العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-2013, 12:06 AM   #1
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه


اسمه ونسبه :
هو كُثيّر بنُ عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عُويمر بن مَخلد ينتهي إلى خُزاعة بن ربيعة القحطاني . وذكر حفيدُه من ابنته ليلى أنه كُثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن مَخْلد بن سُبيع ولم ينتهِ به إلى قحطان . وقد جاء في شعر كُثيّر ما يفيد أنه كان يعتدّ بنسبته إلى الصَّلتِ بنِ النضر ،وهو خزاعة على زعم ما ، ويبدو أنّ خزاعة لقب لأحد أجداده اشتهر كثيّر بنسبته إليه فقيل إنه كثيّر بن عبد الرحمن الخزاعي . وقد بذل كُثيّر جهد ما يستطيع ليلحق نسبه بقريش لينتهي إلى عدنان تقرّباً إلى البيت الأموي فادّعى قائلاً :
أليسَ أبي بالصّلت أم ليسَ إخوتي بكلِّ هِجانٍ من بني النَّضْر أزهرا
فقال له الخليفة الأموي عبد الملك متحدّياً : لا بدّ أن تنشد هذا الشعر على مِنْبَرَي الكوفةِ والبصرة ، وحمله وكتب إلى العراق في أمره .وذُكر أن خزاعة الحجاز قد أجابته إلى دعواه ، ولكنه حين أتى منبر الكوفة لم يجرؤ على إعلان نسبته إلى بني النضر . وقال له سراقةُ البارقي : إن قلتَ هذا على المنبر قتلتك قحطان وأنا أوّلهم ، فانصرفَ كثيّر إلى منزله ولم يعُدْ إلى عبد الملك .
وكانت أمُّ كثيّر جمعةَ بنتَ الأشيم ،وليس في نسبها ما يؤكّد أنها عدنانية .
وكانت كنيةُ الأِشيم جدّه لأمّه أبا جمعة ، ولذلك قيل لكثيّر من جملة كناه : ابن أبي جمعة . كما عُرف بكنيته أبي صخر .
لكثيّر ابن يقال له ثَواب كان شاعراً وتوفي عام 141 هـ ، وابنة يقال لها ليلى ،وكان لها ولد شاعر يكنّى أبا سَلَمة .
كان اسمُ كثير – من غير تصغير – اسماً شائعاً عند العرب ، وفي عصر شاعرنا بالذات ،ولكنّه أطلق عليه مصغّراً بتشديد الياء في وسطه . ويغلب على الظّنّ أنَّ اسم كثيّر ، قد صغّر حين رأى الناسُ قصرَهُ وضآلة جسمه . وهذا ما قرّره ابنُ خلّكان في وفيات الأعيان قائلاً : " وإنما صُغّرَ لأنه كانَ حقيراً شديدَ القِصَر "
مولده ونشأته :
حين يتناول الدارسون حياة المشاهير من الشعراءِ وسواهم يصعب عليهم تحديد سنة الولادة لكلِّ منهم . هذا بخلاف سنة الوفاة ، لأنّ العلَم المشهور يكون قد استوفى شهرته في عيون أهل زمانه ، فإذا بهم يرصدون اختفاءه بالموت وهم على بيّنةٍ وعلم.
وما تقدّم يصدقُ على شاعرنا كثيّر بن عبد الرحمن تماماً ، فنحن لا نعرفُ سنةَ مولده ولا مكانَ على وجه التحديد . وبشيءٍ من الدراسة ومقارنةِ الأحداث ، يمكننا أن نخمّن أنَّ مولدَهُ كانَ عُقَيْبَ مقتلِ الخليفة عثمان بن عفّان عام 35 هـ . وهذا التخمين الأقرب إلى اليقينِ باستقراءِ الأحداث التي عاشها الشاعر وحكى عنها ، فنحن مثلاً ، لا نجد لكثيّر أيةَ علاقة بمعاوية بن أبي سفيان ،أو بابنه يزيد ، أو بمروان بن الحكم ، وعهود هؤلاء الخلفاء تمثّلُ مرحلة الحداثة من سنِّ كُثيّر . وأوّلُ علائقهِ تأتي بعبد الملك ابن مروان الذي حكم ما بين 65 – 86 هـ . ونحن نفترض أن يكون قد بلغَ فيها مرحلة الشباب الناضج من العمر فهو آنئذٍ بين الخامسة والعشرين والثلاثين سنّاً . وهذا التقدير هو أقلُّ ما تسمح به رواية التاريخ عن خروج عبد الملك بن مروان لقتال مصعب بن الزبير عام 71 هـ ، إذ كان في موقف وداع زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، فبكت وبكى معها جواريها ، فقال عبد الملك : قاتل الله كُثيّر عزّة ، كأنه شاهَد هذا حين قال :
إذا ما أرادَ الغَزْوَ لم يثنِ همَّهُ حصانٌ عليها نظمُ دُرِّ يزينُها
نهتهُ فلمّا لمْ ترَ النّهيَ نافعاً بَكَتْ فبكى ممّا شجاها قطينُها
وهذا الاستشهاد بشعر كُثيّر من قِبَلِ عبد الملك ، يجعل تقديرنا لِسنةِ مولد الشاعر مقبولاً ،إن لم يكن مؤكّداً .وثمّة فرصٌ أخرى للمقارنة والتقدير ، نخشى أن تتّسع وتستفيض أكثرَ مما يجب . هذا كلّه مع مراعاة أن وفاته كانت في خلافةِ يزيد بن عبد الملك عام 105 هـ .
ولد كُثيّر بن عبد الرحمن في منزلٍ من منازل خزاعة في موضع من مواضع وادي القُرى التي ترددت أسماؤها في شعره ،ومجملها من المراعي والمواطن الموقتة التي يُرحل عنها إلى غيرها . وهذا مما يؤكّد أنه من شعراء البداوة . وقد اقتصر وجودُه في مكّة أو المدينة أو الفسطاط أو دمشق أو الكوفة على أخبار بعينها وإن كان وفاته ومدفنه في المدينة المنورة . وفي نشأته الأولى ما ينبّئنا بأنه رعى الشاء والإبل وباع فيها واشترى ، وما زال حتى بلغ حظّاً من الشهرة ، فوصله الخلفاء والأمراء الأمويون ، وعلى رأسهم عبد الملك بن مروان وأخوه العامل على مصر عبد العزيز بن مروان . وكانت هذه الصلة بينه وبين البيت المروانيّ الأمويّ بعد أن تغاضى عن تشيّعه المُغالي لآل البيت من بني هاشم بدءاً من محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب إلى سائر ولده من سلالةِ الحسن والحسين.
وفاته :
كان يزيدُ بنُ عبد الملك آخر مَنْ مدحهم كُثيّر عزّة من خلفاء بني أمية ، فإذا علمنا أن وفاة يزيد كانت عام 105 هـ صدّقنا ما أجمعت عليه الروايات من أنّ شاعرنا قد توفي أيضاً عام 105 هـ ، وفي أواخر خلافة يزيد بن عبد الملك . وقد ذكر صاحب الأغاني أن وفاة كُثيّر كانت في المدينة المنوّرة ، وقد تصادف أن توفي معه في اليوم نفسِه عِكرِمةُ مولى ابنِ عبّاس وصُلي عليهما معاً بين قائلٍ وقائلة : ماتَ اليوم أفقهُ الناس وأشعرُ الناس . ورُوي أنَّ جنازة كُثيّر كانت أحفَلَ بالنساء يبكين فيه الشاعرَ الذي اقترنَ اسمهُ باسم صاحبتهن عزّة ،ويندبن العاشقَ والمعشوقةَ في آنٍ . . . وكانَ على رأسِ مشيّعيه وحاملي جثمانه أبو جعفر محمد بن عليّ
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2013, 12:09 AM   #2
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



