ليله راكـب الهجـن مـا نـام
أقفى عليـك مـن الحساء للقطيفـي=لحوران والحـرة إلـى نقـرة الشـام
وتدمـر وصلهـا وخمّهـا مستخيفـي=واشبيـح والضاحـك وقديـم الأقـدام
وأخـذ عليـك اذواد جـوٍ مريـفـي=وضحك كما برق الحبـاري بالأكـوام
يزفهـا يـقـداه مشـيـه هريـفـي=واقفى عليهـن متلـف الهجـن لا قـام
وعادوا على العارض ركيـبٍ يهيفـي=يتلون ابـن عـروج مقـدم بنـي لام
زهابهـم حـب القـرايـا النظيـفـي=وسلاحهـم صنـع الفرنجـي والأروام
ياما انقطع مع ساقتـه مـن عسيفـي=ومن فاطرٍ مشيه عـن الجيـش قـدام
عقـب الشحـم وملافخـه للرديـفـي=قامت تسندر مثـل مبخـوص الأقـدام
تـوي هنيـت وطـاب بالـي وكيفـي=من عقب ضيمي صرت في خير وأنعام

وهكذا أثبت لزّام أنه لا يقل عن أخيه شجاعة وفروسية وثبت للزوجة أن الخلف كالسلف


--------
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2011, 06:04 PM   #142
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

شعر الهجاء قتل وكاد أن يقتل عدداً من الشعراء





هذه القصة اختلف الرواة في اسم صاحبها إلا أن المؤكد أنه من آل هذال من شيوخ عنزة، فمن الرواة من نسبها للشيخ مشعان بن هذال ومنهم من نسبها للشيخ عبدالله بن هذال


وتقول القصة أنه كان يشرب الدخان (التنباك) وكانت زوجته تتضايق من رائحة التبغ
وذات مرة وهي جالسة لوحدها عبّرت عن رأيها في الدخان بقولها هذا البيت
الذي بدأت تترنم به في بيتها وهي لا تدري أن أحدا يسمعها حيث قالت:

يا شارب التنباك شاربك لا طال .. إياك وإيا واحدٍ جاز دونه
مادام به نقصٍ على الحال والمال .. أيضا وشرّابه يدمّر سنونه


فوقع هذا البيت على أسماع زوجها وقع الصاعـقة فنهرها والغضب يتّقـد في عينيه بقوله:
ماذا تقولين ؟ أعيدي ما قلتي فعـلمت أنها وقعت في ورطة وخافت سطوته فاستدركت ذلك وأردفت قائلة :

شرّابة التنباك بهم سعة بال .. واللي طويلٍ شاربه يقصرونه
يستاهل التنباك مثل ابن هذال .. اللي يصرّه في مثاني ردونه


فقال لها ابن هذال: نجـوتِ والله يـا بنت الحلال
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2011, 09:56 PM   #143
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

طالقٍ باعداد مـا هـب الهبايـب


التحجير من عادات أهل البادية بغض النظر عن حسناته وسيئاته

وهو أن تبقى الفتاة محجوزة لابن عمها شاءت أم أبت

فإما أن تقبل به زوجا أو تبقى عانسا ولا يستطيع أحدا أن يقترن بها ما لم يسمح
ابن عمها بذلك عن طيب خاطر
وإلا حدثت مشاكل لا يحمد عقباها وقد يكون ثمن ذلك أرقاب الرجال ،

وهذه قصة فتاة كانت محجوزة لابن عمها وهي لا تريده فاحتالت على هذا القيد الغليظ بعد أن طبقت نصيحة صديقتها

فقد تزيّنت بكامل زينتها وعندما اجتمع قومها ظهرت عليهم ووضحت لهم بأنها لا غنى لها عنهم

وأنها تريد الزواج بأحدهم بشرط أن يكون لها حرية الاختيار بينهم وأن لا يعارض من لا يقع عليه الاختيار
ويسامـحها من لا تختاره حتى وان كان الأقرب نسبا ،

فوافق القوم على طلبها فاختارت على غير ما توقّعوا رجلا مسنّا معتقدة أنه سوف يعف عنها لفارق السن وبذلك تتخلص من التحجير

ولكن هذا الرجل استجاب لرغبتها وتزوجها ، وبعد فترة قصيرة من الزواج ضاقت به ذرعا
وعندما لمحته مقبلا تظاهرت بعدم رؤيته وقالت هذه الأبيات :


يا حمد يا عيد حفيـات الركايـب = ما معك بالقلب لا من صد حيلـه
جعل عرسٍ حط في عمري نشايب = ينقطع قطعة رشـا بيـرٍ طويلـه
حظّي الاقشر بلاني لـي بشايـب = مثل صيفٍ ليا نشا خلـب مخيلـه
كن غزل اذنيه ريفٍ في شعايـب = مثل ضبعٍ ليا مشى ينفض شليلـه



فسمعها الزوج ورد عليها دون انتظار بهذه الأبيات مقرونة بالطلاق الذي هو هدفها وغاية مناها قائلا :

كيف هي تختارني بيـن القرايـب = وانكرتني يوم قد هي لي حليلـه
شايبٍ شيبي على عوصٍ النجايـب = سبرها وإن درهمت فلهـا دليلـه
طالقٍ باعداد مـا هـب الهبايـب = وعد دق العـرق وانـوادٍ تشيلـه


وبذلك حصلت على ما تريد بعد تطبيق هذه الخطة
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-09-2011, 06:59 AM   #144
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

قصة صياح المرتعد



من عادات أبناء البادية النبل والشهامة والأصالة والوفاء ورد الجميل وتبادل الطيب،

ومن القصص الدالة على هذه المعاني قصة صياح المرتعد

الذي حلّ هو وجماعته ضيوفا على قوم وكان من عادات أهل البادية اذا كانوا كثيرين العدد
أن يتفرقوا على البيوت كمجموعات قليلة العدد للتيسير على المعازيب
وحتى يستطيع المعزب القيام بواجبات الضيافة ،

وقد كان صياح المرتعد وجماعته من ولد سليمان من عنزة في غزو ومروا بطريقهم على حي من قبيلة شمر



فتفرقوا على البيوت وحلّ صياح المرتعد ومن معه على بيت رجل يقال له مطير الحمزي السويدي الشمري

وصادف أن الحمزي لم يكن موجودا فرحبت بهم زوجته ودعتهم للدخول

ولاحظ صياح أن المرأة تخرج وتعود وفي حالة شديدة من الارتباك والحيرة ،
فاستغرب تصرفاتها واستوضح منها الأمر فأخبرته والدموع في عينيها لقلة حيلتها وشدة حرجها
حيث لا يوجد في بيتها ما تقدمه لهم ، فهدأ من روعها وطلب منها أن توقد النار ليتصاعد الدخان

وأن تضع القدر عليها ففعلت ما أمرها به ثم طلب منها أن تحضر شيئا من الدهن (السمن)

فقالت لا يوجد إلا القليل من الدهن القديم فقال أحضريه فأحضرته ،
فدهن يديه ووجهه وطلب من جماعته أن يفعلوا مثل ما فعل بعد أن أخبرهم بالقصة ففعلوا ما أمرهم به ثم غادروا البيت .

