رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

Abo talal
ابرهيم بن عبدالله

الف شكر علي المرور
الله لا يحرمكم الاجر

[بين السطور]

كرم الضيافة من أخلاق العرب التي تفاخر بها ، ولكن أهل الطائف لما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاملوه بأخلاق العروبة الأصيلة ، وهذا يدل على شراسة الكفر في معركته مع الإيمان ، فكثيرا ما يتنازل الكفار عن قيم طالما ادعوها عندما يحتدم الصراع بينهم وبين أهل الحق بخلاف أهل الحق فهم على مبادئهم الراسخة وقيمهم النبيلة حتى مع أعدائهم .

[بين السطور]

كان زيد بن حارثة يقي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ويتعرض للحجارة التي يرمي بها سفهاء الطائف حتى تصيبه دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه صورة مشرقة في الحب والتفاني رسمها هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه .

[بين السطور]

كان اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لزيد رفيقا اختيارا موفقا فقد كان زيد يومها يدعى بزيد بن محمد لتبني النبي عليه الصلاة والسلام له قبل تحريم التبني ، ثم أن زيدا كان معروفا بالأمانة والإخلاص والصدق فهو مأمون الجانب فلا يفشي سرا ولا يظهر أمرا .

[بين السطور]

قال الله تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ) فما من نبي إلا وله أعداء يجرمون في حقه ، إن طريق الدعوة ليس مفروشا بالورود والرياحين ، وما انتصر الإسلام إلا يوم أن سالت دماء النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف وأحد ، واستشهد الصحابة في مؤتة وحنين وغيرهما ، وحوصروا يوم الخندق ، وخرجوا من ديارهم مهاجرين لله ورسوله .

[بين السطور]

أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف عشرة أيام ، لا يدع أحدا من أشرافهم إلا دعاه إلى الإسلام وعرض عليه الإيمان ، فما أجاب منهم أحد دعوته ومع ذلك صبر واحتسب ووكل أمره إلى الله ، وفي هذا درس عظيم للدعاة وهو أن عليهم البلاغ والدعوة وليس عليهم تحقيق النتائج فالله وحده الذي بيده هداية الناس .

[بين السطور]

تبع سفهاء الطائف ومجانينها النبي صلى الله عليه وسلم ووقفوا صفين يرمونه بالحجارة ويصيحون به فلم يجد سبيلا من أن يلجأ إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف ليحتمي به ، ولما دخل البستان رجع عنه السفهاء والمجانين .

[بين السطور]

دخل النبي صلى الله عليه وسلم بستان عتبة وشيبة وفيه من العنب والثمار ما فيه فلم تمتد يده الشريفة إلى شيء من ثمار البستان رغم حاجته الماسة إلى الطعام واكتفى بالجلوس تحت ظل أشجاره ، وهذا من نزاهة النبي صلى الله عليه وسلم وعفة يده .

[بين السطور]

ولما اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم بدخوله إلى بستان ابني ربيعة دعا الله تعالى بدعاء عظيم مؤثر فقال : ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ) .

[بين السطور]

في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي ناجى به الله تعالى يظهر التسليم لأمر الله تعلى لاسيما بعد ما لاقى من أهل الطائف بالغ الأذى ، وذلك في قوله ( إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ) فالعبد ينبغي أن يسلم لله في الرخاء والشدة ليكون عبدا لله حقا .

[عبدالله الفـارس]

جزيت خيرا ً أخي بين السطور

على تواصــل طرحك

بارك الله فيك

[بين السطور]

الف شكر علي المتابعة
وجعلك الله من مفاتيح الخير

[بين السطور]

في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي الله تعالى : ( إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي ) تلخيص للهدف من الرحلة بل والهدف من مسيرة الدعوة كلها وهو رضا الله تعالى والمؤمن دائم الخوف من أن يرتكب ما يغضب الله تعالى ولذا يرد كل ما يحصل له من البلاء إلى تقصيره في جنب الله .

[بين السطور]

ختم النبي صلى الله عليه وسلم دعاءه بكلمة عظيمة وهي ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ، فلا تحول للمؤمن من حال الشدة إلى حال الرخاء ، ولا من الخوف إلى الأمن ، إلا بالله تعالى ، ولا قوة على مواجهة الشدائد والمكاره إلا بالله جل وعلا .

[بين السطور]

في هذا الدعاء الإيماني يلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع على أعدائه ، مع شدة الأذى الذي أصابه منهم ، وفي ذلك دلالة على كرم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وطهارة قلبه من الشحناء والكراهية ، فأين الذين يصورونه برسوماتهم المسيئة المشينة من هذه الصورة الناصعة من صور التسامح والعفو ؟؟