مجنون ليلى
هو قيس بن الملوح بن مزاحم ..العامري . وأما صاحبته فهي ليلى بنت سعد بن مهدي .. بن ربيعة العامري .. وتؤكد كتب الرواة أن الهوى تمكن من قلبيهما , وهما لا يزالان صبيين , علق كل واحد منهما صاحبه وهما يرعيان مواشي قبيلتهما فلم يزالا كذلك حتى كبرا , فحجبت عنه .. وفي هذا قوله :
تعلقت بليلى وهي ذات ذؤابة .......ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا .......إلى اليوم لم نكبر و لم تكبر البهم
ويروي أبو الفرج سبب عشق المجنون بقوله :
إنه أقبل ذات يوم على ناقة له كريمة وعليه حلتان من حلل الملوك , فمر بنسوة من قومه يتحدثن , فيهن ليلى – فأعجبهن جماله وكماله فدعونه إلى النزول والحديث , فنزل .. وأمر عبداً له كان معه فعقر لهن ناقته . وظل يحدثهن بقية يومه إلى أن طلع عليهم فتى يدعي " منازل " فتركن " المجنون " و أقبلن عليه فغضب ورحل . وفي الصباح عاود الكرة , فألفى ليلى مع صاحبات لها قاعدة بفناء بيتها وقد علق حبه بقلبها وهويته . فدعته النسوة إلى النزول والمحادثة ففعل وأرادت أن تختبر منزلتها عنده , فجعلت تعرض عن حديثه .. وإذ أقبل فتى من الحي فدعته وسارته .. ثم صرفته , ونظرت إلى وجه قيس قد تغير وامتقع لونه وشق عليه فعلها , فأنشأت تقول :
كلانا مظهر للناس بغضاً.....وكل عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما أردنا......وفي القلبين ثم هوى دفين
ولا نرى مدعاة لسرد كل مراحل قصة المجنون , فهي معروفة مشهورة , شبيهة بسائر قصص العذريين التي في المرعى ثم تنمو مع الزمن إلى أن تحجب الصبية عن فتاها , فيتغنى بحبها فيحرمه النسيب من الفوز بها, وتزوج لسواه بل تكره على الزواج برجل آخر . ويظل العاشق المضطهد يلم ببيتها , فيهدر السلطان دمه , فيتيه في البوادي , ويبقى مقيماً على حبه حتى يريحه الموت من عذاب الهوى .
ذكر أبو الفرج عن أبي عمرو الشيباني , قوله " علق المجنون ليلى بنت مهدي بن سعد , وكنيتها أم مالك , فشهر بها وعرف خبره فحجبت عنه , فشق ذلك عليه فخطبها إلى أبيها فرده وأبى أن يزوجه إياها , فاشتد به الأمر حتى جن وقيل له " مجنون بني عامر " فكان على حاله يجلس في نادي قومه فلا يفهم ما يحدث به ولا يعقله إلا إذا ذكرت ليلى " .
وشعر ابن الملوح يعزز رواية الشيباني ويصور كلفه بحب ليلى , واستبداد هذا الكلف بفؤاده حتى نهاية عمره , وآخر أيام دهره . لم يكن يجد عن هواه منصرفاً , ولا إلى السلوان سبيلاً , وكيف وهو لا يصبر على نواها ولا النوى ينسيه ذكراها ؟ :
فوالله ما في القرب لي منك راحة ...... ولا البعد يسليني ولا أنا صابر
لعمري لقد رنقت يا أم مالك ........حياتي وساقتني إليك المقادر
ولكن المضي في التقديم لديوان قيس بن الملوح , أمر لا تتقبله معايير النقد وأصوله , ما دام بعض الباحثين – ورائدهم في ذلك عميد الأدب طه حسين – قد أنكر وجود هذا الشاعر وأحاط قصة حبه بالربية والتشكيك على نحو ما أنكرت قصص العذريين أمثاله وفيهم قيس بن ذريح عاشق لبنى .
بلى كيف نسوغ مثل هذا الاتجاه ونتجاوز نكير أؤلئك النفر من الدارسين , لا سيما حين يكون حامل لوائهم الدكتور طه حسين شيخ نقاد هذا العصر ؟ ومما يحملنا على الريث قبل الإمعان في طرح ديوان المجنون وشرحه , ما في مضامين رأي العميد من انتصار للعقل والموضوعية , وإيثاره – كما يقول – " رضا العلم والضمير على رضا الناس وإعجابهم و تصفيقهم " . فقد أعلن طه حسين في سياق الذود عن "منهجية " النقد وأصولية التأريخ للأدب , نظرية شكة بالعذريين بعامة وبابن الملوح بخاصة فقال :
" لهذا – أي لإيثار العلم – أتقدم بهذه النظرية في غير تلطف ولا احتيال , فأزعم أن هذه الطائفة من الشعراء الذين أسميهم " الغزليين " لم يكن لهم في تاريخ الأدب العربي مت الشأن ما يظنه الناس إلى الآن .
وبعد أن يشير إلى " العذريين " – " ومنهم المجنون , وقيس بن ذريح وعروة بن حزام , وجميل بن معمر " – ثم إلى " المحققين " – أمثال عمر بن أبي ربيعة , والأحوص والعرجي , الذين " لم يلتمسوا الحب في السحاب , ولم يتخذوا العفة المطلقة مثلهم الأعلى " .. بعذا هذا وذاك يمنح المحققين صفة الوجود الحقيقي فعمر بن أبي ربيعة وأصحابه أشخاص تاريخيون فعلاً , لكن المجنون وسربه من المنتسبين إلى بني عذرة, ليسوا كذلك . فهو لا يعترف بهم إذ يقول " لكني أشك الشك كله في أن يكون قيس بن الملوح شخصاً تاريخياً وجد وعرفه الناس واستمعوا إليه , وفي أن يكون الشعر المنسوب إليه صحيحاً قد صدر عنه حقاً وأزعم أن قيس بن الملوح خاصة إنما هو شخص من هؤلاء الأشخاص الخياليين الذين تخترعهم الشعوب لتمثيل فكرة خاصة , أو نحو خاص من أنحاء الحياة ".
وإذا تتبعنا مستندات طه حسين في شكه هذا أمكن تحديدها في ظاهرة واحدة لم يطمئن إليها وهي عدم اتفاق " الناس على اسمه ، ولا على نسبه , ولا على الخطوب التي امتلأت بها حياته ؟ وإنما يختلفون في ذلك الاختلاف كله " .
لكن , لا مراء في أن جملة ما أورده طه حسين من العلل التي حملته على اعتبار قيس بن الملوح مجرد شخص خيالي لا وجود له لا تكون براهين قاطعة تحملنا على تأييد نظريته الآنفة أو الاطمئنان إلى النتيجة التي انتهى إليها لا سيما حين يقر بأن الثقات من الرواة أو نفراً منهم لم ينكروا وجود مجنون بني عامر , وإنما تحفظوا فيه .

