¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-12-2010, 01:23 PM | #31 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
الطغرائي هو ما اشتهر به الشاعر العربي مؤيد الدين الحسين علي بن عبدالصمد، الذي شهدت أصفهان مولده سنة 453 هـ كما شهدت مقتله سنة 515 هـ. وللطغرائي ديوان ضخم، طبع عدة مرات، لكن لامية العجم على وجه التحديد هي أشهر قصائد هذا الديوان، وقد سميت القصيدة لامية العجم رغم أن صاحبها عربي وإن كان قد ولد في أصفهان تمييزاً لها عن قصيدة رائعة أخرى لكنها أسبق منها زمنياً، وهي قصيدة لامية العرب للشنفري أحد الشعراء الصعاليك المشاهير. خاض الطغرائي تجارب مريرة مع كثيرين من الناس في زمانه، ومن خلال تأمله لتلك التجارب أصبح ذا خبرة عميقة بطبائع النفس البشرية، واخترت من لامية العجم أبياتها الثلاثين الأخيرة، وهي مليئة بالحكم، كما تتأرجح ما بين اليأس والرجاء، ومن الرجاء اخترنا العنوان الذي اخترناه اليوم أعلل النفس بالآمال أرقبها - ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .. والقصيدة تنتمي موسيقياً لبحر البسيط مستفعلن فاعل مستفعلن فاعلن . القصيدة حب السلامة يثني همّ صاحبه...............عن المعالي ويغري المرء بالكسل فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً...............في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ ودع غمار العلا للمقدمين علي......................ركوبها واقتنع منهن بالبللِ رضا الذليل بخفض العيش يخفضه.............والعزّ تحت رسيم الاينق الذللِ فادرأ بها في نحور البيد حافلة..................معارضات مثاني اللجم بالجدلِ إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة......................فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ لو أنّ في شرف المأوي بلوغ مني........لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً...................والحظّ عني بالجهّال في شغلِ لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم..........................لعينه نام عنهم أو تنبّه لي أعلّل النفس بالآمال أرقبها..................ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة..............فكيف أرضي وقد ولّت علي عجلِ غالي بنفسي عرفاني بقيمتها................فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ وعادة النصل أن يزهي بجوهره.................وليس يعمل إلا في يدي بطلِ ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني..............حتي أري دولة الأوغاد والسفلِ تقدّمتني أناس كان شوطهم..................وراء خطوي إذ أمشي علي مهلِ هذا جزاء امريء أقرانه درجوا..................من قبله فتمني فسحة الأجلِ وإن علاني من دوني فلا عجب.......لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ فاصبر لها غير محتال ولا ضجر.......في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ أعدي عدوك أدني من وثقت به...........فحاذر الناس واصحبهم علي دخلِ وإنما رجل الدنيا وواحدها....................من لا يعوّل في الدنيا علي رجلِ وحسن ظنّك بالأيام معجزة.....................فظنّ شراً وكن منها علي وجلِ غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت..........مسافة الخلف بين القول والعملِ وشان صدقك عند الناس كذبهم......................وهل يطابق معوج بمعتدلِ إن كان ينجع شيء في ثباتهم..............علي العهود فسبق السيف للعذلِ يا واردا سؤر عيش كلّه كدر........................أنفقت صفوك في أيامك الأولِ فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه.......................وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ ملك القناعة لا يخشي عليه ولا.................يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ ترجو البقاء بدار لا ثبات لها........................فهل سمعت بظل غير منتقلِ ويا خبيراً علي الأسرار مطّلعاً...........اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ قد رشحوك لأمر لو فطنت له.............فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهملِ |
|||||||||
20-12-2010, 01:29 AM | #32 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
قصيدة : برق.. تلالا..
