العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-2012, 02:19 PM   #121
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(76)


عتبه بن غزوان

معمر البصرة



إنه عتبة بن غزوان أحد الرماة الأفذاذ الذين أبلوا في سبيل الله بلاء حسنًا، سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام، وبسطوا أيديهم مبايعين رسول الله
،

ومُتحدِّين قريشًا بكل ما معها من قوة وبأس، وتحمل مع إخوانه عذاب قريش واضطهادها.

هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية، فلم يطق فراق رسول الله
، وسرعان ما رجع ليبقى بجوار الرسول

حتى حان موعد الهجرة إلى المدينة، فهاجر مع المسلمين، ولكن قريشًا لم تهدأ بعد هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة، بل بدأت في محاربة الإسلام، واصطدمت مع المسلمين في بدر،

فحمل عتبة سلاحه ليضرب به رءوس الكفر، وظل رافعًا سلاحه مع الرسول
في كل لقاءاته مع المشركين لا يتخلف عن جهاد، أو يتكاسل عن معركة.

وبقى عتبة بعد وفاة النبي
مجاهدًا في سبيل الله،

فقد أرسله أميـر المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أرض البصرة لقتال الفرس في الأُبُلَّة، وليطهر أرضها من رجسهم.

ومضى عتبة بجيشه إلى الأبلة، والتقى بأقوى جيوش الفرس، ووقف عتبة أمام جنوده حاملاً رمحه بيده، وصاح: الله أكبر.

تلك الكلمة التي زلزلت الأرض من تحت أقدام الفرس، وما هي إلا جولات مباركة حتى استسلمت الأبلة،
وطهرت أرضها من الكفر، وتحرر أهلها من طغيان الفرس.

وبعد فتح الأبلة، أسس عليها عتبة مدينة البصرة، وبني فيها مسجدًا كبيرًا، وبقى عتبة -رضي الله عنه- بالبصرة يصلي بالناس،
ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل، ضاربًا لهم أروع مثال في الزهد والورع.

وظل عتبة -رضي الله عنه- واليًا على البصرة حتى جاء موسم الحج،
فخرج حاجَّا بعدما استخلف المغيرة بن شعبة على البصرة، ولما فرغ من حجه، سافر إلى المدينة،

وطلب من أمير المؤمنين عمر أن يعفيه من الإمارة، ولكن أمير المؤمنين رفض أن يعفيه منها، ولم يكن أمام عتبة إلا الطاعة،

فأخذ راحلته ليركبها راجعًا إلى البصرة، واعتلى ظهرها، ثم دعا ربه قائلاً: اللهم لا تردّني إليها.

فاستجاب الله دعاءه، فسقط من على راحلته، فمات رضي الله عنه وهو في طريقه بين مكة والبصرة، وكان ذلك سنة ( 17هـ).



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-02-2012, 06:48 AM   #122
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية رحيق الياسمين
 
تم شكره :  شكر 23306 فى 5888 موضوع
رحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضورحيق الياسمين نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

جزاك الله كل خير استاذنا أسد

برجوع ها المتصفح الرائع

متابعه لك

التوقيع
رحيق الياسمين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-02-2012, 08:49 PM   #123
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(77)


عمران بن حصين
أفضل من قدم البصرة



إنه الصحابي الجليل أبو نُجيد عمران بن حصين -رضي الله عنه-، صاحب راية خزاعة يوم الفتح.

أسلم عام خيبر، وبايع الرسول
على الإسلام والجهاد، وكان صادقًا مع الله ومع نفسه، ورعًا زاهدًا مجاب الدعوة، يتفانى في حب الله وطاعته،
كثير البكاء والخوف من الله، لا يكف عن البكاء ويقول: يا ليتني كنت رمادًا تذروه الرياح. [ابن سعد].


بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى البصرة، ليعلم أهلها أمور دينهم،

وفي البصرة أقبل عليه أهلها يتعلمون منه، وكانوا يحبونه حبًّا شديدًا، لورعه وتقواه، وزهده،
حتى قال الحسن البصري وابن سيرين -رضي الله

عنهما-:
ما قدم البصرة من أصحاب رسول الله
أحد يفضل عمران بن حصين.

ولاه أمير البصرة أمر القضاء مدة من الزمن، ثم طلب من الأمير أن يعفيه من القضاء، فأعفاه، فقد أراد ألا يشغله عن العبادة شاغل حتى ولو كان ذلك الشاغل هو القضاء.

ولما وقعت الفتنة بين المسلمين وقف عمران بن حصين محايدًا لا يقاتل مع أحد ضد الآخر، وراح يدعو الناس أن يكفوا عن الاشتراك في تلك الحرب، ويقول:
لأن أرعى غنمًا على رأس جبل حتى يدركني الموت، أحب إليَّ من أن أرمي في أحد الفريقين بسهم، أخطأ أم أصاب.

وكان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلاً: الزم مسجدك، فإن دُخل عليك فالزم بيتك، فإن دخل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتله.


ويضرب عمران بن حصين أروع مثل في الصبر وقوة الإيمان، وذلك حين أصابه مرض شديد ظل يعاني منه ثلاثين عامًا،
لم يقنط ولم ييأس من رحمة الله، وما ضجر من مرضه ساعة، ولا قال: أف قط،
بل ظل صابرًا محافظًا على عبادة الله، قائمًا وقاعدًا وراقدًا وهو يقول:
إن أحب الأشياء إلى نفسي أحبها إلى الله.

وأوصى حين أدركه الموت قائلاً: من صرخت عليَّ، فلا وصية لها.
وظل عمران بن حصين رضي الله عنه بالبصرة حتى توفي بها عام (52هـ) وقيل: ( 53هـ).


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-02-2012, 05:37 PM   #124
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الياسمين مشاهدة المشاركة  

جزاك الله كل خير استاذنا أسد

برجوع ها المتصفح الرائع

متابعه لك

 

بارك الله فيك أختي الكريمة وجزاك خير الجزاء

تشرفت بتواجدك العطر
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-02-2012, 05:38 PM   #125
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(78)



عبدالله بن جحش
المجدَّع في الله




إنه الصحابي الجليل عبد الله بن جحش -رضي الله عنه-، ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأخو السيدة زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم،

كان من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم.