?
نحن نؤيد عميد الأدب في إيثاره رضا العلم والضمير , إنما – كما نرى – ليس من جوهر العلم ولا الضمير الشك بوجود شاعر , وبالتالي نفي ديوانه لمجرد تباين الرواة في الرأي حول نسبه ومنحى حياته , أو مبالغة فريق ثان فيما روي من أخبار عشقه وتيهه في الصحارى . بل إن العلم وعلم النفس بالذات – والفرويدية من مدارسه – يؤكد اليوم بأدلة مستمدة من الدراسات الكينيكية والوقائع البارزة – ما يؤدي إليه الكبت و الحرمان في دنيا الحب و العلاقة بين الجنسين , بفعل القهر الذي تولده صرامة المعايير الأخلاقية و التقاليد الاجتماعية في بعض البيئات من الحالات المرضية العقلية وسواها من العلل السيكولوجية , ومظاهر الشخصية غير السوية . إن تشكيك طه حسين بشخصيات العذريين , هو في الواقع إمعان منه " بتطبيق النظرية الديكارتية " في دراسة الشعر العربي , وهو المنحى الذي اعتمده في كتابه " في الأدب الجاهلي " والذي رفض النقاد في حينه مجمل فرضياته ونتائجه . ولن نتردد بعد الذي أشرنا إليه من أن نعلن صحة شخصية قيس بن الملوح وشعره على نحو ما أكد سليمان البستاني في مقدمته المشهورة التي صدر بها تعريبه إلياذة هوميروس .. شخصية الشاعر اليوناني معتمداً على وحدة الإلياذة مضمونا ًوأسلوباً . وفي الشعر ابن الملوح من وحدة الحالات الوجدانية ووحدة أفعال الشاعر وردات فعله ووحدة التعبير و الأساليب ما يحملنا على الاطمئنان لرواية الوالبي لهذا الديوان وهي الرواية التي أورد صاحب الأغاني على لسان آخرين من الأدباء ما يؤيدها ويقويها . كما لا يجوز في حال من الأحوال الزعم باختلاقها أو الادعاء بعدم صحتها .
لقد دحض سليمان البستاني " المذهب الولفي " الذي اعتبر هوميروس شخصية مثالية لا وجود لها تاريخياً انطلاقاً من " وحدة الإلياذة " . فلماذا لا تكون وحدة الشخصية في ديوان المجنون وما يتصل بها من وحدة سيرة قيس في حبه , ووحدة الأعلام من الأشخاص و المواضيع الواردة على ألسنة الرواة كافية لإثبات هوية هذا الشاعر وبالتالي حقيقة شعره وواقعية حبه في ضوء بيئته وأعرافها التي طالما وقف عندها الدكتور طه حسين واصفاً شارحاً ! ؟
لا ننكر أن في سيرة العذريين في حبهم , أخبارهم في هذا الحب – وقيس بن الملوح على رأس هؤلاء – غير قليل من الظواهر الغربية والبعيدة عن واقعنا لكن مثل هذه الظواهر لا تتنافى على نحو كلي مع واقع البيئة البدوية وتقاليدها في ظل الدولة الأموية و هي التقاليد التي أقر طه حسين نفسه بأثرها في الغزل العذري وما فيه من زهد وعفة وميل إلى المثل الأعلى .
?
لم يكن قيس بن الملوح " المجنون " الأوحد بين العذريين , فقد ذكرت مصنفات الأقدمين أسماء الكثيرين من الشعراء الذين أصابهم لوثة الجنون من فرط الصبابة واللوعة , ومن هذا القبيل ما أورده الأصمعي حين قال : سألت أعرابياً من بني عامر عن المجنون العامري , أيهم تسألني ؟ فقد كان فينا جماعة , رموا بالجنون , فعن أيهم تسأل ؟ فقلنا : عن الذي كان يشبب بليلى , فقال : كلهم يشبب بليلى , قلت : فأنشدني لبعضهم , فأنشدني لمزاحم بن الحاث المجنون .. قلت فأنشدني لغيره منهم , فأنشدني لمعاذ بن كليب المجنون .. .. قلت فأنشدني لغير هذين ممن ذكرت , فأنشدني لمهدي بن الملوح .. قلت له : فأنشدني لمن بقي من هؤلاء , فقال حسبك فوالله إن في واحد من هؤلاء لمن يوزن بعقلائكم اليوم .
ونحن نقول كذلك: وحسبنا ما قاله الأصمعي دليلاً على أن لقب " المجنون" , ليس إلا صفة لحقت بهؤلاء المحبين لاستعذابهم ألم الحب , وإمعانهم في الإخلاص للواتي أحبوا وقبولهم كل ضروب الأذى والعذاب في سبيل نصرة حبهم الذي بات عندهم ديناً وعقيدة . وكل هذا يبدو من ضروب الجنون عند الذين لا يذهبون في الهوى مثل هذا المذهب , لأنهم لا يضعون في حسبانهم ظروف هؤلاء الشعراء العشاق الذين ضيقت عليهم فسحة الحياة , وصرفوا عن شؤون أمتهم العامة وحسبوا حتى عن أجواء المحبة السمحة السوية التي بهم إلى الاستقرار في كنف ما أحلته الشرائع والأديان من ائتلاف الجنسين , قرينين وزوجين .. وشئ آخر ليس أقل شأناً في هذا السياق ,هو أن هذه التسمية – بالقياس إلى قيس بن الملوح – إنما كانت تعبيراً دلل به على التفاني في الحب وتراه زاهياً مختالاً بولهه وجنونه . قال ابن يونس : لم يكن المجنون مجنوناً , إنما جننه العشق , وأنشد من شعره هذين البيتين :
يسمونني المجنون حين يرونني نعم بي من ليلى الغداة جنون
ليالي يزهى بي شباب و شرة وإذ بي من خفض المعيشة لين
كذلك قال المرزباني , وقد ذكر عنده مجنون بني عامر : لم يكن مجنوناً, وإنما قيل له المجنون لقوله :
وإني لمجنون بليلى موكل ولست عزوفاً عن هواها ولا جلدا
إذا ذكرت ليلى بكيت صبابة لتذكارها حتى يبل البكا الخدا
وإلى مثل هذا أشار عبد الله العامري فقال : ما كان و الله المجنون الذي تعزونه إلينا مجنوناً , إنما كانت به لوثة وسهو أحدثهما به حب ليلى , وأنشد له :
وبي من هوى ليلى لو أبثه جماعة أعدائي بكت لي عيونها
أرى النفس عن ليلى أبت أن تطيعني فقد جن من وجدي بليلى جنونها
وقال ابن سلام : لو حلفت : أن مجنون بني عامر لم يكن مجنوناً لصدقت , ولكن توله لما زوجت ليلى , وأيقن اليأس منها , ألم تسمع قوله ؟ :
إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ? عوازب قلبي من هوى متشعب
هذا هو جنون قيس بن الملوح , جنون من يعقل ضياع حبه في غمرة التقاليد التي أغلقت دون المحبين الصادقين نوافذ الرجاء , واستعدت عيهم سلطان الدولة , فلم يقووا على احتمال الخيبة فكانوا ضحية حالة من الصمم الوجداني أمام حرمة الأعراف . ومثل هذا الجنون بباعث الكلف الشديد , وما يخلفه من اللوعة ليس حافزاً يحمل على الشك بوجود أمثال هؤلاء العشاق المتيمين , إن لم يكن للإقرار بحقيقتهم .
?
تعرض شعر قيس بن الملوح للنحل , فنسب إليه القصاص العديد من الأبيات والمقطوعات والقصائد , وهذا الشعر المنحول المنسوب إلى المجنون بادي الصنعة , متكلف بعيد عما تميز به شعر العذريين من الطبعية والصدق . لكن ما رواه أبو بكر الوالبي من شعره هو عمدة ديوانه , وعليه عول الأدباء في تقييم شاعريته وتحديد طوابع غزله .فقد استبعد الوالبي المنحول و المتكلف , وربط شعر ابن الملوح بظروف حبه وحالاته الوجدانية , وكان يصدر كل مقطوعة مما أورده في الديوان بمناسبتها ملقياً الضوء على بواعثها وظروف نظمها . ومما قاله الوالبي في خطبة ديوان ابن الملوح : اختلف في اسم الملوح أو البحتري بن الجعد , والصحيح الأول وفي نسبه هل هو عامري أو كلابي أو جعدي أو قشيري "؟
وعني الوالبي بنشأة العلاقة بين قيس وليلى فقال : " إنه كان صغيراً و ليلى وهي ابنة عمه كانت صغيرة أيضاً فكانا يجتمعان في بهم أي أغنام لهما يتحدثان وهما صغيران . فلما نشآ وكبرا جعل حبهما يزيد وينمو كل يوم وساعة . وكانت ليلى بصيرة بالشعر والأدب ووقائع العرب في الجاهلية والإسلام . وكان فتيان بني عامر يجلسون إلى ليلى ويتناشدون عندها الأشعار وكان قيس فيمن يجلسون إليها , فلم يكن في عامر فتى أحب إليها ولا أكرم عليها منه .. فلم يزالا كذلك برهة من الدهر حتى فشا أمرهما وأرتاب بهما قومهما .. ." .
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2013, 12:13 AM   #3
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



