العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-2007, 05:01 PM   #1
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

حكم طاعة الزوج في الذهاب إلى أماكن الترفيه المختلطة

سؤال:
زوجي يريد أن يذهب لتخييم في الصيف مع ابنتينا الصغيرتين، رياضة التخييم تكون عادة بجانب الماء، وسيشتمل هذا على رياضات بحرية( كالدراجات المائية و التزحلق على الماء) بجانب العراة الكفار، لا أشعر بالراحة لهذه الفكرة وأشعر بأن هذا من غير اللائق للمسلمة أن تشارك بمثل هذه الأنشطة خصوصاَ باللباس الطويل والحجاب ، ولا أريد لطفلتي أن يتعودا على مثل هذا النوع من الحياة .
تحدثت مع زوجي عن شعوري هذا، بالرغم من كلامي هذا فهو لن يأخذني معه لهذا المخيم وسيذهب بمفرده مع ابنتينا (وأنا ضد هذا تماماً) ، فقد فرق العائلة بدلاً من أن يجد نشاطاً يرضي الجميع .
أراه يسأل الجيران الكفار عن أماكن جيدة للتخييم وهذا يضايقني جداً.
هل أنا على حق أم مخطئة ؟.


الجواب:
الحمد لله
الذهاب إلى الأماكن التي يُعصى الله تعالى فيها ، ويُجاهر فيها بانتهاك المحرمات للتنزه والترفيه يعد من الأمور المحرمة شرعا ، وإذا كانت المرأة منهية عن مخالطة الرجال ، والاقتراب منهم في المساجد ـ أطهر البقع على وجه الأرض ـ فكيف بمثل هذه الأماكن التي يتواجد فيها الكفار ، ويعصون الله فيها بأنواع المعاصي ، والمنكرات ، وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) الفرقان /72 ، أي لا يشهدون أماكن السوء ، ومجالس الخنا والفجور والفسق كما نُقِل عن غير واحد من السلف . ( تفسير ابن كثير 6 /130 ) . فأنت برفضك لمصاحبته في هذه المخيمات التي يعصى الله فيها على حق ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . كما أنه يجب عليه أن يمتنع عن الذهاب إلى تلك الأماكن .

وهناك أبوابٌ كثيرة للترفيه المباح ، وأن أولاده أمانة في عنقه ، وأنه سيحاسب على حسن تربيتهم ، والقيام بما يصلح شؤون دينهم ودنياهم ، ولا شك أن اصطحابهم معه إلى تلك الأماكن من عوامل إفساد أولاده وتدنيس فطرتهم ، وإلفهم لمشاهدة المنكرات العظيمة ، فإذا ألفتها نفوسهم ، هان عليهم فعلها بعد ذلك ، أو لم يستنكروها على أقل تقدير ، فليتق الله في هذه الأمانة العظيمة وليحذر أن يدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " أخرجه مسلم ( 203 ) .

وعليك أن تبذلي قدر ما تستطيعين في الحيلولة دون ذهابهم مع أبيهم إذا ما أصر هو على الذهاب ، مع الحرص على النصح له بالتي هي أحسن ، وعدم القسوة والغلظة في المعاملة لعل الله أن يفتح على قلبه ، ويلهمه رشده .

كما نسأل الله أن يثيبك على غيرتك ، وبغضك للمحرم ، وأن يعينك على التزام الحق قولا وعملاً .. آمين .




الإسلام سؤال وجواب

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:02 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب علم
 
تم شكره :  شكر 24 فى 23 موضوع
طالب علم is on a distinguished road

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

موضوع رائع جدا

لك مني كل الشكر اخي الكريم امير سدير

موضوعك كان شاملا وطرحك متميز ولكن احببت أن اؤكد على نقطة هامه

الا وهي ان البعض اصبح يعشق كلمة (مسافر للخارج)

وللأسف أن بعض الدول لا تستحق حتى مجرد المقارنه مع بلدنا الغالي

فلا أماكن مقدسه (مكه والمدينه) ولا طبيعة خلابه واجواء رائعه كأبها والطائف

قد يعيب السياحه الداخليه التكاليف الباهظه نوعا ما ولكني اجدها لا تساوي شيئا مقابل الراحة النفسيه كونك في بلدك وتسمع المؤذن يؤذن للصلاة في كل مكان من حولك

ختاما بارك الله فيك اخي امير سدير

والموضوع يستحق المتابعه

قد تكون لي عوده

جزاك الله خيرا


سلام

التوقيع




الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله
طالب علم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:03 PM   #3
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

حالم ليل

لا لا ماتفقنا كذا

نبيك تضيف المرجع لو موضوع واحد

شاكر لك

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:04 PM   #4
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

طالب علم

تعقيب جميل منك

وانتظر عودتك بالفائده اخي الكريم

شاكر لك

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:16 PM   #5
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

أحكام السفر المباح

ناصر محمد الأحمد





ملخص الخطبة

1- فوائد السفر المباح 2- ما الذي ينبغي للمسلم أن يفعله إذا أراد السفر 3- بعض أحكام السفر 4- آداب المسافر المتعلقة برجوعه من سفره



الخطبة الأولى




إن الحديث عن السفر والسياحة هو حديث الساعة، وقد تحدثنا في الجمعة الماضية عن السفر والسياحة المحرمة، ثم تعرضنا للسياحة الجائزة وذكرنا بعض المحاذير في ذلك. ولوع الناس بالسفر في الإجازات، حتى كأن الإجازة من غير سفر لا تكون. صار لزاماً ذكر بعض الأحكام والآداب المتعلقة بالسفر المباح والسياحة الجائزة. اعلموا رحمني الله وإياكم بأن السفر له فوائد كثيرة أشار إليها الشافعي رحمه الله في قوله:

تغرب عن الأوطان تكتسب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفريج هـمٍّ واكتسـاب معيشـة وعلـم وآداب وصحبـة مـاجد

فان قيل فـي الأسفار ذل وشدة وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد

فموت الفتى خير له من حيـاته بدار هوان بين واش وحـاسـد

فالشافعي رحمه الله عدّ من فوائد السفر خمس فوائد: وهي: انفراج الهم، واكتساب المعيشة، وحصول العلم، والآداب، وصحبة الأخيار والأمجاد. وقال الثعالبي: من فضائل السفر، أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، ومن بدائع الأقطار ومحاسن الآثار ما يزيده علماً بقدرة الله تعالى، وقال أبو الحسن القيرواني: كتب إلى بعض أخواني: مثل الرجل القاعد كمثل الماء الراكد، إن ترك تغير، وإن تحرك تكدر، وفي هذا يقول الشافعي:

سافر تجد عوضا عمن تفارقه وانصب فإن لذيذ العيش في النصب

إني وجدت وقوف الماء يفسده والعود في أرضه نوع من الحطب

وعن فوائد الأسفار العزيزة، إنه يرفع الذل عن الإنسان إذا كان بين قوم لئام، وإذا عاش في وسط يكيدون به، ويتربصون به، وكان هذا الإنسان ذا شأن فليبحث له عن أرض يعرفون قيمته، وقد ورد عن الشافعي أيضا حول هذا المعنى: أنه قال:

ارحل بنفسك من =رض تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حرق

فالعنبر الخام روث في مواطنه وفي التغرب محمول على العنـق

والكحل نوع من الأحجار تنظره وفي أرضه وهو مرمي على الطرق

لما تغرب حاز الفضـل أجمعه فصار يحمل بين الجفـن والحـدق

أيها الأحبة في الله :

من عزم على السفر فليبدأ بالتوبة من المعاصي ويخرج من مظالم الخلق ويقضي ما أمكنه من ديونهم، ويرد الودائع ثم يستحل ممن كان بينه وبينه مماطلة في شيء أو مصاحبة. ويكتب وصيته ويوكل من يقضي دينه ما لم يتمكن من قضائه ويترك لأهله ما يلزمهم من نفقة ونحوها. ويستحب له أن يطلب رفيقاً موافقا راغبا بالخير عارفاً في الشر، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه. ويستحب السفر يوم الخميس، لحديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا في يوم الخميس. رواه أبو داود. والسنة أن يخرج باكراً، لحديث صخر بن وداعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار))، وكان صخر تاجرا فكان يبعث تجارته أول النهار، فأثرى وكثر ماله، أخرجه أبو داود والترمذي. ونهى عن سفر الإنسان لوحده، لحديث عبد الله بن عمر رضي عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده)) رواه البخاري. وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب)) رواه أبو داود والترمذي. والسنة أن يؤمروا أحدهم، لما رواه أبو داود عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم)) قال نافع: فقلت لأبى سلمة، فأنت أميرنا.

ومن أحكام السفر، أن المسافر قد يحتاج إلى الراحة بعض الوقت أثناء الطريق، خصوصا آخر الليل، فعليه أن يجتنب الطريق، لما أخرج مالك في الموطأ حديث خالد بن معدان يرفعه ((ثم قال: وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم والتعريس على الطرق – والتعريس نزول المسافر آخر الليل ساعة للاستراحة - فإنها طرق الدواب ومأوى الحيات)).

ولا ينسى في أول سفره دعاء السفر: ((اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل)).

ومن فضل الله أن الأعمال التي كان يعملها العبد من الأعمال الصالحة والتي تفوته بسبب سفره، فإنها تكتب له وإن لم يعملها، روى البخاري في صحيحه عن أبى موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمله مقيما صحيحا)) وأيضا المسافر مستجاب الدعوة فعن أبى هريرة يرفعه ((ثلاث دعوات مستجابات، لاشك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر)) رواه أبو داود والترمذي. والرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفره إذا علا على شرف كبر، وإذا هبط واديا سبح، فيشرع للمسافر التكبير إذا ارتفعت به الأرض، والتسبيح إذا انخفضت به الأرض. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا) رواه البخاري. قال أهل العلم: التكبير عند إشراف الجبال استشعار لكبرياء الله عندما تقع عليه العين من عظم خلق الله، إنه أكبر من كل شيء، وأما تسبيحه في بطون الأودية فقيل انه مستنبط من قصة يونس عليه السلام وتسبيحه في بطن الحوت قال تعالى: فلولا انه كان من المسبحين وقيل معنى التسبيح عند الهبوط: استشعار تنزيه الله تعالى عن صفات الانخفاض والضعة والنقص. وإذا خاف المسافر من قوم أثناء سفره دعا بما رواه أبو داود عن أبى موسى رضي الله تعالى عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال: ((اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم)). ومن أحكام السفر: المسح على الخفين، فعن صفوان بن عسال قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن، رواه الترمذي وغيره، فيجوز للمسافر أن يمسح على الجوارب وهو مسافر ثلاثة ايام بلياليهن يبتدأ المسح، من أول مسحة يمسحها. ومن الأحكام: التيمم، فإن الله جعل التراب بدلا عن الماء عند انعدامه أو تعذره، فالمسافر قد ينقطع به الماء فلا يجوز له تأخير الصلاة، بل يتيمم بالتراب ويصلي، فيضرب الصعيد ضربة واحدة يمسح بهما كفيه ووجهه، والتراب يرفع الحدث الأصغر والأكبر.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم.








الخطبة الثانية





ومن أحكام السفر أيضا: جواز الفطر في رمضان قال الله تعالى: ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر فافطر الناس)) متفق عليه. والإنسان مخير بين الصيام والفطر بحسب مقدرته فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن حمزة بن عمر الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم والسلام أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام، فقال: ((إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر)) متفق عليه. وعن أنس بن مالك قال: ((كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُعِب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم)) متفق عليه.

ومن أحكام السفر وهذا من رخص الله عز وجل علينا قصر الصلاة وجمعها، فإن المسافر يجوز له أن يقصر الصلاة ويجمع أيضا مادام أنه مسافراحتى يرجع إلى بلده، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنا نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة لا نخاف إلا الله عز وجل نصلي ركعتين)) رواه النسائي بسند صحيح، وعن موسى بن سلمة الهذلي قال: سألت ابن عباس كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم اصلي مع الأمام؟ فقال: ((ركعتين، سنة أبى القاسم صلى الله عليه وسلم)) رواه مسلم.

فالمسافر يجوز له قصر الرباعية ركعتين، وله الجمع أيضا سواء جد به السير أم لم يجد به السير مادام أنه مسافر لما رواه مسلم في صحيحه عن عامر بن وائله أن معاذ بن جبل أخبره: أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء قال: فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاًًً ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً.

ويسقط عن المسافر السنن الرواتب التي كان يصليها مقيما وهي راتبة الظهر والمغرب والعشاء، وباقي السنن التي كان يحافظ عليها حال إقامته يفعلها في السفر أيضا. أما راتبة الفجر والوتر فما كان يدعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حضرا ولا سفرا.

ومن أحكام السفر، جواز أداء النوافل وكذلك الوتر على الدابة أو السيارة وهي تسير، وإن لم تكن إلى جهة القبلة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ إيماءً صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته)) متفق عليه. وعن جابر بن عبد الله ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته نحو المشرق فإذا أراد إن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة)) رواه البخاري.

ومن أحكام السفر، أن المصلي حال الجمع يصلى بأذان واحد وإقامتين. وإذا صلى المسافر خلف إمام مقيم فإنه يتم الصلاة معه.

ثم هاهنا بعض الأحكام والآداب المتعلقة برجوع المسافر من سفره: ينبغي للمسافر سرعة العودة إلى أهله إذا قضى حاجته من سفره، عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله)) رواه البخاري. وجاء النهي من طرق الرجل أهله ليلاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً))، وفي رواية: ((نهى أن يطرق أهله ليلا))، زاد في رواية: ((لئلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم)). وفي رواية: ((حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة)). وهذه كلها روايات البخاري ومسلم. وفي رواية أبى داود قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما ذهبنا لندخل قال: ((أمهلوا حتى لا ندخل ليلا، لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة)). وفي رواية له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحسن ما دخل الرجل على أهله إذا قدم من سفر أول الليل)).

ولا بأس بالخروج لتلقى المسافر، يقول السائب بن يزيد رضي الله عنه: (أذكر أني خرجت مع الصبيان، نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع عند مقدمه من تبوك) أخرجه البخاري. ويسن للمسافر أن يدعو بما كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بظهر المدينة قال: ((آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون))، فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة. رواه مسلم.

ومن السنة، أن يبدأ المسافر عند رجوعه بالمسجد فيركع فيه ركعتين، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من حجته دخل المدينة، فأناخ على باب مسجده، ثم دخله فركع فيه ركعتين، ثم انصرف إلى بيته قال نافع: فكان ابن عمر كذلك يصنع)) أخرجه أبو داود بسند صحيح. وله عن كعب بن مالك رضى الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس)).

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:18 PM   #6
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

التحذير من السفر إلى بلاد الكفرة
وخطره على العقيدة والأخلاق


لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد :

فقد أنعم الله على هذه الأمة بنعم كثيرة وخصها بمزايا فريدة جعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. وأعظم هذه النعم نعمة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده شريعة ومنهج حياة وأتم به على عبادة النعمة وأكمل لهم به الدين قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا) [المائدة /3].

ولكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذه النعمة الكبرى فامتلأت قلوبهم حقدا وغيظا وفاضت نفوسهم بالعداوة والبغضاء لهذا الدين وأهله وودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة أو يخرجونهم منها كما قال تعالى في وصف ما تختلج به نفوسهم : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) [النساء/89].

وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [ آل عمران : 118 ] وقال عز وجل : (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) [الممتحنة/2].

وقال جل وعلا : (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا) [ البقرة/217 ]. والآيات الدالة على عداوة الكفار للمسلمين كثيرة.

والمقصود أنهم لا يألون جهدا ولا يتركون سبيلا للوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم في النيل من المسلمين إلا سلكوه ولهم في ذلك أساليب عديدة ووسائل خفية وظاهرة فمن ذلك ما ظهر في هذه الأيام من قيام بعض مؤسسات السفر والسياحة بتوزيع نشرات دعائية تتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلة الصيفية في ربوع أوروبا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية ووضعت لذلك برنامجا شاملاً لجميع أوقات المسافر.

وهذا البرنامج يشتمل على فقرات عديدة منها ما يلي :

(1) اختيار عائلة إنجليزية كافرة لإقامة الطالب لديها مع ما في ذلك من المحاذير الكثيرة.

(2) حفلات موسيقية ومسارح وعروض مسرحية في المدينة التي يقيم فيها.

(3) زيارة أماكن الرقص والترفيه. ممارسة الديسكو مع فتيات إنجليزيات ومسابقات في الرقص.

(4) جاء في ذكر الملاهي الموجودة في إحدى المدن الإنجليزية ما يأتي : (أندية ليلة ، مراقص ديسكو ، حفلات موسيقى الجاز والروك ، الموسيقى الحديثة ، مسارح ودور سينما وحانات إنجليزية تقليدية ).

