رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

أول حصن هاجمه المسلمون من حصون اليهود الثمانية هو حصن ناعم وكان هو خط الدفاع الأول لليهود وهاجمه المسلمون أولا لموقعه الإستراتيجي وكان هذا الحصن ملك لمرحب أحد المقاتلين الأشاوس الذي خرج للقتال وهو يقول قد علمت خيبر إني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب.

خرج على رضي الله عنه إلى حصن ناعم فبرز لليهود ودعاهم إلى الإسلام وأرشدهم إلى الإيمان فرفضوا الدعوة وخرجوا لقتال المسلمين بقيادة ملكهم ( مرحب ) الذي كان ينشد قائلا: قد علمت خيبر إني مرحب- شاكي السلاح بطل مجرب –إن الحروب قد أتتنا تلهب.

[بين السطور]

خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى مرحب وكان ينشد قائلا: أنا الذي سمتني أمي حيدرة-كليث غابات كريه المنظره-أوفيهم بالصاع كيل السندره، ثم ضرب ( مرحب ) بالسيف فقتله، وفتح الله على يديه خيبر.

لما طلع علي رضي الله عنه على أحد حصون اليهود قال له أحد اليهود من أنت قال له: أنا علي قال له: علوتم والذي نزل على موسى، ثم خرج ياسر أخو مرحب يطلب المبارزة فبرز له الزبير رضي الله عنه.

[بين السطور]

خافت صفية رضي الله عنها على ولدها الزبير بين العوام رضي الله عنه لما خرج لقتال (ياسر) اخو مرحب فقالت يا رسول الله يقتل أبني؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم بل أبنك يقتله فقتله الزبير بن العوام رضي الله عنه .

دار القتال المرير حول حصن ناعم فقتل مجموعة من عظماء اليهود وعجزوا عن رد المسلمين وطال القتال أياما فتسلل اليهود إلى حصن الصعب وتركوا حصن ناعم الذي دخله المسلمون.

[هدوءٌ مبهم!]

أسأل الله أن يكون لك هذ الموضوع شفيعا ً يوم القيامة,,

[بين السطور]

امين ولك ايضا

[بين السطور]

حصن (الصعب بن معاذ) هو الحصن الثاني لليهود بعد حصن (ناعم) من حيث المنعة والقوة فقام المسلمون بهجوم عنيف بقيادة الحباب بن المنذر الأنصاري وحاصروه ثلاثة أيام.

في اليوم الثالث لحصار حصن الصعب جاء بنو سهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لقد جهدنا وما بأيدينا شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه، فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء، وأكثرها طعاما وودكا"

[بين السطور]

ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين لمهاجمة حصن الصعب فوثب المسلمون إليه وفي مقدمتهم بنو سهم ودار قتال مرير أمام الحصن ثم فتحه الله على المسلمين في ذلك اليوم قبل غروب الشمس، وكان المسلمون بسبب المجاعة قد ذبحوا الحمر الإنسية فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أكلها.

تحول اليهود بعد فتح حصن ناعم والصعب إلى قلعة الزبير وهو حصن في قمة الجبل لا تقدر عليه الخيل ولا الرجال لصعوبته فضرب النبي صلى الله عليه وسلم عليه الحصار.

[بين السطور]

جاء رجل من اليهود فقال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر قلعة الزبير يا أبا القاسم لو أقمت شهرا ما بالوا إن لهم شرابا وعيونا تحت الأرض يخرجون إليها ليلا فيشربون فإن قطعت عليهم شرابهم أصحروا-صاروا كأنهم في الصحراء-

أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي هذه اليهودي وقطع عن المحاصرين في (قلعة الزبير) طريقهم إلى العيون التي يشربون منها، وعندئد برز اليهود فقاتلهم المسلمون أشد القتال ثم فتح الله حصنهم ودخلها المسلمون عنوة.

[بين السطور]

بعد أن فتح المسلمون (قلعة الزبير) انتقل اليهود إلى (قلعة أبي) فحلقهم المسلمون وحاصروهم فقام بطل من أبطال اليهود وطلب المبارزة فقتله المسلمون فقام منهم بطل آخر فقتله أبو دجانة ثم هاجم المسلمون الحصن حتى فتحوه.

هرب اليهود إلى (حصن نزار ) بعد أن فتحه الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وكان اليهود متيقنين بأن المسلمين لا يستطيعون فتحه ولذا فقد وضعوا فيه النساء والأولاد فحاصرهم المسلمون فيه.

[بين السطور]

أحكم المسلمون الحصار على (حصن نزار) ولم يقم اليهود بمهاجمة المسلمين مباشرة ولكنهم كانوا يرمونهم بالنبل و الحجارة وعندئذ نصب المسلمون المنجنيق ورموهم بالقذائف حتى أحدثوا خلل في جدرانه.

لما أحدث المسلمون خللا في جدار حصن نزار اقتحموا على اليهود الحصن فدارت معركة قوية انهزم فيها اليهود هزيمة منكرة ولكنهم لم يستطيعوا الانسحاب المنظم فهربوا من الحصن تاركين النساء والذرية

[بين السطور]

بفتح حصن نزار يكون المسلمون قد أكملوا فتح الشطر الأول من خيبر فتحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى حصون الشق الثاني وهي القموص وحصن الوطيح والسلالم وقد اجتمع فيها مع أهلها كل من فر من حصون الشطر الأول.

اختلف أهل السير في هل جرى قتال في الحصون الثلاثة أم استسلمت بلا قتال ويمكن أن تكون المفوضات جرت بعد أن دار القتال والحق أن نبينا صلى الله عليه وسلم حاصرهم أربعة عشر يوما فلما أيقنوا بالهلاك طلبوا الصلح.

بالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم عاهد ابن أبي الحقيق على أن يترك كل المال ولا يأخذ منه شيئا ويخرج فقط بنسائهم وذريتهم إلا أن (ابن أبي الحقيق) قد أخفى مالا كثيرا فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقتل لغدره.

[بين السطور]

أتى النبي صلى الله عليه وسلم (بكنانة الربيع) وكان عنده كنز بني النضير فسأله عنه فجحده وأنكر معرفته فجاء أحد اليهود فقال للنبي صلى الله عليه وسلم إني رأيت كنانة كل غداة يطوف بهذه الخربة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت لو وجدناه عندك أأقتلك؟ قال نعم.

حفرت الخرابة التي أنكر كنانة صاحب كنز اليهود أن يكون الكنز فيها فوجد فيها بعض كنزهم ثم دفع النبي صلى الله عليه وسلم كنانة إلى الزبير بن العوام فقام بالضغط عليه ثم دفعه إلى محمد بن مسلمة فقتله بأخيه محمود بن مسلمة الذي قتل في أثناء الحصار.

[بين السطور]

سبى النبي صلى الله عليه وسلم (صفية بنت حيي بن أخطب) زوجة كنانة الذي خان العهد ولم يخبر بمال قومه الذي كان خازنا له وقد كان حديث عهد بالزواج بها.

قال بعض اليهود لنبينا صلى الله عليه وسلم دعنا نكون في هذه الأرض لنصلحها فنحن أعلم بها منكم ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم غلمان يصلحون الأرض فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر على أن يعطوه نصف الثمار.

[بين السطور]

رجع جعفر أبن أبي طالب ومن معه من مهاجرى الحبشة أثناء غزو النبي صلى الله عليه وسلم ليهود خيبر فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والله لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر وكان معهم الأشعريين قوم أبي موسى الأشعري فقسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم.

[بين السطور]

لما جمع النبي صلى الله عليه وسلم السبي جاء (دحية الكلبي) فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله أعطني جارية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أذهب فخذ جارية فأخذ صفية بنت حيي.

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطيت دحية صفية لا تصلح إلا لك قال فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال له خذ جارية من السبي غيرها وعرض عليها الإسلام فأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها رضي الله عنها وأضاها ..