جميل بن معمر
؟ - 701 م
لا يذكر جميل إلا بادر إلى الذهن ذلك الحب العذري شهر به أبناء عذرة قبيلة الشاعر ، حتى قيل أنهم كانوا إذا أحبوا ماتوا ، لما هم عليه من الصدق و الإخلاص ، و لما اتصفوا به من العفاف و كبح النفس عن شهواتها إذا اجتمعوا بمحبوباتهم ، على ما يلقون من الإبعاد و الحرمان . لأن الشاعر منهم كان يحب الفتاة فيتغزل بها ، فيفتضح أمرها ، فإذا خطبها إلى أبيها ، رده خائباً مخافة التعبير لئلا يقال أنه زوجها به ستراً لعارها . ثم لا يلبث أن يزفها إلى أول طالب يرتضيه لها ، ليجعلها محصنة في حمى بعلها ، فيصبح الشاعر كلفاً بحب امرأة متزوجة ، لا جوز له أن يستبيح حرمها ، فتمتد يد السلطان إلى معاقبته و الاقتصاص منه .
و لكنه عاشق متبول لا يقوى على مغالبة هواه ، و لو كان فيه هلاكه ، فيسعى إلى الاجتماع بها سراً على غرة من أهلها ، حتى إذا عرفوا بأمره شددوا في حجبها عنه ، و شكوه إلى الوالي ، فيهدده و يتوعده ، ثم يهدر دمه ، فيهرب منه هائماً على وجهه ، يجوب القفار ، و ينشد الأشعار ، حتى يأتيه الموت فينقذه من عذابه .
و جميل بن عبد الله بن معمر العذري أصابه ما أصاب غيره من هؤلاء الشعراء التاعسين . فقد أحب بثينة بنت حبأ بن حن بن ربيعة ، من عذرة ، فهي ابنة عمه لتقي و إياه في حن من ربيعة في النسب ، و كانا يقيمان في وادي القرى ، و هو موضع في الحجاز قريب من المدينة ، و قيل إنه أحبها و هو غلام صغير ، و هي جويرية لم تدرك ،و يروون على ذلك خبراً مستطرفاً ، قيل فيه إن جميل أقبل يوماً بإبله ، حتى أوردها وادياً يقال له بغيض ، فاضجع و أرسل الإبل مصعدة ، و أهل بثينة بذيل الوادي ، فأقبلت بثينة و جارة لها واردتين ، فمرتا على فصال لجميل بروك ، فضربتهن بثينة عابثة ، فأثخنتهن ، فسبها جميل ، فردت عليه شتيمته ، فاستملح سبابها و أحبها . و في ذلك يقول :
و أول ما قاد المودة بيننا بوادي بغيض ، يا بثين ، سباب
فقلنا لها قولاً ، فجاءت بمثله ، لكل كلام ، يا بثين ، جواب
على أن أخبار جميل و أشعاره تدلنا أن بثينة لم تكن أول من أحب من النساء ، فقد تعشق قبلها أختها أم الجسير أو أم الحسين ، على اختلاف الروايات فيها . فمن ذلك قوله ينسب بها :
ألم تسأل الدار القديمة : هل لها بأم جسير ، بعد عهدك ، من عهد
و قوله أيضاً :
يا خليلي ، إن أم حسين حين يدنو الضجيع من علله
روضة ذات صفوة و خزامى ، جاد فيها الربيع من سلبه
فلما علق بثينة شغلته عن سائر النساء ، فوقف قلبه و شعره عليها ، يذكر اسمها مرة ، و يكني عنه مرة باسم آخر ، حتى شهر بها و شهرت به ، فقيل : جميل بثينة . و تحدث بهما الناس في القبيلة و خارج القبيلة . فلما جاء يخطبها إلى أبيها ، ضن عليه بها ، لئلا يلحقه عارها ، و آثر تزويجها فتى من عذرة يقال له نبيه بن الأسود ، و فيه يقول جميل :
لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينة ، لطيفة طي الكشح ، ذات شوىً خدل
و زاده زواجها ولهاً بها ، فأخذ يزورها خفية في بيت بعلها ، و يشبب بها في شعره ، و لم تكن تتوارى عنه إذا جاءها ، و تساعدها على أخواتها على الاجتماع به ، و يحتلن على زوجها و والدهن ، فيصرفنهما عنها ، إذا طلباه عندها . و تعرض له أهلها و أنسباؤها غير مرة للإيقاع به ، فكان يدفعهم عنه معتزاً بسيفه و شجاعته ، لا يبالي تألبهم عليه ، و في ذلك يقول :
فليت رجالاً فيك قد نذروا دمي ، و هموا بقتلي ، يا بثين ، لقوني
إذا ما رأوني طالعاً من بثينة ، يقولون : من هذا ؟ و قد عرفوني
و لم يقتصر الأمر عليهم بل تصدى له الشعراء من بني الأحب رهط بثينة يهجونه كعبيد الله بن قطبة و أخيه جواس ، و عمير بن رمل و سواهم ، فرد عليهم جميل ، و بلغ من هجائهم ما بلغوا من هجائه . و كان جواس زوج أم الحسين أخت بثينة ، و قد تغزل بها جميل كما ذكرنا ، فأخذ يهجوه و جميل لا يجيبه احتقاراً له ، حتى قال في أخته : ولن أذكره هنا
فحمي جميل حينئذ ورد عليه ، فالتحم بينهما الهجاء ، فغضب لجميل نفر من قومه ، يقال لهم بنو سفيان ، فجاؤوا إلى جواس ليلاً ، و هو في بيته ، فضربوه ، و عوروا امرأته أم الحسين ، فقال جميل :
ما عر جواس استها ، إذ يسبهم بصقري بني سفيان : قيس و عاصم
هما جردا أم الحسين ، و أوقعا أمر و أدهى من وقيعة سالم
فاستاءت بثينة من جميل لهجائه أهلها جميعاً ، و ما كانت تتوقع منه أن يتناول أختها بشعره . فقال يخاطبها :
تفرق أهلانا ، بثين ، فمنهم فريق أقاموا ، و استمر فريق
فلو كنت خواراً لقد باح مضمري و لكني صلب القناة ، عريق
كأن لم نحارب ، يا بثين ، لو أنه تكشف غماها ، و أنت صديق
و لقد أعذر جميل إليها ، فإنه شجاع حمي الأنف لا يحتمل الضيم ، و لا ينكص عن مقارعة من هاجاه ، ما استطاع إليه سبيلا . وهو إلى ذلك أعرابي فيه عنجهية أهل البادية،
وحفاظهم على الحرم ،ودفعهم الشر بمثله ،فلم يتمالك عن الإقذاع لأختها ،بعد ما أقذع زوجها لأخته . وإذا كانت بثينة لا تحمل له الحقد ، وإن غضبت عليه ،فأهلها محنقون ساخطون يرصدون له الأذية ،ويوالون الشكوى إلى عشيرته مهددين متوعدين ،حتى إذا أعياهم أمره استعدوا عليه بني عامر بن ربيعي بن دجاجة ،وكان عاملاً على وادي القرى ، وقالوا له : يهجونا و يغشى بيوتنا و ينسب بنسائبنا . فأباحهم دمه إن وجدوه قد غشي دورهم فحذرهم مدة ، ثم وجدوه عندها ، فتوعدوه و كرهوا أن ينشب بينهم و بين قومه حرب في دمه ، و كان قومه أعز من قومها ، فأعادوا شكواه إلى العامل ، و شكوه إلى مالك بن هشام الحضرمي والي تيماء من قبل عبد الملك ، فطلبه طلباً شديداً ، فهرب إلى اليمن ، فأقام بها مدة . حتى إذ عزل الوالي عاد إليها يتبعها حيث كانت . و ربما عرضت له أسفار أبعدته عنها ، فقد ترحل إلى الشام و طالت إقامته فيها ، و قيل إن بثينة علقت في غيابه حجنة الهلالي ، فلما رجع جميل جفاها زمناً ثم اصطلحا و عاد الهوى إلى حاله ، و كثيراً ما كانت تحدث أمثال هذه المجافيات بينهما ، كما تحدث بين العشاق عادة ، تتعمدها بثينة إثارة لغيرته أو نكاية به لأمر تتسخطه منه . و ربما حدث ذلك بمساعي أهلها أو أهله . روى صاحب الأغاني أن رهط بثينة أخذوا يذيعون أن جميلاً يتبع أمة لهم ، و أن بثينة لا علاقة لها به ، يريدون إذلاله و تبرئة فتاتهم ، فاحتدم جميل غيظاً و أراد تكذيبهم صوناً لسمعته ، و إن أساء إلى سمعة حبيبته ، و هو صنيع لا يحمد عليه العاشق العذري ، و لكن خلق البداوة يغلب أحياناً عليه . فواعد بثينة ببرقاء ذي ضال ، فتحادثا ليلاً حتى أسحرا . ثم قال لها : هل لك أن ترقدي ؟
قالت : ما شئت ، و أنا خائفة أن نكون قد أصبحنا .
فوسدها إلى جانبها ، ثم اضطجعا و نامت . فانسل و استوى على راحلته فذهب . و أصبحت في مضجعها و الحي يراها راقدة عند مناخ راحلة جميل . فلما انتبهت علمت ما أراده بها ، فهجرته و آلت ألا تظهر له . و في ذلك يقول :
فمن يك في حبي بثينة يمتري ، فبرقاء ذي ضال علي شهيد
و لطالما قرعه نساء عشيرته ليبعدنه عنها ، فيقلن له : إنما حصلت منها على الباطل و الكذب و الغدر ، و غير ك أولى بوصلك منها ، كما أن غيرك يحظى بها ؛ فيتألم جميل و يعاتب بثينة و يتهمها ، فيتهاجران مدة ثم يتعاتبان و يتصافيان . و ربما رآها تتحدث إلى فتى من بني عمها ، منصرفة غليه بجملتها ، فيتلظى فؤاده غيرة عليها ، فيعطف على فتاة غيرها يحادثها و يلازمها ، فيشق ذلك عليه و على بثينة ، و كل واحد منهما يكره أن يبدي لصاحبه شأنه حتى إذا غلبه الأمر دخل إلى البيت الذي كان يجتمع فيه معها . فتراه بثينة فتأتي إلى البيت و لا تبرز له ، فيجزع جميل ، و يجعل واحد منهما يطالع صاحبه ، و قد بلغ الأمر من جميل كل مبلغ ، فيقول :
لقد خفت أن يغتالني الموت عنوة ، و في النفس حاجات إليك كما هيا
و إني لتثنيني الحفيظة ، كلما لقيتك يوماً ، أن أبثك ما بيا
ألم تعلمي ، يا عذبة الريق ، أنني أظل ، إذا لم أسق ريقك ، صاديا ؟
فترق له و تصالحه ثم تقول له : أنشدني قولك :
تظل وراء الستر ترنو بلحظها ، إذا مر من أترابها من يروقها
فينشدها إياه ، فتبكي و تقول : كلا جميل ، و من ترى أنه يروقني غيرك ! فقد كانت بثينة تهوى جميلاً ، و تؤثره على غيره من الفتيان الذين كانوا يروقونها ، فتميل إليهم تلهياً أو تشفياً ، و ظلت محافظة على مودته ، و هي امرأة ذات بعل ، لا تتلكأ عن الاختلاء به كلما جاء إليها ، أو دعاها إليه ، و حسبنا دليلاً على وفائها له ، ما أصابها يوم نعاه الناعي إليها . و كان قد هاجر إلى مصر بعدما بلغ به اليأس مبلغه ، فمرض هناك مرضته الأخيرة ، فلما حضرته الوفاة دعا برجل و قال له : " هل لك أن أعطيك كل ما أخلفه ، على أن تفعل شيئاً أعهد به إليك ؟" قال : نعم . قال : " إذا مت ، فخذ حلتي هذه ، و اعزلها جانباً ، و كل شيء سواها لك ، و ارحل إلى رهط بثينة على ناقتي هذه، و البس حلتي هذه إذا وصلت ، و اشققها ثم اعل على شرف ، و صح بهذه الأبيات :
" صدع النعي ، و ما كنى ، بجميل ، و ثوى بمصر ثواء غير قفول
و لقد أجر الذيل في وادي القرى ، نشوان بين مزارع و نخيل
قومي ، بثينة ، فاندبي بعويل ، و ابكي خليلك دون كل خليل "
فلما أتى الرجل و أنشد الأبيات ، برزت بثينة و قالت : " يا هذا إن كنت صادقاً فقد قتلتني ، و إن كنت كاذباً فقد فضحتني . " فقال : " ما أنا إلا صادق . " و أراها الحلة ، فصاحت ، و صكت وجهها . فاجتمع نساء الحي يبكين معها ، حتى صعقت . فسقطت مغشياً عليها ساعة ثم قامت و قالت :
و إن سلوي عن جميل لساعة من الدهر ما حانت ، و لا حان حينها
سواء علينا ، يا جميل بن معمر ، إذا مت ، بأساء الحياة و لينها
و أما حب جميل لبثينة فلم يخالطه هوى آخر ، على كثرة الفتيات اللواتي كن يتعرضن له ، و هن من عشيرته ، ليصرفنه عنها ، فما هفا فؤاده إلى سواها ، و لا استملح حديثاً غير حديثها ، و لا استعذب ثغراً سوى ثغرها ، و لم يقل الشعر ، بعدما أحبها ، إلا فيها ، و مات و ذكرها في قلبه و لسانه ؛ و آخر شعر قاله بعث به غليها . و هي التي أوحت إليه الغزل الجميل الذي لم يعرف الشعر القديم أوقع منه أثراً في النفس ، و لا أبلغ منه تحريكاً للقلب و إثارة للعاطفة ، لا يقتصر على التشبيب بمحاسن المرأة بل يضيف إليه شيئاً روحياً يعنى بنفس الشاعر و مشاعرها و آلامها و آمالها ، و ربما كانت عنايته بنفسه أكثر من عنايته بوصف محبوبته ، فلا يكاد يذكرها حتى ينصرف إلى بث شكواه و ما يلاقيه من تباريح البعد و الجفاء و الحرمان ، صادق اللوعة ، عف الضمير و اللسان ، رصين التعبير لا يتبذل . و قلما قرأت له من الشعر ما يبعث الشك في عفته و عفة صاحبته إلا أبياتاً قليلة تلمح من خلالها الريبة لمحاً ، و قد يكون الدافع إليها سخطة منه على بثينة إذا هجرته أو مالت إلى غيره ، كما حدث له معها حين علقت حجنة الهلالي ، فطلب منها أن تعلم جميلاً بأنها استبدلته به ، فقالت :
ألم تر أن الماء غير بعدكم ، و أن شعاب القلب بعدك حلت ؟
فأجابها جميل :
فإن تك حلت ، فالشعاب كثيرة ، و قد نهلت منها قلوصي و علت
أو أن يكون الدافع إليها حميته البدوية للذود عن كرامته كقوله :
فبرقاء ذي ضال علي شهيد
أو أنها تأتي في جملة تشبيبه فيذكر عناقها و رشف ثغرها مثل قوله :
ألم تعلمي ، يا عذبة الريق ، أنني أظل ، إذا لم أسق ريقك ، صاديا ؟
و هذه كلها هنات لا تقدح في عفة غزل جميل و روحانيته ، و هو القائل :
و إني لأرضى من بثينة بالذي لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا ، و بألا أستطيع ، و بالمنى ، و بالأمل المرجو قد خاب آمله
و بالنظرة العجلى ، و بالحول ينقضي أواخره ، لا تلتقي ، و أوائله
و يقول أيضاً :
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ، و يحيا إذا فارقتها ، فيعود
أما أخباره ففيها تناقض كثير بحسب اختلاف الروايات ، فمنها ما تتحدث عن عفته و تغالي فيها ، و منها ما ترينا الريبة في خلواتها مع بثينة ، فتفسد علينا جمال الهوى العذري ، فإذا هما عاشقان يقتطفان الملذات كسائر العشاق ، و قد يكون في هذه الأخبار ما هو موضوع عليهما رغبة في تفكهة الناس و تسليتهم بغرائب أحاديث المتيمين ، فشعره ، على علاته ، أحق من أخباره بصيانة وجه الجمال العذري .
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2013, 12:16 AM   #4
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



ذي الرُّمَة
اسمه ونسبه:
أجمعت كلّ المصادر والمراجع التي ترجمت لذي الرمّة على أن اسمه "غيلان" ولكنّها اختلفت فيما بينها في نسبه.
فقد جاء في كتاب الشعر والشعراء ما يلي :
" هو غيلان بن عقبة بن بُهيش. ويكنّى أبا الحارث ، وهو من بني صعب بن مِلكان بن عديّ بن عبد مناة".
وذكر البغدادي :
"وذو الرّمة هو غيلان بالمعجمة ابن عقبة . من بني صعب بن مالك بن عديّ ابن عبد مناة ".
وورد في دائرة المعارف الإسلامية ما يلي :
"اسمه غيلان من عقبة بن مسعود (أو بهيش) ".
وقال صاحب وفيات الأعيان:
"غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة ابن كعب بن عوف بن ربيعة بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ".
وجاء في كتاب طبقات الشعراء:
" وذو الرّمة واسمه غيلان وهو الذي يقول :"أنا أبو الحارث، واسمي غيلان" ابن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب ابن عوف بن ثعلبة بن ربيع بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة بن أُدّ ،وهم عديّ التيَّم . وتيم عديّ ، والتّيم من الرباب "
وقال بروكلمان :
"غيلان بن عقبة من بني عديّ ".
وذكر صاحب الأغاني ما يلي :
"اسمه غيلان بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان بن عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر ".
كنيته ولقبه :
أجمعت المراجع والمصادر على أنّ "غيلان" كان يكنّى " أبا االحارث " ، وقد اختلفت في أسباب لقبه بذي الرِّمة . والرُّمة والرِّمّة : قطعة من الحبل بالية، هذا ما ذكره صاحب "لسان العرب " وأضاف : وبه سمّي غيلان العدوي الشاعر ذا الرّمة لقوله في أرجوزته يعني وتداً:
لم يبقَ منها أبدَ الأبيدِ غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سودِ
وغيرُ مشجوج القفا موتودِ فيه بقايا رُمَّةِ التَّقليدِ
يعني ما بقي في رأس الوتد من رُمَّةِ الطُّنبِ المعقود فيه ، ومن هذا يقال: أعطيته الشيء برمَّتِه أي بجماعته .
قال صاحب الخزانة عن ثعلب :" إنّ ميّة لقبته بذلك ،وذلك أنّه مرّ بخبائها قبل أن يتشبّب بها ، فرآها فأعجبته ، فأحبّ الكلام معها ، فخر ق دلوه وأقبل إليها وقال :
يا فتاة اخرزي لي هذا الدّلو.
فقالت: إنّني خرقاء ، (والخرقاء التي لاتحسن عملاً )، فخجل غيلان، ووضع دلوه على عنقه ،وهي مشدودة بقطعة حبل بال ، وولّى راجعاً .فعلمت ميّة ما أراد ، فقالت : يا ذا الرّمّة انصرف . فانصرف ، فقالت له : إن كنت أنا خرقاء فإنّ أمَتي صناع ، فاجلس حتى تخرز دلوَك ، ثم دعتْ أمَتها قالت : اخرزي له هذا الدّلو . وكان ذو الرّمة يسمّي " مية "خرقاء لقولها إنني خرقاء ، وغلب عليه ذو الرّمّة لقولها يا ذا الرّمّة .
وقال ابن قتيبة :
وإنّما سمّي ذا الرّمّة بقوله في الوتد :
لم يبقَ منها أبد الأبيدِ غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سودِ
وغيرُ مرضوخِ القفا موتودِ أشعثَ باقي رُمَّةِ التّقليد
وجاء في الحاشية نقلاً عن الديوان :
لم يبق غير مثل ركود على ثلاث باقيات سود
وغير باقي ملعب الوليد وغير مرضوخ القفا موتود
أشعث باقي رمّة القليد
أما الأصبهاني ، فقد استرسل كعادته ، في سبب اللقب ، فقال :
"ذو الرّمّة لقب . يقال : لقّبته به ميّة ؛ وكان اجتاز بخبائها وهي جالسة إلى جنب أمها فاستسقاها ماءً ، فقالت لها أمها : قومي فاسقيه . وقيل : بل ********* إداوته لما رآها ، وقال لها : اخرُزي لي هذه ، فقالت : والله ما أُحسنُ ذلك ، فإنّي لخرقاء. قال : والخرقاء التي لا تعمل بيدها شيئاً لكرامتها على قومها ، فقال لأمها : مُريها أن تسقيني ، فقالت لها : قومي يا خرقاء فاسقيه ماءً ، فقامت فأَتَته بماء ، وكانت على كتفه رُمًّة ، وهي قطعة من حبل ، فقالت : اشرب يا ذا الرّمّة ، فلُقّب بذلك . وحكى ابن قتيبة أن هذه القصة جرت بينه وبين خرقاء العامريّة . وقال ابن حبيب : لقّب ذا الرّمّة لقوله :
أشعثَ باقي رُمَّةِ التّقليدِ
وقيل : بل كان يُصيبه في صغره فزَعٌ ، فكُتب له تميمة ، فعلّقها بحبْل ، فلُقِّب بذلك ذا الرُّمّة .
ونسخت من كتاب محمد بن داود بن الجرّاح : حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات عن .... :
أن أمّ ذي الرّمة جاءت إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدويّ وهو يُقرئ الأعراب بالبادية احتساباً بما يُقيم لهم صلاتَهم . فقالت له : يا أبا خليل ، إنّ ابني هذا يُرَوًّع بالليل ، فاكتب لي معاذةً أعلِّقها على عنقه ،فقال لها : ائتني برقّ أكتب فيه ، قالت : فإن لم يكن ، فهل يستقيم في غير رقٍّ أ، يُكتب له ؟ قال : فجيئيني بجلد ، فأتته بقطعة جلد غليظ ، فكتب له معاذة فيه ، فعلّقته في عنقه ، فمكث دهراً . ثم إنّها مرّت مع ابنها لبعض حوائجها بالحصين وهو جالس في ملأ من أصحابه ومواليه ، فدنت منه ، فسلّمت عليه ، وقالت : يا أبا خليل ، ألا تسمع قول "غيلان " وشِعرَه ؟ قال : بلى . فتقدّم فأنشده ، وكانت المعاذة مشدودة على يساره في حبل أسود ، فقال الحصين : أحسن ذو الرّمّة ، فغلبت عليه ".
وهكذا نلاحظ اختلاف الروايات بسبب لقب "غيلان " بذي الرّمّة ، إذ إحداها تقول : لأنّه ورد في شعره ، أو في أرجوزته قوله :
أشعث باقي رمّة التقليد
وثانية تذكر أنّ " مية " التي عشقها وتغزّل فيها هي التي لقبته "ذا الرّمّة " ،وثالثة تقول بل "خرقاء" ، وهي محبوبة ثانية ، لقبته بهذا اللقب ، أمّا الرواية الرابعة فتقول : إنّ لقبه هذا كان بسبب تميمة ، كان يعلقها " غيلان " بحبل ، لفزعٍ كان يصيبه في صغره ، والمشهور القول الأول .
وفاته :
اختلفت الروايات في وفاة ذي الرمّة ، من حيث الأسباب ، والمكان ،والزمان .
تقول بعض الروايات أنه خرج إلى الخليفة هشام بن عبد الملك ومات في الطريق ، ودفن بحُزوى وهي الرملة التي كان يذكرها في شعره ، فقد ذكر ابن سلاّم عن أبي الغرّاف أنه مات وهو يريد هشاماً ، وقال في طريقه ذلك :
بلادٌ بها أهلونَ لستُ ابنَ أهلِها وأخرى بها أهلونَ ليس لها أهلُ
بينما يذكر صاحب الأغاني في إحدى رواياته ، أنّه وجد ميتاً وعليه خِلعُ الخليفة ، وهذا يعني موته لدى إيابه وليس حين ذهابه إلى هشام . ويتابع روايته قائلاً : فلما توسّط الفلاة نزل عن راحلته فنفرت منه ، ولم تكن تنفر منه ، وعليها شرابه وطعامه ، فلما دنا منها نفرت حتى مات ، فيقال إنّه قال عند ذلك :
ألاَ أبلغِ الفتيانَ عنِّي رسالةً أهينوا المطايا هنَّ أهلُ هوانِ
فقد تركتني صيدحٌ بمضلَّةٍ لسانيَ ملتاثٌ منَ الطَّلوانِ
قال هارون : وأخبرني أحمد بن محمد الكلابيّ بهذه القصّة ، وذكر أنّ ناقته وردت على أهله في مياههم ، فركبها أخوه ، وقصّ أثره ، حتى وجده ميّتاً وعليه خلع الخليفة ، ووجد هذين البيتين مكتوبين على قوسه .
وهناك رواية تقول إنّه مات في مرض " الجدري" وفي ذلك يقول :
ألمْ يأتِها أنِّي تلبَّستُ بعدها مفوَّفةً صوَّاغُها غيرُ أخرقِ
وعن محمد الأسديّ عن أبيه ، قال :
وردت حجراً وذو الرمّة فيه ، فاشتكى شكايته التي كانت منها منيَّتُهُ ، وكرهت أن أخرج حتى أعلم بما يكون في شكاته ، وكنت أتعهّده ، وأعوده في اليوم واليومين ، فأتيته يوماً وقد ثقلَ ، فقلت : يا غيلان ، كيف تجدُكَ ؟ فقال : أجدني والله يا أبا المثنّى اليوم في الموت ، لا غداة .
وهناك رواية ثالثة تقول إنه أصابه ورم في الصّدر أو غدّة في البطن أهلكته وهذا المرض اسمه " النَّوطة" . فقد ورد عن رجلٍ من بني تميم أنّه قال :
كانت ميتة ذي الرمّة أنّه اشتكى " النّوطة" فوجعها دهراً ، فقال في ذلك :
ألِفتُ كلابَ الحيِّ حتى عرفنني ومُدَّتْ نساجُ العنكبوت على رَحلي
ويتابع صاحب الرواية فيخبرنا أنّ ذا الرمّة تماثل للشفاء قليلاً وأراد زيارة بني مروان ، وفي الطريق قمصت به ناقته لأنّها كانت معفاة من الركوب فترة مرضه ، فانفجرت " النّوطة" التي كانت به ومات .
ويقول ابن قتيبة : إنّه دفن بالبادية دون تحديد مكان معيّن ، وكذلك " كارل بروكلمان ". أما " الزركلي" فيقول : توفي بأصبهان أو بالبادية ، ولا أدري من أين أتى بأصبهان ، وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أنّه دفن في الصحراء غير بعيد من البصرة ، أما أصحاب الموسوعة العربية الميسّرة فيقولون دفن في "الدّهناء" .
وبالنسبة إلى الفترة التي عاشها ذو الرمّة وتاريخ وفاته فإنّ معظم المصادر والمراجع تذكر أنه مات في الأربعين من عمره ، ويُنسبُ إليه أنّه قال لمّا حضرته الوفاة : "أنا ابن نصف الهرم ، أي أنا ابن أربعين " . وكان ذلك سنة /117/ هجريّة الموافق لسنة /735/ ميلادية .

أما صاحب العقد الفريد فإنه يختلف مع تلك المراجع والمصادر إذ جاء فيه ما يلي :
قال أبو عبيدة : حدّثني يونس بن حبيب قال :
لمّا استُخلفَ " مروان بن محمد " دخل عليه الشعراء يهنّئونه بالخلافة فتقدّم إليه ... ثم تقدّم إليه ذو الرمّة متحانياً كبرةً وقد انحلّت عمامته منحَدِرةً على وجهه ، فوقف يُسَوِّيها . فقيل له : تقدّم . قال : إني أُجلّ أمير المؤمنين أن أخطب بِشرفه مادحاً بلوثه عِمامتي . فقال مروان : ما أمَّلتُ أنّه قد أبقت لنا منك "ميّ" ولا " صيدح" في كلامك إمتاعاً . قال : بلى والله يا أمير المؤمنين ، أرِد منه قراحا ، والأحسن امتداحاً . ثم تقدّم فأنشد شعراً يقول فيه :
فقلتُ لها سيري أمامك سيِّدٌ تفرَّع من مَروان أو من مُحمّد
فقال له :
ما فعلت " ميّ" ؟ فقال :
طُويت غدائرُها ببُردٍ بَلِيَ ،ومحا التُّرب محاسن الخدّ .
فالتفت مروان إلى العباس بن الوليد ، فقال : أما ترى القوافي تنثال انثيالاً ، يُعطى بكلّ من سمّى من آبائي ألف دينار . قال ذو الرمّة : لو علمت لبلغت به عبدَ شمس .
هناك تناقض واضح بين الروايات السابقة ، التي تقول إنّ ذا الرمّة مات في نصف الهرم أي في سنّ الأربعين ، وبين هذه الرواية التي ذكرها صاحب العقد حيث يقول إنّ ذا الرمّة دخل على الخليفة " متحانياً كبرة" أي مقوّس الظهر لكبر سنّه وهذا يعني أنّه تجاوز الثمانين من عمره . وقوله أيضاً :" قد انحلّت عمامته منحدرة على وجهه " توحي أيضاً أنّه كبير السنّ .
وهناك ملاحظة أخرى وهي : إن مجمل المصادر والمراجع تقول إنّ وفاة ذي الرمّة كانت سنة /117/ هجريّة ، وكانت بداية خلافة مروان سنة /127/ هجريّة أي بعد وفاة ذي الرمّة بعشر سنين فكيف يمكن الربط بين هذه وتلك ؟ وأيتها الأصح ؟ العلم عند الله .
وقيل إنّه كان آخر ما قال من الشعر وهو يجود بنفسه :
يا ربّ قد أشرفتْ نفسي وقد علمَتْ عِلماً يقيناً لقد أحصيتَ آثاري
يا مُخرجَ الرّوح من جسمي إذا احتُضِرتْ وفارجَ الكربِ زحزحني عن النَّارِ
وقد ورد البيت الثاني كما يلي :
يا قابضَ الرّوحِ من نفسي إذا احتُضِرتْ وغافرَ الذّنبِ زحزحني عن النّارِ
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2013, 12:19 AM   #5
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



عمر بن أبي ربيعة
644 – 711 م
شاعر قريش وفتاها ، ولم تكن العرب تقر لقريش بالشعر حتى نبغ ابن أبي ربيعة فأقرت لها به ، كما أقرت لها بالشرف والرياسة . وكان جرير إذا أنشد شعر عمر قال : "هذا شعر تهامي ، إذا أنجد ، وجد البرد ." حتى أنشد رائيته الشهيرة فقال : "ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر " وسمع الفرزدق شيئاً من نسيبه فقال : "هذا الذي كانت الشعراء تطلبه ، فأخطأته وبكت الديار ، ووقع هذا عليه " وسئل حماد الراوية عن شعره فقال: "ذاك الفستق المقشر " .
وكان الشاعر لا يشتهر في ذلك الحين إلا إذا مدح وهجا ، ورفع قبيلة وأسقط أخرى ، فتقاس فحولته بمقياس مدائحه وأهاجيه ، ويجعل له طبقة بين الشعراء . أما ابن أبي ربيعة وإن لم يعد من أصحاب الطبقات فقد طارت له شهرة في الغزل يحسده عليها أكثرهم. واعترف له بالشاعرية كبار الشعراء أمثال الفرزدق وجرير ، وجعل الغزل فناً مستقلاً يعرف به صاحبه ، بعدما كان غرضا تابعاً لغيره من الأغراض ، أو وسيلة يستهل بها الشاعر قصيدته للوصول إلى غايته . فقد وقف الشاعر القرشي شعره على المرأة ، فلم يقصد من المدح غير محاسنها . لا حسنات الرجال ، فكان أتبع لها من ظلها لا تروقه الحياة إلا في مجلس حب ولهو ودعاب . وكان له من شبابه وجماله وشاعريته ومحتده وثروته ما سهل له سبل الملذات ، فلها وعبث ما شاء أن يلهو ويبعث . فما وقعت عينه على حسناء قرشية أو غير قرشية إلا تتبع خطاها وشهرها بأشعاره ، ولولا نسبه في قريش وشوكة بني مخزوم لناله من وطأة السلطان ما نال سواه من الشعراء الغزلين . ومع ذلك لم ينجُ من التهديد والوعيد إما من قبل العشائر وإما من قبل الولاة ، فقد حدثنا الرواة أن بني تيم بن مرة القرشيين ثاروا غضاباً من غزله في نسائهم ، وأن الحجاج بن يوسف كتب إليه يتوعده إن ذكر فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بشعره .
وسبب ذلك أن عمر كان ينتظر موسم الحج حتى إذا حان اعتمر ولبس الحلل الفاخرة وخرج من مكة يتلقى الحواج المدنيات والعراقيات والشاميات ، فيتعرض لهن ويتبعهن إلى مناسك الحج . ولا يزال يترقب خروجهن للطواف في الكعبة حتى ينظر إليهن محرمات ، فيرى منهن ما لا يراه خارج الحرم فيصفهن ويشهرهن بشعره . فاتفق ذات يوم أن رأى عائشة بنت طلحة تطوف بالبيت ، وكانت من أجمل أهل دهرها ، فبهت لما رآها وعلمت أنها قد وقعت في نفسه ، فبعثت إليه جارية لها وقالت : "قولي له : اتق الله ولا تقل هجراً؛ فإن هذا مقام لابد فيه مما رأيت " فقال للجارية : "أقرئيها السلام وقولي لها: ابن عمك لا يقول إلا خيراً." وقال فيها :
لعائشة ابنة التيمي عندي---حمىً في القلب لا يرعى حماها
فتأثر فتيان بني تيم عندما روي لهم شعره فيها، وقال أحدهم : " يا بني تيم بن مرة ليقذفن بنو مخزوم بناتنا بالعظائم !" فمشى ولد أبي بكر وولد طلحة بن عبيد الله إلى عمر ، وأنكروا عليه غزله بعائشة ، وأظهروا له استياءهم . فقال لهم : "والله، لا أذكرها في شعر أبداً " ثم أخذ يكني عن اسمها في قصائده ويتلطف في تبليغها ما يريد على أعواد المغنين .
وروى صاحب الأغاني خبره مع فاطمة بنت عبد الملك الخليفة الأموي ، قال: إن فاطمة حجت ، فكتب الحجاج إلى عمر يتوعده بكل مكروه ، إن ذكرها في شعره . فسكت عنها خوفاً من الحجاج ، مع أنها كانت تحب أن يقول فيها شيئاً لما له من الشهرة في وصف النساء . فلما قضت حجها ، خرجت فمر بها رجل ، فقالت له: "من أنت؟ " قال: " من أهل مكة . " قالت: "عليك وعلى أهل بلدك لعنة الله!" قال : "ولم ذاك؟ " قالت : "حججت فدخلت مكة ومعي من الجواري ما لم تر الأعين مثلهن، فلم يستطع الفاسق ابن أبي ربيعة أن يزودنا من شعره أبياتاً نلهو بها في الطريق في سفرنا . " قال: " فإني لا أراه إلا قد فعل . " قالت : " فأتنا بشيء إن كان قاله ، ولك بكل بيت عشرة دنانير . " فمضى إليه فأخبره . فقال : " لقد فعلتُ، ولكن أحب أن تكتم عليّ . " ثم أنشده قوله :
راع الفؤادَ تفرقُ الأحبابِ---يوم الرحيل، فهاج لي أطرابي
ولكنه لم يذكرها باسمها خوفاً من أبيها ومن الحجاج.
وهكذا كان ابن أبي ربيعة موكلاً بالجمال يتبعه ويصوره في شعره غير مقتصر على امرأة واحدة يتعشقها ويخصها بفؤاده وفنه ، فكثرت عنده أسماء النساء ، ومنهن معروفات الحلة والنسب ، ومنهن غير معروفات ، وتزوج غير مرة ، وله في كل زواج خبر طريف رواه الأغاني في جملة ما روى من أخباره . على أن الحياة الزوجية لم تحل دون توزع قلبه بين الحسان ومطاردته لهن في الحج والطواف، والاستئناس بحديثهن في الخلوات والنزهات ، حتى بلغ الأربعين فتاب إلى ربه، كما يقول الرواة، وحلف ألا يقول بيت شعر إلا أعتق رقبة ، حتى مات ؛ وكانت وفاته في خلافة الوليد بن عبد الملك .
وشعر ابن أبي ربيعة في المرأة لا يتميز عن غيره في ذكر محاسنها الخارجية ، فقد وصفها كما وصفها غيره ، وأعطاها التشابيه المألوفة في عصره وقبل عصره ، ولكنه يتميز بإدراك نفسيتها ، وتصوير أهوائها وعواطفها ، والتنبه لحركاتها وإشاراتها ، ومعرفة حديثها وطرق تعبيرها ، فليست المرأة شبحاً غامضاً يتراءى في شعرة ، بل روح خافق الفؤاد مختلج بعناصر الحياة .
وجاء القصص الغرامي عنده أوسع وأتم مما هو عند أستاذه امرئ القيس ، فله قصائد نجد فيها القصة مستكملة الهيكل من تمهيد وعقدة وحل طبيعي ، على ما يتخللها من حوار لذيذ تشترك فيه أشخاصها ، حتى ليخيل إليك أنك تقرأ قطعة تمثيلية تطالعك بأحاديث الحب ولغة المرأة في صدر الإسلام . فقد وسع عمر نطاق الحوار ولم يقصره على شخصين ، وأكثر منه في غزله وراعى فيه ذهنية المرأة وتعابيرها ، ففاق به من تقدمه وأحرز السبق على معاصريه .
وأضفى على غزله شيئاً كثيراً من خفة روحه ورقة طبعه فجاء لين الملمس طيب المساغ حلو الألفاظ يرتفع به حيناً إلى الصياغة الجميلة المحكمة التي أرضى بها أعلام الشعراء كالفرزدق وجرير ، ويميل به حيناً إلى التعابير الخفيفة السهلة التي تروق المغنين والمغنيات ، ويسف به أحياناً فما يستهويك فيه فن وجمال ، وإن اشتمل على ما يشتمل المرأة من نكتة وحوار ومداعبة ، وهو الذي رأى فيه جرير هذيان القرشي مثل قوله :
ولوت رأسها مراراً ، وقالت ،---إذ رأتني : اخترت ذلك أنتا
حين آثرتَ بالمودة غيري،---وتناسيت وصلنا ومللتا
قلتَ لي قول مازح تستبيني---بلسانٍ مقولٍ ، إذ حلفتا
عاشري فاخبري فمن سوء جدي---وشقائي عوشرتَ ثم خبرتا
فوجدناك، إذ خبرنا ، ملولاً--- طرفاً، لم تكن كما كنت قلتا
قلت: مهلاً ، عفواً جميلاً ! فقالت:---لا وعيشي ، ولو رأيتك متا
ويستوقفنا قولها له : فوجدناك ملولاً طرفاً ، فقد كان عمر كذلك في معاشرة المرأة ؛ والطرف : الرجل الذي لا يثبت على صحبة أحد لملله ، وكثيراً ما شكت النساء تقلبه وتنقله من واحدة إلى أخرى على إعجابهن به، وحبهن له، وميلهن إلى شعره . وقد عرف مكانته لديهن ، فاستغل تهافتهن عليه، مع ما به من زهو وخيلاء ، واعتداد بجماله وشبابه ، فتحول شيء من حبه الجسماني إلى شخصه ، فأخذ يشبب بنفسه ، ويجعل النساء تطلبه بدلاً من أن يطلبها وتعترف بإمارته على قلوبها ، وتغمزه إذا رأته في طريقها ، وتنعته بالقمر ، ولا تتحرج من أن تدعوه إليها في الخلوات . فكان من تلك الطبقة التي تعشقت ذاتها . وهو على كل حال أشهر الغزلين وأكبر زعماء هذا الفن في صدر الإسلام .
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2013, 12:22 AM   #6
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