وقد عذب عبد الله في سبيل الله، إلى أن خرج مهاجرًا إلى الحبشة مع المسلمين المهاجرين إليها فرارًا بدينه،
ثم دعاه الحنين إلى مكة فعاد إليها مع العائدين من الحبشة، وظل بها صابرًا على ما يلاقيه من أذى،
حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، فسارع بالهجرة تاركًا في مكة دارًا عظيمة البنيان، تطل على الكعبة،

فهجم المشركون على داره وباعوها وقبضوا ثمنها، ولما علم قومه بذلك تأثرت نفوسهم، وغضبوا غضبًا شديدًا،
فطمأنهم النبي صلى الله عليه وسلم،
ودعا الله أن يعوضهم دارًا خيرًا منها في الجنة ففرحوا بذلك.

وبعد أن استقر المقام بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة،
بعث سرية من المسلمين لترصُّد عير قريش القادمة من الشام وتعرف أخبارها،

وقال للصحابة الذين تجهزوا لهذه السرية :
(لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش)،
ثم اختار الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش، وجعله أميرًا على أول سرية يبعثها،
وأعطاه كتابًا، وطلب منه ألا يفتحه إلا بعد أن يسير بأصحابه يومين، وسار عبد الله بالسرية.

وبعد يومين فتح الرسالة فإذا مكتوب فيها :
(إذا نظرت في كتابي هذا؛ فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصد بها قريشًا وتعلم لنا أخبارهم).

وعندما قرأ عبد الله الرسالة تهلل وجهه بالفرح، وقال :
سمعنا وأطعنا، والتفت إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، وقال لهم:
نهاني رسول الله أن استكره أحدًا منكم، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها؛ فلينطلق معي، ومن كره ذلك فليرجع. [ابن هشام].

ولما وصلوا إلى المكان الذي وصفه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترصدوا لعير قريش حتى قدمت وفيها أربعة من الكفار،
فاستشار عبد الله بن جحش أصحابه في قتالهم، فوافقوا على ذلك، فهجموا على المشركين، وقتلوا واحدًا، وأسروا اثنين، و فرَّ الرابع،
وكان ذلك في آخر يوم من شهر جمادى الآخرة، وأول ليلة من شهر رجب (أحد الأشهر الحرم).

وأشاعت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالحرب في الأشهر الحرم،
فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك، وعاتب عبد الله بن جحش وأصحابه،
لكن الله سبحانه أنزل في ذلك قرآنًا، قال تعالى:
(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام
وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل)
[البقرة: 217].

ففرح عبد الله وأصحابه ببراءة الله لهم، وكان عبد الله قد غنم في هذه السرية، فقسم الغنائم، وأعطى للرسول صلى الله عليه وسلم خمس الغنيمة،
ولم تكن آية الأنفال قد نزلت، فكان عبد الله أول من أعطى الخمس لرسول الله في الإسلام، ثم أنزل الله بعدها قوله تعالى:
( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) [الأنفال: 41]،

ثم جاءت غزوة بدر فأبلى فيها عبد الله بلاء حسنًا، وأظهر شجاعة وفروسية، حتى تحقق نصر الله للمسلمين. [ابن هشام].

وفي غزوة أحد، وقف عبد الله بن جحش مع سعد بن أبي وقاص يستعدان للمعركة،
وكل منهما يدعو ربه، فدعا سعد ربه أن يرزقه رجلاً شديدًا يقتله في سبيل الله، ويأخذ غنيمته، فأمن عبد الله على دعاء سعد، وتوجَّه هو إلى ربه في دعاء خاشع قال فيه:
اللهم ارزقْني رجلاً شديدًا حرده (بأسه)، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني (يقتلني) فيجدع (يقطع) أنفي وأذني،
فإذا لقيتك غدًا (يوم القيامة) قلت: من جَدَعَ أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك (، فتقول: صدقت.

وأمن سعد على دعائه، ثم انطلقا إلى ساحة القتال،
وعلم الله فيه صدق النية وإخلاص القلب والرغبة الحقيقية في الاستشهاد في سبيل الله، فاستجاب دعاءه،
فقاتل في سبيل الله، وأظهر الشجاعة والبسالة، حتى إن سيفه كسر من كثرة قتله للمشركين،
فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم عرجون نخلة (العرجون أصل الأقرع التي تجمع البلح)،
فتحول هذا العرجون الضعيف في يده سيفًا صارمًا
يقاتل به الأعداء، وبعد طول قتال رزقه الله الشهادة في سبيله؛
حيث هجم عليه أحد المشركين، وضربه بسيفه ضربة شديدة؛ فاضت بعدها روحه إلى بارئها،
ثم قام هذا المشرك بقطع أنفه وأذنه، فسُميَّ المجدَّع في الله (أي المقطوع الأنف والأذن).

ولما رآه سعد بن أبي وقاص على تلك الهيئة قال: كانت دعوته خيرًا من دعوتي.

وكان عمره آنذاك بضعًا وأربعين سنة، ودفن -رضي الله عنه- بجوار أسد الله حمزة في قبر واحد،
بعد أن صلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2012, 02:29 PM   #126
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(79)




عمير بن وهب
داعية في الإسلام



إنه عمير بن وهب -رضي الله عنه-، كان واحدًا من قادة قريش، وبطلاً من أبطالها،
كان حادَّ الذكاء، وداهية حرب، طلب منه أهل مكة يوم بدر أن يستطلع لهم عدد المسلمين الذين خرجوا مع الرسول للقائهم،
ويعرف مدى استعدادهم.

فانطلق هذا الداهية يترقب حول معسكر المسلمين، ثم رجع يقول لقومه :
إنهم ثلاثمائة رجل، أو يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً، وكان تقديره صحيحًا، ثم سأله قومه:
هل وراءهم مدد أم لا؟ فقال: لم أجد وراءهم شيئًا، ولكنى رأيت قومًا وجوههم كوجوه الحيات،
لا يموتون حتى يقتلوا منا أعدادهم، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم.

والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم، فما خير العيش بعد ذلك؛ فانظروا رأيكم.

فتأثر عدد من زعماء قريش بكلامه، وكادوا يجمعون رجالهم ويعودون إلى مكة بغير قتال،
لولا أن أبا جهل أيقظ في نفوس الكفار نار الحقد، وأشعل نار الحرب،

ولما نشبت المعركة كان عمير بن وهب أول من رمى بنفسه عن فرسه بين المسلمين،

وانتهت المعركة بانتصار المسلمين على قريش، وعادت قوات قريش إلى مكة تجر خيبتها وراءها.