صياح المرتعد كان يقصد من ايقاد النار اخبار الجميع أن أهل هذا البيت قاموا بواجبه على أكمل وجه ،

ومسح الوجه واليدين بالدهن كي تفوح منهم رائحة الدسم ويصدق الآخرون تناولهم لوجبة دسمة ،

كل ذلك ليستر على هذا البيت وأهله وهذا من طيب أصله وكرم أخلاقه وشهامته ،

ولما عاد صاحب البيت أخبرته زوجته بأمر الضيوف واسم كبيرهم فقام إلى شاة ووسمها بوسم المرتعد

وأشهد قومه على ذلك ومرت السنوات وأنجبت الشاة وتكاثرت بناتها حتى وصلها عددها ثلاثين رأسا من الغنم

فأرسل لصياح المرتعد يدعوه لزيارته وحين حضر قال له أن لك حقا صائبا وأن هذه الغنم كلها من نصيبك

وهي انتاج ذبيحتك التي حفظتها لك حتى وصلت هذا العدد فخذها كلها وأردف الحمزي قائلا :

يالمرتعد واجبك حقٍ وصايب = حقٍ على اللى يفهمون المواجيب
وسمتها بحضور كل القرايب = ذبيحتك يا منقع الجود والطيب
لو ما بغينا ماعلينا غصايب = لاشك ضيف البيت له حق ومصيب
جمّلتنا يا شوق ضافي الذوايب = وذي عادة الطيّب بستر المعازيب
يفداك منه ضاري للسبايب = لا ضاف علّق بالمعزّب كلاليب
جربت شينات السنين النوايب = وجود من الماجود مابه تكاذيب
ترفع لك البيضا بروس الجذايب = حيثك من اللي ينطحون المصاعيب


فقال صياح المرتعد أنا كان معي جماعة ولم أكن لوحدي وسأقسمها كالتالي :
عشر لي وعشر لمن كان معي وعشر للمرأة الأصيلة التي قامت بواجبنا ،
وفي رواية أخرى قيل أن الذبيحة التي ردها الحمزي للمرتعد كانت ناقة وسمها بوسم المرتعد وتوالدت وكثر عددها
وحين أتى المرتعد أخذ ثلث الإبل ورد الباقي ، ورد المرتعد على الحمزي بهذه الأبيات :



الطيب بحجاج المشبب وهايب = طيب الفتى من عند ربه مواهيب
ثلثٍ لنا وثلثٍ لبيتك حلايب = مقسوم بين الضيف هو والمعازيب
ومعزبتنا يافتى وأنت غايب = نشميةٍ تسوى كثير الرعابيب
نشميةٍ ما خلّفوها زلايب = لو غبت ما داخلك شكٍ ولا ريب
من جرّب الدنيا يعرف النوايب = تراه ما يشني ولا يطري العيب
واللى يسب لشبعة البطن خايب = أصل القرا زين النبا والتراحيب

هكذا كانت أخلاقهم وكانت سجاياهم التي أصبحت أمثلة بين الناس ويستشهد بها في كثير من المواقف .


وسلامتكم

م/ن
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-09-2011, 09:33 PM   #145
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

علو فى الحياة وفي الممات
قصة في قصيدة ابو الحسن الانبارى


تذكر كتب التراث ان محمد بن عمر بن يعقوب ، أبو الحسن الانباري كان شاعرا مقلا

وكان يفد على محمد بن بقية وزير عضد الدولة العباسي ويمدحه وينال عطاءه..

وكان هذا الوزير كريماً جواداً, من اصحاب المروءة وله مكانة كبيرة في قلوب الناس ..

فقد كان يقضى حوائجهم و ينفق على المساكين ويتولى الإشراف على حلقات تحفيظ القرآن وبنى كثيراً من المساجد..

وحدث نزاع بين عضد الدولة وابن عمه عز الدولة آلت الى حرب..

وقد أورد العداس في كتابه : نظرات في المناسبات

أن ابن البقية كان قد ذهب لإجراء الصلح بين عز الدولة وعضد الدولة ،

إلا أن عز الدولة غضب كون مكانته ستهتز ويظهر ضعفه ،
فطرد ابن البقية وأرسل واشياً لينقل الأخبار لبلاط عضد الدولة
والذي غضب أشد الغضب وطلب ابن البقية وحكم عليه بالخيانة ،

فطرحه في ساحة أمام قصره واستدعى الفيلة فداسوه حتى الموت،

ثم أخذه فصلبه على باب الطاق ببغداد عند نهر دجلة , فسمع الناس بالخبر فساءهم كثيراً وحزنوا وتجمعوا حول جثمانه


ولما جاء الشاعر الانبارى لوفادته رآه مصلوبا والناس حوله..

فرثاه بهذه القصيدة التى قيل ان عضد الدولة لما سمعها قال كنت اتمنى لو كنت انا المصلوب وهذه القصيدة قيلت في..


ان هذه القصيدة من اشهر قصائد الرثاء في ادبنا العربي ..
ولا تتأتى شهرتها من قوة بنائها والبراعة في الوصف والصور الشعرية المعبرة التى اغنتها..

لكن اهم ما فيها هو صدق العاطفة فقد قالها الشاعر في شخص مغضوب عليه
و تستدعى غضب اصحاب السلطة (عضد الدولة) عليه.
لكنه الوفاء لمن كان يحسن اليه..مهما كانت عواقب هذا الوفاء..


ولشهرتها وجدت انها نالت مكانتها في منتدياتنا العربية ..

فقد نشرها العشرات من المهتمين في مناسبات عديدة مشابهة

فمنهم من اوردها عند وفاة الرئيس جمال عبدالناصر واستشهاد احمد ياسين
وتصلح ان تقال في جميع شهدائنا الذين اعتلوا منصة الصلب والشنق من اجل مبادئ هذه الامة وقيمها..
وهم كثيرون .. فقد اعتلوا المنصة بكل رجولة ولم يخنعوا ولم يتخاذلوا
وتحت اقدامهم من الاذناب والامعات من لا يستحق الحياة..



