رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

في تحذير مشركي مكة الطفيل من الاستماع للنبي صلى الله عليه وسلم حيلة من حيل أهل الباطل اليائسة ، وهي الحيلولة بين الناس وسماع الحق ، لعجزهم عن الرد على براهينه ، قال الله تعالى مخبرا عنهم : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) .

[بين السطور]

مكث الطفيل حتى انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته فتبعه ، فلما دخل بيته دخل عليه ، وكلمه بتخويف الناس له من الاستماع إليه وسد الأذن بالكرسف ، ثم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجب بالإسلام وأسلم .

[بين السطور]

قال الطفيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إني مطاع في قومي وراجع إليهم ، وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل الله له نورا في وجهه فقال : اللهم في غير وجهي أخشى أن يقولوا هذه مثلة ( أي تشويه ) ، فتحول النور إلى سوطه وهذه من بواكير معجزاته صلى الله عليه وسلم .

[بين السطور]

دعا الطفيل بن عمرو رضي الله عنه زوجته وأباه فأسلما ، ولم يزل بقومه يدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر بعد غزوة الخندق ومعه سبعون أو ثمانون بيتا من قومه ، وأبلى بلاء حسنا وقتل شهيدا في يوم اليمامة رضي الله عنه وأرضاه .

[بين السطور]

من الملاحظ في شأن الطفيل شعوره بالمسؤولية منذ إسلامه ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه داعية الإسلام في قوم ه، وطلب منه أن يدعو الله تعالى ليؤيده بآية تعينه في دعوته ، هذه همة مسلم لم يمض على إسلامه إلا دقائق معدودة ، فأين من ولد في الإسلام وأمضى فيه سنين عددا ؟؟ أين نحن من حمل أمانة الدعوة والشعور بالمسؤولية تجاه الدين ؟

[بين السطور]

في موسم حج العام الحادي عشر من النبوة ، عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على القبائل العربية الوافدة للحج وكان يخرج ليلا حتى لا يحول أحد بينه وبين المدعوين ، وفي ليلة مر على منازل ذهل وشيبان ، فدعاهم إلى الإسلام ولم يسلموا لكنهم ردوا ردا حسنا .

[بين السطور]

وبعد مرور النبي صلى الله عليه وسلم على ذهل وشيبان ، مر صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر بعقبة منى ، وسمع هناك أصوات رجال يتكلمون فلحق بهم وكانوا ستة كلهم من يثرب (المدينة) ، وهم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث ورافع بن مالك وقطبة بن عامر وعقبة بن عامر وجابر بن عبد الله .

[بين السطور]

كان أهل يثرب يسمعون اليهود يتحدثون عن نبي آخر الزمان ، وكانوا يتوعدون العرب بأنه سيخرج فيهم وأنهم سيسيرون معه ليقاتلوا العرب قتالا عظيما ، فلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على هؤلاء اليثربيين ، قال بعضهم لبعض إنه النبي الذي تتوعدكم اليهود لا يسبقونكم إلى التصديق به فأسلموا وشهدوا شهادة الحق .

[بين السطور]

كانت الحرب في يثرب بين الأوس والخزرج قد أكلت الأخضر واليابس ، فأمل هؤلاء الشباب أن يكون قدوم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم سببا في وقف القتال بينهم ، وسبيلا إلى رأب الصدع ومد جسور الإخاء بين أبناء الوطن الواحد .

[بين السطور]

لما رجع هؤلاء الشباب الستة بعد الحج إلى يثرب ، حملوا رسالة الإسلام حتى لم تبق دار من دور يثرب إلا وفيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم .

[بين السطور]

في شوال من السنة الحادية عشرة من النبوة ، تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة الصديقة رضي الله عنها ، وهي بنت ست سنين وبنى بها بالمدينة في شوال من السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع سنوات .

[بين السطور]

لما اجتاز النبي صلى الله عليه وسلم خلال ذلك العقد من عمر الرسالة المحن والبلايا التي اعترضت طريقه ، وبدأت الدعوة تسير بخطى وئيدة نحو النصر المؤزر ، أراد الله تعالى أن يكافأ نبيه ، فدعاه لرحلة أرضية سماوية يختمها بلقاء قدسي برب العزة والجلال وهو ما عرف بحادثة (الإسراء والمعراج) .

[بين السطور]

يسر أسرة جوال المصطفى أن تهنئكم بالعيد السعيد .


ونذكركم أنه كان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم إفطار هذه الأيام والإكثار فيها من ذكر الله تعالى وصلة الرحم والتقرب إلى الله بذبح الأضاحي ( فهي أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى )

نسأل الله الكريم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام وأنتم بخير .

[بين السطور]

اختلف العلماء في تحديد التاريخ الذي حدثت فيه حادثة الإسراء والمعراج ، وتشير غالب ترجيحاتهم أنها كانت بعد عام الحزن الذي أصاب النبي فيه من الكرب شيء عظيم ، وذلك لتسليته ومكافأته على جهاده ونضاله من أجل نشر دين الحق .

[بين السطور]

أخبر الله تعالى عن الإسراء في كتابه العزيز ، فقال تعالى في سورة الإسرا ء : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) ، ونلحظ أن الله تعالى وصف نبيه الكريم بوصف العبودية في ثنايا حديثه عن هذه الرحلة العظيمة لأن العبودية أرفع المقامات عند الله تعالى .