عروة بن أذينة
؟- نحو 130 ه / 717 م
هو عروة بن أذينة ، وأذينة لقبه ، واسمه يحيى بن مالك الليثي الكناني بن الحارث ابن عمرو بن عبد الله بن زحل بن يعمر ، وهو الشدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبدِ مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار . ويكنى عروة بن أذينة ، أبا عامر ، وهو شاعر غزل مقدّم ، من شعراء أهل المدينة عاش فيها في العصر الأموي ، وهو معدودٌ في الفقهاء والمحدّثين ولكن الشعر أغلب عليه .
وهو القائل :
لقد علمت وما الإسراف من خلقي أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنّيني تطلّبه ولو قعدت أتاني لا يعنّيني
روى عنه مالك بن أنس ، وعبيد الله بن عمر العدويّ . لا نعرف الكثير عن أمه وأبيه ، إلا أن والده كان من أهل المدينة . ولعروة ولد يدعى يحيى ، وأخ اسمه بكر فمات فرثاه عروة بقوله :
سرى همي وهم المرء يسري وغاب النجم إلا قيد فترِ
أراقب في المجرّة كل نجم تعرض أو على المجراة يجري
لهمِّ ما أزال له قريناً كأن القلب ابطن حرّ جمر
على بكر أخي ، فارقت بكراً وأيُّ العيش يصلح بعد بكر
ولما سمعت السيدة سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ، هذا الشعر قالت : ومن هو بكر هذا ؟ فوصف لها ، فقالت : أهو ذلك الأسيد الذي كان بمر بنا ؟ قالوا نعم ، قالت لقد طاب بعده كل شيء حتى الخبز والزيت . وعاش عروة في المدينة وكان في أول عمره يصنع الألحان ، وكانت حياته حياة نسك وزهد وعبادة وكان من أعيان العلماء وكبار الصالحين ، وله أشعار رائقة . ويروى أن سكينة وفقت على عروة بن أذينة فقالت له: أنت قائل :
إذا وجدت أوار الحبِّ في كبدي أقبلت نحو سقاء الماء أبتردُ
هبني بردتُ ببرد الماء طاهرهُ فمن لنار على الأحشاء تتقدُ
فقال لها نعم ، فقالت : وأنت القائل :
قالت وأبثثتها سرّي فبحت به قد كنت عندي تحبّ الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي ؟ فقلت لها غطّي هواك وما ألقى على بصري
فقال : نعم ، فالتفتت إلى جوارٍ كنَّ حولها وقالت : هن حرائر إن كان خرج هذا من قلب سليم قط
وكان أسلوبه في الغزل رقيقاً وعذباً ، وكان كثير القناعة ، وله في ذلك أشعار سائرة ، وكان قد وفد من الحجاز على هشام بن عبد الملك بالشام في جماعة من الشعراء ، فما دخلوا عليه عرف عروة ، فقال له: ألست القائل :
لقد علمت وما الإسراف من خلقي أن الذي هو رزقني سوف يأتيني
أسعى له فيعنّيني تطلّبه ولو قعدت أتاني لا يعنّيني
وما أراك فعلت كما قلت ، فإنك أتيت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق ، فقال : لقد وعظت يا أمير المؤمنين فبالغت في الوعظ ، وأذكرت ما أنسانيه الدهر ، وخرج من فوره إلى راحلته فركبها وتوجه راجعاً إلى الحجاز ، فمكث هشام يومه غافلاً عنه ، فلما كان في الليل استيقظ من منامه وذكره ، وقال : هذا رجل من قريش قال حكمة ووفد إليّ فجبته ورددته عن حاجته ، وهو مع هذا شاعر لا آمن لسانه ، فلما أصبح سأل عنه ، فأخبر بانصرافه ،فقال :لا جرم ليعلمنّ أن الرزق سيأتيه ، ثم دعا بمولى له وأعطاه ألفي دينار ، وقال : الحق بهذه عروة بن أذينة فأعطه إياها ، قال : فلم أدركه إلا وقد دخل بيته ، فقرعت عليه الباب ، فخرج فأعطيته المال ، فقال أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل له : كيف رأيت قولي ؟ سعيت فأكديت ، ورجعت إلى بيتي فأتاني فيه الرزق . توفّى عروة بن أذينة نحو سنة 130ه/ 717 م ولم نعثر على ترجمة تثبت تاريخ الوفاة .
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2013, 01:37 PM   #7
عضو رائع
 
الصورة الرمزية ابو الوردتين
 
تم شكره :  شكر 1029 فى 521 موضوع
ابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this pointابو الوردتين is an unknown quantity at this point

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

ماشاء الله عليك اختي بنت الاصول
استمتعنا بما تكتبين.. ذائقة شعريه جميله
وجهد يذكر فيشكر .. تقبلوا مروري

ابو الوردتين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2013, 12:12 PM   #8
عضو جديد
 
الصورة الرمزية مشاري الدحوم
 
تم شكره :  شكر 10 فى 7 موضوع
مشاري الدحوم is an unknown quantity at this point

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

ثمة دائماً كائن بشري يتكلم. ثمة دائماً مرور للزمن. ثمة تغيير، والقارئ يدلي بشهادته عن حياة الشاعر أو ذهنه. على المستوى الأساسي، كل القصائد الطويلة اعترافية حتى لو كان كل ما تعترف به هو كيف بدّد الشاعر الكثير من وقته

مشاري الدحوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-10-2013, 05:06 PM   #9
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

اخوي الكريمين
ابو الوردتين

مشاري الدحوم

اشكركما على تعطير متصفحي بمروركما
جزاكم الله كل خير
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 11:34 PM   #10
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



ربما دعوة واحدة ترفعها الى الله
تجلب لك المستحيل فقط قل يارب


يارب يارب يارب

اللهم اني ادعوك في اخر هذه السنة ان لاتغفر لمن ضلمني واساء الي
اللهم اجعله يتمنى العافية ولا يجدها
اللهم سلط عليه غضبك اللهم ازل السعادة من طريقة

اللهم اره في نفسه مايكره
يارب يارب يارب
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2013, 04:23 PM   #11
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه



الشاعر أبو زيد الهلالي

هو أبو زيد الهلالي . . . هكذا عرفه الناس وتناقلت الأجيال اسمه حتى طغى اللقب على الاسم.
أما اسمه الحقيقي هو : سلامه بن رزق الهلالي . . .
وقد استغل أبو زيد سمار بشرته بإخفاء شخصيته في أكثر المواقف التي تتطلب الحيلة وتخلصه من المواقف الحرجة.
وتناقل الرواة عنه حبه الشديد لأجمل فتيات القبيلة ((عليا)) وتعلقها به وتبادله للقصائد معها كقوله:

حمامتيـن فــوق نبنـوب دوحــه

وراكـن فـردٍ والحمــام جمــوع

وراكن ما تبكـن (( عليـا )) مظنتـي

لـو كـان ما يجـري لكـن دمـوع


وقوله أيضاً:
يقولون لي (( عليـا )) نشـاش دقـه

وأنا أقول ريانٍ مـن الغـي عودهـا

قولوا لطـرد الهوى يطـرد الهـوى

بالاجهـاد عنهـا لا يـرده حسودهـا


وقد عرف عن أبو زيد ولعه وحبه الكبير للكرم ومما يروى عنه حينما قل ما في يده قوله بهذين البيتين من عيون الشعر النبطي.
يقـول الهلالـي والهلالـي سلامـه

علـيّ الطـلاق إن المقـل ذليــل

ينـوض يبغـي للمراجـل وينثنـي

كمـا ينثنـي بـالحمـول هـزيـل


أما حِكَم أبو زيد الهلالي بأشعاره كثيرة ومتعددة كقوله:
مـا يــدٍ إلاَّ ويــد الله فـوقهــا

ولا طـايـراتٍ إلاَّ وهـن وقــوع


ومما ينسب إليه:
طلبـك للممنــوع منـك سفـاهـه

وصدك عن اللي صد عنـك صـواب

لا شفت ناسٍ عنـك مغلـوق بابهـم

ظهـور المطـايـا يفتـح الله بـاب
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه