رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

اشكر الجميع علي المتابعة
ولكم جزيل الشكر

[بين السطور]

أخذ زيد بن حارثة رضي الله عنه وهو القائد الأول الراية وقاتل بها قتال ضاريا قل له نظير إلا في أمثاله من أبطال الإسلام حتى شاط في رماح القوم –الإشاطة الهلاك- وخر صريعا فحمل الراية بعده جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه القائد الثاني.

حين أخذ الراية جعفر رضي الله عنه أخذ يقاتل قتالا منقطع النظير حتى أرهقه القتال فنزل من فرسه الشقراء فعقرها وقاتل حتى قطعت يمينه فحمل الراية بشماله فقطعت شماله فاحتضن الراية وظل واقفا بها حتى قتل وقيل إن روميا ضربه حتى شقه نصفين رضي الله عنه و أرضاه .

[بين السطور]

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كنت في من شهد مؤتة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدنا به بضعا وتسعين بين ضربة ورمية ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده وقد أبدل الله تعالى جعفر بيديه التي قطع بهما جناحين يطير بهما في الجنة وسمي لذلك بجعفر الطيار وجعفر ذو الجناحين رضي الله عنه و أرضاه.

لما نزل عبد الله بن رواحة للقتال قدم له ابن عمه عرق من لحم وقال له: شد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت فأخذه من يده فانتهس منه نهسة ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله عنه .

[بين السطور]

لما استشهد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وهو القائد الثالث من القادة الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم أخذ رجل من بني عجلان يقال له ثابت بن أرقم الراية فقال: "يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منك فقالوا أنت قال: ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد رضي الله عنه.

أخذ الراية بعد استشهاد القادة الثلاثة خالد بن الوليد رضي الله عنه وقاتل قتالا مريرا فقد روى البخاري عنه قوله: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية" رضي الله عنه و أرضاه .

[بين السطور]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه بما يدور في مؤتة لأن الوحي كان يأتيه ومما قاله عليه الصلاة والسلام: "أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ الراية جعفر وأصيب ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب وكانت عيناه تذرفان ثم قال أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم".

[بين السطور]

قيل أن سبب بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه في جمادي الثاني من السنة الثامنة للهجرة للعرب الذين مالوا إلى الروم في معركة مؤتة أن الاستخبارات الإسلامية قد نقلت للمدينة تجمع قبيلة قضاعة للإغارة على المدينة.

كان قوام جيش عمرو بن العاص ثلاثمائة ومعهم ثلاثون فارسا وكان لواؤه أبيضا ورايته سوداء وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمراً أن يستعين بمن يمر عليهم من قبائل بلى وبلقين وعذرة وقد كان الجيش يسير الليل ويكمن النهار.

[بين السطور]

أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة أن يوافق عمرو ولا يخالفه ولما هم أبو عبيد أن يتقدم ليصلي بالناس قال له عمرو إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير فأطاعه أبو عبيدة وكان عمرو يصلي بالناس.

سار عمرو رضي الله عنه في بلاد قضاعة فلقي في آخرها جمعا فهاجمهم المسلمون فهربوا وتفرقوا في البلاد وبعث عوف الأشجعي برسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيها بما حصل في هذه الغزوة التي تعرف ( بذات السلاسل) وهو اسم لماء نزل به المسلمون.

[بين السطور]

قال ابن القيم رحمه الله في فتح مكة: "هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين واستنقذ به بيته وبلده الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفار والمشركين وهو الفتح الذي استبشسر به أهل السماء وضربت أطناب عزه مواكب الجوزاء ودخل الناس به في دين الله أفواجا وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا"

من بنود اتفاقية النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين في الحديبية أن كل من أحب الدخول في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم فله ذلك وهو ملزم بشروط هذه الاتفاقية فدخلت بنو بكر في حلف مع قريش ودخلت خزاعة في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم.

[بين السطور]

كان بين خزاعة وبين بني بكر عداوة ولكن بعد أن دخلت كل واحدة منهما في حلف مع أحد طرفي صلح الحديبية أمنة كل واحدة على نفسها من الأخرى ولكن نوفل بن معاوية من بني بكر قاد مجموعة من قومه في شعبان 8هـ فأغار على خزاعة وعاونته قريش على ذلك.

لما كثر القتل في خزاعة أثناء ذلك الغدر لجؤوا إلى الحرم فقال بنو بكر لنوفل الذي كان قائدهم يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال لهم: لا إله اليوم يا بني بكر فلعمري إنكم تسرقون في الحرم أفلا تصيبون فيه ثأركم.

[بين السطور]

لما دخلت خزاعة مكة لجؤوا إلى دار بديل بن ورقاء وإلى دار مولى لهم يقال له رافع وأسرع عمرو بن سالم الخزاعي فخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة فوقف عليه وقال شعرا يستصر فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام نصرت يا عمرو.

مما قال عمرو بن سالم الخزاعي يستنصر برسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا رب إني ناشد محمدا *** حلف أبانا وأبيه الأتلدا
قد كنتم ولدا وكنا والدا *** ثمة أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا مؤيداً *** وادع عباد الله يأتوا مددا

[بين السطور]

جاء بديل بن ورقاء الخزاعي مع نفر من خزاعة بعد قدوم عمرو بن سالم الخزاعي فذكروا له ما أصابهم من بني بكر وأكدوا له معاونة قريش لبني بكر فيما قاموا به من غارة.

[بين السطور]

أحست قريش بغدرها فعقدت مجلسا استشاريا وقررت أن تبعث أبا سفيان لترميم الصلح الذي تصدع بتلك الغارة الغادرة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما استقر عليه رأي قريش فقال: كأنكم بأبي سفيان جاء ليشد العقد ويزيد في المدة.

خرج أبو سفيان قاصدا المدينة لتجديد العهد فلما كان بعسفان لقي بديل بن ورقاء راجعا فقال له أبو سفيان من أين أقبلت يا بديل قال له سرت بخزاعة في هذا الساحل فقال له: أما لقيت محمد قال له: لا فجاء أبو سفيان إلى مبارك رواحل خزاعة فوجد النوى تمر المدينة فعلم أنه قد جاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

[بين السطور]

قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته فقال لها يا بنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني فقال له هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس فقال والله لقد اصابك بعدي شر.

[بين السطور]

دخل أبو سفيان على علي وعنده فاطمة والحسن غلام يدب بينما رضي الله عنهم فقال له: يا علي أنت أمس الناس بي رحما وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا اشفع لي إلى محمد فقال علي رضي الله عنه يا أبا سفيان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه.

دخل أبو سفيان على النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه بشيء فجاء إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فطلب منه أن يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما أنا بفاعل فجاء إلى عمر رضي الله عنه فطلب منه أن يشفع لهم فقال له: أنا أشفع لكم؟ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به.

[بين السطور]

لما سمع أبو سفيان رفض علي رضي الله عنه الشفاعة له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ فقالت فاطمة رضي الله عنها والله ما يبلغ ولدي ذاك فيجير بين الناس ولا أحد يجير على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أظلمت الدنيا في وجه أبي سفيان فقال لعلي رضي الله عنه في هلع وانزعاج يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني فقال: والله ما أعلم لك شيء يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم وأجر بين الناس ( أي : اطلب جوار الناس ) ثم الحق بأرضك فقال: أوترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا ولكن لا أجد لك غيره.