علو في الحياة وفي الممات .....................لحقٌ أنت إحدى المعجزات

كأن الناس حولك حين قاموا ...................... وفود نَداك أيام الصلات

كأنك قائم فيهم خطيبا......................وكلهم قيامٌ للصلاة

مددت يديك نحوهم احتفاءً.....................كمدهما إليهم بالهبات

ولما ضاق بطن الأرض عن أن...........................يضم علاك من بعد الوفاة

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا............................عن الأكفان ثوب السافيات

لعظمك في النفوس تبيت ترعى......................بحراسٍ وحفاظ ثقات

وتوقد حولك النيران ليلا........................كذلك كنت أيام الحياة

ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ.....................علاها في السنين الماضيات(1)

وتلك قضية فيها أناسٌ.......................تباعد عنك تعيير العداة

ولم أر قبل جذعك قط جذعا......................تمكن من عناق المكرمات

أسأت إلى النوائب فاستثارت.....................فأنت قتيل ثأر النائبات

وصير دهرك الإحسان فيه.......................إلينا من عظيم السيئات

وكنت لمعشر سعدا فلما.....................مضيت تفرقوا بالمنحسات

غليل باطن لك في فؤادي.......................يخفف بالدموع الجاريات

ولو أني قدرت على قيام........................بفرضك و الحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم القوافي.........................وبحت بها خلاف النائحات

ولكني أصبر عنك نفسي...................... مخافة أن أعد من الجناة

ومالك تربة فأقول تسقى....................... لأنك نصب هطل الهاطلات

عليك تحية الرحمن تترى........................... برحمات غواد رائحات


****************************

1- زيد بن علي بن الحسين الذى صلب بعد فشل ثورته في اليمن

م/ن
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2011, 03:06 AM   #146
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

قصص وقصائد من البادية


1- الشاعرة عمشاء بنت مشعان العتيبية عندما طال غياب ابنائها عنها واشتاقت إلى رؤيتهم قالت هذه الأبيات:

لا والله إلا هوجس القلب واختب
واطني اركب فوق خطو الهجيني
يا عيني اللي كن في جفنها شـب
تهل دمعٍ مثـل وبـل الغشينـي
يمكن اترك الشوق من كثر ما حب
والزوج ما يدخل بحب الجنينـي
يا خال يا مشكاي يا حامي القـب
إذا اعتزوا بظهورهن محتسينـي
الله على عوصاً تجي بالخبر غب
من دار ابويه خبرتنـي بحينـي


2- وهذه شاعرة تدعى نفلاء من المساردة من قحطان أراد زوجها السفر وعندما شرعت في خرز قربته التي سيحمل فيها الماء في سفره أنشدت هذه الأبيات تداعب زوجها وتتمنى عودته من سفره:

أبا أرقع صميل القرم حامي عقاب القود
أربـه إذا مـا راح يذكـر معازيبـه
من خوفتي يظما ليا درهـم الجلعـود
ليا عرضوهـن تختـخٍ عـاويٍ ذيبـه
وحالي عليهم مثال حال أزرق مضهود
وزادوا على حمله وكثـرت شواذيبـه
الله على ما راك يا صاحبـي وتعـود
متى عوض الأنضا من جنوبٍ تلفي به

3- يحكى ان بنت عقاب العواجي العنزي غزيه فقدت أهلها ولجأت الى عمها، وكان له ابن احبته، فسافر في طلب الرزق مع صاحب له يدعى عيد فتغيبا مدة تقارب ثلاث سنوات ثم رجع صاحبه عيد وكان هناك رجل يرغب الزواج من هذه الفتاة لكنه يعلم انها لن تقبله لحبها لابن عمها فقابل عيداً وقال له: لك عندي جمل إن أشعت ان ابن عم غزيه قد توفي.. لعلها تتزوجني بعد ان تيأس منه فلبى عيد طلبه وأشاع الخبر ان صاحبه ابن عم غزيه قد مات فلما سمعت بالخبر أنشدت تقول:

تعززوا للـي عشيـره تنـوى
يم الشمال وحط حوران دونـه
اقفى وخـلا لـه يتيـم يلـوى
واليه عمـامٍ ليتهـم يرحمونـه
فات الربيع وعشب الاجراد لوى
واخانة الطرشان مـا يذكرونـه
يا عيد اسالك بالولي كيف سوى
هو ميت والا أهلـه يرتجونـه


4- الشاعرة هلّة الهتيمية فقد تغزلت بمحبوبها وكانت تخفي حبها فتقول فيه:

كان أنت في دو الخـلا تمتنينـي
فأنـا ترانـي كـل يـوم اتمنـاك
وان كان بالخافي تجـر الونينـي
وتمتنيني أكثر لعن أبو بطنٍ اضناك
حبك حرم على كثرة النوم عينـي
ريفي مراعاتك وشفـي بطريـاك
لاعاد عرفٍ صار بينـك وبينـي
أخـاف يـوردن حـبـل الأدراك



5- الشاعرة نورة الهوشان الرشيدية وكانت تقطن في عين الصوينع في السر بنجد، وكان بينها وبين زوجها اختلاف أدى الى طلاقها ومرت بزرعه، فتذكرت أيام ألفتها السالفة، وما حدث اخيراً من جفوة وطلاق فقالت:

يا عين هلي صافي الدمع هليـه
وإذا انتهى صافيه هاتي سريبـه
يا عين شوفي زرع خلك وراعيه
شوفي معاويده، وشوفـي قليبـه
إن مرني بالدرب ما أقدر أحاكيه
مصيبـة يـا ويّ والله مصيبـة
اللي يبينا عيت النفـس تبغيـه
واللي نبي عجز البخت لا يجيبه


6- الشاعرة وضحا تتغزل في معشوقها الذي كان ينزل بدار قريبه من دارها تقول:

البارحـة عديـت بالمستقـلّـه
في راس مزموم طويل البياحـي
يا يوه عزينـي بـدا فـي خلّـه
سدي على بعض المخاليق باحي
من يم قصر دويرج مدهـلٍ لّـه
غليـم ينقـل جديـد السلاحـي
أهلي مع أهله كلهـم فـدوةٍ لّـه
يفدونه الفرسان وأهل المناحـي
والله يا لولا الخوف وأدرى المذلّة
لحط له بيـن (......) مراحـي


7- والشاعرة بخوت المرية تفضل بيت الشعر على بيت الطين وعيش البادية على عيش الحاضرة فتقول:

وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين
وجودي علـى شـوف المغاتيـر منثـره
وجودي على خوة هل الموتـر المقفيـن
وجودي على شوف السهل من ورا الحره
ليا حلوا البدوان وصـاروا علـى بيتيـن
ومن كان له خـلٍ مـع ذاك مـا غـره


8- وأخيراً نختم هذا العرض بهذه المساجلة الشعرية بين الشاعرة مويضي وأختها بنّا التي تمدح زوجها وتنتقص زوج اختها مويضي تقول بنّا:

شوقي غلب شوقك على هبة الريح
ومحصلٍ فخر الكـرم والشجاعـه
ركاب شوقي كل يـومٍ مشاويـح
وإذا لفا صكـوا عليـه الجماعـه
يالبيض شومن للرجال المفاليـح
لا تقربن راعي الردى والدناعـه



فأجابتها أختها مويضي بقولها:

ما هو بخافيني رجـال الشجاعـه
ودي بهم بـس المناعيـر صلفيـن
اريـد منـدسٍ بوسـط الجماعـه
يرعى غنمهم والبهـم والبعاريـن
وإذا نزرتـه راح قلبـه رعاعـه
يقول يا هافي الحشا ويـش تبغيـن
وان قلت له هات الحطب قال طاعه
وعجلٍ يجي بالقدر هو والمواعيـن
لو اضربـه مشتـدةٍ فـي كراعـه
ما هو بشاكيني ولا الناس داريـن



منقول.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-09-2011, 02:13 PM   #147
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي




المطوع لو يشوف خديد ساره .. قصة وقصيدة للشاعر محمد بن فهاد القحطاني ..


ولد في بلدة الوقف بالقرائن عام 1290 هـ وتوفي في عنيزة عام 1354 هـ .

توفي والده وهو صغير مما جعله يواجه الحياة في ظل ظروف قاسية و صعبة.

كان كفيف البصر لكنه حفظ القرآن عن ظهر قلب بعد أن أجاد علوم اللغة العربية.

و هذه القصيدة هي أشهر ما روي له .. و كثرت عنها القصص و الروايات!!

فكيف لـشاعر كفيف أن يتغزل في امـرأة لم يرها ؟!

من ضمن القصص التي وردت ..

أن سارة المذكورة لم تملك من مقومات الجمال مايشفع لها بالزواج في سن صغيرة ،

و لهذا السبب عانت من العنوسة ولم يخطبها أحد إلى أن اغتم بسببها والدها .

و في يوم من الأيام زاره القحطاني و اشتكى أبو ساره من عنوسة بنته ..

قال القحطاني : وش لي إذا زوجتها ؟؟

قال أبوها : لك هالنخلتين طول عمرك بس زوج هالبنية !!

و كتب هذه القصيدة وألقاها في مجلس مكتظ بالشباب وتسابق الخطاب عليها

إلى أن تزوجها أحد وجهاء البلد ولم يطلقها على الرغم من أنه اكتشف المبالغة ولاشك !!








هيّض ابن حصيص في تالي نهاره *** ألف قافٍ من ضميره مدرجاتي



يا وجودي وجد مكسور الجباره *** ساهرٍ تسعين ليله ما يباتي



أو وجود اللي فضى الحاكم دياره *** وخذ ماله و الحريم مسلّباتي



عقب ماهو تاجرٍ راعي امـاره *** صار فلاحٍ أموره هيّناتي



كن في عينه من الفرقا شراره *** أو مخاليب الوحوش الطايراتي



ارتحل ياحمود منبوز الفقاره *** آركي وحبال كوره كالفاتي



آركي و مربعٍ عشب القراره *** ما علاه الشد من عشر سنواتي



ديرة ابن دعيج ما فيها صقاره *** غير شيبانٍ و عجز محندباتي



من خشوم كميت ليا حد الزباره *** جعل تمحل و الوشوم مربعاتي



صاحبي بالوقف مدهاله و داره *** ما سكن في ثرمدا و الا مراتي



ولعتني بالهوى و الحب ساره *** دلّهتني عن غنادير البناتي



يا حسايف بنت بن سلوّم ساره *** عند أبوها تدّرج مثل المهاتي



ريق ساره مثل سكر في غضاره ** أو حليب ابكار عربٍ مسمناتـي



و النهيد زبيديٍ في دعب قاره *** في محير الما القراح مصلّعاتي



و الثنايا قحويانٍ في زباره *** زاهيٍ نبته على كل النباتي



راس ساره ذيل شقراً وسط غاره *** و الجدايل بالرشوش مجدّلاتي



المطوع لو يشوف خديد ساره *** طبّق المصحف و عجّل بالصلاتي



ما ذكر جارٍ ذبح بالحب جاره *** بالمبيسم و الثنايا المرهفاتي



حالفٍ ما انسى ولا اسلى حب ساره**كود أهل شقرا يخلون الصلاتي



لايمي يعطى حنيشٍ في خباره *** سمها يشظى العظام الصالباتي



يعني

لعب عليهم الكفيف
!!!!
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-02-2012, 01:36 AM   #148
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

أعظم قصص الحب في التراث العربي





للعرب في قصص الحب باع طويل، توارثتها الكتب والمؤرخون، وشملتها طيات الزمان كمصادر للدلالة على العشق المبارك أو الممنوع،
وعلى الرغم من أن أغلبها ينتهي نهاية محزنة، إلا أنها تعتبر من أجمل ما حمل لنا التاريخ من عبير الأيام الخوالي، المتقد بالدفء والحنين،
ويذكرنا كلما مررنا بقصة من قصصه بالجمال والبساطة المغلفة بالحب.



عنترة وعبلة



من أجمل هذه القصص وأكثرها تداولا، قصة الشاعر والفارس عنترة العبسي، الذي وقع في حب ابنة عمه عبلة بنت مالك، وصادف أن أحبته هي الأخرى.
وكان عنترة قد نشأ من أب عربي هو عمرو بن شداد، وكان سيدا من سادات قبيلته، وأم أجنبية هي الأمة السوداء الحبشية زبيبة،
واكتسب عنترة السواد من أمه.

وبلغ الحب بعنترة وعبلة مبلغه فصارا عاشقين، وتقدم عنترة إلى عمه يخطب إليه ابنته، لكن لون بشرته السوداء ونسبه وقفا في طريقه. فقد رفض مالك أن يزوج ابنته من رجل يجري في عروقه دم غير عربي. وحتى يصرفه عنها ويشعره بقلة الحيلة والعجز عن دفع مهرها، طلب منه أن يدفع لها مهراً ألف ناقة حمراء من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير، فسعى عنترة لتحقيق ذلك، وبلغ منه الأمر من المشقة أقساها، إلا أنه لم يستسلم، وجاء بمهر عبلة، إلا أن والدها لم يقبله منه، وبدل ذلك جعل من مهر ابنته رأس عنترة لمن أراد الزواج منها، فرأى من ذلك عنترة الويل، وواجه المستحيل، وفي النهاية قضى الأمر أن تتزوج عبلة من فارس عربي، وتترك عنترة في حزنه، هائما في حبها ينظم الشعر فيها حتى مات.



