رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

في كل موضع شريف يصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية ، ففي إنزال كتابه عليه قال : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ) ، وقال في مقام الدعوة ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) وقال في النصر الذي أيده به في بدر ( وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ) ، وذلك لما للعبودية لله من مقام كريم وشريف .

[بين السطور]

إن أشرف حال للمرء أن يكون عبدا ذليلا بين يدي مولاه جل وعلا ، قال الشاعر :
ومما زاد ني فرحا وفخرا *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك : يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا

[بين السطور]

قال سبحانه عن المعراج في سورة النجم : (ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) .

[بين السطور]

قال سبحانه عن المعراج في سورة النجم : (ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) .

[بين السطور]

لقد تواترت الروايات مخبرة عن الإسراء والمعراج ، ولا توجد حادثة من حوادث السيرة التي حصلت بمكة تواترت كتواتر هذه الحادثة ، والصحيح أن الإسراء والمعراج حدث للنبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده وفي حال يقظته .

[بين السطور]

جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فشق سقف بيته وشرح صدره فغسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فافرغ في صدره منه ، ثم أطبق عليه ثم أخذ بيده لتبدأ الرحلة المباركة ، وهذه هي المرة الثانية التي يشق فيها صدره الشريف صلى الله عليه وسلم بعد الحادثة الأولى وهو رضيع في بادية بني سعد .

[بين السطور]

خرج جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى باب المسجد الحرام فأركبه البراق ، وهو دابة أبيض بين البغل و الحمار ، وفي فخديه جناحان يحفز بهما رجليه يضع حافره في منتهى طرفه ( بصره ) .

[بين السطور]

انطلق جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يفوت أحدهما الآخر حتى انتهى به إلى بيت المقدس ، فوجد فيه إبراهيم و موسى وعيسى عليهم صلوات الله وسلامه ، في نفر من الأنبياء الكرام عليهم السلام ، فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بهم ، وفي هذا تفضيل له على سائر الأنبياء .

[بين السطور]

كان الإسراء والمعراج بالروح والجسد معا ، وهذا ما عليه أكثر العلماء من السلف والخلف ، والآثار تدل على صحة هذا القول فهي واضحة صريحة ولا يجوز العدول عن ظاهرها إلا بدليل ، ولو كان الإسراء رؤيا منامية كما يقول البعض لما كان معجزة لنبينا صلى الله عليه وسلم ولما كذبته قريش فإن كل نائم يمكن أن يرى في منامه رؤى عجيبة .

[بين السطور]

بعد كل محنة منحة ، وبعد العسر يسر ، فقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لمحن عظيمة ، ولقي صنوف الأذى في طريق الدعوة ، فقدر الله تعالى رحلة الإسراء والمعراج إكراما منه لنبيه صلى الله عليه وسلم ، فعلى المسلم أن ينتظر الفرج من الله تعالى مهما تتابعت عليه الخطوب وضاقت به الدروب .

[بين السطور]

كان لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام ، وإمامته بهم بمثابة تسلم قيادة الأمم منهم ، وفي هذا إشارة إلى أن مرحلة جديدة في تاريخ الدعوة ستبدأ ، مرحلة تنتقل فيها الرسالة المحمدية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة ، ومن التكوين إلى التمكين .

[إسماعيل الحجري]

نفع الله بك

وأسأل الله أن يزيدك علماً وثباتاً وشكرا


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بأبي أنت وأمي يارسول الله

أشهد أنك اديت الأمانة وبلغت الرسالة

ــــــــــــــــــــــــــــــ








.

[بين السطور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل الحجري   نفع الله بك وأسأل الله أن يزيدك علماً وثباتاً وشكرا ـــــــــــــــــــــــــــــــ بأبي أنت وأمي يارسول الله أشهد أنك اديت الأمانة وبلغت الرسالة ــــــــــــــــــــــــــــــ .

وبك يا اسماعيل
ويرحم والديك
والف شكر علي المرور

[بين السطور]

بين ثنايا سورة الإسراء نقرأ آيات تبين للمسلمين أسس الحضارة ، فتنهى عن قتل النفس ، وتزيل أسباب التفكك الأسرى الذي بلغ ذروته في الجاهلية ، وتنهى عن أكل مال اليتيم ، وعن التكبر ، والقول بغير علم ، وتأمر بالتسامح ، وكل ذلك إشارة واضحة لطبيعة المرحلة القادمة ، مرحلة تبلور الحضارة الإسلامية العظيمة .

[بين السطور]

يستفاد من وقوع الإسراء ليلا بأن السير بالليل أفضل من السير بالنهار ، ولذلك كانت أكثر عبادات النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ، وكان كثيرا ما يسافر صلى الله عليه وسلم بالليل ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ) .