قراءة في قصيدة : برق.. تلالا.. للهزاني دقة الوصف.. قوة المفردة.. وتناغم المعاني قراءة - عبدالعزيز الصعب للقراءات النقدية أهمية كبيرة في إثراء أدبنا الشعبي وتطويره، لنصل إلى رؤية حقيقية تعكس لنا صورة وأهمية أدبنا الشعبي. وغالباً ما تكون القراءات النقدية شاملة سواء لديوان شعر أو كتاب أو مجموعة قصائد وغيرها، غير انني هنا أردت أن أخرج قليلاً في موضوع القراءات النقدية الشاملة تلك، إلى قراءات فردية لا لشيء ولكني وجدت أن لدينا قصائد الواحدة منها بحاجة إلى قراءة خاصة ومنفردة نظراً لما نجد فيها من معاني وإبداع حقيقي وقد تكفي قراءتها المتأنية عن قراءة ديوان شعري بأكمله. ومن هنا فقد اخترت إحدى قصائد الشاعر الكبير محسن الهزاني الذي طالما أطرب العقول والقلوب بقصائده المميزة، وطالما أيضاً وصلت قصائده إلى الأعماق بجمالها وقوتها وعذوبتها. ولعل المتابع لقصائد هذا الشاعر المبدع، يجد ما تحمله من عاطفة قوية تتغلغل في داخل القلب وتطرب لها النفس، ولعل قصيدته "برق.. تلالا" دليلٌ واضح على مدى قوتها وروعتها، ومدى أيضاً شهرتها التي مازالت حتى وقتنا الحاضر حديث القلوب. انني عندما ألقى نظرة عامة على القصيدة كوحدة متكاملة، فإنه ينتابني شعور بما كانت عليه نفسية الشاعر أثناء كتابتها، وبماذا كانت فكرة الشاعر الذي أنتج لنا هذه القصيدة الجميلة. ومحسن الهزاني من الشعراء القلائل الذين يغوصون في أعماق المفردة القوية والذي تفرد وبلا منازع في صناعتها وقوتها. وعندما يستهل شاعرنا قصيدته بذلك الرجاء الذي يريد به المطر، فهو يدخل بنا إلى عالم الإبداع الشعري الحقيقي يقول: يا لله بنو مدلهم الخيالا طفح ربابة مثل شرد المها الزرق لي جا على البكرين بني الحلال ولي عاد لا يفصل رعدها عن البرق صورة يجسدها الشاعر هنا ليأخذنا إلى عالم البرق والرعد والمطر بتلك المفردة التي قلما نجدها عن أي شاعر، وهنا استهلال فريد يبدأ به الشاعر لأنه وللوهلة الأولى كأنه يقول هاأنذا قادم فلا تستجعلوا.. ثم يقول: يسقي غروس عقب ما هي همالا حط الحريق ديار الأجداد له طرق الحريق وهي بلدة الشاعر، فكان لابد أن يذكرها بهذه الشفافية والرقة ويدعو لها بالمطر، وهذه أيضاً صورة تملأها الرقة والعذوبة. غير أن شاعرنا وقد باح به العشق والغرام والهيام اتضحت عليه معالم ذلك العشق البريء والجميل، وذلك من خلال ما أوضحه لنا في القصيدة من وصف واتكاءة حقيقية على صدق المشاعر التي تتراءى لنا من على شرفات الإبداع يقول في هذه الجزئية الرائعة والفريدة: روشن هيا له فرجتين شمالا باب مع القبلة.. وباب مع الشرق ومبسم هيا له بالظلام اشتعالا بين البروق وبين مبسم هيا فرق لنقرأ هذه الجزئية الفريدة ثم نعيد قراءتها مرات ومرات، سوف نجد الدقة البلاغية في الوصف، وسوف نجد المفردة القوية إضافة إلى المعنى الدقيق الذي ينم عن عاطفة الشاعر الملتهبة في هذا الوصف، فهو يصف (روشن) (هيا) تلك المحبوبة والروشن هنا هو المكان الذي تجلس فيه، يصف موقعة ذو المدخلان (الشمال) و(الشرق) وهنا تلعب نفسية الشاعر الدور الهام في مدى دقة هذا الوصف ومدى تعلقه بتلك المحبوبة، ثم يستطرد ويقول: برق تلالا.. قلت عز الجلال وأثره جبين صويحبي.. وأحسبه برق اعتقد أن هذا البيت يصل بنا إلى درجة عالية من التذوق الأدبي لأنه يحمل في معناه كثيراً من الإبداع وكثيراً من الهندسة اللغوية التي قد لا تجدها الآن. فوصف الشاعر (جبين صويحبه) بالبرق كناية عن البياض وعن (اللمعة) لمعة (البرق)، فهل تخطر ببال أحد هذه الصورة، خصوصاً وأن الشاعر عاش في وقت ربما تكون فيه الكتابة على نطاق ضيق وكذلك التعليم.. وهنا قد نطرح تساؤلاً مهماً هو: كيف أبدع شاعرنا.. ولكننا وفي نفس الوقت نعطي البيئة التي عاش فيها دوراً في إبداعه وكذلك في معاناته. ويستمر المبدع هنا في قصيدته بأبيات عذبة تهطل إلى حيث أرض الشعر والإبداع وتتناغم جرساً وموسيقى تأخذ بأسماعنا إلى الطرب والغناء ثم يقول في وصف فريد: يا شبه صفراً طار عنها الجلال طويلة السمحوق تنزح عن الورق له ريق أحلى من حليب الجزالا وأحلى من السكر إلى جا من الشرق صورة إبداعية وخيال واسع يتراءى هنا نتاج تأثر الشاعر بتلك المحبوبة الذي يريد أن يقول فيها الكثير والكثير. وعند النظر إلى القصيدة كاملة، نجد تلك القافية التي تتناغم موسيقياً بالرغم من صعوبتها وكذلك نجد اختيار الشاعر لبحر القيدة الجميل (المسحوب) الذي يأتي باللحن العذب عند غنائها وترديدها. ولعلنا وبكل صدق لا نقول بأننا سنجد روعة كهذة الروعة ولا جمالاً كهذا الجمال الذي نقلنا إلى عالم من الوجد وإلى عالم من الوصف الفريد بل إلى عالم كامل من صدق المفردة وقوتها. ولعل شاعرنا في آخر قصيدته يبين لنا مدى حبه وتعلقه الشديدين بمحبوبته يقول بأنه لا ولن يتوب من الحب لتلك التي فاق جبينها البرق ومبسمها عندما قال: قالوا تتوب من الهوى.. قلت لا لا إلا إن يتوبون الحناشل عن السرق خيال بعيد جداً لتوبة الشاعر عن حبه لمحبوبته، وكأنه يقول مهما يحصل أو يحدث فأنا لن أتوب وابتعد، وقرن توبته بتوبة (اللصوص) عن السرق. وبعد فالقراءات النقدية للشعر يعتبر مفتاح الدخول إلى أعماق الشعراء من خلال قصائدهم ومعاناتهم خصوصاً إذا كانت القراءات النقدية تلك تنصب على المعاني والمفردات وقبل هذا وذاك تنصب على إبداع الشاعر ونفسيته. ولعلي بهذه القراءة قد وصلت إلى جزء بسيط من إيصال بعض من نقد وإيضاح لتلك القصيدة التي هي بمثابة نقلة جديدة لشعراء اليوم الذي من المفترض أن يتأولوا في مثل ذلك الإبداع الشعري.. وإلى أن التقي بكم في قراءة أخرى لكم التحية. قالوا كـذا مبسـم هيـا قلـت لا لا بين البروق وبين مبسم هيـا فـرق ويالله بـنـوٍ مدلـهـم الـخـيـالا طافح ربابه مثل شرد المها الـزرق لا جا على البكريـن بنـا الحـلالا ولاعاد لا يفصل رعدها عن البـرق يسقي غروسٍ عقب ماهـي همـالا وحط الحريق ديار الاجواد له طرق يسقـي نعـامٍ ثـم يمـلا الهـيـالا ويصبح حمامه ساجعٍ يلعب الـورق جريت انا صوت الهـوى باحتمـالا في وسط بستانٍ سقـاه اربـعٍ فـرق طبّيت مـع فـرعٍ جديـد الحبـالا وظهرت مع فرعٍ تناوح به الـورق روشن هيـا لـه فرجتيـنٍ شمـالا وبابٍ على القبله وبابٍ على الشـرق مبسم هيـا لـه بالظـلام اشتعـالا بين البروق وبين مبسم هيـا فـرق برقٍ تـلالا قلت عـز الجـلالا واثره جبين صويحبي واحسبه بـرق يا شبه صفرا طار عنهـا الجـلالا طويلة السمحوق تنزح عـن الـدرق له ريق احلى مـن حليـب الجـزالا واحلى من السكر الى جاء من الشرق حنيت انـا حنـة هزيـل الجمـالا ينقض ردي الخيل قد حسـة الفـرق ويـا قلتـةٍ فـي عاليـات الجبـالا ماها قراح مير مـن دونهـا غـرق ماعـاد للصبيـان فيهـا احتـمـالا من كود مرقاها يديهم غـدن طـرق قالوا تتوب من الهوى قلـت:- لا لا الا ان تتوب ارماح علوى عن الزرق قالوا تتوب من الهوى قلـت:- لا لا الا ان يتوبون الحناشل عن السـرق قالوا تتوب من الهوى قلـت:- لا لا الا ان تتوب الشمس عن مطلع الشرق |
|||||||||
20-12-2010, 08:23 PM | #33 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
إبداع يتجدد تبارك الله .. |
|||||||||
20-12-2010, 09:46 PM | #34 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
|
|||||||||
21-12-2010, 11:52 PM | #35 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
يا طير السعد ياللـي تـرف الجنـاح ... لا واهنيـك ليـا ضاقـت عليـك الارض خليتـهـا
يقول الشاعر حبيب العازمي.. يا طير يا طير يا طير السعد ياللـي تـرف الجنـاح لا واهنيـك ليـا ضاقـت عليـك الارض خليتـهـا وان رحت وان جيت ياطير السعد تسبق هبوب الرياح واظن ما فيه ديره فـوق وجـه الارض مـا جيتهـا مانته بمثلي تجي وتروح ما يصعب عليـك المـراح لكـن ياليـت جنحانـك معـي يـا طيـر ياليتهـا كله على شان ازور اللي رمانـي بالعنـا واستـراح اللـي علـى شانـه الاقـدام عنتـنـي وعنيتـهـا في ماضي الايام اشوفه قدم عيني في المسا والصباح واليوم حتى العلوم اللي تجيني عنـه مـا اوحيتهـا وليا نشدت العرب ماحـد يعلمنـي عنـه ويـن راح واتعبت نفسـي وبالنشـده كثيـر النـاس بذيتهـا لا ووجودي علـى شوفتـك مـره ياظبـي البـراح ياللي على شانـك العبـره علـى الخديـن هليتهـا يابو عيون هدبهـا يـزرق العشـاق زرق الرمـاح ذبحت روحي على كفـك برمـش العيـن واحييتهـا وهذا مقطع صوتي للشاعر وهو ينظم قصديته.. http://www.t63ysup.com/up/YA_6AIR.ra |
|||||||||
23-12-2010, 05:14 PM | #36 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
|
|||||||||
24-12-2010, 02:56 PM | #37 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
من اروع قصائد الغزل!
قصيدة قيس ابن الملوّح حين رأى نار ليلى بينما كان مسافرا مع بعض اصحابه, حيث قال: تذكرت ليلى والسنين الخواليا...وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا ويوم كظل الرمح قصرت ظله ...بليلى فلهاني وما كنت لاهيا بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي...بذات الغضى تزجى المطي النواجيا فقال بصير القوم : لمحة كوكب...بدا في سواد الليل فردا يمانيا فقلت له : بل نار ليلى توقدت...بعليا تسامى ضوءها فبداليا فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى...وليت الغضى ماشي الركاب لياليا فيا ليل كم من حاجة لي مهمة...إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا وقد يجمع الله الشتيتين بعدما...يظنان كل الظن أن لا تلاقيا لحا الله أقواما يقولون : إنني...وجدت طوال الدهر للحب شافيا فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها...وأعلاق ليلى في فؤادي كما هيا ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى...ولا توبة حتى احتظنت السواريــا خليلي لا والله مـــا أملك الـذي...قضى الله في ليلى و لا ما قضى ليا قضاها لغيري وابتلاني بحبهـــا...فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيـــا فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت...فما للنوى ترمي بليلى المراميـــا فلو كان واش باليمامـــــة داره...وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا أعــد الليالي ليلــة بعد ليلــة...وقد عشت دهرا لا أعد اللياليــا وأخرج من بين البيوت لعلني...أحدث عنك النفس بالليل خاليا أراني إذا صليت يممت نحوها...بوجهي وإن كان المصلى ورائيا وما بي إشراك ولكن حبهـــا...وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا أحب من الأسماء ما وافق اسمها...أو أشبهه أو كان منه مدانيـــا خليلي ما أرجو من العيش بعدما...أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا خليلي إن ضنوا بليلى فقربـــا...النعش والأكفان واستغفرا ليـــا |
|||||||||
26-12-2010, 12:35 AM | #38 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
|
|||||||||
02-01-2011, 04:44 PM | #39 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ
تأبى الدمعة أن تنداح من عين العاشق الأسير ولكن قريحته السحّاحة التي لا تعرف حدوداً للعطاء أمطرت وابلاً من الحنين والعتب. شاعرنا الأمير لم تنسه لوعة الأسر عزة نفسه فراح يزهو مفتخراً بمناقبه الجمة، فهو العاشق المخلص والفارس الذي لا يشق له غبار في ساحات الوغى، وهو القمر الذي لا بد أن يفتقده قومه في الليالي الظلماء وما أكثرها بعد غيابه، وهو الذي لا يهاب الموت طالما أنه النهاية الطبيعية لكل البشر وأن أي إنسان مهما طالت به الأيام وانفسح العمر أمامه لا بد ميت، ولا يبقى سوى ذكره الطيب الذي تناقله الأجيال. والقصيدة يفوح منها أريج العاطفة الصادقة والفروسية العربية و الحنين إلى الوطن والحبيبة، إلى الحرية وكيف لا يحن الطائر الحبيس إلى فضائه الرحب. ولد أبو فراس في الموصل من أسرة كريمة ونشأ في بلاط ابن عمه سيف الدولة، وحظي بثقافة واسعة وتعلم فنون الفروسية حتى ولاه سيف الدولة على منبج وحران وقد أسره الروم مرتين وطال به الأسر في المرة الثانية، وعُرف ما كتبه في أسره بالروميات توفي عام 968م. والقصيدة من البحر الطويل. أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟ بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ! إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ! حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدَّةَ بيْننا وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ وما هذه الأيامُ إلاّ صَحائفٌ ِلأحْرُفِها من كَفِّ كاتِبِها بِشْرُ بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غادَةً هَوايَ لها ذنْبٌ، وبَهْجَتُها عُذْرُ تَروغُ إلى الواشينَ فيَّ، وإنَّ لي لأُذْناً بها عن كلِّ واشِيَةٍ وَقْرُ بَدَوْتُ، وأهلي حاضِرونَ، لأنّني أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْرُ وحارَبْتُ قَوْمي في هواكِ، وإنَّهُمْ وإيّايَ، لو لا حُبُّكِ الماءُ والخَمْرُ فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولمْ يَكُنْ فقدْ يَهْدِمُ الإيمانُ ما شَيَّدَ الكفرُ وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفاءِ مَذَلَّةٌ، لإنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدْر وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبا يَسْتَفِزُّها، فَتَأْرَنُ، أحْياناً كما، أَرِنَ المُهْرُ تُسائلُني من أنتَ؟ وهي عَليمَةٌ وهل بِفَتىً مِثْلي على حالِهِ نُكْرُ؟ فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى: قَتيلُكِ! قالت: أيُّهمْ؟ فَهُمْ كُثْرُ فقلتُ لها: لو شَئْتِ لم تَتَعَنَّتي، ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بي خُبْرُ! فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنا فقلتُ: معاذَ اللهِ بل أنتِ لا الدّهر وما كان لِلأحْزان، ِ لولاكِ، مَسْلَكٌ إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلى جِسْر وتَهْلِكُ بين الهَزْلِ والجِدِّ مُهْجَةٌ إذا ما عَداها البَيْنُ عَذَّبها الهَجْرُ فأيْقَنْتُ أن لا عِزَّ بَعْدي لِعاشِقٍ، و أنّ يَدي ممّا عَلِقْتُ بهِ صِفْرُ وقلَّبْتُ أَمري لا أرى ليَ راحَة،ً إذا البَيْنُ أنْساني ألَحَّ بيَ الهَجْرُ فَعُدْتُ إلى حُكم الزّمانِ وحُكمِها لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ وليَ العُذْرُ كَأَنِّي أُنادي دونَ مَيْثاءَ ظَبْيَةً على شَرَفٍ ظَمْياءَ جَلَّلَها الذُّعْرُ تَجَفَّلُ حيناً، ثُمّ تَرْنو كأنّها تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَزَهُ الحَُضْرُ فلا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ ولا تُنْكِريني، إنّني غيرُ مُنْكَرٍ إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْزِلَ النّصْرُ وإنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ مُعَوَّدَةٍ أن لا يُخِلَّ بها النَّصر وإنّي لَنَزَّالٌ بِكلِّ مَخوفَةٍ كَثيرٍ إلى نُزَّالِها النَّظَرُ الشَّزْرُ فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَوي البيضُ والقَنا وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْبُ والنَّسْرُ ولا أًصْبَحُ الحَيَّ الخُلُوفَ بغارَةٍ و لا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِيَ النُّذْرُ ويا رُبَّ دارٍ، لم تَخَفْني، مَنيعَةً طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنا والفَجْر وحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْلَ حتّى مَلَكْتُهُ هَزيماً ورَدَّتْني البَراقِعُ والخُمْرُ وساحِبَةِ الأذْيالِ نَحْوي، لَقيتُها فلَم يَلْقَها جافي اللِّقاءِ ولا وَعْرُ وَهَبْتُ لها ما حازَهُ الجَيْشُ كُلَّهُ ورُحْتُ ولم يُكْشَفْ لأبْياتِها سِتْر ولا راحَ يُطْغيني بأثوابِهِ الغِنى ولا باتَ يَثْنيني عن الكَرَمِ الفَقْرُ وما حاجَتي بالمالِ أَبْغي وُفورَهُ إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَرَ الوَفْرُ أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى، ولا فَرَسي مُهْرٌ، ولا رَبُّهُ غُمْرُ ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ فليْسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ، ولا بَحْرُ وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟ فقلتُ:هما أمرانِ، أحْلاهُما مُرُّ ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعيبُني، وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْر يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بالرَّدى فقُلْتُ: أما و اللهِ، ما نالني خُسْرُ وهلْ يَتَجافى عَنّيَ المَوْتُ ساعَةً إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْرُ والضُّرُّ؟ هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْرُهُ فلم يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الذِّكْرُ ولا خَيْرَ في دَفْعِ الرَّدى بِمَذَلَّةٍ كما رَدَّها، يوماً، بِسَوْءَتِهِ عَمْرُو يَمُنُّونَ أن خَلُّوا ثِيابي، وإنّما عليَّ ثِيابٌ، من دِمائِهِمُ حُمْرُ وقائِمُ سَيْفٍ فيهِمُ انْدَقَّ نَصْلُهُ، وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُمُ حُطِّمَ الصَّدْرُ سَيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ، وفي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الذي يَعْرِفونَهُ وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّرُ الشُّقْرُ وإنْ مُتُّ فالإنْسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ وإنْ طالَتِ الأيامُ، وانْفَسَحَ العُمْرُ ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بهِ وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَقَ الصُّفْرُ ونَحْنُ أُناسٌ، لا تَوَسُّطَ عندنا، لنا الصَّدْرُ دونَ العالمينَ أو القَبْرُ تَهونُ علينا في المعالي نُفوسُنا ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلى ذَوي العُلا، وأكْرَمُ مَنْ فَوقَ التُّرابِ ولا فَخْرُ |
|||||||||
03-01-2011, 05:27 PM | #40 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.............. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.............. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ................. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .............. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. .............. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .................... لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. ................ كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .............. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ........................ مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .......... شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ يَظْمَاُ السَّاري لَهُ ................ أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .............. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي ................... وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ................... نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ............. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .............. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ ................ وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ ..................... وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى.............. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .................. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ................... أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً........... وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ................ وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى ................. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ................. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ.................... يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .................. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ............... فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً................ ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى.............سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ.................. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ................... فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ....................... وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.................... وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.................. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي.................... تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ وَسَمَعْنَا صَرْخَةً في رَعْدِهَا..................... سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا........................... وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ.............. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ.............. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا.................. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ................. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا.............. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا............. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً.................... قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا.............. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي................ أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا.............. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ........................ أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ............................. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى.............. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ.................... طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ........................ وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي................. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي ................. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ...................... مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ..................... أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ................... لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي ........... ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..................... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا................. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ....................... خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا....................... مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي............ وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً..................... قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ........................ سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ................أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا................... وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً................ خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى.............. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي.............. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي.................... وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا................... ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى.............. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا.................. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ................... وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا.............عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ.................... تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً..................... وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ.................... لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا.............. سَاعَةً في العُمُرِ تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ............. لارْتِقَاصِ المَطَرِ نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ.................... وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ وَإِذا مَا طَرِبَتْ................. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ............. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ وَهْيَ تُغْري القَلْبَ.............إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو.................... تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ................... جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى.................... .وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ............. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ......................الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ..................... .ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي............. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ................. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا..................... هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ............... أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني.............. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا.................. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو..............لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ.............جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ..............ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ................تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ................. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ.............. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ.......................... فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر.................. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ.............. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا..................... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ....................... وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ................... لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ....................... رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى.............. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا................... لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً................ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ...................... أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..............غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ ................ وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى ........... طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ ...................... وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا ................... مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى ............ وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ................عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا إبراهيم ناجي |
|||||||||
04-01-2011, 06:12 PM | #41 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
مضى الشباب وجاء الشيب والكبر
مضى الشباب وجاء الشيب والكبر لا يصلح الشيب إلاَّ الخوف والحذرُ يامن أضاع الصبا في اللهو منشغلاً قد هدَّك الغيّ ُ والتفريط والسهرُ أفنيت عمرك يا هذا بلا خجل فخانك السمع والتسويف والبطرُ أتعبت نفسك في اللذات تطلبها وغرك العيش والبنيان والحجرُ مضت سنون عليك اليوم تندبها من بعد أن حل فيك الضعف والخورُ كم مرةٍ بَطشْتَ كفاك معصية وأنت تعرُض لا عيب ولا حذرُ كم قد عصيت مقيما ً دونما وكم عصيت وقد ألقى بك السفرُ كم قد بنيت بيوتا ً لست تسكنها وكم زرعت وكم أزرى بك القدرُ وكم جمعت طعاما ً لست تأكله كم غرّك المال والبستان والشجرُ يا جامع المال من حل ٍ ومن حرم عما قريب يعادي جفنك السهرُ والوارثون غدا ً بعد الممات لهم من مالك العيش والإسراف والبطرُ سينعون به يوما ً وأنت به ملقى الى الله تؤوي روحك الحفرُ كن كيّسا ً غير مغبون بنقلته وانفق المال يا هذا إذا افتقروا نغفوا ونلهو وعين الله ساهرة والموت في خلجات القلب ينتظرُ هل تأمن الدهر أن تبقى الى غده أو تأمن الدهر أن يذري بنا قدرُ أين اللذين قضوا أعمارهم عملاً كم أنفقوا في سبيل الله كم سهروا صاموا النهار وقاموا الليل ليس لهم إلاّ رضا الله والغفران والنظرُ ياعين جودي بدمع كله أسف عمّا مضى فذنوب الليل تستترُ يا تائبا يرتجي عفواً ومغفرة خل الدموع على خديك تنهمرُ وربَّ دمعة خوفٍ أورثت عملاً فيه النجاة وفيه الفوز والظفرُ وربَّ دمعة خوفٍ خالص ٍ فتحت للعبد باباً الى الجنات فينتظرُ واخش الاله وخف ناراً إذا سَعِرت وقودها الناس شر الناس والحَجَرُ من نال عفواً من الرحمن كان له يوم القيامة حور العين والحُجُرُ في جنة الخلد لا لغو ولا نصب ولا عناء ولا همّ ٌ ولا ضجرُ الله يقسم بين الخلق رحمته وكلهم لمزيد العفو مفتقرُ يارب فاغفر لعبد جاء تخجله عظائم الذنب والتقصير والحذرُ ************ |
|||||||||
04-01-2011, 11:07 PM | #42 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
قصيدة مميـزة ♥ القلب بين الكلب و الألب ♥ |
|||||||||
05-01-2011, 07:47 AM | #43 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
••• غــريـــب ••• بليّة دهـري أننـي باهـرُ العقـلِ..ودربي طويلٌ موحشٌ ليس بالسهـل وأن زماني ليـس كـفءً لهمتـي .. وأهل زماني كلهـم ليسـمُ أهلـي وليس بهم مـن يستحـق صداقتـي .. فقد سفلوا حتى عن الجهل والـذل وإني لمن نفس من النـور رُكبـت .. إذا ما نفوس الخلق كانت من الليـلِ وبي همـةٌ كالنـار لمـا توقـدتْ .. وكالبحر إن هاجت وكالريح والسيلِ ويومي كشهر عند غيري وساعتـي .. كيوم وكل الدهر عنديَ كالحـولِ ولله دهـرٌ لـو تقاسمـه الــورى .. لكانوا مناراتٍ من العلـمِ والفضـلِ وأعجبْ بنفسٍ –رغم خسة دهرِها- .. مُبرأةٍ من كل حقـدٍ ومـن غِـلِّ مُطهّـرةٍ بالخيـرِ موصوفـةٍ بــه .. وتُتبع ما قالتْ من الحـق بالفعـلِ غريبٌ بدنيا الزيفِ وحدي كأننـي .. حُوَيْلَ غصون الشوكِ زهرٌ من الفُلِّ كأنيَ فوق الناس والنـاس أسفلـي .. فراشةُ حقلٍ فوق سربٍ من النمـلِ أمدّ لهم كفّاً مـن الخيـر والنـدى .. وهم يسفحون الماء في الطين والوحلِ أكنتُ –وقد كانوا عليّ جميعُهـم- ..مُلاماً إذا روّيتُ منهم صدى نصلي ؟ إذا كنتَ فـي قـومٍ بُغـاةٍ غريبـةً .. فإنكَ إن تظلمْ جنحتَ إلى العـدلِ ولؤمُـكَ فـي قـومٍ لئـامٍ نبالـةٌ .. ونُبلُكَ فيهم –لو علمتَ- من الغُفلِ وما علم الأحرارُ في الدهـرِ كلِّـهِ .. بأنبلَ من لؤمـي وألأمَ مـن نُبلـي يقولون إنـي كابـنِ آوى مخـادعٌ .. وما علموا أني أخـادعُ ذا الجهـلِ ألا ما أذلّ العيشَ إن كنتَ مُرغَمـاً .. على المكرِ فيـهِ والمكائـدِ والختْـلِ أسامة العتيك
|
|||||||||
05-01-2011, 09:30 PM | #44 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
نسائم نجد ابن الدمينة حينما تهب النسائم المحملة بالطيب والرذاذ وتحمل في جعبتها أنفاس الأحبة وهديل الحمام ورائحة الزند والعود يدرك شاعرنا أن هذه النسائم مرت بنجد، فيتساقط الثلج على هضاب قلبه المثقل بالهموم ويتنفس الصعداء أريجاً يتغلغل في نسغ روحه، ويجري مجرى الدم في عروقه. شاعر القصيدة هو عبد الله بن عبيد الله بن أحمد من بني عامر ولقب بابن الدمينة وهي أمه، وهو شاعر كما دلّ النص رقيق الشعر من شعراء العصر الأموي مات غيلة وهو عائد من الحج نحو 747 م. والقصيدة جاءت على وزن البحر الطويل. نسائم نجد أَلا يا صَبا نَجْدٍ متى هِجْتِ من نَجْدِ لقد زادَني مَسْراكِ وَجْداً على وَجْدِ أَأَنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى على فَنَنٍ غَضِّ النَّباتِ مِنَ الرَّنْدِ بَكَيْتَ كما يَبْكي الوَليدُ ولم تَكُنْ جَليداً وأَبْدَيْتَ الذي لم تَكُنْ تُبْدي وقد زَعَموا أنَّ المُحِبَّ إذا دَنا يَمَلُّ وأنَّ النَّأْيَ يَشْفي مِنَ الوَجْدِ بِكُلٍّ تَداوَيْنا فلَمْ يُشْفَ مابِنا على أنَّ قُرْبَ الدّارِ خَيرٌ مِن البُعْدِ على أنَّ قُرْبَ الدّارِ ليسَ بِنافِعٍ
إذا كانَ مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ |
|||||||||
06-01-2011, 09:02 PM | #45 | |||||||||
عضو مميز جداً
|
رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء
ومن أجمل الألغاز التي تُروى عن العرب في الجاهلية قبل الإسلام ما جاء في " ديوان امرؤ القيس بن حُجر الكِنديّ " - صاحب المعلقة - أن عبيد بن الأبرص لقي امرؤ القيس فقال له : " كيف معرفتك بالأوابد؟ [ الأوابد : الشوارد من القوافي] " فقال امرؤ القيس : " قل ما شئت تجدني كما أحببت " فقال عبيد بن الأبرص مُلغزاً : ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها * * * درداءُ ما أنبتتْ سناً وأضراسا ؟[1] فقال امرؤ القيس :الجواب تلك الشعيرةُ تُسقى في سنابلها * * * فأخرجتْ بعد طول المُكث أكداسا فقال عبيد : ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ * * * لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا ؟[2] فقال امرؤ القيس : الجواب تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلها * * * روّى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا فقال عبيد : ما مُرتجاتٌ على هَولٍ مراكِبُها * * * يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا ؟ فقال امرؤ القيس : الجواب تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا * * * شَبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا[3] قال عبيد بن الأبرص : ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيس بها * * * تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَا ؟ فقال امرؤ القيس : الجواب تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها * * * كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا فقال عبيد : ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً في عَلانِيَةٍ * * * أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا ؟ فقال امرؤ القيس : الجواب تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ * * * يَكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا فقال عبيد : مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ * * * لا يَشتَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا ؟ فقال امرؤ القيس : الجواب تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سبحوا * * * كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا فقال عبيد : مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ * * * قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا ؟ فقال امرؤ القيس : الجواب تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً * * * دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا فقال عبيد : مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ * * * ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا ؟ فقال امرؤ القيس : الجواب تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا * * * رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا شكك بعضهم في صحة هذه المساجلة الشعرية على حسب ما جاء في حاشية الديوان وعلى أي حال فهي جديرة بالقراءة والاستمتاع بما فيها من ألغاز تعجيزية ومُفيدة ومُسلّية . 1/ الدرداء : أي الذاهبة أسنانها . لسان العرب . 2/ أي : أنها تكون تارةً سوداء وتارةً بيضاء وتشترك في نفس الاسم . 3/ كان من شرك العرب في الجاهلية أنهم يرجون النجوم وينسبون لها أشياء منها المطر
|
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|