وبعد بدر، أقبل عمير بن وهب على ابن عمه صفوان بن أمية وهو جالس في حجر الكعبة، وأخذا يتذكران ما حل بأهل مكة يوم بدر،
فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر، فقال عمير: صدقت، والله ما في العيش خير بعدهم،
ولولا ديْن عليَّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدى؛ لركبت إلى محمد حتى أقتله،
فإن لي عنده علة (سببًا) أعتكُّ بها عليه:
أقول: قدمت من أجل ابني هذا الأسير، وكان ابنه وهب قد أسر يوم بدر، ففرح صفوان وقال له:
عليَّ دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم وأرعاهم.

فقال عمير لصفوان: اكتم خبري أيامًا حتى أصل إلى المدينة، ثم جهز عمير سيفه وسنَّه، وجعله حادًا، ووضع عليه السم،
ثم انطلق حتى وصل إلى المدينة، وربط راحلته عند باب المسجد، وأخذ سيفه، وتوجه إلى رسول الله ،
فرآه عمر بن الخطاب، فأسرع إلى رسول الله وقال:
يا نبي الله، هذا عدو الله عمير بن وهب جاء رافعًا سيفه، لا تأمنه على شيء، فقال لعمر: (أدخله عليَّ).

فخرج عمر، وأمر بعض الصحابة أن يدخلوا إلى رسول الله ويحترسوا من عمير،
وأمسك عمر بثياب عمير، ودخل به، فقال لعمر: (تأخَّر عنه (أي اتركه وابتعد عنه))، وقال لعمير:
(اقترب يا عمير)، فاقترب عمير من الرسول ، وقال:
انعموا صباحًا (وهى تحية الجاهلية)، فقال له :

(قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة).

ثم سأله : (فما جاء بك يا عمير؟) فقال عمير: جئت لهذا الأسير عندكم (يقصد ابنه وهبًا)،
تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل، فقال النبي :
(فما بال السيف في عنقك؟) قال عمير: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئًا؟!
إنما نسيته في عنقي حين نزلت، ثم قال الرسول :
(أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له؟) فقال عمير: ما جئت إلا في طلب أسيري.

فقال الرسول : (بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في حجر الكعبة، ثم قلت:
لولا دين عليَّ وعيال عندي؛ لخرجت حتى أقتل محمدًا، فتحمل لك صفوان ذلك،
والله حائل (مانع) بينك وبين ذلك)، فقال عمير:
أشهد أنك رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء،

وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك الله به،
فالحمد لله الذي هداني للإسلام، ففرح المسلمون بإسلام عمير فرحًا شديدًا.

فقال الرسول لأصحابه: (علموا أخاكم القرآن، وأطلقوا أسيره) [ابن هشام وابن جرير].

هكذا أسلم عمير بن وهب، وأصبح واحدًا من أولئك الذين أنعم الله عليهم بالهدى والنور،
يقول عنه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما أسلم:
والذي نفسي بيده، لخنزير كان أحب إلي من عمير حين طلع علينا (حين رآه في المدينة وهو قادم على الرسول ليقتله)،
ولهو اليوم أحب إلي من بعض ولدي.

وبعد أيام قليلة، ذهب إلى رسول الله قائلاً:
يا رسول الله، إني كنت جاهدًا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله،
وإني أحب أن تأذن لي فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم، فأذن له الرسول .

وفي الوقت الذي آمن فيه عمير بالمدينة، كان صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح يأتيكم بعد أيام ينسيكم وقعة بدر.

وكان صفوان يخرج كل صباح إلى مشارق مكة يسأل القوافل القادمة من المدينة:
ألم يحدث بالمدينة أمر؟ هل قتل محمد؟ وظل على هذا النحو حتى قال له رجل قدم من المدينة: لقد أسلم عمير.

فغضب صفوان أشد الغضب، وحلف أن لا يكلم عميرًا أبدًا، ولا يعطي له ولا لأولاده شيئًا.

وعاد عمير بن وهب إلى مكة مسلمًا، وراح يدعو كل من يقابله من أهل مكة إلى الإسلام، فأسلم على يديه عدد كبير،
ورأى صفوان بن أمية، فأخذ ينادي عليه، فأعرض عنه صفوان، فسار إليه عمير وهو يقول بأعلى صوته:
يا صفوان أنت سيد من سادتنا، أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له؟ أهذا دين؟
اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
فلم يردَّ عليه بكلمة.

وفي يوم فتح مكة، لم ينس عمير صاحبه وابن عمه صفوان بن أمية، فراح يدعوه إلى الإسلام،
فشد صفوان رحاله نحو جدة، ليذهب منها إلى اليمن، وصمم عمير أن يسترد صفوان من يد الشيطان بأية وسيلة،
وذهب إلى الرسول مسرعًا، وقال له: يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه قد خرج هاربًا منك،
ليقذف بنفسه في البحر فأمنه (أي أعطه الأمان)، فقال النبي :
(قد أمنته)، فقال عمير: يا رسول الله، أعطني آية (علامة) يعرف بها أمانك، فأعطاه الرسول عمامته التي دخل بها مكة.

فخرج عمير بها حتى أدرك صفوان وهو يريد أن يركب البحر. فقال:
يا صفوان فداك أبي وأمي، الله الله في نفسك أن تهلكها، هذا أمان رسول الله قد جئتك به.

فقال له صفوان: ويحك، اغرب عني فلا تكلمني، فقال عمير:
أي صفوان، فداك أبي وأمي، إن رسول الله أفضل الناس، وأبر الناس، وأحلم الناس، عزه عزك، وشرفه شرفك. فقال صفوان:
إني أخاف على نفسي، فقال عمير: هو أحلم من ذاك وأكرم.

فرجع معه وذهبا إلى رسول الله ، فقال صفوان للنبي :
إن هذا يزعم أنك قد أمنتني. فقال الرسول : (صدق)، فقال صفوان:
فاجعلني فيه (أي في الإيمان) بالخيار شهرين.
فقال الرسول : (بل لك تسير أربعة أشهر) [ابن هشام].

وتحققت أمنية عمير وأسلم صفوان، وسَعِد عمير بإسلامه، وواصل عمير بن وهب مسيرة في نصرة الإسلام،
حتى أصبح من أحب الناس إلى رسول الله ، ونال عمير احترام خلفاء الرسول
وعاش
عمير بن وهب حتى خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-02-2012, 07:30 AM   #127
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(80)


عبد الله بن عبد الله بن أُبي

عدو النفاق والمنافقين




إنه عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول -رضي الله عنه-، كان من فضلاء الصحابة وخيارهم،

شهد بدرًا وأحدًا والغزوات كلها مع رسول الله ، وكان اسمه الحُباب فلما أسلم سماه رسول الله عبد الله.

وأبوه عبد الله بن أُبّي بن سلول رأس المنافقين، وكان أبوه سيد الخزرج،
وكانت قبيلة الخزرج قد اجتمعت على أن يتوجوه ملكًا عليهم قبل بعثة الرسول ، فلما بعث النبي ،
وانتشرت أخبار الدين الجديد إلى يثرب، سارع الأنصار إلى الإسلام، وبذلك ضاعت الفرصة من يد ابن سلول، وظل حاقدًا على الرسول وعلى الإسلام والمسلمين، وأصبحت داره منذ تلك اللحظة مقرًا للمنافقين واليهود والمشركين،
يدبرون فيها المؤامرات ضد الإسلام، ويخططون فيها لقتل النبي .

وخلال هذه الأحداث لم يقف عبد الله بن عبد الله مكتوف الأيدي، بل أنكر على أبيه ما يفعله،
وحاول مرارًا أن يمنعه عن أفعاله ولكن دون جدوى، وفشلت محاولات عبد الله بن عبد الله في أن يجعل أباه مؤمنًا صادق الإيمان،
ولما يئس من أبيه ترك الدار، واتخذ لنفسه دارًا أخرى يعبد الله فيها بعيدًا عن بيت النفاق والحقد والحسد.

وكان الرسول يحب عبد الله بن عبد الله حبًّا شديدًا، ويعرف له إخلاصه وصدق إيمانه، بل ويقربه منه، ويجعله من خاصة أنصاره.

وكثرت مؤامرات عبد الله بن أُبّي رأس المنافقين، وأخذت صورًا كثيرة، والرسول يأمر أصحابه بالصبر عليه.

وفي غزوة بدر حارب عبد الله بن عبد الله في سبيل الله، وأبلى بلاءً حسنًا،
وجاءت غزوة أحد تلك الغزوة التي رجع فيها عبد الله بن أُبّي بن سلول إلى المدينة بثلث جيش المسلمين حتى كاد ابنه عبد الله أن يجن.

وفي غزوة بني المصطلق، حاول رأس النفاق عبد الله بن أُبّي أن يوقع بين الأنصار والمهاجرين ثم قال:
والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز (أي هو) منها الأذل (يقصد بذلك الرسول وأصحابه).

فعلم الرسول بما قاله ابن أبى، ورجع إلى المدينة فلقيه أسيد بن حضير، فقال رسول الله له :
(أما بلغك ما قال صاحبك ابن أبي بن سلول؟ زعم أنه إذا قدم المدينة سيخرج الأعز منها الأذل)، فقال أسيد:
فأنت يا رسول الله العزيز وهو الذليل.

ولما علم عبد الله بن أبي بن سلول أن رسول الله قد بلغه ما قاله أسرع إليه ليعتذر له، ويقسم أنه لم يقل هذا،

وسرعان ما نزل القرآن بعد ذلك ليكشف عن كذب هذا المنافق، فقال تعالى:
(يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن أكثر الناس لا يعلمون)[المنافقون: 8].

ثم قام عبد الله بن أُبّي بن سلول ليركب ناقته ويعود إلى بيته، فأمسك ابنه عبد الله بناقته وأراد أن يقتله، فمنعه المسلمون من ذلك، فقال لهم:
والله لا أفارقه حتى يقول لرسول الله هو الأعز، وأنا الأذل.

ثم ذهب عبد الله إلى رسول الله وقال له:
يا رسول الله، بلغني أنك تريد قتل أبي، فوالذي بعثك بالحق، لئن شئت أن آتيك برأسه لأتيتك،
فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني،
وإني أخشى أن تأمر به غيري، فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار.

فقال رسول الله : (بل نترفق به، ونحسن صحبته ما بقى معنا) [ابن هشام].

ثم مات رأس المنافقين، وهدأت نفس عبد الله بن عبد الله، ثم جاء إلى رسول الله
فسأله أن يعطيه قميصه ليكفن فيه أباه، فأعطاه الرسول القميص، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله ليصلي عليه،
فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله ، فقال:
يا رسول الله، أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ فقال الرسول :
(إنما خيرني الله فقال: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)[التوبة: 80] وسأزيد على سبعين).

فقال عمر: إنه منافق، فصلى عليه الرسول إكرامًا لابنه، فأنزل الله عز وجل:
(ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون)[التوبة: 84].

واستمر عبد الله مع رسول الله في غزواته، طالبًا الشهادة ليسجل في التاريخ صفحة مضيئة بعد ما أنفق معظم ماله في سبيل الله.

ولما توفي النبي فحزن عبد الله حزنًا شديدًا.

وجاءت حروب الردة ليقاتل فيها عبد الله بكل فدائية وإخلاص، ويدخل وسط جيوش الأعداء في معركة اليمامة يضرب يمينًا وشمالاً،
فيلتف حوله المشركون، ويضربوه حتى يسقط شهيدًا -رضي الله عنه.

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2012, 10:47 PM   #128
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

لماذا نحب الصحابة؟

قال ابن المبارك:
خصلتان من كانتا فيه : الصدق، وحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أرجو أن ينجو ويَسلم [الشريعة 4/1688] .







نص المطوية :



بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، أمَّا بعد..



فإنَّ حبَّ الصَّحابة من أصول الإيمان عند أهل السُّنَّة والجماعة؛ لأنَّهم صفوة البشر الّذين اختارهم الله لصحبة نبيِّه ونشر دينه، فهم الّذين حفظوا لنا كتاب الله وسنَّة نبيِّه -صلّى الله عليه وسلّم- وبلَّغوا ذلك إلينا، ولولا هؤلاء الثُّلة الأخيار لضاعت شرائع الإسلام كما ضاعت اليهوديَّة والنَّصرانيَّة، ومن هنا كان الطَّعن في الصَّحابة طعنًا فيما حملوه إلينا من الوحي.



وقد ورد في فضائل الصَّحابة من نصوص الكتاب والسُّنَّة ما يوجب محبَّتهم والذَّبِّ عنهم وبغض منتقصيهم، فنحن نحبُّ الصَّحابة لما يلي:



1- نحبُّ الصَّحابة؛ لأنَّ الله -تعالى- قد رضي عنهم فقال تعالى:
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح: 18].



2- لأنَّ الله -تعالى- وصفهم بالإيمان فقالتعالى :
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 62].



3- نحبُّ الصَّحابة؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- زكَّاهم ووصفهم بالفلاح، ووعدهم الجنَّة فقال -سبحانه-:
(لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88)
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التَّوبة: 88-89].



4- نحبُ الصَّحابة؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قال:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)[آل عمران: 110]
قال ابن عباس: "هم الّذين هاجروا مع محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-".



5- نحبُّ الصَّحابة؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يحبُّهم كما قال:
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)[المائدة: 54]
قال الحسن: "والله ما هي لأهل حروراء، ولكنَّها لأبي بكرٍ وعمرَ وأصحابهما".



6- نحبُ الصَّحابة؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نعتهم بالإيمان فقال تعالى:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)[الأنفال: 74].



7- لأن النَّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جعل محبَّتهم علامة الإيمان، وبغضهم علامة النِّفاق فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«آية الإيمان حبُّ الأنصار، وآية النِّفاق بغض الأنصار» [متفقٌ عليه].



8- نحبُّ الصَّحابة؛ لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نهى عن ذكرهم بسوءٍ فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«إذا ذُكِر أصحابي فأمسكوا، و إذا ذُكِرتِ النُّجوم فأمسكوا، و إذا ذُكِرَ القدر فأمسكوا»
[صحَّحه الألباني 545 في صحيح الجامع].



9- نحبُّ الصَّحابة؛ لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جعلهم أمانًا للأمَّة، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«النُّجوم أمنة للسَّماء، فإذا ذهبنَّ النُّجوم أتى السَّماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي،
فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمَّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمَّتي ما يوعدون» [رواه مسلم 2531].



10- نحبُّ الصَّحابة لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جعلهم خير النَّاس وأفضلهم، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«خير أمَّتي القرن الّذين يلوني ثمَّ الَّذين يلونهم ثمَّ الَّذين يلونهم» [رواه مسلم 2532].



11- نحبُّ الصَّحابة لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نهى عن سبِّهم فقال -عليه الصَّلاة والسَّلام-:
«لا تسبُّوا أصحابي لا تسبُّوا أصحابي، فوالَّذي نفسي بيده لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه»
[رواه مسلم 2540].



12- نحبُّ الصَّحابة لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لعن من سبَّهم فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«لعن الله من سبَّ أصحابي»
[حسَّنه الألباني 5111 في صحيح الجامع].



13- لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر أن النَّصر والفتوحات تكون على أيديهم وعلى أيدي أتباعهم وقد كان. قال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«يأتي على النَّاس زمانٌ يغزو فئام من النَّاس فيقال لهم:
فيكم من رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم.
ثمَّ يغزو فئام من النَّاس. فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم.
ثمَّ يغزو فئام من النَّاس، فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم»
[متفقٌ عليه].



14- نحبُّ الصَّحابة؛ لأنَّهم وزراء النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأنصاره.



15- نحبُّ الصَّحابة لأنَّ محبَّتهم دليلٌ على محبَّة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وبغضهم دليلٌ على بغض النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.



16- نحبُّ الصَّحابة؛ لأن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جعل حفظهم ورعايتهم حفظًا له -عليه الصَّلاة والسَّلام-،
فقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-:
«احفظوني في أصحابي ثمَّ الّذين يلونهم ثمَّ الّذين يلونهم»
[رواه ابن ماجه 1927 وصحَّحه الألباني].



17- نحبُّ الصَّحابة؛ لأنَّهم أهل العلم والفضل والأخلاق والصِّدق كما قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
«أرأف أمَّتي بأمَّتي أبو بكر، وأشدُّهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت،
وأقرؤهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإنَّ لكلّ أمَّة أمينًا، وأمين هذه الأمَّة أبو عبيدة بن الجراح»
[صحَّحه الألباني 868 في صحيح الجامع].



ابن مسعود يصف أصحاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-



قال ابن مسعود -رضي الله عنه- في وصف النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه:

"أنَّ الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته،
ثمَّ نظر في قلوب العباد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيَّه، يقاتلون على دينه" [رواه أحمد].



وقال أيضًا :
"من كان مستنًّا، فليستنَّ بمن قد مات، فإنَّ الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-
أبرِّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قومٌ اختارهم الله -تعالى- لصحبة نبيِّه، وإقامة دينه،
فاعرفوا لهم حقَّهم، وتمسكوا بهديهم، فإنَّهم على الهدي المستقيم" [رواه ابن عبد البرّ].



كلام إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل

قال -رحمه الله-:
"ومن الحجَّة الواضحة البيِّنة المعروفة : ذكر محاسنَ أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كلُّهم أجمعين،
والكفَّ عن ذكر مساويهم، والخلاف الّذي شجر بينهم، فمن سبَّ أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،
أو واحدًا منهم، أو تنقص أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم، أو عاب أحدًا منهم فهو مبتدعٌ رافضيٌّ خبيثٌ مخالفٌ،
لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا، بل حبُّهم سنَّةٌ، والدُّعاء لهم قربةٌ، والاقتداء بهم وسيلةٌ، والأخذ بآثارهم فضيلةٌ،
وأصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هم خير النَّاس، لا يجوز لأحدٍ أن يذكر شيئًا من مساويهم، ولا يطعن على أحدٍ منهم بعيبٍ ولا نقصٍ"
(كتاب السُّنَّة ص78).



كلام الإمام الآجري -رحمه الله-

قال -رحمه الله-:
"فإنَّه ممَّا يسر الله الكريم لي من رسم كتاب (الشَّريعة) يسر لي أن رسمت فيه من فضائل نبيِّنا محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-.


وأذكر بعد ذلك فضائل صحابته -رضي الله عنهم- الّذين اختارهم الله -عزَّ وجلَّ- له،
فجعلهم وزراءه وأصهاره وأنصاره والخلفاء من بعده في أمته، وهم المهاجرون والأنصار
الّذين نعتهم الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه بأحسن النَّعت، ووصفهم بأجمل الوصف ، وأخبرنا -عزَّ وجلَّ- في كتابه؛
أنَّه نعتهم في التَّوراة والإنجيل بأحسن النَّعت، ووصفهم بأجمل الوصف، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.



المهاجرون

فأمَّا المهاجرون -رضي الله عنهم-: فإنَّهم آمنوا بالله وبرسوله محمِّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وصدقوا الإيمان بالعمل؛
صبروا مع النّبيّ محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- في كلِّ شدَّةٍ، آثروا الّذل في الله -عزَّ وجلَّ-، على العزِّ في غير الله،
وآثروا الجوع في الله -عزَّ وجلَّ- على الشَّبع في غير الله.


عادوا في الله -عزَّ وجلَّ- القريب والبعيد، وهاجروا مع الرَّسول محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-،
وفارقوا الآباء والأبناء، والأهل والعشائر، وتركوا الأموال والدِّيار، وخرجوا فقراء،
كلّ ذلك محبّةً منهم الله -تبارك وتعالى-، ولرسوله محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-.


كان الله -عزَّ وجلَّ- ورسوله محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- آثر عندهم من جميع من ذكرناه،
بإيمانٍ صادقٍ، وعقولٍ مؤيدةٍ، وأنفسٍ كريمةٍ، ورأيٍ سديدٍ، وصبرٍ جميلٍ، بتوفيقٍ من الله -عزَّ وجلَّ-:
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[المجادلة : 22].



الأنصار



وأمَّا الأنصار -رضي الله عنهم-: فهم قومٌ اختارهم الله -عزَّ وجلَّ-؛ لنصرة دينه، واتباع نبيِّه، فآمنوا به بمكة، وبايعوه،
وصدقوا في بيعتهم إيَّاه، فأحبُّوه ونصروه، واتبعوا النُّور الّذي أنزل معه، وأرادوا أن يخرجوه معهم إلى المدينة؛ محبَّة منهم له،
فسألهم النّبيّ محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- تركه إلى وقتٍ ثمَّ خرجوا إلى المدينة، فأخبروه إخوانهم بإيمانهم، فآمنوا وصدَّقوا.


فلمَّا هاجر إليهم الرَّسول محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم- استبشروا بذلك، وسرُّوا بقدومه عليهم، فأكرموه وعظموه، وعلموا أنَّها نعمةٌ من الله -عزَّ وجلَّ- عليهم.


ثمَّ قدم المهاجرون بعدهم، ففرحوا بقدومهم، فأكرموهم بأحسن الكرامة، ووسعوا لهم الدِّيار، وآثروهم على الأهل والأولاد،
وأحبُّوهم حبًّا شديدًا، وصاروا إخوةً في الله -عزَّ وجلَّ-، وتألفت القلوب بتوفيق من المحبوب، بعد أن كانوا أعداء.


قال الله -عزَّ وجلَّ- لنبيِّه محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم-:
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
[الأنفال: 62-63].



ثمَّ قال -عزَّ وجلَّ- للجميع:
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)
[آل عمران: 103].


فأجمعوا جميعًا على محبَّة الله -عزَّ وجلَّ-، ومحبَّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وعلى المعاونة على نصرته،
والسَّمع والطَّاعة له في العسر واليسر، والمنشط والمكره، لا تأخذهم في الله لومة لائمٍ.


فنعت الله -عزَّ وجلَّ- المهاجرين والأنصار في كتابه في غير موضعٍ منه بكلِّ نعتٍ حسنٍ جميلٍ، ووعدهم الجنَّة خالدين فيها أبدًا،
وأخبرنا أنَّه قد رضي عنهم ورضوا عنه
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[المجادلة: 22]" [الشَّريعة للآجري 4/1631 – 1633].



كلام الإمام الذَّهبي -رحمه الله-

قال -رحمه الله-:
"وإنَّما يُعرف فضائل الصَّحابة من تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان، والمجاهدة للكفار، ونشر الدِّين، وإظهار شعائر الإسلام، وإعلاء كلمة الله ورسوله،
وتعليم فرائضه وسُننه، ولولاهم ما وصل إلينا من الدِّين أصلَ ولا فرع، ولا علمنا من الفرائض والسُّنن سنَّةً ولا فرضًا، ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئًا.


فمن طعن فيهم أو سبَّهم فقد خرج من الدِّين، ومرق من ملَّة المسلمين؛
لأنَّ الطَّعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد عليهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه
من ثنائه عليهم وما لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ثنائة عليهم، وفضائلهم، ومناقبهم، وحبِّهم.


ولأنَّهم أرضى الوسائل من المأثور، والوسائط من المنقول، والطَّعن في الوسائط طعنٌ في الأصل،
والازدراء بالنَّاقل ازدراءٌ بالمنقول، وهذا ظاهر لمن تدبره، وسلم من النِّفاق والزَّندقة والإلحاد في عقيدته" (الكبائر ص274).



قال الفضيل بن عياض:
"حبُّ أصحاب محمَّدٍ ذُخرٌ أدخره، رحم الله من ترحم على أصحاب محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم-".


وقال ابن المبارك:
"خصلتان من كانتا فيه: الصِّدق: وحبِّ أصحابِ محمَّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، أرجو أن ينجو ويَسلم"
(الشَّريعة 4/1688).



وأنشد أبو بكر بن الطَّيِّب لبعضهم:



إنِّي رضيت عليًّا قدوةً علمًا***كما رضيتُ عتيقًا صاحبَ الغارِ


وقد رضيت أبا حفصٍ وشيعتَه***وما رضيتُ بقتلِ الشَّيخ في الدَّارِ


كلُّ الصَّحابة عندي قدوةٌ علم***فهل عليَّ بهذا القولِ من عارٍ


إن كنت تعلم أنِّي لا أحبُّهم***إلا لوجهك فاعتقني من النَّارِ




وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.




إعداد


خالد أبو صالح


مدار الوطن


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-03-2012, 08:48 PM   #129
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(81)



البراء بن معرور

أول من صلى تجاه الكعبة



إنه البراء بن معرور الخزرجي الأنصاري -رضي الله عنه-،
أمه الرباب بنت النعمان، وكنيته أبو بشر، أسلم وهو في المدينة قبل أن يهاجر إليها النبي ،

وكان سيد الأنصار وكبيرهم، وأحد الذين بايعوا النبي في بيعة العقبة الأولى،
وكان نقيبًا لبني سلمة، وأول من أوصى بثلث ماله.

وخرج البراء يومًا مع نقباء الأنصار إلى مكة، وفي الطريق حان وقت الصلاة،
وكانت قبلة المسلمين في ذلك الوقت ناحية بيت المقدس، فقال البراء لمن معه من المسلمين:
يا هؤلاء، قد رأيت أن لا أدع هذه البنية (يقصد الكعبة) مني بظهر (وراء ظهري)،
وأن أصلي إليها (أي اتجه نحوها).
فقال له أصحابه: والله ما بلغنا أن رسول الله يصلي إلا إلى الشام (يقصد بيت المقدس)،
وما نريد أن نخالفه، فقال البراء: إني لمصلٍّ إلى الكعبة. فقالوا له : ولكنا لا نفعل.
فكان البراء -رضي الله عنه- إذا حضرت الصلاة يصلي ناحية الكعبة، وباقي أصحابه يتجهون ناحية بيت المقدس،

وظلوا على هذه الحال حتى وصلوا مكة، وكانوا يعيبون على البراء صلاته ناحية الكعبة حتى إنه شك فيها،
وخاف أن يكون بفعله هذا قد خالف الله ورسوله .

ولما وصل الأنصار إلى مكة أسرع البراء إلى رسول الله وقال له:
يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام،
فرأيت أن لا أجعل هذه البنية (الكعبة) مني بظهر (وراء ظهري) فصليت إليها،

وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي شك من ذلك، فماذا ترى يا رسول الله؟ فقال له رسول الله :
(لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها)، ثم أمره أن يصلي ناحية بيت المقدس، فاستجاب البراء لأمر الرسول . [أحمد].

ثم عاد البراء إلى المدينة، وهناك مرض مرض الموت، فقال لأهله قبل أن يموت:
استقبلوا بي ناحية الكعبة، فلما فارق الحياة وضعوه نحو الكعبة،
فكان بذلك أول من استقبل الكعبة بوجهه حيًّا وميتًا حتى جاء أمر الله بتغيير القبلة إلى الكعبة.
ومات البراء بن معرور -رضي الله عنه- في شهر صفر قبل قدوم النبي بشهر،

فلما قدم النبي المدينة أتى قبره ومعه أصحابه فكبر وصلى عليه.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 11:51 AM   #130
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(82)



ثابت بن قيس

خطيب الأنصار


إنه ثابت بن قيس -رضي الله عنه-، خطيب الأنصار، وخطيب رسول الله .

فعندما قدم النبي المدينة، قام ثابت خطيبًا، وقال:

نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا؟ قال: (الجنة). قالوا: رضينا. [الحاكم].

وكان ثابت جهوري الصوت، فلما نزل قول الله تعالى:

(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون)[الحجرات: 2].

جلس في بيته يبكي، وقال: أنا من أهل النار، فافتقده النبي ، فأرسل من يأتيه بخبره،

فذهب إليه رجل وعلم منه الأمر، ثم رجع إلى النبي وأخبره، فقال :
(اذهب إليه، فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة) _[متفق عليه].

ولما نزل قوله تعالى: (إن الله لا يحب كل مختال فخور)[لقمان: 88]
أغلق ثابت داره على نفسه وجلس يبكي، وغاب عن النبي مدة،

فعلم بأمره فدعاه إليه وسأله، فقال ثابت: يا رسول الله إني أحب الثوب الجميل والنعل الجميل،

وقد خشيت أن أكون بهذا من المختالين، فقال :
(يا ثابت، أما ترضى أن تعيش حميدًا، وتقتل شهيدًا، وتدخل الجنة) [الحاكم].

وفي معركة اليمامة، كان ثابت يلبس ثوبين أبيضين، وعندما رأى المسلمين قد تأثروا بهجوم جيش مسيلمة، صاح فيهم قائلاً:

ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ، بئس ما عودتم أقرانكم، وبئس ما عودتم أنفسكم،

اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء (المشركين)،
وأعتذر من صنيع هؤلاء (المسلمين)،
ثم أخذ يقاتل هو وسالم مولى أبي حذيفة حتى قتل. [البخاري].

وبعد أن استشهد مرَّ به رجل من المسلمين، فأخذ درعه الثمينة، فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال له:
إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، ثم قص عليه الأمر، ثم قال له:
فأت خالدًا -وكان قائدًا للجيش-، فمره فليبعث من يأخذها، فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله فقل له:
إن علي من الدين كذا وكذا، فليقم بسداده.
فلما استيقظ الرجل أخبر خالدًا، فأرسل خالد من يأتي بالدرع فوجدها،
ولما رجع المسلمون إلى المدينة قص الرجل رؤياه على أبي بكر، فأنجز وصية ثابت،
ولا نعلم أحدًا أجيزت وصيته بعد موته سوى ثابت بن قيس. [الحاكم والهيثمي] .

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 02:10 PM   #131
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية كـل ـآلغلـآ
 
تم شكره :  شكر 15089 فى 2313 موضوع
كـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضوكـل ـآلغلـآ نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

الأاستاذ القدير ذو العقل المنير اخي الفاضل

" أسـد نجد "

ماشاء الله لاقوة ألا بالله حرسك الرحمن وجزيت الجنان

متصفح رائع من روائعك الجميله سلمت يمينك واعتز دينك

وأضاء المولى بالأيمان والطاعة جبينك

منذ بدأت بالقرآءه حتى النهايه وانا ادعو لك

بارك الله بك وبطرحك

وجعله في ميزان حسناتك

التوقيع
أهدي ورود الحب و عبير الأشواق
لناسٍ أكن لها الغلـآ وسط قلبي..

كل الغلـآ ’
كـل ـآلغلـآ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2012, 01:14 AM   #132
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كـل ـآلغلـآ مشاهدة المشاركة  

الأاستاذ القدير ذو العقل المنير اخي الفاضل

" أسـد نجد "

ماشاء الله لاقوة ألا بالله حرسك الرحمن وجزيت الجنان

متصفح رائع من روائعك الجميله سلمت يمينك واعتز دينك

وأضاء المولى بالأيمان والطاعة جبينك

منذ بدأت بالقرآءه حتى النهايه وانا ادعو لك
بارك الله بك وبطرحك

وجعله في ميزان حسناتك

 

جزاك الرحمن عالي الجنان

كلماتك الأخوية الصادقة أيها الأخت الفاضلة لها أكبر الأثر في نفسي


أحسن الله إليكِ كما أحسنتِ إلي ..


إحترامي وتقديري

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2012, 05:12 PM   #133
مشرفة الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية مطلبي الجنان
 
تم شكره :  شكر 13920 فى 3119 موضوع
مطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضومطلبي الجنان نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

الله لايحرمك الاجر

متصفح ثري

رحم الله والديك وجزاك الله عنا كل خير

وسلمت اناملك الذهبية على هذا الطرح السامي

تحياتي وتقديري
التوقيع
مطلبي الجنان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2012, 10:31 PM   #134
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبتغاي الجنه مشاهدة المشاركة  

الله لايحرمك الاجر


متصفح ثري

رحم الله والديك وجزاك الله عنا كل خير

وسلمت اناملك الذهبية على هذا الطرح السامي


تحياتي وتقديري

 


جزاك الرحمن عالي الجنان

تشريفك العطر أيتها الفاضلة له أكبر الأثر في نفسي


جزاكِ الله خير الجزاء


و غفر لكِ ولوالديكِ

إحترامي وتقديري


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2012, 07:24 AM   #135
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

(83)


قـيـس بن سـعـد

الكريم ابن الكريم



إنه قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنه-، الذي نشأ في بيت كريم صالح من أكرم بيوت العرب وأعرقها نسبًا،

فأبوه هو الصحابي الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج، وقد تربى قيس منذ الصغر على الشجاعة والكرم، حتى صار يضرب به المثل في جوده وكرمه.

وذات مرة جاءت امرأة عجوز تشكو فقرها إلى قيس، فقال لخدمه:
املئوا بيتها خبزًا وسمنًا وتمرًا. [ابن عساكر]، وكان قيس يطعم الناس في أسفاره مع النبي ،
وكان إذا نفد (انتهى) ما معه يستدين وينادي في كل يوم: هلموا إلى اللحم والثريد. [ابن عساكر].

باع تجارة بتسعين ألفا، ثم أمر من ينادي بالمدينة :
من أراد القرض فليأت، فجاء إليه أناس كثيرون، أقرضهم أربعين ألفًا وتصدق بالباقي،

وذات يوم أصابه مرض فقل عواده وزواره، فسأل زوجته: لم قل عوادي؟ فأجابت:
لأنهم يستحيون من أجل دينك فأمر مناديًا ينادي:
من كان عليه دين فهو له، فأتى الناس يزورونه حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه.

وكان -رضي الله عنه- يقول :
اللهم ارزقني مالاً وفعالاً (كرمًا) فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال. [ابن عساكر].

وجاءه كثير بن الصلت فطلب منه ثلاثين ألفًا على سبيل القرض، فأعطاه إياها،
ولما ردها إليه رفض قيس أن يقبلها، وقال :
إنا لا نعود في شيء أعطيناه.

واشترك قيس مع ثلاثمائة صحابي في غزوة سيف البحر بقيادة أبي عبيدة بن الجراح،
فأصابهم فيها جوع شديد، وفنى ما معهم من زاد، فقام قيس فذبح ثلاثة جمال له،
وبعد مدة ذبح ثلاثة أخرى، ثم ذبح لهم ثلاثة أخرى،
حتى نهاه أبو عبيدة عن ذلك حين رزق الله الجيش بحوت كبير ظلوا يأكلون منه ثمانية عشر يومًا،
وعندما عادوا للنبي وذكروا له ذلك، قال عن قيس :
(أما إنه في بيت جود) [ابن عساكر].

وتحدث أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- عن كرم قيس وسخائه، فقالا :
لو تركنا هذا الفتى لسخائه لأهلك (قضى على) مال أبيه، فلما سمع سعد ذلك قام عند النبي فقال :
من يعذرني من ابن أبي قحافة (أبي بكر) وابن الخطاب، يُبَخِّلان عليَّ ابني.
وكان قيس يتمتع بالذكاء وحسن التدبير وسلامة التفكير.
وكان قيس ملازمًا للنبي حتى قال عنه أنس :
كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. [البخاري والترمذي].

وقد عرف بشجاعته وبسالته وإقدامه، فكان حاملا للواء الأنصار مع رسول الله ،
وشهد مع الرسول الغزوات، وأخذ النبي الراية يوم فتح مكة من أبيه سعد وأعطاها لابنه قيس؛
حيث كان بطلاً قويًّا وفارسًا مقدامًا ومجاهدًا عظيمًا.

وجاهد قيس مع الخلفاء الراشدين، ووقف مع الإمام علي بن أبي طالب في معركة صفين والجمل والنهروان،
ورأى أن الحق في جانبه، وقد ولاه الإمام علي -رضي الله عنه- حكم مصر،
ثم استدعاه منها وجعله على قيادة جيشه،
ولما استشهد الإمام علي بايع ابنه الحسن -رضي الله عنه-
وقاد خمسة آلاف رجل لحرب معاوية، لكن الحسن آثر أن يحقن دماء المسلمين
فتفاوض مع معاوية وبايعه على الخلافة، وتنازل عنها، فرجع قيس إلى المدينة، وجمع قومه وخطب فيهم وقال:

إن شئتم جالدت بكم حتى يموت الأعجل منا، وإن شئتم أخذت لكم أمانًا،
فاختار جنوده الأمان وقالوا :
خذ لنا أمانًا. فأخذ لهم الأمان من معاوية.
[ابن عساكر].
وقد كان قيس بن سعد -رضي الله عنه- معروفًا بالذكاء والدهاء، وكان يقول عن نفسه :
لولا أني سمعت رسول الله يقول : المكر والخديعة في النار لكنت من أمر هذه الأمة.
وروى قيس كثيرًا من أحاديث رسول الله وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
وعاش قيس في المدينة، حتى توفي -رضي الله عنه- في آخر خلافة معاوية .

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه