إيحـــاءات ،، وومضــــات

[عمر بن عبدالعزيز]

في زوايا الأماكن .. وفي خيالي الجامح .. تخيلت خيالاً بين الحقيقة والوهم .. ربما تحبه نفسي أن يكون هكذا , وربما غير ذلك .. يتصور هذا الخيال هكذا

لا أؤمن بالصدف , وأؤمن بالموافقة , ومع ذلك صدفني ذات صدفة موافقةً , وأنا في طريقي القمر ..!

مالبثنا أن تفارقنا , وأعطى كل منا الآخر ظهره , ولكن بقي هناك في الصدر شيءٌ تعجز الأظلاع عن كتمانه , وبقيت الروح تئنُّ تحت وطأتهِ ..

الفارقُ بين طريقي وطريقه .. ( حبتين ) عناد ..

أريده أن يغلبني بأن يكسر العناد الذي في رأسي , وأن أكسر العناد الذي في رأسه .. وأن أغلبه بالطيبةِ وينازعني بطيبتهِ ..

أريدها متجددة , لا ترتضي روتيني , ولا أرتضي تجديدها , ولكن مع هذا كله هي ذاتُ دلالٍ زائد , وغنجٍ مستحسن ..

تخيلاتٌ وأوهام .. لا تقع في الحقيقة , ولكنها ممكنة الوقوع ..

[عمر بن عبدالعزيز]

ضرستني بأنيابٍ و وطأتني بمنسمِ ..
مضغتني كأشد ما يمضغ اللبان ..
وقتلتني كأبشع ما يكون القتل ..
وحارت نفسي بين الإقبال والإحجام ..
وتشردت آهاتي بين تلك الأزقّة تفترشُ الهواء وتلتحفه ..
ولحقت بها دموعي ولكنها لا تعرف الطيران فآثرت التكفن بالتراب والتدثّر بالطرقات ..
ليتها كانت بخاراً يطير في الهواء لا يميزها أحدٌ عن الهواء ..
وإن أحسوا بها وتحسّسوا ومحّصوا مصادرها لم يتعدوا قولهم ..
إنها سمومُ قيضٍ هبت فجأةً و خمدت ..
كانت ومازالت عصيّةً على الفهمِ رغم سهولة فهمها ..
ليس لتعقيدها ..! ولكن لتعقيد أنفس ساكنيها ..
هكذا هي ( الدنيا ) .. تحسبها في متناول يدك وتحت قدميك ..
ثم تكتشف أنك لم تقبض إلا اللاشيء ..

[عمر بن عبدالعزيز]

( تعبت )

أتيتكم أتوكأ على حرفي .. وأهشُ به حزني .. ولكن هيهات أن يسقط أو يذهب ..
اشتدت وطأته .. ومن آخر الليل قبل الفجر إلى الساعة العاشرة والنصف أغمي علي مرتين .. لم أستطع الإفاقة منهما بسهولة ..
لم أعد أطيق توابع الألم التي تداهمني دورياً .. لقد تعبت .. فالوفاء في هذا الزمن ليس سوى ضعف .. واللطافة فيه خور .. والإبتسامة كذب ..
كل الطرق التي سنسلكها في حياتنا .. ليست رهينة خياراتنا فقط .. بل ورهينة خيارات الآخرين ..
فكم من خوفٍ صادر منك للآخر .. جعل طريقك صعباً و سلك بك طرقاً لا تستطيعها ..
وكم من عدم ثقةٍ دمرت ما بداخلك من بقايا راحة .. وأضحت ناراً تأكل الأخضر واليابس من روحك ..
أعذروني فلم أعد أعرف للوفاء والصدق والحق وجهٌ بعد أولئك .. سوى وجه أمي ..
لكِ الله يا أمي .. لا يوجد لوفائك مفردةٌ توفيه حقه .. بل والله تقف اللغات عاجزة خاسئة حسيرة أمام وصفكِ يا أمي ..

[عمر بن عبدالعزيز]

( القلوب البيضاء )

هي قلوبٌ لا تحمل غشاً ولا خداعاً .. قلوبٌ تتنفس النقاء والصفاء .. صريحة وواضحة في جميع مشاعرها ..

هي قلوب تجعل أصحابها لايخافون ... ولكن تجعلهم لا يحبذون الظلم .. ولا الخطأ .. ولا الإساءة ...

مهما ضاقت الأمور تجد في قاموس تلك القلوب السعة والفرج ... ومهما زادت الإساءة والخطأ إلا أنك تجد فيها مجالاً للسماحة والعذر ...

قلوب بيضاء كأني بالندى يسيل على جنباتها .. وكأني بها تطعن صباح مساء ولكنها تتحمل أكثر ولا تحقد ولا تحسد ..

شكراً إدارة وأعضاء منتديات سدير على هذا اللطف .. وعوداً حميداً إلى هذا المتصفح الهادئ



لأجل خلل فني تمت إعادة هذه المشاركة