قيس وليلى





وذكر التاريخ لنا قصة قيس وليلى، احب" قيس بن الملوح" ابنة عمه "ليلى بنت المهدى" وهما صغيران يرعيان ابل اهلهما، ولما كبرا حجبت عنه ليلى، وظل قيس على حبه وبادلته ليلى الحب، ولما شاعت بين الناس قصة حبهما غضب والد ليلى ورفض زواجه منها فحزن "قيس" واعتلت صحته بسبب حرمانه من ليلى فذهب والده الى أخيه والد ليلى وقال له: إن ابن أخيك على وشك الهلاك أو الجنون فاعدل عن عنادك وإصرارك، إلا أنه رفض وعاند وأصر على أن يزوجها، فلما علم بحبها لقيس هددها إن لم تقبل بزوج آخر ليمثلن بها، فوافقت على مضض، ولم تمض الا عدة ايام حتى زوج "المهدى" ابنته من "ورد بن محمد" فاعتزل قيس الناس وهام في الوديان، ذاهلا لا يفيق من ذهوله الا على ذكرى ليلى. وأصبح قيس يزور آثار ديارها ويستعبر ويبكي وينظم الشعر في حبها، حتى لقب بالمجنون.
وبادلته ليلى ذلك الحب العظيم حتى مرضت وألم بها الداء والهزال، فماتت قبله، وعلم بموتها فما كان منه إلا أن داوم على قبرها راثيا لها ولحبها، حتى مات.



عروة وعفراء




ومن قصص الحب كذلك، قصة لم يتداولها الكثيرون، وهي قصة عروة وعفراء.
كان عروة يعيش في بيت عمه والد عفراء بعد وفاة أبيه، وتربيا مع بعضهما فأحبا بعضهما وهما صبيان.
فلما شب عروة تمنى أن يتوج الزواج قصة حبهما الطاهرة، فأرسل إلى عمه يخطب إليه عفراء، ووقف المال عقبة في طريق العاشقين، فقد غالت أسرة عفراء في المهر، وعجز عروة عن القيام به. وألح عروة على عمه، وصارحه بحب عفراء، ولأنه كان فقيرا راح والدها يماطله ويمنيه الوعود، ثم طلب إليه أن يضرب في الأرض لعل الحياة تقبل عليه فيعود بمهر عفراء. فما كان منه إلا أن انطلق طلبا لمهر محبوبته.
وعاد بعدما جمع مهرها ليخبره عمه أن عفراء قد ماتت، ويريه قبراً جديداً ويقول له إنه قبرها، فانهار عروة وندب حظه وبكى محبوبته طويلا، حتى جاءته المفاجأة، فقد ترامت إليه أنباء بأن عفراء لم تمت، ولكنها تزوجت، فقد قدم أموي غني من الشام في أثناء غيبته، فنزل بحي عفراء، ورآها فأعجبته، فخطبها من أبيها، ثم تم الزواج رغم معارضتها، ورحل بها إلى الشام حيث يقيم.
ولما علم بذلك انطلق إلى الشام، ونزل ضيفاً على زوج عفراء والزوج يعرف أنه ابن عم زوجته ولا يعلم بحبهما بطبيعة الحال، ولأنه لم يلتقي بها بل بزوجها فقد راح هذا الأخير يماطل في إخبار زوجته بنبأ وصول ابن عمها. فألقى عروة بخاتمه في إناء اللبن وبعث بالإناء إلى عفراء مع إحدى الجواري، وأدركت عفراء على الفور أن ضيف زوجها هو حبيبها القديم فالتقاها، وحرصا منه على سمعة عفراء وكرامتها، واحتراما لزوجها الذي أحسن وفادته وأكرم مثواه، غادر تاركا حبه خلفه.
ومضى الزمان عليهما، ومرض عروة مرضا شديدا، وأصابه السل حتى فتك به، وأسدل الموت على العاشقين ستار الختام بموت عروة، بلغ النبأ عفراء، فاشتد جزعها عليه، وذابت نفسها حسرات وراءه، وظلت تندبه حتى لحقت به بعد فترة وجيزة، ودفنت في قبر بجواره.


تاجوج والمحلق



ومن قصص الحب التي تتخذ منحا آخر لم نعتده في قصص العرب، قصة تاجوج والمحلق، فهي لم تحرم من حبه ولم يحرم من الزواج بها إلا أنه فرط بها دون قصد فخسرها.
كانت تاجوج بنت الشيخ محمد بن علي بن محلق بن محمد بن علي التي دوت أخبارها في أكثر الافاق وتناقل الناس حديث جمالها. فتقدم المحلق إلى والدته يطلب منها أن تخطبها له من خاله. فامتثلت الأم وطلبت من أخيها ابنته " تاجوج " لأبنها المحلق، فرضي الخال ولكن بعد أن طلب مهراً غالياً من ابن أخيه فأستعان المحلق بوالده وأوجده لأصهاره، وكل عاشق لا يعوقه غلاء المهر وتم القران.
عاشت تاجوج تحت سقف الزوجية يرفرف فوقهما ملاك الحب المتبادل، وكانا أسعد زوجين عرفتهما أرض القبيلة. لكن حبه المتقد لها كان عثرة لحياتهما، فأكثر من المدح فيها وتناقل الشعر في محاسنها، حتى أشعل غيرة الفتيان، فما كان من أحد أبناء عمومته، يقال له النور بن اللمم إلا أن جاءه ونهره في ذكره زوجته في أشعاره حتى صارت غناء الفرد والجماعة ومضغة لأفواه تلوكها الألسن وعرف أسمها ووصفها القاصي والداني.
وهنا وقعت الطامة، فقد ذهب حبها بعقله حتى لم يعد يدرك ما يفعل، فدعا ابن اللمم ليراها قائلا: "تعال معي إلى الخباء كي أريك إياها في غفلة منها"، وكانت هذه الدعوة كافية لأن تظهر اللوثة التي أصابت المحلق من جنون حبه وأنه أصبح لا يعرف ما يصح وما لا يصح.
ورافقه إلى موقع لا تراه فيه، وشق له ثقبا في خبائها ظنا منه أنها لم تشعر به، ثم دخل عليها وطلب منها أن ترقص له، فتعجبت من طلبه ولكنها صبرت وتجلدت وقالت سمعاً وطاعة، إلا أنها استحلفته أن ينفذ لها طلبا بعد ذلك لا يردها أبدا، فوعدها ظنا منه أن طلبها لن يتعدى ما تطلبه النساء من ترف.
فلما ضمنت منه تنفيذه لطلبها نفذت مطلبه، ولما انتهت من رقصاتها كان الفرح قد تملكه والهيام اسكره فشكرها وطلب منها أن تذكر مطالبها، فنظرت إليه طويلاً وقالت له "طلبي واحد وهو الطلاق والفراق الأبدي"، فصعق حين سمع طلبها وأنزعج ابن اللمم وولى هارباً من وراء الخباء بعد أن دمر عامراً حلالاً، إلا أن الأمر كان قد انتهى ووقع الطلاق، فلا رجعة فيه. وبذلك خسر المحلق زوجته التي هام بها، رغم كل محاولاته لاستردادها، فما كان منه إلا أن قضى نحبه كغيره من المحبين، إلا أن فرقه هو أن محبوبته غادرته بخطأ منه.



عبد الله وهند




وعلى نحو من نفس الصورة السابقة تقريبا كانت مأساة عبد الله بن العجلان وهند، وكلاهما من نهد من قضاعة، وهي أقرب مأساة جاهلية إلى مأساة قيس بن ذريح ولبنى، وأشدها شبهاً بها.
رأى عبد الله هندا على بعض المياه فأحبها، ثم مضى إلى أبيها فخطبها، وتحقق له أمله فتزوجها وعاش معها بضع سنين كأسعد ما يكون، حبيبان ربط بينهما رباط الزوجية المقدس.
ولكن القدر أبى عليهما السعادة التي ينعمان بها، فقد كانت هند عاقرا، وكان عبد الله وحيد أبويه، وكان أبوه سيدا من سادات قومه المعدودين، ومن أكثرهم مالاً وأوسعهم ثراء، فطلب إليه أن يطلقها ويتزوج غيرها عسى أن ينجب منها من يحفظ على الأسرة مالها وكيانها.
وأبى عبد الله، وتحرجت الأمور بينه وبين أبيه الذي أقسم أن لا يكلمه حتى يطلقها، وتمسك عبد الله بزوجه الحبيبة، ولكن أباه جمع عليه أعمامه وأبناء أعمامه، وما زالوا به حتى ضعف أمامهم فانفصل عنها. وما إن نفذ السهم حتى أسف عليها، وندم على فراقها، واشتد حزنه وجزعه من أجلها.
ثم تزوجت هند من شخص اسمه نميـر، فضاقت السبل في وجه عبد الله، وانهارت أعصابه، واصطلحت على جسده العلل والأدواء. وعرض عليه أهله فتيات الحي لعل إحداهن تعجبه فتنسيه صاحبته الأولى، ولكنه رفض الزواج. وقضى عبد الله بعد ذلك حياته يبكي حبه القديم، وفردوسه المفقود، وسعادته الضائعة، حتى مات حزنا عليها، وأسفا على أمل كان بين يديه ثم فرط فيه فضاع منه إلى الأبد.



قيس ولبنى




من هذه القصص الشهيرة حكاية قيس آخر، هو قيس بن ذريح الذي عشق لبنى في زمن معاوية، في نفس الوقت الذي شهدت نجد فيه مأساة مجنون ليلى شهد الحجاز مأساة أخرى من مآسي الحب العذري بطلاها قيس بن ذريح وصاحبته لبنى.
كان قيس ابن أحد أثرياء البادية، وذات يوم حار كان قيس في إحدى زياراته لأخواله الخزاعيين وهو يسير في الصحراء شعر بالعطش الشديد، فاقترب من إحدى الخيام طالبا ماء للشرب، فخرجت له فتاة طويلة القامة رائعة الجمال ذات حديث حلو هي لبنى بنت الحباب، استسقاها فسقته، فلما استدار ليمضي إلى حال سبيله دعته لأن يرتاح في خيمتهم قليلاً ويستبرد، فقبل دعوتها وهو يتأملها بإعجاب شديد. وتقول الحكاية أن أباها الحباب جاء فوجد قيسا يستريح عندهم فرحب به وأمر بنحر الذبائح من أجله واستبقاه يوما كاملاً.
ثم تردد عليها وشكا لها حبه فأحبته. وعندما عاد قيس، مضى إلى أبيه يسأله أن يخطبها له فأبى. فالأب ذا الثراء العريض كان يريد أن يزوجه واحدة من بنات أعمامه ليحفظ ثروة العائلة، فقد كان قيس وحيده، فأحب أن لا يخرج ماله إلى غريبة، وقال له: بنات عمك أحق بك. فمضى إلى أمه يسألها أن تذلل له العقبة عند أبيه، فوجد عندها ما وجد عنده. لم يجد قيس أذنا صاغية، ومع ذلك لم ييأس ولجأ إلى أحد أقاربه، ووسطه في الأمر. وشاء الله أن تكلل وساطته بالنجاح.
وتحقق لقيس أمله وتزوج من لبناه، لكن القدر أبى عليهما سعادتهما ولم يشأ للعاشقين أن يتحولا إلى زوجين عاديين ممن يقتلهما السأم. وظل الزوجان معا، لعدة سنوات دون أن ينجبا، ودون تردد أشاعت الأسرة أن لبنى عاقر، وخشي أبواه أن يصير مالهما إلى غير ابنهما ، فأرادا له أن يتزوج غيرها لعلها تنجب له من يحفظ عليهما مالهما. ولما كان أبو قيس تواقا لذرية تتوارث ثروته الطائلة، فقد ألح على ابنه أن يتزوج من أخرى لتنجب له البنين والبنات.
لكن قيسا أبى، كما رفض أيضا أن يطلق زوجه الحبيبة، وتحرجت الأمور بينه وبين أبويه، فهما مصممان على طلاقها، وهو مصمم على إمساكها. وظل الأب يلح ويسوق عليه كبار القوم، دون جدوى وإمعانا في الضغط عليه أقسم الأب ألا يظله سقف بيت طالما ظل ابنه مبقيا على زواجه من لبنى، فكان يخرج فيقف في حر الشمس، ويأتي قيس فيقف إلى جانبه ويظله بردائه ويصلي هو بالحر حتى يفيء الظل فينصرف عنه، ويدخل إلى لبنى ويبكى وتبكى معه، ويتعاهدان على الوفاء.
وتأزمت المشكلة، وساءت العلاقات بين طرفيها، واجتمع على قيس قومه يلومونه ويحذرونه غضب الله في الوالدين، وما زالوا به حتى طلق زوجه. كان قيس شديد البر بوالده فلم يشأ أن يتركه يتعذب في الهجير، واضطر اضطرارا لأن يطلق لبنى.
رحلت لبنى إلى قومها بمكة، وجزع قيس جزعاً شديداً، وبلغ به الندم أقصى مداه، ومع ذلك فقد كانت تتاح للعاشقين من حين إلى حين فرصة لقاء يائس حزين. وتزوج قيس كارها زواجاً لا سعادة فيه، وبلغ الخبر لبنى فتزوجت هي أيضاً زواجا لا سعادة فيه. واختلف الرواة حولها، فمن قائل إن زوجها طلقها فأعادها قيس إلى عصمته ولم تزل معه حتى ماتا، ومن قائل إنهما ماتا على افتراقهما.



جميل بثينة



حدثت قصة جميل بثينة في العصر الأموي، أحب جميل بن معمر العذري بثينة بنت الحباب وبدأت القصة، رأى بثينة وهو يرعى إبل أهله، وجاءت بثينة بإبل لها لترد بها الماء، فنفرت إبل جميل، فسبها، ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه، وبدلا من أن يغضب أعجب بها، واستملح سبابها فأحبها وأحبته، وبدأت السطور الأولى في قصة هذا الحب، فراحا يتواعدان سرا.
لقد اشتد هيام جميل ببثينة، واشتد هيامها به، وبدلاً من أن يقبل قومها يد جميل التي امتدت تطلب القرب منهم في ابنتهم رفضوها، ولكي يزيدوا النار اشتعالاً سارعوا بتزويج ابنتهم من فتى منهم، هو نبيه بن الأسود العذري.
ولم يغير هذا الزواج من الحب الجارف الذي كان يملأ على العاشقين قلبيهما، فقد كان جميل يجد السبل إلى لقائها سراً في غفلة من الزوج. وكان الزوج يعلم باستمرار علاقة بثينة بجميل ولقاءاتهما السرية، فيلجأ إلى أهلها ويشكوها لهم، ويشكو أهلها إلى أهل جميل، فنذروا قتله، ففر جميل إلى اليمن حيث أخواله، وظل مقيما بها زمنا، ثم عاد إلى وطنه ليجد قوم بثينة قد رحلوا إلى الشام، فرحل وراءهم.
وأخذ النور يخبو، ثم ينطفئ السراج، وتودع بثينة الحياة بعيدة عن جميل الذي وهبته حبها وإخلاصها، وودع العاشق حياته على أمل في أن يجمع الله بينه وبين صاحبته بعد الموت.


كثير عزة



تأتي قصة كثير عزة لتنضم لغيرها من قصص العشاق من الشعراء الذين آلمهم عشقهم فجعلهم يبدعون أروع القصائد في وصف الحبيب والشوق إليه، وكان كثير هو أحد أبطال العشق الذين نسبت أسمائهم إلى أسماء معشوقاتهم، وكثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة، هو شاعر متيم من شعراء العصر الأموي، من أهل المدينة، توفى والده وهو لا يزال صغيراً فكفله عمه، وأوكل له مهمة رعاية قطيع من الإبل.
أما الحبيبة فهي عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب، كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
ويقال عن قصة حبه مع عزة أنه في إحدى المرات التي كان يرعى فيها كثير إبله وغنمه وجد بعض النسوة من بني ضمرة، فسألهن عن أقرب ماء يورد إليه غنمه، فقامت إحدى الفتيات بإرشاده إلى مكان الماء وكانت هذه الفتاة التي دلته على مكان الماء هي عزة والتي اشتعل حبها في قلبه منذ هذه اللحظة وانطلق ينشد بها الشعر، وكتب بها أجمل ما قال من غزل.
عُرفت عزة بجمالها وفصاحتها فهام بها كثير عشقاً ونظم الأشعار في حبه لها مما أغضب أهلها وسارعوا بتزويجها من أخر ورحلت مع زوجها إلى مصر، فانفطر قلب كثير وانطلقت مشاعره ملتهبة متأججة ولم يجد سوى الشعر ليفرغ به آلامه وأحزانه في فراق الحبيب.
سافر كثير إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش، وجاءت وفاته في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.



عمرو وعقيلة



قصة أخرى من قصص الحب انتهت بمأساة كانت بين عمرو بن كعب بن النعمان الملك وابنة عمه عقيلة.
نشأ عمرو معها في بيت أبيها بعد وفاة أبيه، وربط الحب بين القلبين الصغيرين، حتى إذا ما كبرا تقدم إلى أبيها يطلب عونه لما كان بين أسرتيهما من صلة. ثم يبلغه أن عمه زوج عقيلة لأحد من بني فزارة، فكانت صدمة له لم تقوى على احتمالها أعصابه فانهار، وانطلق إلى الصحراء ذاهلا عن كل شيء هائما على وجهه في إقليم اليمامة، وقد شد بصره إلى السماء، حتى أدركته منيته في تيه لم يعرف مكانه فيه.
وفى بيت الفزارة، تعيش عقيلة كما يذكر الرواة عذراء، وتنهار أعصاب زوجها، فيخرج هو أيضا إلى الصحراء هائما على وجهه فلا يدري أين مذهبه. وتعود عقيلة إلى بيت أبيها تندب حظها، وتبكي مأساتها، وتدب الأدواء والأسقام في جسدها حتى تذويه وتضنيه، ثم يضمها الموت إليه لتلحق بحبيبها.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-02-2012, 04:49 PM   #149
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة عن الحفاظ على أعراض الناس

وأن مــن يخــون ... ســـوف يشــرب مـن نفــس الكـأس


شخصيات القصة :
الأب التاجر
: باللون الأزرق
إبن التاجر
: باللون الأزرق المخضر
أخت ولد التاجر
: باللون البنفسجي
الفتاة الأخرى
: باللون البني
السقا
: باللون الأحمر
تقول القصة :

ذكر ابن الجوزي رحمه الله قصة ذلك التاجر من مدينة الموصل في شمال العراق ، والتي وقعت بالفعل مطلع القرن الماضي ،
وذاك التاجر صاحب الخلق و الدين و الاستقامة و كثير الإنفاق على أبواب الخير من الفقراء و المعوزين و باني المساجد و مشاريع الخير .

فلما كبرت به السن و كان له و لد وبنت ، وكان كثير المال ذائع الصيت ، فأراد أن يُسلم تجارته لابنه .

حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب و الأقمشة و غيرها و يبيعها في الشام و يشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك لـ يبيعه في العراق .

فبعد أن جلس مع ابنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين ، ثم أوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر وقال :
( يا بني ، والله إني ما كشفت ذيلي في حرام ، وما رأى أحدٌ لحمي غير أمّك ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض النّاس ) .

وخرج الشاب في سفره وتجارته ، و باع في دمشق واشترى و ربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح .

و خلال طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فراح يحرس تجارته و يرقب الغادي والرائح ،
وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّنَ له الشيطان فعل السوء ، و هاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها قبُلة ،
ثمّ سرعان ما انتبه الى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع الى قافلته نادماً مستغفراً .

فينتقل المشهد الى الموصل ، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ،
وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً و كبير السن ،
اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، فلم يُر منه إلا كلّ خير .

خرجت الفتاة أخت الشاب التاجر ” لتفتح الباب ، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب ،
وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء ، و هاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ مال الى الفتاة ، فقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثم مضى ،
كل هذا و الوالد يجلس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا .

وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب ، ثم الاسترجاع أن يقول ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) ، ثم الحوقله أن يقول ( لا حول ولا قوّة إلا بالله ) ،
وأدرك أنّ هذا السّقا الذي ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم ، وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت ، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فعلة استوجبت من أخته السداد .

ولمّا وصل الشاب وسلّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق ، ثمّ وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها ، إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف ، وإنّ البسمة لم تجد لها سبيلاً الى شفتيه ، سوى أنّه قال لابنه :

هل حصل معك في سفرك شيء ؟ ، فنفى الابن ، وكرّرها الأب ، ثمّ نفى الابن ، الى أن قال الأب : ( يا بني ، هل اعتديت على عرض أحد ؟ ) ،
فأدرك الابن أن حاصلاً قد حصل في البيت ، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه ، ثمّ كان منه البكاء والاستغفار والندم ، عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته ، وكيف أنّه هو قبّل تلك الفتاة بالشام قبلة .

فعاقبه الله بأن بعث السقا فقبّل أخته قبلة كانت هي دين عليه ، وقال له جملته المشهورة :
( يا بُنيّ دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ) ،
أي أنّك قبّلت تلك الفتاة مرة فقبّل السّقا أختك مرة ، ولو زدت لزاد ، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل .

فالله الله بعرض المسلمات , يا من يتغزل بهن أعلم أن هناك من سيتغزل بأختك أو أبنتك أو زوجتك لا محالة وكلما زدت زادوا لأنك تتعدى على محارم الله تعالى ..

قال الشافعي رحمه الله وما أجمل ما قال
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ** وتجنبوا ما لا يليق بمسلـم
إن الزنا دين فإن أقرضتــه ** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

وقال كذلك رحمه الله

من يزني فى قوم بألفي درهم** يزنى فى قومه بغير الدرهم

ان الزنا دين اذا استقرضته ** كان الوفا من اهل بيتك فاعلم

يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ** سبل المودة عشت غير مكرم

لو كنت حرا من سلالة ماجد ** ما كنت هتاكا لحرمة مسلم

من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجداره ** إن كنت يا هذا لبيباً فافهـم

وأعظم من ذلك هو قول البارئ جل جلاله :

( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيل )


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-03-2012, 12:16 PM   #150
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

((((((( ياجريس ))))))))))



(عدوان الهربيد ) من السويد من شمر 00 شاعر مجيد 0وبر بأخيه وعشيرته
محافظ على الرحم وموال لها 0

ولكنه لقي بخلاف ماصنع من امثال مايصنعه
الانذال قليلو الوفاء المتنكرون للمبادئ والمثل 00 لاكثرهم الله

كان لعدوان هذا أخ يكبره 0وكان يعزه ويغليه 0ويحفظ له حق الاخوه
وواجب الرحم 00

فتوفى الاخ الكبير وخلف ابنا اسمه جريس 00خلفه صغيرا جدا 00
فارادت امه ان تتزوج وان تذهب بولدها للزوج الجديد00
فخشى عدوان على ابن اخيه من العيله وسوء التربيه 00

فاختار ان يتزوج امه من اجل ان
يبقى ابن اخيه في حجره ويحظى بعطفه ورعايته وعنايته
فتم ذلك .

وظل عمه يربيه احسن تربيه 00ويخصه بعطفه وبلطفه ويرعاه الرعايه التامه 000
ولما بلغ مبلغ الرجال وشب عن الطوق واصبح عمه في سن لاتمكنه من الكد والكدح وملاحقة رزقه تنكر له جريس وقلب له ظهر المجن 00

وجعل يقابله بالخشونه والغلظه والجفاء 00فحاول العم ان يحتمل مايقابله به ابن اخيه من الصفاقة وقلة اللياقه والعقوق..

فلم يطق فواجهه عمه بهذه القصيده :


ياجريس يامشكاي شاكن واشاكيك0000اشوفها مم يم الاصحاب ضاقه
ياجريس اخذت امك على شان تاليك000مامعجبن زينه ولاهي عشاقه
عمك ولو بى تنشده كان ينبيك 0000 وش حق من رباك طفل حواقه
ياما على متنى تعقبت بيديك 00000 تنقل كما تنقل خطاه العلاقه
وياما بعدلات الشبايا نعشيك 00000 واعطيك مع زود الخزيزه لحاقه
بارباعي لي ثار حسه يشويك 000000 في ليلة ذوق العشا به شفاقه
ليما الذي بدقون ربعك ظهر فيك000 وأظن في نبية اللحى افتراقه
واليوم اشوفك يوم كبرت علابيك 000 جمعت مع خبث الطبايع نزاقه
ولعاد بالدنيا صديقك يخليك 00000 مامن ورى عوج النصايب صداقه
ياجريس مالي بالاداني واقاصيك 000 لاهل فوقى محزم من دقاقه
سبع العوذ ياجريس خلن واخليك 000 ياجريس مابعيال الاخوان فاقه
تيس يحطه وال الاقدار بيديك 00000 احلى من الشرشوح عند الرفاقه

والزمن يأتي بالعجائب وكما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله:
(( لا ياتي على الناس زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقو ربكم ))

فحينما سمع هذه القصيده رجل من اهل بقعاء (اسعدي) قال :
اين انت ياعدوان الهربيد. . تمادى هذا الجيل بما هو شر من ذلك , اما انا ياصاحب بقعاء فاقول :

ياليت بالدنيا صديقك يخليك 000وكفاك شره ماتبي له صداقه
مير البلا لي جنب الحق ناصيك000 تومي ركابه ماعليها علاقه
دلي يبيعك بالمكاتب ويشريك 000 ويحط دون الله علوم دقاقه
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه