رسائل جوال سيرة المصطفى

[زهرة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بين السطور   في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي الله تعالى : ( إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي ) تلخيص للهدف من الرحلة بل والهدف من مسيرة الدعوة كلها وهو رضا الله تعالى والمؤمن دائم الخوف من أن يرتكب ما يغضب الله تعالى ولذا يرد كل ما يحصل له من البلاء إلى تقصيره في جنب الله .

نكتة قيّمة


لك الشكر على تواصلك أخ بين السطور


جعلها الله لك حجة ولاعليك

[بين السطور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة   نكتة قيّمة لك الشكر على تواصلك أخ بين السطور جعلها الله لك حجة ولاعليك

يا مرحبا بكي يا اخت زهرة
وشكر علي المتابعة لموضوع
مما يجعلني الي التواصل فلكي ولجميع الاخوان و الاخوات الشكر علي المتابعة

[بين السطور]

لما رأى أبنا ربيعة النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحال من الإعياء أرسلا له عنبا مع غلام لهما نصراني يقال له عداس فلما وضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أخذ منه قطعة وقال : بسم الله ثم أكل ، وفي هذا إشارة إلى المحافظة على الأذكار فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الذكر على الطعام رغم ما كان يعانيه في تلك الساعة من ألم وحزن .

[بين السطور]

قال عداس للنبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد يعني كلمة بسم الله التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الأكل ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ومن أي البلاد أنت وما دينك ؟ فقال : عداس أنا نصراني من نينوى .

[بين السطور]

كان النبي صلى الله عليه وسلم عالما بأخبار إخوانه الأنبياء السابقين ولذا أجاب عداس فقال : نينوى بلد الرجل الصالح يونس بن متى ، فقال عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فأجابه عليه الصلاة والسلام : ذاك أخي كان نبي وأنا نبي ، فأكب عداس يقبل رأس النبي صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه ( في موقف عظيم مشجع للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في تلك الحال من الضعف والاضطهاد ) .

[بين السطور]

هدى الله تعالى عداس بكلمة واحدة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأكل وهي كلمة "بسم الله " فالكلمة الطيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويهدي الله تعالى بها ويفتح بها القلوب كما فتح قلب عداس بكلمة "بسم الله " .

[بين السطور]

الهداية هبة من الله يختص بها من يشاء من عباده ، لقد كانت كلمة "بسم الله" سببا في هداية عداس، وسمع أهل الطائف آلاف الكلمات مثلها فلم تحرك فيهم ساكنا ولم تزد قلوبهم إلا عمى ، فسبحان من يهدي من يشاء فضلا ويضل من يشاء عدلا .

[بين السطور]

لما رأى ابنا ربيعة عداس يقبل يدي النبي صلى الله عليه وسلم ورجليه ، قال أحدهما للآخر : أما غلامك فقد أفسده عليك ، ولما جاءهما عداس قالا : ويحك ما هذا ؟ قال عداس : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل ، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي ، قالا : ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه .

[بين السطور]

أهل الباطل لا يكتفون بالصدود عن الحق بل يسعون لأن يصدوا عنه غيرهم ، فعداس لما اهتدى حاول أبناء ربيعة ثنيه عن الهدى ، مع أن عداسالم يكن على ملتهم فيقال غاظهما أن يتحول عن دينهما ، ولكنه السعي للوقوف في وجه الحق وصد الناس عنه .

[بين السطور]

قال النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا عما حصل له بعد أن بلغ قرن المنازل : ( فرفعت راسي فإذا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله قد سمع ما قال قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ) .

[بين السطور]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : فناداني ملك الجبال فسلم على ، ثم قال : يا محمد إن شئت أن أطبق بهم الأخشبين - أي لفعلت ، والأخشبان : جبلا مكة أبو قبيس والقيقعان - قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ، بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده ولا يشرك به شيئا .

[بين السطور]

عرض ملك الجبال على النبي صلى الله عليه وسلم خيار الاستئصال ، كما فعل الله بالأمم السابقة ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرجح هذا الخيار ، بل أختار أن يكابد ويصابر في دعوته وسط هؤلاء القوم المعاندين ، وأراد أن يتخذ من أصلاب الكافرين مصانع تخرج جيلا موحدا ، وفي هذا درس للمؤمنين بأن يكونوا أقوياء أصحاب نفس طويل وعزيمة وصبر .

[بين السطور]

أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتح مكة من الداخل بدلا من تطويقها من الخارج ، أي أراد أن يتغلغل في بطون قريش ويوجد له حلفاء من بينهم ويكون له وجود في قلبها ، وفي هذا دليل على عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا تنثني ولا تلين ، وهكذا فليكن الدعاة إلى الله .

[بين السطور]

تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم الصدمة الشديدة التي تلقاها في الطائف سريعا ، ونظرة عميقة راشدة سمت به عن حضيض الانتقام للنفس والانتصار للذات ، جعلته يقول لملك الجبال عندما عرض عليه أن يطبق بأهل مكة جبليها : لا لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا .

[بين السطور]

إن العفو عند المقدرة خلق أصيل من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي كثير من مواقف السيرة العطرة نلحظ منه عليه الصلاة والسلام عفو الأقوياء ، مثل موقفه لما عرض ملك الجبال عليه أن يطبق بأهل مكة الأخشبين وموقفه عليه الصلاة والسلام من أهل مكة يوم فتحها وغيرها من مواقف الشهامة والمروءة .