وتهدف هذه النشرات إلى تحقيق عدد من الأغراض الخطيرة منها ما يلي :

(1) العمل على انحراف شباب المسلمين وإضلالهم.

(2) إفساد الأخلاق والوقوع في الرذيلة عن طريق تهيئة أسباب الفساد وجعلها في متناول اليد.

(3) تشكيك المسلم في عقيدته.

(4) تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الغرب.

(5) تخلقه بالكثير من تقاليد الغرب وعادته السيئة.

(6) التعود على ترك الدين وعدم الالتفات لآدابه وأوامره.

(7) تجنيد الشباب المسلم ليكونوا من دعاة التغريب في بلادهم بعد عودتهم من هذه الرحلة وتشبعهم بأفكار الغرب وعاداته وطرق معيشته.

إلى غير ذلك من الأغراض والمقاصد الخطيرة التي يعمل أعداء الإسلام لتحقيقها بكل ما أوتوا من قوة وبشتى الطرق والأساليب الظاهرة والخفية وقد يتسترون ويعملون بأسماء عربية ومؤسسات وطنية إمعانا في الكيد وإبعادا للشبهة وتضليلا للمسلمين عما يرمونه من أغراض في بلاد الإسلام.. لذلك فإني أحذر إخواني المسلمين في جميع بلاد المسلمين عامة من الانخداع بمثل هذه النشرات والتأثر بها وأدعوهم إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم الاستجابة لشيء منها فإنها سم زعاف ومخططات من أعداء الإسلام تفضي إلى إخراج المسلمين من دينهم وتشكيكيهم في عقيدتهم وبث الفتن كم ذكر الله عنهم في محكم التنزيل ، قال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) [ البقرة : 120 ].

كما أنصح أولياء أمور الطلبة خاصة بالمحافظة على أبنائهم وعدم الاستجابة لطلبهم السفر إلى الخارج لما في ذلك من الأضرار والمفاسد على دينهم وأخلاقهم وبلادهم كما أسلفنا وإرشادهم إلى أماكن النزهة والاصطياف في بلادنا وهي كثير بحمد الله والاستغناء بها عن غيرها فيتحقق بذلك المطلوب وتحصل السلامة لشبابنا من الأخطار والمتاعب والعواقب الوخيمة والصعوبات التي يتعرضون لها في البلاد الأجنبية. وهذا أسأل الله جل وعلا أن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأبناءهم من كل سوء ومكروه وأن يجنبهم مكائد الأعداء ومكرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارة والنشرات الخطيرة وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد إنه ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد

وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:24 PM   #7
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصلاة عمود الإسلام وركنه الأعظم بعد الشهادتين، صلة بين العبد و ربه عز وجل ، جاءت النصوص مبينة لفضلها و مكانتها مما يطول الكلام عنه و ليس مرادنا هنا.

هذه الصلاة جاءت الشريعة بتخفيف بعض أحكامها في أحوال معينة تيسيراً على العباد و رفعاً للحرج عنهم، و من تلك الأحوال حال السفر إذ السفر مظنة المشقة، و حيث أننا في وقت يكثر السفر فيه رأيت من المناسب إيراد جملة من أحكام الصلاة للمسافر جمعها أحد الأخوة جزاه الله خيراً، و هي من فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله




حكم الأذان في السفر؟

هذه المسألة محل خلاف، والصواب وجوب الأذان على المسافرين، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمالك بن الحويرث وصحبه (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم) وهم وافدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسافرون إلى أهليهم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع الأذان ولا الإقامة حضراً ولا سفراً، فكان يؤذن في أسفاره ويأمر بلالاً رضي الله عنه أن يؤذن.



من جهل القبلة أولم يجد ماء هل يؤخر الصلاة؟:

الصلاة يجب أن تؤدى وتفعل في وقتها لقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) وإذا وجب أن تفعل في وقتها فإنه يجب على المرء أن يقوم بما يجب فيها بحسب المستطاع لقوله تعالى (فا تقوا الله ما استطعتم) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين (صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب).
ولأن الله عز وجل أمرنا بإقامة الصلاة حتى في حال الحرب والقتال و لو كان تأخير الصلاة عن وقتها جائزاً لمن عجز عن القيام بما يجب فيها من شروط وأركان وواجبات ما أوجب الله تعالى الصلاة في حال الحرب.




مقدار المسافة التي يقصر فيها الصلاة؟

المسافة التي تقصر فيها الصلاة حددها بعض العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً وحددها بعض العلماء بما جرى به العرف أنه سفر وان لم يبلغ ثمانين كيلو متراً وما قال الناس عنه:إنه ليس بسفر فليس بسفر ولو بلغ مائة كيلو متر.
وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله ، وذلك لأن الله تعالى لم يحدد مسافة معينة لجواز القصر وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد مسافة معينة لجواز القصر.

وقال أنس بن مالك – رضى الله عنه : ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج ثلاثة أميال او فراسخ قصر الصلاة وصلى ركعتين)). وقول شيخ الإسلام ابن تيميه ، رحمه الله ، أقرب إلى الصواب، ولا حرج عند اختلاف العرف فيه أن يأخذ الإنسان بالقول بالتحديد لأنه قال به بعض الأئمه و العلماء المجتهدين فليس عليهم به بأس إن شاء الله تعالى أما مادام الأمر منضبطاً فالرجوع إلى العرف هو الصواب.




متى يترخص المسافر برخص السفر؟

ذكر العلماء-رحمهم الله -انه لا يشترط لفعل القصر والجمع ، حيث أبيح فعلهما ، أن يغيب الإنسان عن البلد بل متى خرج من سور البلد جاز له ذلك. وتبدأ أحكام السفر إذا فارق المسافر وطنه وخرج من عامر قريته أو مدينته وإن كان يشاهدها، ولا يحل الجمع بين الصلاتين حتى يغادر البلد إلا أن يخاف أن لا يتيسر له صلاة الثانية أثناء سفره.

رخص السفر:
1. صلاة الرباعية ركعتين.

2. الفطر في رمضان ويقضيه عدة من أيام أخر.

3. المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليها ابتداء من أول مسح.

4. سقوط المطالبة براتبة الظهر والمغرب والعشاء أما راتبة الفجر وبقية النوافل فإنها باقية على مشروعيتها واستحبابها.

5. الجمع بين الصلاتين اللتين يجمع بعضهما إلى بعض وهما الظهر والعصر أو المغرب والعشاء ولا يجوز تأخير المجموعتين عن وقت الخيرة منهما فلا يجوز تأخير الظهر والعصر المجموعتين إلى غروب الشمس ولا تأخير المغرب والعشاء المجموعتين إلى ما بعد نصف الليل.




من كان سفره دائماً هل يترخص برخص السفر؟:

قصر الصلاة متعلق بالسفر فما دام الإنسان مسافراً فإنه يشرع له قصر الصلاة سواء كان سفره نادراً أم دائماً إذا كان له وطن يأوي إليه ويعرف أنه وطنه.




إقامة المسافر في بلد غير بلده الأصلي (بنية الاستيطان)؟

أن يقيم إقامة استيطان بحيث ينتقل عن بلده الأصلي انتقالاً كاملاً فحكم هذا حكم المستوطنين الأصليين في كل شيء لا يترخص رخص السفر في هذا البلد الذي انتقل إليه بل يترخص إذا سافر منه ولو إلى بلده الأصلي كما لو كان بلده الأصلي مكة فانتقل للسكنى في المدينة فإنه يعتبر في المدينة كأهلها الأصليين فلو سافر إلى مكة للعمرة أو الحج أو طلب العلم أو زيارة قريب أو تجارة أو غيرها فحكمه في مكة حكم المسافرين وإن كان قد تزوج فيها من قبل وتأهل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة في غزوة الفتح وحجة الوداع مع أنه قد تزوج في مكة وتأهل فيها من قبل.




هل تسقط الجماعة عن المسافر؟
:
لا تسقط صلاة الجماعة عن المسافر لأن الله تعالى أمر بها في حال القتال فقال: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك) (النساء الآية:102).الآية.. وعلى هذا فإذا كان المسافر في بلد غير بلده وجب عليه أن يحضر الجماعة في المسجد إذا سمع النداء إلا أن يكون بعيداَ أو يخاف فوت رفقته لعموم الأدلة الدالة على وجوب صلاة الجماعة على من سمع النداء أو الإقامة.



عدد ركعات صلاة السفر؟

صلاة المسافر ركعتان من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليه لقول عائشة رضى الله عنها : ((أول ما فرضت الصلاة فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر)). وفي رواية ((وزيد في صلاة الحضر)) وقال أنس بن مالك رضى الله عنه : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصلى ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة)).




إذا صلى المسافر خلف إمام يتم؟

إذا كنت في بلد تسمع النداء فيه فعليك أن تجيب النداء وإذا صليت مع الإمام لزمك الإتمام لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ((ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)). ولقوله صلى الله عليه وسلم: (( إنما جعل الإمام ليؤتم به)) ولأن ابن عباس رضى الله عنهما سئل: عن الرجل إذا كان مسافر وصلى مع الإمام يصلي أربعا َوإذا كان وحده يقصر؟ قال: تلك هي السنة فإذا سمعت النداء فاجب وأتم مع الإمام فلو صليت معه ركعتين وسلم فإن عليك أن تتم الركعتين الباقيتين.
ولكن لو أنك لم تسمع النداء أو كنت في مكان ناء عن المساجد أو فاتتك الجماعة فإنك تصلى ركعتين ما دمت في البلد الذي سافرت إليه بنية الرجوع إلى بلدك.




إمامة المسافر للمقيم؟

يجوز للمسافر أن يكون إماماً للمقيمين، وإذا سلم يقوم المقيمون فيتمون الصلاة بعده ولكن ينبغي للمسافر الذي أم المقيمين أن يخبرهم قبل الصلاة فيقول لهم إنا مسافرون فإذا سلمنا فأتموا صلاتكم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمكة عام الفتح وقال لهم: (أتموا يا أهل مكة فإنا قوم سفر) فكان يصلي بهم ركعتين وهم يتمون بعده.




كيفية صلاة المسافر؟

إذا حان وقت الفريضة وأنت في الطائرة فلا تصلها في الطائرة بل انتظر حتى تهبط في المطار إن اتسع الوقت إلا أن يكون في الطائرة محل خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة تستقبل فيه القبلة وتركع وتسجد وتقوم وتقعد فصلها في الطائرة حين يدخل الوقت.
فإن لم يكن في الطائرة مكان خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة وخشيت أن يخرج الوقت قبل هبوط الطائرة فإن كانت الصلاة مما يجمع إلى ما بعدها كصلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء ويمكن أن تهبط الطائرة قبل خروج وقت الثانية فأخر الصلاة الأولى واجمعها إلى الثانية جمع تأخير ليتسنى لك الصلاة بعد هبوط الطائرة.
فإن كانت الطائرة لا تهبط إلا بعد خروج وقت الثانية فصل الصلاتين حينئذٍ في الطائرة على حسب استطاعتك فتستقبل القبلة وتصلي قائماً وتركع إن استطعت وإلا فأومئ بالركوع وأنت قائم ثم اسجد إن استطعت وإلا فأومئ بالسجود جالساً.

أما كيفية صلاة النافلة على الطائرة فإنه يصليها قاعداً على مقعده في الطائرة ويومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود أخفض.





جمع الصلاتين للمسافر؟

أما الجمع: إن كان سائراً فالأفضل له أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إما جمع تقديم وإما جمع تأخير حسب الأيسر له وكلما كان أيسر فهو أفضل.
وإن كان نازلاً فالأفضل أن لا يجمع وإن جمع فلا بأس لصحة الأمرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: (جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر) فقالوا: ما أراد قال: أراد أن لا يحرج أمته، أي لا يلحقها حرج في ترك الجمع.
وهذا هو الضابط كلما حصل حرج في ترك الجمع جاز له الجمع وإذا لم يكن عليه حرج فلا يجمع لكن السفر مظنة الحرج بترك الجمع وعلى هذا يجوز للمسافر أن يجمع سواء كان جاداً في السفر أم مقيماً إلا أنه إن كان جاد في السفر فالجمع أفضل. وإن كان مقيماً فترك الجمع افضل.
ويستثنى من ذلك ما إذا كان الإنسان مقيماً في بلد تقام فيه الجماعة فإن الواجب عليه حضور الجماعة وحينئذ لا يجمع ولا يقصر. لكن لو فاتته الجماعة فإنه يقصر من دون جمع إلا إذا احتاج إلى الجمع.
إذا أدرك المسافر ركعتين من الرباعية مع الإمام هل تكفيه لصلاته؟:
هذا غير جائز إذا دخل مع المقيم يجب أن يكمل أربع ركعات بعد تسليم الإمام لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا).





من أراد السفر بعد الفريضة هل يجمع معها ما بعدها وهو في بلده ؟:

إذا كنت في بلدك لم تخرج وأردت أن تسافر بعد صلاة المغرب مباشرة فإنك لا تجمع لأنه ليس لك سبب يبيح للجمع إذ أنك لم تغادر بلدك أما إذا كنت في بلد قد سافرت إليه مثل أن تكون قد أتيت لمكة للعمرة ثم أردت أن تسافر بين المغرب والعشاء فإنه لا بأس إذا صلى الإمام المغرب أن تصلي بعده العشاء مقصورة ثم تخرج إلى بلدك.

إذا أخر المسافر صلاة المغرب ليجمعها مع صلاة العشاء وأدرك الناس في المدينة يصلون العشاء؟
ينضم معهم بنية صلاة المغرب وفي هذه الحال إن كان قد دخل مع الإمام في الركعة الثانية فالأمر ظاهر ويسلم مع الإمام لأنه يكون صلى ثلاثاً وإن دخل في الثالثة أتى بعده بركعة.أما إن دخل في الركعة الأولى من صلاة العشاء وهو يصلي بنية المغرب فإن الإمام إذا قام إلى الرابعة يجلس هو ويتشهد ويسلم ثم يدخل مع الإمام في بقية صلاة العشاء حتى يدرك الجماعتين في الصلاتين وهذا الانفصال جائز لأنه لعذر والانفصال لعذر جائز كما ذكر ذلك أهل العلم.


الصلاة في الحضر وقد أدركه وقتها في السفر والعكس:
قاعدة: وهي: أن العبرة بفعل الصلاة فإن فعلتها في الحضر فأتم وإن فعلتها في السفر فاقصر سواء دخل عليك الوقت في هذا المكان أو قبل.
مثلاً إنسان سافر من بلده بعد أذان الظهر لكن صلى الظهر بعد خروجه من البلد ففي هذه الحال يصلي ركعتين وأما إذا رجع من السفر ودخل عليه الوقت وهو في السفر ثم وصل بلده فإنه يصلي أربعاً فالعبرة بفعل الصلاة إن كنت مقيماً فأربع وإن كنت مسافراً فركعتين.




إذا قام المسافر لثالثة وقد نوى القصر؟

إذا أتم المسافر الصلاة ناسياً فإن صلاته صحيحة ولكن يسجد للسهو لأنه زاد زيادة غير مشروعة ناسياً فإن المشروع في حق المسافر أن يقتصر على ركعتين إما وجوباً على مذهب أبي حنفية وأهل الظاهر وإما استحباباً على مذهب أكثر أهل العلم.



صلاة الرجل بأهله في السفر؟

لا بأس أن يصلي الرجل بأهله ومحارمه في السفر فقد كان النساء يحضرن الصلاة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بأنس وأمه واليتيم.




صلاة الجمعة للمسافر:
المسافر لا تسقط عنه الجمعة إذا كان في مكان تقام فيه الجمعة، و لم يكن عليه مشقة في حضورها لعموم قوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) فيجب عليه حضور الجمعة ليصلي مع المسلمين، ولا تسقط عنه صلاة الجماعة لعموم الأدلة أيضاً.


جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة؟

لا تجمع العصر إلى الجمعة لعدم ورود ذلك في السنة ولا يصح قياس ذلك على جمعها إلى الظهر للفروق الكثيرة بين الجمعة والظهر والأصل وجوب فعل كل صلاة في وقتها إلا بدليل يجيز جمعها إلى الأخرى.


السفر قبل صلاة الجمعة؟

السفر يوم الجمعة إن كان بعد أذان الجمعة الثاني فإنه لا يجوز لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) فلا يجوز للإنسان أن يسافر في هذا الوقت لأن الله قال: (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) وإذا كان السفر قبل ذلك فإن كان سيصلى الجمعة في طريقه مثل أن يسافر من بلده وهو يعلم أنه سيمر على بلد آخر في طريقه ويعرج عليه ويصلي الجمعة فيه فهذا لا بأس به وإن كان لا يأتي بها في طريقه فمن العلماء من كرهه ومن العلماء من حرمه ومن العلماء من أباحه وقال إن الله تعالى لم يوجب علينا الحضور إلا بعد الأذان والأحسن ألا يسافر إلا إذا كان يخشى من فوات رفقته.


ماذا يصلى المسافر من النوافل؟:

التطوع بالنوافل:
فإن المسافر يصلي جميع النوافل سوى راتبة الظهر والمغرب والعشاء فيصلى الوتر وصلاة الليل وصلاة الضحى وراتبة الفجر وغير ذلك من النوافل غير الرواتب المستثناة.



المسافرون يصلون التراويح وقيام الليل؟:

نعم يصلون التراويح ويقومون الليل ويصلون صلاة الضحى وغيرها من النوافل لكن لا يصلون راتبة الظهر أو المغرب أو العشاء.

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:26 PM   #8
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|


من أحكام السفر



فهد بن يحيى العماري




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :


فهذا سِفْر مختصر في أحكام السفر، جمعته من كتب أهل العلم ، اقتصرت فيه على ما يحتاجه الناس غالباً في أسفارهم ، خللته بعض الآداب ، جردتـه من التفريعات والخلافات ، التزمت فيه منهج الاختصار ، عرضته على بعض المشايخ وطلاب العلم ، اخترت ترجيحات الشيخين العالمين الفقيهين الجليلين : الشيخ أبي عبد الله عبد العزيز بن باز والشيخ أبي عبد الله محمد بن عثيمين عليهم سو ابغ الرحمة والغفران مع ترجيحات اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في كثير من المسائل، حاولت جاهداً أن يجد القارئ فيه بغيته وما قد يخطر بباله أو يسنح في خياله ، فأرجو الله أن ينفع به من كتبه وقرأه ونظر فيه وأن يؤتي أكله كل حين بإذن ربه ، فيكون زاداً للمسافرين ، مذكِّراً لمن غفل معلِّماً لمن جهل ، بداية للمبتدئ ، مراجعة للمقتصد ، خفيف المحمل ، سهل المتناول ، مفيداً في الأسفار والرحلات ،مثاراً للنقاش والمذاكرة بين طلاب العلم في أسفارهم ومجالسهم حتى يحي العلم ويرسخ في الذهن وتُحقق المسائل ، فالعلم يحيى بالمذاكرة والفكرة والدرس والمناقشة .


فيا أيها الناظر فيه ،هذا سِفْر مختصر،كتبته منذ أجل وكلي خوف
ووجل ، فأحسن بجامعه الظن وإن لم يكن من أهل هذا الفن ، فاصفح عما به من زلل وصحح ما طغى به القلم ، جعله الله مباركاً ونافعاً على الدوام وخالصاً لوجهه الكريم .


أولاً : الضابط في السفر الذي يترخص فيه : كل ما أعده الناس سفراً فهو سفر ، سواء طالت المسافة أم قصرت ، طال الوقت أم قصر والعبرة في ذلك العرف العام والغالب عند الناس وتقييده بالزمن أو العمل أو المسافة قول ضعفه المحققون من أهل العلم كابن قدامه وابن تيمية وابن القيم والسعدي وابن عثيمين رحمهم الله وذلك : لعدم الدليل على التحديد وكل ما ورد في ذلك فهو إما حديث ضعيف أو غير صريح في التحديد وإنما كان موافقة من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يقصد التحديد بالزمن أو المسافة ولأن الناس ليسوا كلهم يدركون مقدار المسافات ولأن أدلة السفر مطلقة في الترخص ،لم تقيده بأي قيد قال تعالى : { وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة .. ****** .

مسألة : إذا شك الإنسان في المسافة التي تجاوزها ، هل تعتبر مسافة سفر عرفا وهل يعتبر بها مسافراً أو مقيماً ؟ فيقال يعتبر مقيماً ،فلا يترخص لا بقصر ولا فطر ولا غيره احتياطاً وبراءة للذمة والاحتياط في مسائل الشك من تمام الديانة والأصل أن الإنسان مقيم فيستصحب الحال الأصلية له وهي الإقامة ورجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

مسألة : أقسام الناس من حيث السفر والاستيطان :
1- الاستيطان وهو نوعان :
أ‌- استيطان الإنسان بلده الأصلي فمثلا الرسول وطنه الأصلي مكة وسكنها في بداية حياته .
حكمه : إذا خرج منه وفي نيته العودة إليه ولم يتخذ وطنا غيره فإن حكمه حكم المسافر .
ب-استيطان الإنسان بلدا غير بلده الأصلي واتخاذه بلدا له وليس من قصده الارتحال عنه فمثلا الرسول هاجر من مكة إلى المدينة واتخذ المدينة وطنا له ويأخذ حكم المستوطن من نوى إقامة مطلقة في بلد ما .
حكمه : حكم وطنه الأصلي فإذا خرج منه كان مسافرا ، فإذا رجع لوطنه الأصلي للزيارة وغيرها وليس قصده الاستيطان فيه فحكمه حكم المسافر كالرسول عندما خرج من مكة واستوطن المدينة إذا رجع إلى مكة كان مسافرا .


2- السفر: من سافر لبلد للعمل أو الدراسة وغيرها سواء مقيد سفره بزمن أو عمل فيأخذ حكمه حكم المسافر وتأتي أحكامه في مبحث الإقامة ورجحه شيخ الإسلام وابن القيم وابن سعدي وابن عثيمين رحمهم الله والدليل أن الإقامة غير محددة في الشرع لا بزمن ولا عمل وماورد فيها إما دليل صريح غير صحيح أو صحيح غير صريح والناس في الشرع إما مسافر أو مستوطن .

ثانياً :بداية أحكام السفر: إذا فارق الإنسان بنيان بلده ترخص وإذا ولي البنيان مزارع وبساتين لا يسكنها أهلها طوال العام فلا عبرة بها لأن العبرة بما أعد للسكن وأما التي تسكن في بعض الأحيان وكذا البيوت الخربة فلا يشترط مجاوزتها لأنه لا عبرة بها ، فالترخص يكون بمجاوزة البنيان المسكون طيلة العام وأما المصانع والشركات فإنه لا يعتد بها إلا إذا وجد فيها مقر سكن للعمال وغيرهم والمقصود بالبنيان الظاهر والواضح على الطريق أما لو كان مخفياً مثلاً وراء الجبال وليس محاذياً للطريق فلا عبرة به وكل ما ينسب للبلد فهو منه . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : والعبرة بالمفارقة البدنية _ للبنيان _ لا البصرية أي لا يشترط في المفارقة ألا ترى المنازل بل تكفي المفارقة بالبدن .

•مسائل في تقطع البنيان وتجاور البلدان :


الأولى : إذا كان البنيان كله تابع للبلد وينسب له ، فإذا كان الانقطاع بين البنيان يسيراً أو كبيراً فإن الترخص يبدأ بمفارقة آخر بنيان للبلد ورجحه الشيخ ابن جبرين وصله الله بتوفيقه وهداه .


الثانية : إذا كانت البلد بجوارها بلداً آخر سواء كانت متصلة بها أو كان الانقطاع بينهما يسيراً فيكون الترخص من مفارقته مدينته ورجحه الإمام النووي و الشيخ ابن عثيمين رحمهم الله .


ثالثاً : الآداب :


أ_ يستحب السفر يوم الخميس لحديث : ( أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يخرج يوم الخميس ) رواه البخاري ويجوز السفر في سائر الأيام ماعدا الجمعة ويأتي التفصيل فيه ولا يجوز التشاؤم من السفر في أي يوم من الأيام فإذا عزم الإنسان على السفر في أي وقت فليفعل .


ب_ يستحب عند خروجه من منزله أن يصلي ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم (ما خلَّف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما حين يريد سفراً ) حديث حسن وورد ذلك عن ابن عمر وعلي رضي الله عنا وعنهم أجمعين .


ج_ يستحب دعاء السفر في الذهاب والإياب إذا ركب دابته وليس عند الخروج من البلد لرواية مسلم (كان صلى الله عليه وسلم إذا ركب دابته ) ويستحب كثرة الدعاء والاستغفار فيه فهو موطن إجابة للدعاء قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة الوالد على ولده ودعوة المسافر ودعوة المظلوم )حديث صحيح ودعاء السفر هو أن يكبّر ثلاثاً ثم يقول : ( سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا واطوِّ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من و عثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل ) وإذا رجع قالهن وزاد فيهن ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) رواه مسلم .[ مقرنين : مطيقين ، الوعثاء : الشدة المنقلب : المرجع ، الكآبة : تغير النفس من حزن ونحوه ] .


د_ يستحب إذا نزل منزلاً أن يقول :{ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق****** فمن قالها لم يضره شيء حتى يرحل من منزله. رواه مسلم .


ه _ يستحب للمسافر إذا صعد علواً أن يكبّر وإذا نزل هبوطاً أن يسبح الله كما في صحيح البخاري من حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال : ( كنا إذا صعدنا كبّرنا وإذا نزلنا سبّحنا ) .


و _ يستحب للمسافر إذا دخل بلـداً أن يقـول : ( اللـهم رب السماوات السبع وما أظللن والأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين ، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها ) حديث صحيح .


ز _ يستحب للرفقة في السفر أن ينزلوا مجتمعين ويكره تفرقهم لغير حاجة لحديث : ( كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية فقال صلى الله عليه وسلم : إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان ) حديث حسن .


حديث ضعيف : ( إذا قدم أحدكم من سفر فليهد إلى أهله وليطرفهم ولو كانت حجارة ) .


حديث ضعيف : ( إن المسافر ورحله على قَلَتٍ _ أي هلاك _ إلا ما وقى الله ) حديث ضعيف : ( سافروا تصحوا ) .


ح _ يحرم على المرأة أن تسافر وحدها ، سواء كان السفر طويلاً أو قصيراً ، براً أو جواً وقد تساهل كثير من النساء في السفر لوحدهن جواً ، وهذا فيه مخالفة شرعية ومفسدة عظيمة لأن المرأة فتنة وانفرادها سبب للمحظور،لأن الشيطان يجد السبيل بانفرادها فيغري بها ويدعو إليها ، وكل ما يسمى سفراً فإنه لا يجوز للمرأة أن تسافر وحدها والأصل بقاء النصوص وليس لأحد أن يخصص ويستثني ما لم يخصصه الشرع والضرورات تقدر بقدرها قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لامرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ) رواه مسلم والنهي عام لكل امرأة صغيرة أو كبيرة وكل ما يسمى سفراً ، سواء طويلاً أو قصيراً ،سواء بطيارة أو سيارة [ والعبرة بالسفر لا وسيلة السفر] قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ) .


مسألة : لا يجوز للمرأة المعتدة بسبب وفاة زوجها أن تسافر للحج ولو فريضة أو للعمرة أو غيرها ، أما المرأة المعتدة بسبب الطلاق البائن أي المطلقة ثلاثاً فيجوز لها السفر بشرط وجود المحرم .


ط _ يكره سفر الإنسان لوحده إذا وجد الصاحب ولغير حاجة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ، ما سار راكب بليل وحده ) رواه البخاري ولما فيه من الوحشة وتسلط اللصوص عليه وعدم وجود المعين بعد الله عند حدوث الضرر قال الإمام أحمد عن الرجل يسافر وحده : ما أحب ذ لك إلا أن يضطر مضطر .قال الحافظ ابن حجر :جواز السفر منفرداً للضرورة والمصلحة التي لا تنتظم إلا بالانفراد و الكراهة لما عدا ذلك .ويستحب أن يطلب رفيقاً تقياً ، نقياً ، راغباً في الخير ، كارهاً للشر يحرص على إرضاء رفيقه وموافقته لا مخالفته ، صبوراً على ما يقع منه ويحتمل كل واحد منهما الآخر ويرى لصاحبه عليه فضلاً وحرمة وكما قيل :[ الصديق قبل الطريق وليس كل صديق يناسب الطريق ]وقد قيل :[ المروءة في السفر بذل الزاد وقلة الخلاف على الأصحاب وكثرة المزاح في غير مساخط الله وإذا فارقتهم أن تنشر عنهم الجميل ] وقيل :[ من حسن المرافقة الموافقة ) لكن فيما لا يخالف الشرع .


ي _ التنافس والتفاني في خدمة الإخوان ولا يُمنع من أراد عملاً معيناً إذا كان يجيده ولا يَمنع هذا من التنظيم وقسمة الأعمال بين الجميع قال مجاهد : ( صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني ) يقول أنس رضي الله تعالى عنه : ( خرجت مع جرير بن عبد الله في سفر فكان يخدمني وكان جرير أكبر من أنس ) رواه البخاري .


وبوّب البخاري باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وتعين الرجل في دابته تحمله عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة ...) رواه البخاري وحديث ( سيد القوم خادمهم ) حديث ضعيف .
وما الفضل في أن يؤثر المرء نفسه ولكنَّ فضل المرء أن يتفضـلا


ك _ يستحب توديع المسافر أهله وأصحابه بقوله : ( أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ) ويردون عليه : ( نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ) ويقال كذلك : ( زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيث كنت )وكلها صحيحة .

والحكمة من قولهم نستودع الله دينك .. : لأن السفر مظنة للتقصير والتساهل في أمور الدين بسبب المشقة وعدم الرقيب من البشر والبعد عنهم فكان الدعاء بذلك مناسباً للحال .


•خطأ: يقرأ بعض الناس عند توديع المسافر سورة الفاتحة وهذه من البدع التي ليس عليها دليل .


ل _ من الأخلاق القيام للقادم من السفر ومعانقته وزيارته ،فقد قام صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة وقبَّله وعانقه عندما قدم من السفر وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدموا من سفر تعانقوا حديث صحيح ولما يُحدث ذلك من الألفة والمحبة والترابط وجمع القلوب ونحن بأشد الحاجة إلى هذه المعاني على المستوى العائلي والأسري والاجتماعي وغيرها .


م _ يستحب التعجل في الرجوع إلى الأهل من السفر عند انقضاء حاجة المسافر لحديث : ( السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نوه و طعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل إلى أهله ) متفق عليه ومعنى نهمته أي حاجته والمعنى : يمنعه على الوجه المعتاد في الإقامة وفي رواية البيهقي : ( فليعجل الرحلة إلى أهله فإنه أعظم لأجره ) .


قال ابن حجر : ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة.. أهـ وهذا أمر معلوم وملموس ولذا ورد في رواية الإمام أحمد قال صلى الله عليه وسلم : ( لأن الرجل يشتغل فيه عن صلاته وصيامه وعبادته) .


•لطيفة : سئل إمام الحرمين لم كان السفر قطعة من العذاب ؟ فأجاب على الفور : لأنّ فيه فراق الأحباب .


•فائدة :قال صلى الله عليه وسلم : (صاحب الدابة أحق بصدرها إلا مَن أذن ) حديث صحيح .


•فائدة : قال ابن حجر رحمه الله : إن السفر يغتفر فيه لبس غير المعتاد في الحضر. أهـ والمقصود مالم يكن فيه محظور شرعي .


بشارة وتسلية : قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ) رواه البخاري .قال ابن حجر : وهو في حق من كان يعمل طاعة فمُنع منها وكانت نيته لولا المانع أن يداوم عليها .


•خطأ : يظن البعض أنه يستحب التصدق قبل الخروج إلى السفر وهذا ليس عليه دليل .

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:27 PM   #9
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

أحكام الطهارة للمسافر



فهد بن يحيى العماري



1- المسافر إذا دخل عليه الوقت ولم يجد ماء فله حالات ذ كرهـا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :


أ- الأفضل تأخير الصلاة إلى آخر الوقت في صورتين :
الأولى : إذا علم وجود الماء .
الثانية : إذا ترجح عنده وجود الماء .
ب_ الأفضل تقديم الصلاة في ثلاث صور :
الأولى : إذا علم عدم وجود الماء .
الثانية : إذا ترجح عنده عدم وجود الماء .
الثالثة : إذا لم يترجح عنده شيء .


2_ إذا صلى بالتيمم ثم وجد الماء أثناء الصلاة يقطع الصلاة ويعيدها لحديثه صلى الله عليه وسلم إن الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليمسه بشرته ) حديث صحيح .. فإذا وجد الماء بعدها لا يعيد لقصة الرجلين اللذين تيمما ثم صليا ثم وجدا الماء في الوقت فأما أحدهما فلم يعد الصلاة وأما الآخر فتوضأ وأعاد فقدما على الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبراه ، فقال للأول : أصبت السنة وقال للآخر : لك الأجر مرتين ورجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .


3_ إذا وجب الغسل من جنابة على مسافر في شدة البرد ولم يستطع استخدام الماء لخوفه المرض ولا يكفي الخوف من البرد بل لابد أن يخاف من الضرر ولم يجد وسيلة للتدفئة أو خشي خروج الوقـت عند التدفئة جاز التيمم أو عنده ماء قليل لا يكفي للغسل يتوضأ به ويتيمم عن الغسل وعند استطاعته استعمال الماء وجب عليه الغسل لحديث : ( فإذا وجد الماء فليمسه بشرته ) وبه أفتى الشيخان رحمهم الله .


4_ إذا كان الإنسان ليس لديه إلا ماء قليل لا يكفيه للوضوء كاملاً فإنه يتوضأ بما عنده ويتيمم عن الباقي ورجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .


5 _ يمسح المسافر على الخفين ثلاثة أيام وللمقيم يوم وليلة ويبتدئ المسح من أول مسحة بعد حدث بعد اللبس لما في صحيح مسلم ( جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم ) .


6_ إذا ابـتدأ الإنسان المسح في الحضر ثم سافر فمسح مسافر .
7_ إذا ابتدأ المسح في السفر ثم أ قام فمسح مقيم .
8_ إذا أحدث في الحضر ثم سافر قبل مسحه فمسح مسافر .
9_ إذا شك في ابتد اء المسح هل يكون مسح مسافر أو مقيم فمسح مقيم احتياطاً .

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:29 PM   #10
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

مسائل يكثر السؤال عنها في مسائل الجمع بين الصلاتين (بسبب السفر) الأحكام المتعلقة بها



عيسى بن حسن الذياب



تمهيد : إن مسائل الجمع بين الصلاتين في السفر من المسائل المهمة ، ومن المسائل التي يجهل بعض أحكامها الكثير من الناس مع أهميتها وحاجتهم إليها .
وقبل الشروع في ذكر المسائل أود أن أذكر أن مسائل الجمع بين الصلاتين بسبب السفر كثيرة جداً ولكن سأقتصر فقط على المسائل التي يكثر السؤال عنها ، وجميع الأحكام التي سأذكرها هي من اختيارات الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله تعالى .

(السؤال1) ما المسافة التي يعتبر فيها الشخص مسافر ويجوز له أن يترخص برخص السفر.؟
(الجواب) – ) هو : إذا كان المكان مما يعد في عرف الناس سفراً ، فأنتم مسافرون فيجوز لكم أن تترخصوا برخص السفر الأربع وهي: الجمع بين الصلاتين ، والقصر(قصر الصلاة الرباعية) ، والمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن ، والفطر في نهار رمضان .
وفي حال اختلاف النظر أو التردد في الإطلاق العرفي ففي هذه الحال يُرجع إلى المسافة ، فإن كان المكان الذي أنتم فيه يبعد عن بلدكم أكثر من (ثمانين كيلاً) ، فأنتم مسافرون فيجوز أن تترخصوا برخص السفر الأربع: وهي الجمع بين الصلاتين ، والقصر(قصر الصلاة الرباعية) ، والمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن، والفطر في نهار رمضان .
ويجوز لكم الجمع والقصر ولو كنتم نازلين وليس في سير ، بما أنكم تسمون مسافرين فيجوز لكم أن تترخصوا برخص السفر الأربع ولو كنتم نازلين مقيمين ، إذا كنتم ستصلون جماعة .
يجوز لكم بل الأفضل لكم القصر(قصر الصلاة الرباعية) ، أما الجمع الأفضل أن لا تجمعوا ، إلا أن يشق عليكم ترك الجمع فاجمعوا ، وإن جمعتم بدون مشقة فلا حرج لأنكم تسمون مسافرين .

(السؤال2) من حلت عليه الصلاة وهو مسافر ، ولم يصلها حتى أقام هل يتمها أم يقصرها .؟
(الجواب) يلزمه أن يتم ، اعتبار بحاله عند فعل الصلاة ، لأنه مقيم ولأن علة السفر قد زالت . وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال3) من حلت عليه الصلاة وهو مقيم ، ولم يصلها حتى سافر هل يتمها أم يقصرها .؟
(الجواب)يشرع أن يقصر ، اعتبار بحاله عند فعل الصلاة ،لأنه مسافر ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال4) إذا صلى مسافر خلف مقيم فما العمل .؟
(الجواب) يلزمه أن يتم ، سواء كان أدرك الصلاة من أولها أو أدرك ركعة واحدة فقط أو ركعتين أو ثلاث ، ولا يجوز له القصر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه) ، ولما رواه الإمام مسلم أن ابن عباس y سئُل ما بال الرجل المسافر يصلي ركعتين ومع الإمام أربعاً .؟ قال تلك هي السنة .

(السؤال5) إذا صلى مقيم خلف مسافر فما العمل .؟
(الجواب) يلزمه أن يتم ، فإذا سلم المسافر من ركعتين يلزم المقيم أن يأتي بركعتين ليتم بذلك أربع ركعات .
قاعدة.. المأموم في كل الأحوال يجب عليه أن يتم مع إمامه..
إذا كان المأموم مقيم والإمام مقيم (يجب عليه الإتمام) .
إذا كان المأموم مقيم والإمام مسافر (يجب على المأموم أن يتم) .
إذا كان المأموم مسافر والإمام مقيم (يجب على المأموم أن يتم) .
إلا في حالة واحدة فقط إذا كان هو مسافر والإمام مسافر ويريدون القصر فيجوز لهم القصر.

(السؤال6) من دخل المسجد والإمام يصلي العشاء ، وهو لم يصلي المغرب ، ماذا يصنع .؟
(الجواب) الصحيح : أنه يدخل معهم بنية المغرب ، وهم يصلون العشاء ، ولا يضر اختلاف النية بين الإمام والمأموم ، فإذا صلى الإمام ثلاثاً وقام للرابعة جلس هذا المقيم وقرأ التشهد وهو مخير بين أن ينتظر الإمام فإذا سلم سلمه معه أو يجوز له أن يسلم قبل الإمام ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال7) من دخل المسجد وهو لم يصلي الظهر ، ووجد الإمام يصلي العصر ، ماذا يصنع .؟
(الجواب) أنه يدخل مع الإمام بنية الظهر ويصليها تامة أربع من غير قصر ، لأنه ليس هناك اختلاف في الأفعال بين الصلاتين، كما أن عدد الركعات واحدة ، ولا فرق في الهيئة بينهما ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال8) من دخل الصلاة وهو ينوي الإتمام ، ثم تذكر وهو في الصلاة أنه مسافر هل يقصر .؟
(الجواب) أنه لا يلزمه الإتمام ، بل يقصر ولو لم ينوي القصر من أول الصلاة ، لأن الأصل في صلاة المسافر القصر، كما قالت عائشة رضي الله عنها (فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر ) وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .

(السؤال9) من دخل بنية القصر ثم نسي وقام لثالثة ، هل يرجع أم يأتي برابعة .؟
(الجواب) عليه أن يرجع لأن هذا الرجل دخل في الصلاة على أنه يريد أن يصلي ركعتين فليصلي ركعتين ولا يجوز له أن يزيد ، وفي هذه الحال يلزمه الرجوع من الركعة الثالثة يسجد للسهو بعد السلام لأنه زاد في الصلاة ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال10) من صلى صلاة الظهر والعصر أو المغرب والعشاء جمع تقديم ، ثم وصل إلى بلده وصلاة العصر أو العشاء مقامة أو قبل الأذان ، هل يدخل ويصلي معهم .؟
(الجواب) لا يلزمه أن يدخل معهم لأنه صلى وقد برئت ذمته ، وليس عليه أن يصلي معهم ، لأنه أداها وجمعها مع الأولى، ولو صلى معهم بنية النافلة ودفعاً للشبهة عنه فهو حسن ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال11) حكم جمع صلاة العصر إلى صلاة الجمعة .؟
(الجواب) لا تجمع صلاة العصر إلى صلاة الجمعة ، ولا يصح قياس الجمعة على الظهر للفرق بينهما ، فلو صلى المسافر صلاة الجمعة لم يجز له أن يجمع العصر إليها ، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم الجمع بين العصر والجمعة ، والأصل في العبادات المنع إلا بدليل.

(السؤال12) هل يجوز السفر يوم الجمعة .؟
(الجواب) - إذا أذن الأذان الثاني لصلاة الجمعة فيحرم السفر لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله...)
- أما إذا كان قبل الأذان الثاني فجائز ، وقال بعض أهل العلم بكراهيته لئلا يفوت على الإنسان فضل الجمعة .

(السؤال13) هل يشترط الموالاة بين الصلاتين لمن أراد أن يجمع بينهما .؟
(الجواب) لا يشترط الموالاة بين الصلاتين ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .

(السؤال14) إذا أراد الجمع بين الصلاتين هل يؤذن لكل صلاة ويقيم لكل صلاة .؟
(الجواب) المسافر مأمور أن يؤذن أذان واحد فقط ويقيم لكل صلاة ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

(السؤال15) الأذكار لمن جمع بين الصلاتين .
(الجواب) الأحوط :أن يأتي بأذكار الصلاة الأولى ثم يأتي بعدها بأذكار الصلاة الثانية ، هذا هو الأحوط والأفضل، وإن اقتصر على الأذكار الصلاة الأخيرة منها دخلت فيها أذكار الصلاة الأولى .

(السؤال16) حكم إقامة جماعتين في المسجد في وقت واحد .؟
(الجواب) لا يجوز إقامة جماعتين في مسجد في وقت واحد ، لما في ذلك من تفريق المسلمين واختلاف وحدتهم ، فالجماعة لم تفرض إلا لتكون دليلاً على وحدة المسلمين ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.


تنبيه:
أطلب من الأخوة الزملاء القراء من يجد ملاحظة أو تصويب أو استدراك أو زيادة أن يراسلني على الأميل وله مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام.



كتبه/
عيسى بن حسن الذياب
إمام جامع الأندلس
المملكة العربية السعودية
الدمام 24/10/1424هـ
Abureem82701@hotmail.com

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:30 PM   #11
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

نزهة النظر في بيان أحكام السفر



د. نايف بن أحمد الحمد



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فنظرا لحلول إجازة نهاية العام وقد تهيأ كثير من الناس للسفر ناسب ذلك الحديث عن بعض الأحكام المتعلقة بالسفر والمسافرين أُوردها مذكرا بها نفسي وإخواني سائلا المولى جل جلاله التوفيق والسداد فأقول مستعينا بالله تعالى :

سبب تسميته سفرا :
سُمِّي السفر سفرا لأنه يُسفر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم فيظهر ما كان خافيا منها. ( لسان العرب 4/368 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 242 ) ويُروى ذلك عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه . ( خلاصة البدر المنير 2/436) فتجد المرء تعرفه السنين الطوال ولم يُظْهِر لك من خُلقه إلا الحسن وما أن تسافر معه بضعة أيام فتراه ليلا ونهارا وعند أكله وشربه ونومه ومعاملته إلا ويُظهر لك أمورا قد لا يسرك معرفتها لذا فقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إذا شهد عنده رجل لا يعرفه سأل عنه ومما يسأل المزكي عنه : أسافرت معه ؟ فقد شهد شاهدان عنده فقال لهما : إني لا أعرفكما ولا يضركما أن لا أعرفكما ائتيا بمن يعرفكما . فأتيا برجل . فقال عمر : كيف تعرفهما ؟ قال : بالصلاح والأمانة . قال : هل كنت جارا لهما ؟ قال : لا . قال : هل صحبتهما في السفر الذي يسفر عن أخلاق الرجال ؟ قال : لا . قال : فأنت لا تعرفهما ائتيا بمن يعرفكما . رواه العقيلي في تاريخه والخطيب في كفايته والبيهيقي في سننه وضعفه العقيلي وقال : ما في الكتاب حديث في إسناده مجهول أحسن منه ا.هـ وصححه أبو علي ابن السكن . خلاصة البدر المنير 2/437 والتلخيص الحبير 4/197وقال صدقة بن محمد رحمه الله تعالى : يقال إن السفر ميزان القوم . رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1730) .

حكم السفر
السفر ينقسم إلى ثلاثة أقسام من ناحية الحكم الشرعي وهي :

الأول : سفر طاعة
كالسفر لأداء مناسك الحج أو العمرة أو الجهاد أو صلة الرحم أو زيارة مريض ونحو ذلك عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ الله له على مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فلما أتى عليه قال أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قال : أُرِيدُ أَخًا لي في هذه الْقَرْيَةِ قال هل لك عليه من نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قال : لَا غير أنى أَحْبَبْتُهُ في اللَّهِ عز وجل قال : فَإِنِّي رسول اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قد أَحَبَّكَ كما أَحْبَبْتَهُ فيه ) رواه مسلم ( 2567) .

الثاني : سفر معصية
كالسفر لارتكاب المحرمات أو سفر المرأة بدون محرم أو شد الرحال لزيارة القبور فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَبْلُغُ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم ( لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِي هذا وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) رواه البخاري ( 1132) ومسلم ( 1397) وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يقول ( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ولا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إلا مع ذِي مَحْرَمٍ ) َقَامَ رَجُلٌ فقال : يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وأني اكْتُتِبْتُ في غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قال ( انْطَلِقْ فَحُجَّ مع امْرَأَتِكَ ) رواه مسلم (1341) .

الثالث : سفر مباح
كسفر التجارة والنزهة والسياحة البريئة والصيد وغيرها
قال الشافعي رحمه الله تعالى

تغرَّب عن الأوطان في طلب العلى *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّج همٍّ واكتسابُ معيشــة *** وعلـمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجد

(ديوان الشافعي /74 فيض القدير 4/82يتيمة الدهر 5/40)
وقال عروة بن الورد

فسِرْ في بلاد الله والْتمس الغنى *** تعش ذا يسار أو تموت فتُعذرا

( أمثال الحديث 1/93)

رخص السفر
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( السَّفَرُ قِطْعَةٌ من الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ فإذا قَضَى أحدكم نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إلى أَهْلِهِ ) رواه البخاري ( 2839) ومسلم (1927) قال النووي رحمه الله تعالى " معناه يمنعه كمالها ولذيذها لما فيه من المشقة والتعب ومقاساة الحر والبرد والسري والخوف ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش " ا.هـ شرح النووي على صحيح مسلم 13/70 مرقاة المفاتيح 7/414 وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " السفر قطعة من العذاب أي جزء منه والمراد بالعذاب الألم الناشئ عن المشقة لما يحصل في الركوب والمشي من ترك المألوف ... نهمته بفتح النون وسكون الهاء أي حاجته .. وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة واستحباب استعجال الرجوع ولا سيما مَن يخشى عليهم الضيعة بالغيبة ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة " ا.هـ فتح الباري 3/ 623 وانظر : عمدة القاري 10/138 تنوير الحوالك 2/249
وسئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه لِمَ كان السفر قطعة من العذاب ؟ فأجاب على الفور : لأن فيه فراق الأحباب . شرح الزرقاني للموطأ 4/506
وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى " وفي هذا الحديث دليل على أن طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم مخافة ما يحدثه الله بعده فيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) "ا.هـ التمهيد لابن عبد البر 22/ 36
قال عبد القادر بن أبي الفتح

إذا قيل في الأسفار خمس فوائد *** أقول : وخمس لا تُقاس بها بلوى
فتضيـيع أموال وحمـل مشقة *** وهمٌّ وأنكاد وفُرقـة مَن أهوى

( الضوء اللامع4/295 الموسوعة الشعرية/330)

ونظرا لتلك المشاق في السفر فقد رخص الشارع الحكيم للمسافر رخصا عديدة وخفف عنه جملة من الأحكام منها :
أولا : قصر الصلاة الرباعية بحيث تصلى ركعتين قال تعالى [وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً] (النساء:101) وعن يعلي بن أُمَيَّةَ قال قلت لِعُمَرَ بن الْخَطَّابِ ( فليس عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا من الصَّلَاةِ إن خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فَقَدْ أَمِنَ الناس . فقال : عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ منه فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ( صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ الله بها عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ ) رواه مسلم (686) .

ثانيا : الجمع بين الصلاتين
فيسن للمسافر إذا جدَّ به السير أن يجمع بين الظهر والعصر وكذا المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير يفعل الأيسر عليه لحديث عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما قال : رأيت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ في السَّفَرِ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حتى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ . رواه البخاري ( 1041) ومسلم (703) وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ارْتَحَلَ قبل أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إلى وَقْتِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا وإذا زَاغَتْ صلى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ . رواه البخاري ( 1060) ومسلم ( 704) وعن مُعَاذٍ رضي الله عنه قال : خَرَجْنَا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جميعا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جميعا . رواه مسلم ( 706) .

ثالثا : الفطر في رمضان
قال تعالى [ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة:184) وعن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال : كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فَرَأَى رَجُلًا قد اجْتَمَعَ الناس عليه وقد ظُلِّلَ عليه فقال ( ماله ) ؟ قالوا : رَجُلٌ صَائِمٌ . فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( ليس من الْبِرِّ أَنْ تَصُومُوا في السَّفَرِ ) رواه مسلم ( 1115) وزاد في رواية أخرى ( عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللَّهِ الذي رَخَّصَ لَكُمْ ) .

رابعا : زيادة مدة المسح على الخفين
عن شُرَيْحِ بن هَانِئٍ قال : أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عن الْمَسْحِ على الْخُفَّيْنِ ؟ فقالت : عَلَيْكَ بِابْنِ أبي طَالِبٍ فَسَلْهُ فإنه كان يُسَافِرُ مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَسَأَلْنَاهُ فقال : جَعَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ . رواه مسلم (276) .

خامسا : عدم وجوب صلاة الجمعة على المسافر
لأن من شروط وجوب الجمعة الإقامة والمسافر ليس مقيما ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الجمعة في سفره قال ابن عمر رضي الله عنهما : ليس للمسافر جمعة . رواه عبد الرزاق 3/172 وقد حكاه ابن عبد البر رحمه الله تعالى إجماعا . الاستذكار 2/36 وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى " ولا صلى بهم في أسفاره صلاة جمعة يخطب ثم يصلي ركعتين بل كان يصلي يوم الجمعة في السفر ركعتين كما يصلي في سائر الأيام وكذلك لما صلى بهم الظهر و العصر بعرفة صلى ركعتين كصلاته في سائر الأيام و لم ينقل أحد أنه جهر بالقراءة يوم الجمعة في السفر لا بعرفة ولا بغيرها ولا أنه خطب بغير عرفة يوم الجمعة في السفر فعلم أن الصواب ما عليه سلف الأمة و جماهيرها من الأئمة الأربعة و غيرهم من أن المسافر لا يصلي جمعة " ا.هـ الفتاوى 17/480
فإن صلى المسافر الجمعة مع الإمام فإنه لا يجمع معها العصر لأن العصر إنما تُجمع مع الظهر لا الجمعة , والجمعة صلاة مستقلة لها أحكام خاصة فهي صلاة جهرية والظهر سرية , وهي ركعتان والظهر أربعا , وقبلها خطبتان والظهر لا خطبة قبلها , ووقتها يبدأ قبل الزوال بخلاف الظهر فلا يدخل وقتها إلا بعد الزوال وغير ذلك من الفروق ( انظر الشرح الممتع 4/582) أما إن صلى مع الإمام ونواها ظهرا مقصورة جاز له جمع العصر معها .

سادسا : التنفل على الراحلة
فيجوز للمسافر أن يصلي قيام الليل والوتر وصلاة الضحى وغيرها من النوافل داخل السيارة وهي تسير به أينما اتجهت لحديث سَعِيدِ بن يَسَارٍ قال : كنت أَسِيرُ مع عبد اللَّهِ بن عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فقال سَعِيدٌ : فلما خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ ثُمَّ لَحِقْتُهُ فقال عبد اللَّهِ بن عُمَرَ : أَيْنَ كُنْتَ ؟ فقلت : خَشِيتُ الصُّبْحَ فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ . فقال عبد اللَّهِ : أَلَيْسَ لك في رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أسوة حَسَنَةٌ ؟ فقلت : بَلَى والله . قال : فإن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ على الْبَعِيرِ . رواه البخاري (954) ومسلم (700)
وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في السَّفَرِ على رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ إلا الْفَرَائِضَ وَيُوتِرُ على رَاحِلَتِهِ .رواه البخاري ( 955) ومسلم(700) .

سابعا : ترك السنن الرواتب عدا سنة الفجر
عن حَفْصِ بن عَاصِمِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال : صَحِبْتُ ابن عُمَرَ في طَرِيقِ مَكَّةَ قال : فَصَلَّى لنا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا معه حتى جاء رَحْلَهُ وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا معه فَحَانَتْ منه الْتِفَاتَةٌ نحو حَيْثُ صلى فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا فقال : ما يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ ؟ قلت : يُسَبِّحُونَ . قال : لو كنت مُسَبِّحًا لَأَتْمَمْتُ صَلَاتِي يا بن أَخِي إني صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله وَصَحِبْتُ عُمَرَ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ فلم يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ حتى قَبَضَهُ الله وقد قال الله ( لقد كان لَكُمْ في رسول اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).رواه مسلم (689) .
وهذه الرخص الفعلية والتركية ينبغي على المسافر المحافظة عليها لقوله صلى الله عليه وسلم ( عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللَّهِ الذي رَخَّصَ لَكُمْ ) رواه مسلم (1115) من حديث جابر رضي الله عنه
وعَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( إن اللَّهَ يُحِبُ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كما يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ ) رواه أحمد (5866) قال المنذري رحمه الله تعالى : بإسناد صحيح . الترغيب والترهيب 2/87 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) رواه ابن حبان ( 354) فإتيان الرخص الشرعية عبادة يغفل عنها كثير من الناس فيشقون على أنفسهم بتركها ظانين أن الأفضل تركها بينما الأفضل والأكمل والأكثر أجرا هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم سفرا وحضرا عزيمة ورخصة , وهذه الرخص ذكر العلماء شروطا ثلاثة لجواز الترخص بها في السفر وهي :

الأول : أن يكون السفر مسافة قصر وهي أربعة برد ( انظر اختلاف العلماء للمروزي/45 الاستذكار 2/232 المغني 2/46 فتح الباري 2/566 ) وتعادل تسعة وثمانين كيلو متر على رأي كثير من العلماء لما رواه عطاء بن أبي رباح أن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم كانا يصليان ركعتين ركعتين ويفطران في أربعة برد فما فوق ذلك . رواه البيهقي 3/137 وقد جاء عن ابن عمر ما يخالف ذلك فقد قصر فيما دون هذه المسافة وللعلماء أقوال كثيرة في مسافة القصر قال ابن تيمية رحمه الله تعالى " ولم يحد النبي صلى الله عليه وسلم قط السفر بمسافة لا بريد ولا غير بريد ولا حدها بزمان " ا.هـ الفتاوى 24/127 وفي صحيح مسلم (691) عن يحيى بن يَزِيدَ الْهُنَائِيِّ قال : سَأَلْتُ أَنَسَ بن مَالِكٍ عن قَصْرِ الصَّلَاةِ ؟ فقال : كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أو ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - صلى رَكْعَتَيْنِ .

الثاني : مفارقة محل الإقامة
يظن كثير من المسافرين أن المسافر لا يحل له الترخص حتى يقطع مسافة القصر وهذا خلاف الصحيح بل للمسافر أن يترخص بتلك الرخص إذا تجاوز البنيان لحديث أَنَسِ رضي الله عنه قال صَلَّيْتُ الظُّهْرَ مع النبي صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا والعصر بذي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ . رواه البخاري ( 1039) وعن علي بن ربيعة الأسدي قال : خرجنا مع علي رضي الله عنه ونحن ننظر إلى الكوفة فصلى ركعتين ثم رجع فصلى ركعتين وهو ينظر إلى القرية فقلنا له : ألا تصلي أربعا ؟ قال : حتى ندخلها . رواه البخاري 1/369 تعليقا ووصله عبد الرزاق (4321) قال الحافظ " إسناده صحيح " ا.هـ تغليق التعليق 2/421

الثالث : أن لا يكون السفر سفر معصية عند الجمهور
فهذه الرخص مشروعة لمن سفره سفر طاعة أو سفرا مباحا أما العاصي بسفره كقاطع الطريق فلا يترخص بها لأن الرخص لا تُناط بالمعاصي ومن ثم لا يستبيح العاصي بسفره شيئا من رخص السفر ( المجموع شرح المهذب 4/223 الأشباه والنظائر للسيوطي /95) وفي الإذن للعاصي بالترخص إعانة له على معصيته والعاصي لا يعان .

آداب السفر
للسفر آداب عديدة منها ما يكون قبله أو أثناءه أو قبيل الوصول أو بعد الوصول والعودة ومنها :
أولا : الاستخارة
فيشرع لمن يريد سفرا أو غيره مما له بال أن يصلي ركعتين ويدعو بدعاء الاستخارة الوارد في حديث جابر رضي الله عنه قال : كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الْأُمُورِ كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ من الْقُرْآنِ يقول ( إذا هَمَّ أحدكم بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ من غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللهم إني أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ من فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللهم إن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أو قال عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فيه وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أو قال في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عنه وَاقْدُرْ لي الْخَيْرَ حَيْثُ كان ثُمَّ أَرْضِنِي به ) قال ( وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) رواه البخاري ( 1109) قال ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى " هو عام أريد به الخصوص فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه " قال الحافظ ابن حجر معلقا " قلت وتدخل الاستخارة فيما عدا ذلك في الواجب والمستحب المخير وفيما كان زمنه موسعا ويتناول العمومُ العظيمَ من الأمور والحقير فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم " ا.هـ فتح الباري 11/ 184 قال العيني رحمه الله تعالى " فيه استحباب صلاة الاستخارة والدعاء المأثور بعدها في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف فلا حاجة للاستخارة فيها نعم قد يستخار في الإتيان بالعبادة في وقت مخصوص كالحج مثلا في هذه السنة لاحتمال عدوٍّ أو فتنة أو حصر عن الحج وكذلك يحسن أن يستخار في النهي عن المنكر كشخص متمرد عاتٍ يخشى بنهيه حصول ضرر عظيم عام أو خاص " ا.هـ عمدة القاري 7/224 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى " فعوض رسول الله أمته بهذا الدعاء عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسام بالأزلام الذي نظيره هذه القرعة التي كان يفعلها إخوان المشركين يطلبون بها علم ما قسم لهم في الغيب ... والمقصود أن الاستخارة توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده وهي من لوازم الرضى به ربا الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته " ا.هـ زاد المعاد 2/443-445

ثانيا : التوبة
وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة إقامة وسفرا قال تعالى [وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (النور:31) .

ثالثا : قضاء الدين
فجملة من الناس في هذا الزمان يستدين ويثقل كاهله بأموال كثيرة ليسافر ويتنزه بينما الواجب أداء الدين وإبراء الذمة منه لا زيادته فشأن الدين والتهاون بأدائه عظيم فالذي ينبغي على المسلم أن لا يستدين إلا لأمر يستدعي ذلك أما النزهة والسياحة فليست ضرورية ليستدان لأجلها فتجد الرجل يستدين مالا كثيرا للفسحة والنزهة ويمكث سنوات طوال يضيق على نفسه وعلى أهله النفقة بسبب ذلك فالعاقل لا يأخذ أموال الناس إلا عند الحاجة إليها يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مَن مات وعليه دين فليس ثمَّ دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات ) رواه الحاكم 2/ 32وصححه وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلا الدَّيْنَ ) رواه مسلم (1886) قال النووي رحمه الله تعالى " ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين وإنما يكفر حقوق الله تعالى " ا.هـ شرح صحيح مسلم 13/29 والديباج على مسلم 4/477 تنوير الحوالك 1/307 وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى " وفيه دليل على أن أعمال البر المتقبلات لا يكفر من الذنوب إلا ما بين العبد وبين ربه فأما تبعات بني آدم فلا بد فيها من القصاص " ا.هـ التمهيد 23/232
وعن ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَن فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وهو برئ من ثَلاَثٍ دخل الْجَنَّةَ الْكِبْرِ وَالدَّيْنِ وَالْغُلُولِ ) رواه أحمد (22423) والنسائي في الكبرى (8764) والحاكم2/34 وصححه .

رابعا : أن يترك المسافر نفقة لأهله
فنفقة الزوجة والأولاد واجبة على الزوج بلا نزاع فلا يحل له التفريط فيها وإنك لتعجب من بعض المسافرين الذين لا همَّ لهم سوى أنفسهم فتجد أحدهم يسافر للنزهة ناسيا بل متناسيا تلك الأمانة التي تحملها وهي حقوق زوجته وأولاده عليه فلا يترك لهم النفقة الكافية مدة سفره بل يتركهم عالة يسألون الناس بل إن بعضهم يبيع ذهب زوجته ظلما وعدوانا كي يسافر هو وزملاؤه عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ من يَقُوتُ ) رواه أحمد (6495) وأبو داود ( 1692) والنسائي في الكبرى (9177) وصححه ابن حبان (4240) والحاكم 1/575.

خامسا : أن لا يسافر المرء وحده
فمن سافر وحده خاصة للبلاد التي تنتشر فيها المحرمات فإنه عرضة للوقوع فيها لذا لابد من اختيار الصحبة الصالحة التي تعينه على الطاعة وتبعده عن مواطن الشبهات والشهوات عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب )رواه مالك (1764) وأحمد (6748) وأبو داود (2607) والنسائي في الكبرى( 8849) والحاكم 2/212 ولفظه : أن رجلا قدم من سفر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن صحبت ) ؟ فقال : ما صحبت أحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب ).

سادسا : توديع الأهل وخاصة الوالدين
فعلى كل مَن يريد السفر أن يستأذن والديه قبل سفره فإن أذنا سافر وإلا ترك السفر وبعض الشباب هداهم الله تعالى آخر من يخبر بسفره والداه بل أحيانا لا يخبرهم إلا بعد وصوله مكان سفره بأيام بينما تجده قد أخبر زملاءه وأصدقاءه قبل سفر بأيام ويسألهم ألكم حاجة في تلك البلدة بينما والداه آخر من يعلم بذلك وهذا نوع من العقوق المذموم عن مُعَاوِيَةَ بن جَاهِمَةَ أن جاهمة رضي الله عنه جاء إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ ؟ فقال ( هل لك من أُمٍّ ) ؟ قال : نعم . فقال ( الْزَمْهَا فإن الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا ) ثُمَّ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ في مَقَاعِدَ شَتَّى كَمِثْلِ هذا الْقَوْلِ . رواه أحمد (15577) والنسائي (3104)وصححه الحاكم 4/167 وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو رضي الله عنهما قال : جاء رَجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُهُ قال : جِئْتُ لأُبَايِعَكَ على الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أبوي يَبْكِيَانِ . قال (فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فأضحكهما كما أَبْكَيْتَهُمَا ) رواه أحمد (6490) وأبو داود(2528) والنسائي (4163) وصححه ابن حبان ( 419) والحاكم 4/168 وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من الْيَمَنِ فقال ( هل لك أَحَدٌ بِالْيَمَنِ ) ؟ قال : أَبَوَايَ قال ( أَذِنَا لك ) ؟قال : لَا . قال ( ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا فَإِنْ أَذِنَا لك فَجَاهِدْ وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا ) رواه أبو داود (2530) وصححه ابن حبان (422) والحاكم 2/114 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " قال جمهور العلماء : يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين لأن برهما فرض عين عليه والجهاد فرض كفاية فإذا تعين الجهاد فلا إذن " ا.هـ فتح الباري 6/140فإذا كان الإذن واجبا في الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام فكيف بسفر نزهة وسياحة .
أما كيفية التوديع فقد قال قَزَعَةُ : قال لي ابن عُمَرَ : هَلُمَّ أُوَدِّعْكَ كما وَدَّعَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ ) رواه أحمد (4781) وأبو داود (2600) والنسائي في الكبرى(10360) وللحديث طرق أخرى .

سابعا : أن يقول دعاء السفر
وهو الوارد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا اسْتَوَى على بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قال ( سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللهم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ ما تَرْضَى اللهم هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللهم أنت الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ في الْأَهْلِ اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ في الْمَالِ وَالْأَهْلِ ) وإذا رَجَعَ قَالَهُنَّ وزاد فِيهِنَّ ( آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) رواه مسلم ( 1342) .

ثامنا : أن يخرج يوم الخميس
لحديث كَعْبِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يوم الْخَمِيسِ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وكان يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يوم الْخَمِيسِ . رواه البخاري(2790)

تاسعا : أن يكبر إذا صعد مرتفعا ويسبح إذا هبط واديا
لحديث جَابِرٍ رضي الله عنه قال : كنا إذا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وإذا نزلنا سَبَّحْنَا . رواه البخاري (2832) وبوَّب له ( بَاب التَّسْبِيحِ إذا هَبَطَ وَادِيًا ) وبوَّب له ثانيا ( بَاب التَّكْبِيرِ إذا عَلَا شَرَفًا ) .

عاشرا : أن يكثر من الدعاء في السفر
فالسفر موطن من مواطن إجابة الدعاء فعلى المسافر استغلال هذه الفرصة بالدعاء له ولوالديه وذريته وذوي رحمه والمسلمين بدعوة لعلها توافق ساعة استجابة فيفوز بخيري الدنيا والآخرة فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ) رواه أحمد (7501) وأبو داود (1536) وصححه ابن حبان (6629) .

الحادي عشر : إذا كان المسافرون جماعة أمَّروا أحدهم وأطاعوه في غير معصية
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( إذا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ في سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ ) رواه أبو داود ( 2608) قال النووي " بإسناد حسن " ا.هـ رياض الصالحين / 192ولا شك أن تأمير أحدهم مما يخفف النزاع أثناء السفر خاصة مع اختلاف الرغبات فتجد بعضهم يرغب الوقوف هنا أو هناك ويخالفه غيره فلا بد من أمير يُرجع إليه لرفع الخلاف .

الثاني عشر : التحلي بالصبر والأخلاق الحميدة أثناء السفر وغيره

إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى *** كأنك مملوك لكل رفيـــق
وكن مثل طعم الماء عذب وبارد *** على الكبد الحرى لكل صديق

(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/242 )
يُروى عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : ( سافروا مع ذوي الجدود وذوي الميسرة لأن السفر يظهر خبايا الطبائع وكوامن الأخلاق وخفايا السجايا إذ الأبدان إذا تعبت ضعفت القوة المختلفة في القلة والكثرة لكون الطبائع تبعثها وتبين مقاديرها وزيادة بعضها ونقصان بعض فتظهر محاسن الأخلاق ومساوئها لأنها تميز الطبائع من القوة والقوى من الأحوال والسفر يأتي على مختلف الأهوية والأغذية فمن سافر مع أهل الجد والاحتشام يكلف رعاية الأدب وتحمل الأذى وموافقتهم بما يخالف طبعه فيكون ذلك تأديبا له ورياضة لنفسه فيتهذب لذلك ويهتدي إلى تجنب مساوىء الأخلاق واكتساب محاسنها وأما من سافر مع من دونه فكل من معه يحمل نفسه على موافقته ويتحمل المكاره لطاعته فتحسن أخلاقهم وربما يسوء خلقه فإن حسن الخلق في تحمل المكاره ) فيض القدير 4/82
قال أنس رضي الله عنه: ( خرجت مع جرير بن عبد الله في سفر فكان يخدمني وكان جرير أكبر من أنس ) رواه البخاري(2822)ومسلم(6380) وقال مجاهد : ( صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني )رواه ابن أبي عاصم في الجهاد(210)وابن عساكر 60/15 .

الثالث عشر : الرجوع إلى الأهل بعد قضاء الحاج
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( السَّفَرُ قِطْعَةٌ من الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فإذا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إلى أَهْلِهِ ) رواه البخاري (2839) ومسلم (1927) وقد سبق قريبا بيان معناه .

الرابع عشر : أن يأتي بالدعاء المأثور قبل دخول القرية أو المدينة
وهو ما جاء في حديث صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة /367 وصححه ابن حبان (2709) وابن خزيمة (2565) والحاكم 1/614 وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في الفتوحات 5/174

الخامس عشر : أن يبدأ بالمسجد إذا رجع
لحديث كَعْبَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ لم يَتَخَلَّفْ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ غير غَزْوَتَيْنِ غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ وَغَزْوَةِ بَدْرٍ قال : فَأَجْمَعْتُ صدق رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى وكان قَلَّمَا يَقْدَمُ من سَفَرٍ سَافَرَهُ إلا ضُحًى وكان يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ . رواه البخاري ( 4400) ولحديث جَابِرَ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنه قال : اشْتَرَى مِنِّي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا فلما قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الْمَسْجِدَ فَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ . رواه البخاري ( 2923) ومسلم (715) وهذه سنة من السنن المهجورة إذ قلَّ مَن يفعلها هذا الزمان فكأن هذه الصلاة شكر لله تعالى على سلامة الوصول وأن يبدأ إقامته بالصلاة التي هي صلة بين العبد وربه وهذه السنة والله تعالى أعلم خاصة بالرجال أما المرأة فإن صلت ركعتين في بيتها فلا بأس .

السادس عشر : أن لا يطرق أهله ليلا
عن أَنَسِ بن مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا وكان يَأْتِيهِمْ غُدْوَةً أو عَشِيَّةً . رواه مسلم ( 1928) قال أهل اللغة : الطُروق بالضم المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة ويقال لكل آت بالليل طارق ولا يقال بالنهار . ( فتح الباري 9/340 شرح مسلم للنووي 13/71) وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا النهي في حديث جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنه قال كنا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ فلما قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ فقال ( أَمْهِلُوا حتى نَدْخُلَ لَيْلًا - أَيْ عِشَاءً - كَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ ) . رواه مسلم ( 715) ومن الحكم كذلك ما جاء في رواية أخرى عن جَابِرٍ رضي الله عنه قال : نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ أو يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ . رواه مسلم (715) وفي هذا العصر توفرت وسائل الاتصال فعلى المسافر أن يخبر أهله بمجيئه قبل وصوله بوقت كاف وهذا خاص بالزوج والله تعالى أعلم .

السفر للخارج
نعيش في هذه البلاد المباركة في أمن وأمان وطمأنينة واستقرار والحمد لله وهذا بفضل الله تعالى أولا وبتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية امتثالا لأمره تعالى فقلَّ أن تجد منكرا ظاهرا وذلك لوجود رجال الحسبة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمدعومين من ولاة أمر هذه البلاد ونجد كثيرا من أبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تهفوا نفوسهم لزيارة هذه البلاد والإقامة فيها لما يجدونه فيها من خير في دينهم ودنياهم ولكن مع الأسف إنك لتعجب من أقوام لا همَّ لهم سوى السفر خارج البلاد إلى بلاد غربية وشرقية لا تكاد تجد للإسلام فيها أثرا والإقامة هناك مدة شهر أو شهرين وللسفر للخارج وخاصة البلاد غير الإسلامية مضار لا تخفى على أحد منها على سبيل المثال لا الحصر :

أولا : التعرض لكثير من المطاعن العقدية بكثرة طرح الشبه مع ضعف العلم وقلة السؤال مما قد يتسبب بتشكيك المرء ببعض المعتقدات الإسلامية .

ثانيا : ذهاب بعض المسافرين إلى الكهنة والعرافين والسحرة والمشعوذين وقراء الكف المأذون لهم بالعمل هناك جهارا نهارا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أتى كَاهِناً أو عَرَّافاً فَصَدَّقَهُ بِمَا يقول فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ) رواه أحمد (9532) والدارمي (1139) وابن ماجه (639) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الحاكم 1/49 قال الحافظ ابن حجر : " وله شاهد من حديث جابر وعمران بن حصين أخرجهما البزار بسندين جيدين " ا.هـ فتح الباري 10/217 وعند مسلم (2230) عن بَعْضِ أَزْوَاجِ النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أتى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شَيْءٍ لم تُقْبَلْ له صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) .

ثالثا : التهاون بأداء الصلاة
فالمؤمن قوي بإخونه فمتى ما بعد عنهم فقد يضعف ويتساهل بأداء الواجبات عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما مِن ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) رواه أحمد(21758) وأبو داود(547) والنسائي(847) وصححه ابن حبان (2101) وقال المراد بالجماعة جماعة الصلاة. والحديث حسنه النووي في رياض الصالحين 1/209

رابعا : إطلاق النظر وصعوبة غضه بسبب انتشار السفور وكشف العورات قال تعالى ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) (النور:31) قال القرطبي –رحمه الله تعالى – في التفسير 12/227 : " وبدأ بالغض قبل الفرج لأن البصر رائد للقلب كما أن الحمى رائدة الموت "ا.هـ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم - لعلي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية ) رواه أحمد 5/351 وأبو داود (2149) والترمذي (2777) من حديث بريدة -رضي الله عنه- وصححه الحاكم 2/212 وقال الترمذي " حديث حسن غريب " ا.هـ وفي صحيح مسلم (2159) عن جرير بن عبد الله –رضي الله عنه- قال سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظرة الفجاءة ؟ فأمرني أن أصرف بصري .

خامسا : تساهل بعض المسافرين بدخول المراقص والملاهي التي يعصى فيها الرحمن وتدار فيها الخمور مع رقص الفاتنات عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال : يا أَيُّهَا الناس إني سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ( مَن كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَقْعُدَنَّ على مَائِدَةٍ يُدَارُ عليها بِالْخَمْرِ ) رواه أحمد (125) وأبو يعلى (251) بإسناد ضعيف ورواه الترمذي والحاكم من رواية جابر رضي الله عنه قال الترمذي : حسن غريب . وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم . وصححه الألباني رحمه الله تعالى في الإرواء(1949) .

سادسا : سهولة الحصول على المخدرات خاصة أن بعض الدول تأذن ببيعها في أماكن خاصة وفي ذلك ما فيه من الأضرار البالغة .
وغير ذلك من الأضرار التي لا تخفى على أحد وفي بلادنا والحمد لله أطهر بقعتين في العالم كله مكة والمدينة كما أن فيها من الأماكن الجميلة والباردة والبحار والرمال ما يغني عن السفر خارج البلاد وقد ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى أنه يشترط لجواز السفر للخارج شروطا :
1/ أن يكون عند المسافر علم يدفع به الشبهات .
2/ أن يكون عنده ورع يدفع به الشهوات .
3/ أن يكون محتاجا إلى ذلك .
4/ المحافظة على شعائر الدين .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


حرر في 17/5/1427هـ
كتبه د. نايف بن أحمد الحمد

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:31 PM   #12
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

الرحلات العائلية



عبدالكريم بن حسين الحسين



تعتبر الرحلات من الأمور المحببة للنفس لما تحتويه من المتعة والفائدة والإثارة لذا نجد أن الجميع يحرصون على القيام برحلات بين فترة وأخرى وذلك لتجديد النشاط والحيوية .
وتختلف الرحلات ما بين رحلات طويلة وقصيرة ففي أيام الدراسة نجد أن الرحلات تتميز بقصر المدة وقرب المكان بينما في الإجازات الطويلة نجد أنها تتميز بطول المدة وبعد المكان .
وفي الآونة الأخيرة زاد اهتمام الناس بالرحلات العائلية حيث أصبحت من البرامج الأساسية للعائلة في الإجازة وخاصة في الإجازة الصيفية .
ولكن الملاحظ على الكثير من الرحلات العائلية يجد أنها يغلب عليها الطابع الترفيهي البحت والبعد عن البرامج الثقافية الجادة والمفيدة ولأهمية هذه الرحلات أحببت أن أجمع بعض الوسائل والطرق التي من شأنها أن تساهم في تفعيل هذه الرحلات والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن .

فوائد الرحلات :
1/ التعلم الذاتي : وذلك بزيارة الأماكن التاريخية ومعرفة ثقافات الشعوب وأساليب عيشها .
2/ تقوية الروابط الأسرية بين الأب وأبنائه .
3/ فرصة للابتعاد عن وسئل الترفيه الضارة كالتلفاز والانترنت وغيرها .
4/ تعويد الأبناء على تحمل المسؤولية وذلك بتكليفهم ببعض المهام .
5/ التفكر في عظمة الخالق عند زيارة الأماكن الغريبة وكذلك عند زيارة المنتزهات والحدائق .
6/ تعويدهم على النظام والنظافة والآداب .
7/ معرفة مدى نعمة الله على العبد وذلك بزيارة الأماكن الفقيرة .
8/ معرفة خصائص وصفات أفراد الأسرة فمنهم الكسول فينبه ومنهم النشيط فيوجه .
وصدق الإمام الشافعي حينما قال :

تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا *** وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ *** وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ


حتى لا تتحول الرحلات العائلية إلى تسلية وترفيه فقط لابد من مراعاة مايلي :
1/ مشاركة الأبناء في إعداد البرنامج لتعويدهم على التخطيط ولزيادة تفاعلهم معه .
2/ الحرص على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة .
3/ الاستعداد الجيد للرحلة .
4/ توزيع المهام بين المشاركين كل حسب ميوله .

أمور ينبغي الاهتمام بها قبل السفر :
1/ استحضار النية الصالحة عند السفر .
2/ التخطيط الجيد للرحلة .
3/ وضع هدف للرحلة .
4/ إعداد برنامج كامل للرحلة مع المرونة في ذلك .
5/ عند إعداد البرنامج لابد من مراعاة التنوع في البرامج وذلك بتخصيص أوقات للبرامج الجدية وأوقات لبرامج التسلية المباحة وأوقات للتنزه كي لا يطغى على الرحلة الجانب الترفيهي فقط.

الاستعداد للسفر :
لابد لمن عزم على السفر أن يستعد له من جميع النواحي سواء المادية أو الشرعية أو الثقافية أو الرياضية أوالأدوات والتجهيزات الأساسية كالسيارة ومستلزمات الطبخ وغيرها .
وتختلف التجهيزات الأساسية من رحلة لأخرى فالرحلة الطويلة تختلف عن الرحلة القصيرة من حيث التجيهزات بينما الرحلة البرية تختلف عن الرحلة البحرية وكذا الرحلة الداخلية تختلف عن الرحلة الخارجية فلكل رحلة أدواتها الخاصة التي تميزها عن غيرها .

ولكن هناك بعض الأشياء العامة التي ينبغي الاستعداد لها قبل السفر وتشترك فيها معظم الرحلات منها :

1/ الاستعداد المادي :
لابد من توفير مبلغ مادي يكون متناسبا مع الرحلة مع وضع مبلغ زائد وذلك للحالات الطارئة .

2/ مستلزمات الرحلة :
عند تحدد نوعية الرحلة ينبغي تجهيز المستلزمات الأساسية الضرورية لها وذلك لكي لاتصرف الميزانية على بعض الأمور التي قد تكون موجودة لدى الشخص فأحيانًا تجد بعض الناس قد يشتري في كل رحلة أعراضا جديدة قد تكون موجودة لديه سابقا الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار بميزانية الرحلة بدون فائدة .

3/ الاستعداد الشرعي :
إن من الأمور الهامة التي ينبغي الاعتناء بها عند الاستعداد للرحلة المسائل الشرعية المتعلقة بالسفر من صلاة وصيام وغيرها لذا ينبغي عند الاستعداد للسفر مراعاة مايلي :
1/ قراءة الكتب المختصرة عن أحكام السفر كالصلاة والأذان والأذكار وغيرها.
2/ جمع الوسائل الدعوية المناسبة للمنطقة المزارة فعندما تكون المنطقة المزارة لديها أخطاء عقدية يهتم المسافر إلى تلك المنطقة بجمع الكتب والأشرطة والمطويات التي تصحح هذا الجانب .
3/ حفظ الأذكار المتعلقة بالسفر (دعاء السفر،المنزل الجديد وغيرها .
4/ قراءة بعض الفتاوى المتعلقة بالسفر .

4/ الاستعداد الثقافي والترفيهي :
إن من الأمور المحببة للنفس وخصوصا في الرحلات الجوانب الترفيهية والثقافية فتجد أن الكثير من المسافرين يحرصون عليها ويسعون إليها لذا ينبغي الاهتمام بهذا الجانب والتركيز عليه والاستفادة منه في تقديم بعض الأمور المفيدة بشكل جذاب يدخل على النفس البهجة والسرور ويكون ذلك بما يلي :
1/ تجهيز جميع اللوازم الخاصة بهذا الجانب من أوراق وأقلام وحاسب آلي (عند الحاجة) .
2/ شراء الكتب الخاصة بالمسابقات الثقافية والألغاز والألعاب الحركية للاستفادة منها أثناء السفر .
3/ شراء الكتب الخاصة بالطرائف والقصص الممتعة والمفيدة .
4/ إعداد المسابقات الثقافية الورقية السريعة (حروف،أسرع إجابة،الغاز) .
5/ إعداد المسابقات الذهنية الورقية التي تحتاج إلى تفكير عميق وخيال واسع .
6/ إحضار الأشرطة المفيدة والمتنوعة من دروس علمية ومحاضرات قيمة وأناشيد إسلامية هادفة وبعض القصص التي تتحدث عن السيرة النبوية والأئمة الأعلام وغيرها .

5/ الاستعداد الاجتماعي :
عند الاستعداد للرحلة تجد أن الكثير منا قد لا يهتم بالتعرف على المنطقة المزارة ولابتحديد المناطق التي سيزورها لذا تجد أن الوقت قد يضيع عليه في زيارة بعض الأماكن التي قد لاتكون مناسبة له ولعائلية .
كما أنه قد لايهتم باختيار الرفيق الصالح الذي يعينه على الخير ويحثه عليه بل قد يسافر مع أي شخص الأمر الذي يترتب على هذا الإضرار بالرحلة .

لذا ينبغي الاهتمام بهذا الجانب والحرص عليه وذلك بمراعاة مايلي :
1/ اختيار الصحبة الصالحة
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏(مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ ‏‏ الكير ‏‏ فحامل المسك إما أن ‏ ‏يحذيك ‏ ‏وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة)
كما ينبغي أيضًا مراعاة المكان عند اختيار الصحبة فعندما تنوي الذهاب إلى رحلة برية عليك أن تختار صاحبا يستمتع بالرحلات البرية وهكذا .
2/ حصر الأقارب والزملاء في المنطقة المزارة لزيارتهم ‏
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏(سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏من سره أن يبسط له في رزقه وأن ‏ ‏ينسأ ‏ ‏له في أثره فليصل رحمه )
و‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ (‏إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت ‏الرحم ‏ ‏فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم ‏ ‏أما ترضين أن ‏ ‏أصل ‏ ‏من ‏ ‏وصلك ‏ ‏وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك ثم قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اقرءوا إن شئتم ******فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{22****** أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ{23****** أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا{24محمد)
3/ تجهيز المستلزمات الأساسية للرحلة من طعام وعصائر وأدوات طبخ وغيرها .
4/ تحديد البرنامج السياحي من حيث الأماكن والمناطق التي ستزار .

6/ الاستعداد الرياضي :
هناك عدد من الأمور ينبغي مراعاتها في هذا الجانب منها :
1/ تجهيز الأدوات الخاصة بالجانب الرياضي من ملابس وأدوات رياضية (كورة،ملابس سباحة ،بالونات،الخ)
2/ اختيار الألعاب الرياضية المناسبة للمشاركين في الرحلة وتجهيز الأدوات الخاصة بها .
3/ عدم المبالغة في البرامج الرياضية وإنما تكون بقدر الحاجة إليها .

كتب ننصح بقراءتها قبل الرحلة :
1/ المختصر في أحكام السفر .
2/ الفتاوى المتعلقة بالسفر .
3/ قراءة الكتب والمواقع المتعلقة بالمنطقة المزارة من حيث المواقع والأماكن المناسبة .
4/ قراءة بعض القصص المثيرة وذلك للاستفادة منها في أوقات الفراغ أثناء الرحلة .

أثناء الرحلة :
1/ القرآن الكريم
2/ تفسير السعدي
3/ كتاب رياض الصالحين شرح ابن عثيمين
4/ هذا الحبيب يا محب

أشرطة ننصح بالاستماع إليها :
1/ القرآن الكريم
2/ الأناشيد الإسلامية ذات المواضيع الهادفة
3/ أشرطة السيرة النبوية
4/ سيرة الصحابة
5/ التاريخ الإسلامي
6/ الأئمة الأعلام (الإمام مالك، الإمام أبو حنيفة، الإمام الشافعي،الإمام أحمد بن حنبل الخ)
7/ محاضرات وعظية
8/ دروس علمية

مخالفات تقع في الرحلات العائلية :
1/ الاستماع إلى الأغاني .
2/ إضاعة الأوقات في الأمور التافهة ككرة القدم وغيرها والتسكع في الأسواق .
3/ الفوضى وعدم الانضباط ببرنامج معين .
4/ الإسراف في المأكل والمشرب والتنزه .
5/ اعتبار الرحلات مجالا للتسلية فقط .
6/ تعدد الآراء وكثرة الخلافات لعدم وجود المرجعية .
7/ الاختلاط بين الرجال والنساء لغير المحارم .
8/ تصوير النساء الأمر الذي قد يترتب عليه انتشار هذه الصور بين ضعاف النفوس .
9/ التفرد بالرأي وعدم إتاحة مبدأ الشورى.
10/ عدم توزيع المهام والمسؤوليات بين الجميع بالتساوي .
11/ التساهل في أداء الفرائض أو تأخيرها .
12/ الجهل بأحكام السفر .

استغلال الوقت الثمين في السفر الطويل :
برنامج الطريق :
إن كثير من الأوقات التي يقضيها أفراد الأسرة في الرحلات الطويلة هي داخل السيارة لذا ينبغي الاهتمام بهذا الأمر عند إعداد برنامج الرحلة بحيث يكون هناك برنامج مميز داخل السيارة يساعد على طرد الملل والسآمة .

فمن الأشياء التي ينبغي مراعاتها في برنامج الطريق :
1/ التأكد من سلامة المسجل والمذياع .
2/ توزيع الأشرطة بحيث يتم تشغيل القرآن الكريم والمحاضرات والقصص في فترات النشاط بينما في أوقات التعب يمكن الاستفادة من الأناشيد .
3/ الاستفادة من التقنية الحديثة بحيث يمكن وضع جهاز فيديو سيدي لعرض الأشرطة المرئية والصوتية التربوية المفيدة داخل السيارة .
4/ إقامة المسابقات الثقافية السريعة (حروف) والتي تعتمد على سرعة الإجابة .
5/ طرح الألغاز التي تدعو إلى التفكير والتأمل والتفكير خارج الصندوق .
6/ تخصيص جزء للمشاركات من الأبناء والبنات وذلك بقراءة القرآن الكريم أو الأناشيد أو القصائد الشعرية أو المقاطع النثرية كل حسب ميوله .

برنامج الكشتة :
بعد عناء البحث بالسيارة عن مكان مناسب يستقر الحال بالأسرة إلى النزول في مكان يطمئن له الأغلبية وينبغي هنا مراعاة ما يلي :
1/ الاستفادة من اجتماع الأسرة في تذكيرهم بعظمة الخالق من خلال بعض المناظر أو الآثار .
2/ الاستفادة من بعض الوقت في قراءة كتاب أو قصة .
3/ طرح المسابقات الثقافية الورقية المتنوعة .
4/ إقامة بعض المسابقات الرياضية كالجري أو كرة القدم بين أفراد الأسرة ويمكن المشاركة مع بعض المصطافين لتكوين علاقات اجتماعية معهم .
5/ تعويد الأبناء على الاعتماد على النفس في الأكل والشرب وعدم الاعتماد على الوجبات السريعة .
6/ إقامة مسابقة للطهي بين الأولاد والبنات لإضفاء توع من المرح والتسلية .
7/ الاستفادة من الحاسب الآلي في عرض المسابقات أو الفلاشات وغيرها .

العودة :
في ختام الرحلة وعند العودة ينتاب المشاركين في الرحلة مشاعر الحزن والأسى على انتهاء الرحلة لذا ينبغي الاهتمام بهذا الأمر عند إعداد البرنامج بحيث توضع بعض البرامج المفيدة والممتعة في يوم العودة فمن الملاحظ على الكثير من المسافرين التركيز على أيام الرحلة وإهمال شديد ليوم العودة .

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:35 PM   #13
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

( السفــر إلى الخــارج ) ضحايــا وآلالام


حورية الدعوة



1 ـ تحقيق:

المكاتب السياحية تحارب الزواج

المسافرون للخارج أكثر الناس أمراضاً ومشكلات وإعراضاً عن الزواج



* رئيس محكمة الضمان والأنكحة:
- أكثر الشباب المغرم بالسفر يتزوج من غير رغبة فتحدث المشكلات
- شركات السفر والسياحة مسؤولة عن ضياع شبابنا

* د. عمر العيد:
- كم من أبناء المسلمين تأثر بالكفار؟ وكم من الأموال الطائلة أهدرت في المحرمات؟
- السياحة في الإسلام جهاد في سبيل الله

* د. الهويمل:
- لو لم يكن في السفر للخارج سوى رؤية المنكرات.. لكفى
- كثرة النظر للمنكرات والتبرج تجعل العين تألفها

* د. الحبيب:
- هناك مزلق خطير وهو ربط تقدمهم المادي بمعتقداتهم
- تنعدم سيطرة الأب وقوامته على أبنائه بسبب كثرة الأسفار

* د. الحديثي:
40% من المسافرين يتعرضون لأمراض مختلفة.. والإيدز ليس له أعراض سريعة الظهور

* الشيخ الشعلان:
تنبّه لجلساء ابنك.. وكل دقيقة من عمرك تقرّبك للآخرة

* الشيخ ابن سعيد:
- الفضائيات والإنترنت شجعت على السفر
- نلمس ونشاهد تغيرات تطرأ على بعض المسافرين حتى ماتت الغيرة لدى بعضهم

* الشيخ المهيدب:
- التشبّه بالكفار وراءه السفر.. والفتنة أشد من القتل
- المسافرون يدعمون ميزانيات الأعداء.. بل يسوقون للسفر

* الشيخ آل معجب:
المسافرون معرضون عن الزواج .. لماذا؟

****

أسفار وأوزار
* ما إن تبدأ الإجازة الصيفية حتى تتصاعد الأفكار وتتوالى الاقتراحات في كيفية قضائها وتزجية الفراغ فيها، ولعل هذه الأفكار لدى بعض الأسر مشاريع متكاملة يسبقها تفكير بما تم في الأعوام الماضية ومقارنات متوالية حيث تبرز النداءات بأهمية الراحة من مراحل الكد والنصب والمجالدة طوال العام.. ولكن من المآسي المحزنة أنه بعد كل هذا التفكير وعناء البحث ومقارنة البدائل تكون القرارات خاطئة والاختيارات مجافية للحق؛ ذلك أن النتيجة والمحصلة ذات خسران بيّن تحزم فيها الحقائب والسفر تجاه بلاد الكفر أو بلاد تشبهها معرضين عن حكم سفرهم لبلاد الكفار وبلدان الاختلاط والسفور بدعوى الترفيه، إنهم يبحرون نحو الغرق، والأدهى والأمر أن يقتاد لتلك الأسفار شباب وشابات يغامر بشبابهم ويزج بهم في أحضان الجهالة والفساد والسفه.

هناك حيث ما يحرم شرعاً يباح علناً وما تنفر منه الأخلاق السوية المسلمة يجدونه مبذولاً في الشوارع العامة وإنها إقامة بيّنة بين الكافرين والظالمين والمعرضين والجاحدين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين ) [ رواه أبو داود ].

في تلك الأسفار تهدر الكرامة وتضيع حدود الله جل وعلا يتشرب الأبناء الأوضار والنجاسات يعدونها حرية وتقدماً وهي والله انحدار مقيت نحو الهاوية وإنه العجب الذي يحار منه العقلاء كيف يفر أولئك الناس نحو الهلكة بعد أن أكرموا بالعيش بين جنبات المجتمع المسلم ولكنه الهوى والتخلي عن المسؤولية وإضاعة الأمانة المعلقة في أعناقهم والتي منها هؤلاء الأبناء. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري.

إن الوقت لا يقدر بمال البتة أنفاس لا تعود ولحظات لا ترجع وإضاعتها في السفر العابث غبن ظاهر ومحق بيّن، ومن أراد ترويحاً ففيما أباح الله غنى عما حرم الله قال تعالى: ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ).

وفي هذا التحقيق نتناول أبعاد هذا الموضوع
لنجلي حقائق مهمة حول هذا الشأن فإلى التحقيق:

----------------------
الإغراء بالفاحشة
----------------------
بداية يتحدث فضيلة الشيخ سعود بن عبد الله معجب رئيس محكمة الضمان والأنكحة بالرياض، فيذكر أن أعداء الإسلام وأصحاب المؤسسات والشركات السياحية وغير السياحية الذين لا همّ لهم إلا الحصول على المال رغّبوا الشباب بالسفر للخارج لبلاد الكفار أو للبلدان التي يكثر فيها الفساد وروّجوا لذلك بالإعلانات والدعايات المزيفة والإغراءات الكاذبة من رخص الأسعار وقلة التكاليف وطيب المقام حتى أوهموا أن من لم يسافر إلى تلك البلدان لم يتمتع بوقته وإجازته!! حتى أصبح السفر للخارج في نظر المخدوعين من أبناء المسلمين موضع افتخار، دون تفكير في العواقب والنتائج والأخطار التي تهدد دينه وتهدده هو ويعظم المصاب حين يسافر مع عائلته للسياحة وغيرها.

وبين فضيلة الشيخ محمد بن سعد السعيد إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض حول هذا الموضوع موضحاً أن ما تقوم به وسائل الإعلام من قنوات مفسدة وصحف ومجلات وغيرها وبعض الشركات والمؤسسات ويستغل لذلك أيضا شبكات الإنترنت، حيث تعرض الصور الفاتنة والمناظر المثيرة التي تلهب مشاعر الشباب وتثير شهواتهم وتجعل الشاب دائم التفكير في شهواته ورغباته الجنسية.

ويذكر فضيلة الشيخ محمد بن هديب المهيدب إمام وخطيب جامع عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ بالرياض أن أعداء الإسلام يخططون لسلب أموال المسلمين وإفساد دينهم والقضاء عليهم قال تعالى: ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) وقال تعالى: ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم ).

----------------------
العقيدة في خطر
----------------------
يقول الشيخ محمد المهيدب إن من أشد أضرار السفر للخارج ما يقع على العقيدة، حيث تظهر مولاة الكفار والتقرّب إليهم والتشبه بهم قال تعالى: ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) .

الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- يوصي بقراءة كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" فهو كتاب نافع مفيد يعلن فيه شيخ الإسلام رحمه الله البراءة من الكفار ومما هم عليه من الأخلاق والعادات كما يحذر رحمه الله من الجلوس معهم والتأثر بهم.

ويوضح الشيخ محمد السعيد خطورة التأثر بعقائد الكفار، حيث حملات التنصير المستمرة ضد المسلمين لإغوائهم وإضلالهم فهم حريصون كل الحرص على تشكيك المسلمين في عقيدتهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم قال تعالى: ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً ) .

----------------------
السهم المسموم
----------------------
مظاهر السفور والتبرج والفجور المنتشرة في الخارج أخطار محدقة بالمسافرين لتلك البلدان،
يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ إبراهيم بن سليمان الهويمل الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض: المحاذير الشرعية في السفر لبلاد الكفار قصد السياحة والنزهة أهمها ما يقع على دين المرء، فالسفور والمنكرات متفشية في الشوارع فإذا سافر نظر لهذه المنكرات وهذا نقص على دين المسلم والنظر سهم مسموم من سهام إبليس ولو لم يكن في السفر إلا رؤية المنكرات وعدم القدرة على تغييرها لكفى ومع استمرار النظر إلى مظاهر السفور والتبرج يألف الناظر هذه المنكرات لتصبح أمراً معتاداً.

وفي هذا يذكر فضيلة الشيخ محمد المهيدب: أن نشوء المنكرات والترخيص لبيوت الفساد وإنتشار الرذيلة في تلك البلدان حتى أصبحت أجساد النساء تباع كالسلع واستباحة الكبائر والفواحش كالزنى واللواط وانتشار ذلك في الأماكن العامة كالحدائق وغيرها وكثرة أماكن الخمور وتفشي المخدرات هي أضر على المسلم من الموت أو القتل قال تعالى: ( والفتنة أشد من القتل ) هناك توأد الفضيلة باسم الحرية فكيف يكون موقف شاب مسلم لم يألف هذه المناظر وفتاة شرفت بالحياء والعفة والطهر ثم ترى هذه المشاهد لا شك أنه سيكون لذلك الآثار السلبية الوخيمة عليهم.

----------------------
الحضارة المزيفة
----------------------
ببريق حضارة الغرب المخادعة يخدع أبناء المسلمين، حيث يذكر الشيخ عمر العيد أن السفر لبلاد الكفار يحصل به محبة الكفار ومحبة مواطنهم وأماكنهم التي يرتادونها ويحصل أيضا التشبّه بهؤلاء الكفار والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أحمد. فلا يجوز التشبّه بهم وكم من الناس حين سافروا أحبوا الكفار وأحبوا ديارهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( المرء مع من أحب ) رواه البخاري- وما يحصل من اكتساب أخلاقهم وما يتعاملون به وحتى مظهرهم كم من أبناء المسلمين تأثروا بهؤلاء الكفار في مظهرهم في شعورهم وألبستهم ورقصهم وزمرهم وفسقهم.

ويوضح فضيلة الشيخ سعود آل معجب قائلاً: يخدع الشاب بمظاهر الحضارة الزائفة والتي تقصي الأخلاق وتنحط قيمها وللأسف يخدع الشباب بحرية الفجور والفسق وتعظم تلك البلدان وأهلها في صدره ويهون أمر الإسلام وبلاد الإسلام في نظره فيعود مشبعاً بمظاهرهم وأخلاقهم ليكون عنصراً فاسداً في المجتمع، إنه لم يمعن النظر ولم يفكر في أنهم يفقدون أعظم أمر كرمنا الله تعالى به، ألا وهو دين الإسلام الذي إن تمسك به اطمأنت القلوب وحفظت الأعراض والأنفس والأموال.

ويذكر الشيخ محمد السعيد أن من المآسي المشاهدة بعد قدوم المسافرين من الخارج تغير في المظهر والخلق؛ هذا يلبس لباسهم وهذا يتكلم بكلامهم وآخر اصطحب كلباً ناهيك عن تبرج وسفور النساء العائدات!!

ويحذّر الشيخ محمد المهيدب من خطورة التأثر بالكفار والتشبّه بهم ويذكر أيضاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى على عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ثوبين معصفرين قال " إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها " رواه مسلم.

ويقول سعادة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الحبيب الأستاذ المساعد بقسم التربية " الإدارة التربوية" كلية التربية جامعة الملك سعود. إن هناك شبهة عظيمة ومزلقاً خطيراً ينتج عن السفر لبلاد الكفار ألا وهو ربط التقدم المادي وحياتهم المادية ربط ذلك بمعتقداتهم وأفكارهم وإشاعة أن هذا التقدم المادي نتاج تلك المعتقدات والأخلاق وهذا مزلق له عواقبه الخطيرة ولم يسلم منه الكبار من المتعلمين فما بالك بالشباب وهذا التأثر حاصل بدون سفر من خلال ما يرى ويسمع ويقرأ عبر وسائل الإعلام المضللة ولكن بلا شك فإن السفر لتلك البلدان ومعايشة الكفار تجعل التأثر أعمق وأبقى .

----------------------
الأموال المهدرة
----------------------
إسراف وتبذير يكتنف رحلات المسافرين يبذلون في ملذاتهم الأموال الطائلة والله جل وعلا يقول: ( ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ). ويقول جل ذكره: ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) وفي ذلك يوضح فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد: إن المسلم يحتاج إلى مال في سفره فكم من الناس ينفقون أموالاً طائلة على أمور محرمة تقضى للأسف في المنتزهات وتنفق على الزمر والطرب وعلى معاص وفسق والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن العبد سيسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.

ويقول فضيلة الشيخ محمد السعيد إن من الآثار السلبية المترتبة على السفر للخارج صرف الأموال الباهظة في غير محلها حيث تنفق فيما يغضب الله تعالى وكم من شباب رجعوا لا يملكون إلا ثيابهم فقراء ذليلين بعد أن كانوا أغنياء مكرمين أهدروا أموالهم في الخمور ودور الخنا والفواحش – نسأل الله لهم الهداية - .

وفي ذلك يتحدث فضيلة الشيخ محمد بن هديب المهيدب مبيناً أن أموالاً طائلة تحول لبلاد الكفار وفي ذلك ولا شك دعم لاقتصادهم وإعانة لهم وإن المسافر ليتحمل نفقات باهظة من تذاكر الطيران وأجور الفنادق والضرائب المفروضة عليه وغيرها مما لو أنفق بعضه على الأسر المحتاجة لكفاهم لعام كامل أو يزيد.

ويقول فضيلة الشيخ عبد الله بن فوزان الفوزان القاضي بمحكمة الضمان والأنكحة بالرياض: بالنسبة للشباب خاصة المسافرين للخارج بصفة عامة فحدث ولا حرج يتحملون من الديون لهذا الغرض مجاراة للأصدقاء السيئين ناهيك عن النتائج السيئة بعد ذلك فهو يعود مفلساً وقد يحرم من عمله فيتسلّط على أهله ويؤذيهم وقد يلجأ للسرقة ومقارنة ذوي السلوك المنحرف وقد يقع في مهلكة المخدرات استعمالاً وترويجاً فيكون بذلك أهلك نفسه وآذى أسرته ومجتمعه.


----------------------
حين تترك الأخلاق هنا
----------------------
يذكر الشيخ محمد المهيدب ما يحصل من كثير من المسلمات حين تسافر إلى تلك البلاد من نزع الحجاب وخلع اللباس الساتر مع التأثر بلباس الكافرات وهذا تحول سريع ظاهر فكيف بتحول الباطن إن المسلم عليه مراقبة الله جل وعلا في كل مكان قال تعالى: ( إن الله كان عليكم رقيباً ).

ويوضح الشيخ محمد السعيد الأخطار الوخيمة والآثار السلبية المترتبة على السفر للخارج، حيث يتحلل المسافر من خلقه ودينه مرتكبا صنوفاً شتى من المحرمات والموبقات، حيث الوقوع في الجرائم من زنا ولواط وخمور ومخدرات، فالغرب الكافر يعيش حياة بهيمية، بل أسوأ منها انحلال وسفور وخلاعة معلن بها واختلاط مقيت بين الرجال والنساء وعدم الغيرة على المحارم والذي يندى له الجبين حين تموت الغيرة من قلوب بعض الناس فتسير نساؤه سافرات الوجوه متبرجات بالزينة لا حول ولا قوة إلا بالله.
كما يحصل أيضا التعرف على نوعيات فاسدة من البشر وأجناس منحرفة فكرياً وعقدياً وأخلاقياً لا هم لهم سوى حياة الفسق والمجون والعربدة والسكر والعهر والتردد على أماكن الخمور والمراقص ودور الخنا والفواحش .



----------------------
أمراض السفر
----------------------
وعن هذا الموضوع يتحدث سعادة الدكتور مقبل بن عبد الله الحديثي استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية بمستشفى الملك خالد الجامعي ووكيل كلية الطب للشؤون الأكاديمية فيقول: إن المسافر للخارج أياً كان وجهة سفره أو هدفه من السفر فهو عرضة للعديد من الأمراض ومنها:

1 ـ الأمراض العامة وقد تصيب أي شخص بقدرة الله تعالى عند تغير البيئة التي يسكن فيها فهو قد ترك بيته وبرنامجه اليومي وتغير طعامه وشرابه، حيث يعتمد غالباً على المطاعم أثناء السفر وتتغير عليه أجواء المناخ فقد يصاب بالإرهاق والإجهاد، وقد يصاب بعض الأشخاص بالإعياء خاصة من لديهم أمراض مزمنة كالسكري أو أمراض القلب أو الكلى هؤلاء عرضة لانتكاس حالتهم أثناء أو بعد السفر.
وأيضاً المسافر عرضة لأمراض الإسهال التي تصيب 40% من المسافرين وتتراوح بين البسيط وبين شديد الخطورة ومن أسبابه التسمم الغذائي الناتج عن تناول الأطعمة الملوثة، حيث كثيراً ما يحدث عدم الاعتناء بالطرق الصحية عند تجهيز الغذاء في المطاعم ومن أمراض التسمم الخطيرة أمراض التيفوئيد أو حمى التيفوئيد.

2 ـ أمراض ناتجة عن السفر لمناطق موبوءة بأمراض كالملاريا وهذا يظهر في دول جنوب شرق آسيا ودول أفريقية وقد تكون تلك البلدان موبوءة أيضا بالأمراض الخطيرة الفيروسية أو الجرثومية وذلك يتضح أيضا عند السفر للدول الغربية وشمال أوربا.

3 ـ الأمراض التناسلية [ الجنسية ] وهذه الأمراض الخطيرة تنتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي فجريمة الزنى واللواط من أكبر أسباب انتقالها وهي إنما تنتقل بقدرة الله جل وعلا فهي عقوبة ينزلها الله على من يشاء وهي أيضاً ابتلاء. ولا تنتقل بالمعايشة العادية والأكل والشرب وإنما من أكبر أسبابها كما ذكرت الاتصال الجنسي وتنتشر أيضا بين متعاطي المخدرات لاستخدامهم الحقن أو أدوات ملوثة وهي أمراض كثيرة أذكر منها مرض السيلان ومرض الزهري ومرض الهربس التناسلي وبعض التقرحات أو البكتيريا التي تصيب الجهاز التناسلي .
وأخطر هذه الأمراض هو طاعون العصر أو فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يعرف بـ" فيروس الإيدز" وتلك الأمراض أهم أسباب انتقالها عن طريق الاتصال الجنسي ومعظم الحالات لا تظهر عليهم الأعراض فليس بالضرورة أن تظهر الأعراض على المصاب ومع ذلك تنتقل هذه الأمراض عن طريق الاتصال الجنسي وكثير من البغايا ليس لديهن أعراض ظاهرة عليهن ولكنهن حاملات للفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض آنفة الذكر، فقد تظهر المرأة صحيحة الجسم وبدون أي أعراض ومع ذلك تحمل مرض الإيدز أو جرثومة السيلان أو جرثومة الزهري وغيره وينتقل المرض بالتالي إلى الشخص الذي يتم معه الاتصال الجنسي وعلى ذلك فجريمة الزنى واللواط أساس لهذه البلايا والشرور ولقد حذّر الله جل وعلا من هذه الكبائر قال تعالى: ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ). وقال تعالى محذراً من جريمة قوم لوط ( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ) .

ووجد أن من البغايا من تقوم بنقل هذا المرض عن قصد، حيث تعلم أنها مصابة وتتعمد نقل المرض الجنسي الخبيث. علماً بأن الشخص قد يكون حاملاً للمرض لعدة سنوات ولم تظهر عليه الأعراض بعد، فحامل فيروس الإيدز قد لا يعلم به هو ولا من يخالطهم ولا الأطباء حتى يعمل التحليل المناسب. وهنا مكمن خطورة مرض الإيدز وغيره من الأمراض الجنسية، حيث ينقلها المصاب إلى زوجته فبعد العلاقات الآثمة في الخارج واقتراف الفاحشة جاء يحمل الفيروس أو الجرثومة ليهديها إلى زوجته وهو بهذا قد ارتكب جرماً عظيماً بدءاً بالفاحشة ثم الظلم الواقع على الزوجة المسكينة التي وثقت به وزد على هذا أن فيروس الإيدز يمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى الأولاد.
وأحياناً يكون الذي قد أقام العلاقات المحرمة غير متزوج ثم يعود حاملاً للمرض الخطير ويقدم على الزواج وينقل هذا المرض إلى الزوجة المغلوبة على أمرها ولم تعلم بحاله وهذا غش وخداع، وعلى ذلك فإن الواجب على المسلم تقوى الله جل وعلا والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الذي يأمر بالعفة وتجنب الموبقات ويحذر من الاقتراب منها فالزنى واللواط ودواعيهما أهم أسباب انتقال هذا المرض بلا شك وحقيقةً فإن الابتعاد عن هذه الفواحش يمنع انتقال هذه الأمراض الخبيثة وأقول لكل من أغواه الشيطان وأقام العلاقات الجنسية المحرمة أقول له: أن يتوب إلى الله جل وعلا وأن يعود لإيمانه بربه وخوفه منه ويبادر لطاعة الله كما أحذره قبل اتصاله بزوجته أو قبل زواجه بالفحص الطبي المتكامل خاصة ما يتعلق بمرض الإيدز أو غيره من الأمراض الجنسية، فالله هو المطلع العلام وإخفاء هذه الأمراض خيانة للأمانة وجناية على الزوجة والأولاد والمجتمع.

----------------------
مآس واقعية
----------------------
ويذكر الدكتور مقبل حالات محزنة مؤسفة فيها العظة والعبرة عمن أصيبوا بهذه الأمراض الجنسية وخصوصاً مرض الإيدز حيث يقول:

- أحد الأشخاص أصيب بفيروس الإيدز بعد سفره لدولة قريبة ومارس الزنى مع بغي وكان ذلك مرة واحدة حسب إفادته لي والشخص لم يتزوج ونصحناه بالطبع بعدم الزواج حتى لا ينقل هذا المرض.

- شخص آخر اكتشفت إصابته ( بالإيدز ) بعد زواجه ولكن بحمد الله لم تصب زوجته بهذا المرض بعد، وكانت حياته مأساوية بسبب الإصابة بهذا الفيروس.

----------------------
نـــــداء
----------------------
ويبيّن الدكتور مقبل أن هذه الآثار السلبية مترتبة على السفر للخارج ويدعو العاقل للتدبر والتأمل، فالتعرض للفتن والموبقات واضح جلي في بلاد الكفار وقد أفتى العلماء بحرمة السفر للخارج بدون مسوغ شرعي، فلا يجوز السفر للخارج لقصد السباحة والنزهة مثلاً وها هي المآسي المحزنة المترتبة على سفر الشباب أو العوائل وغيرهم طلباً للترويح عن النفس مما يوقع في الشرور والآثام.

----------------------
أم الخبائث
----------------------
ويقول د. مقبل الحديثي: المخدرات والخمور محرمة في شرع الله جل وعلا والإنسان الذي يخاف الله ويتقيه يجب عليه أن يتجنب المخدرات والخمور وأن يبتعد عن مواطنها ورفقاء السوء الذين يقودون إليها وهي منتشرة في الخارج وتحدث في المجتمعات المصائب والاضطرابات والمشكلات المعقدة دمرت الإنسان والأسر ونشرت الرعب بين أفراد المجتمع ومتناول الخمور أو المخدرات قليلها أو كثيرها معرض نفسه لعقوبة الله جل وعلا ويتوب الله على من تاب، وهو بشربه للخمور أو تعاطيه للمخدرات يتعرض لحالة السكر وفقدان العقل ويترتب على ذلك حوادث سير خطيرة أثناء القيادة أو حوادث أخرى، كذلك تفتك المخدرات والخمور بأعضاء الجسم فالخمرة تؤدي إلى تليّف الكبد وجملة أخرى من الأمراض الفتاكة، وعلى ذلك فهي والمخدرات هلاك العقل والجسد.
ومن يتقي الله واجب عليه أن يخشاه أينما حلَّ وارتحل وسبحان علام الغيوب، والله جل وعلا يقول: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) .

----------------------
محاذير
----------------------
وعند الضرورة الشرعية للسفر للخارج تبرز أمور متعددة منها:

* نقل الدم عند الإصابة بحادث مثلاً – نسأل الله أن يقي المسلمين – وهنا ننصح بالحيطة والحذر فقد يكون الدم ملوثا بالفيروسات أو الجراثيم ونصيحتي أن ينقل له الدم ممن يوثق بهم كرفقاء السفر الصالحين.

* لحم الخنزير محرّم في شرع الله المطهر وأنصح من سافروا – بمسوّغ شرعي طبعاً – التأكد من نوعية اللحم المقدم لهم والحرص على ذلك وأنبّه أن شحم الخنزير يدخل في مكونات كثير من الأطعمة فليحذر من ذلك.

* الخمر أم الخبائث وفي هذا الصدد أنبّه أن الكعكات كمثال والتي تقدم في المطاعم وغيرها تحوي نسباً من الخمر "الكحول" والواجب تجنبها وأمثال ذلك كثير.

وأوصي الأسر والشباب بتقوى الله تعالى وعلى أولياء الأمور تقع مسؤولية ضياع الأبناء بسفرهم للخارج وفي داخل هذا البلاد ما يغني ولله الحمد عن السفر للخارج وذلك عند الالتزام بشرع الله وطاعته جل وعلا.

----------------------
السفر وعزوف الشباب عن الزواج
----------------------
يذكر الشيخ سعود آل معجب فيقول: من الأضرار الملموسة والمشاهد في سفر الشباب للخارج انصراف الكثير منهم عن الذي حثهم الإسلام عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه البخاري.
فمع كثرة سفر الشاب وتردده على البلاد الفاسدة وتوغله في الآثام وممارسة الفواحش والرذائل في تلك البلدان تضعف عنده رغبة الزواج وينتج عن ذلك الضرر العظيم عليه وعلى مجتمعه بكثرة النساء العوانس فيفضي ذلك إلى الفساد لأن منع المشروع يفضي إلى غير المشروع.

----------------------
السفر والطلاق
----------------------
يذكر فضيلة الشيخ سعود آل معجب أن أهل الشاب كثير السفر يلحون عليه بالزواج فإذا تم زواجه من غير رغبة منه فإن ذلك قد يؤدي إلى الطلاق لإحساسه بالتقييد وعدم الحرية وانشغال فكره بالسفر إلى تلك البلاد التي تعوّد السفر إليها وما شاهده وما عمله فيها وانخداعه بالمظاهر الزائفة لأهل تلك البلاد فتهون عليه زوجته المسلمة العفيفة فيحصل منه المضايقة لها وإساءة عشرتها فيطلقها أو تطلب منه الطلاق للضرر الذي حصل عليها.

وربما أنه تزوجها وهو محمَّل بالأمراض والأوجاع التي اكتسبها من سفره المتكرر إلى البلاد الإباحية فتحصل العدوى وربما يحصل بينهما ولد فتكون المصيبة عظيمة على الأسرة بأكملها، بل على المجتمع نسأل الله العافية.

وهناك أيضا أمر مهم فربما مع تكرار سفر الشاب للخارج للسياحة أو الدراسة والعمل وانخداعه بالمظاهر الزائفة التي عليها نساء تلك البلدان ربما يبذل قصارى جهده وماله للاقتران بإحدى النساء سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة ولا يخفى الضرر الناتج عن ذلك الزواج والتفصيل في هذا الموضوع أعني الزواج من الأجنبيات يحتاج إلى وقت ومساحة أكبر في هذه المجلة.

ويقول فضيلة الشيخ / عبد الله بن فوزان الفوزان: ما أكثر الخلاف والمنازعات بين الأزواج وزوجاتهم بسبب هذا السفر وكثير ما يلجأ للطلاق لهذا السبب وناهيك عما يترتب بعد الطلاق من تشتت الزوج والزوجة والأولاد. وإن هذه المنازعات ناشئة إما عن اختلاف الرغبات أين تكون وجهة السفر؟ أو رغبة أحد الأزواج في السفر دون الآخر.

----------------------
الآثار السيئة للسفر للخارج على التربية
----------------------
ويركز سعادة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الحبيب على الجوانب التربوية وما يحدثه السفر للخارج من آثار سيئة عليها، حيث يقول: إن الإنسان في تربية وتعلم طوال حياته، حيث إن التربية والتعليم لا يقتصران على ما يتلقاه الإنسان من خبرات داخل مؤسسات التربية والتعليم.
فالإنسان يتربى ويتعلم من كل ما يراه ويسمعه ويعايشه في هذه الحياة في أي وقت وفي أي موقف.
من هذا المنطلق أقول: إن من يريد أن يزكي نفسه ويعلمها ما ينفعها عليه أن يبذل وسعه في ألا يعرف نفسه إلا على المعروف والطيب وما له أثر إيجابي عليها، وأن يجنبها الخبرات السيئة، وينطبق هذا المبدأ على من هم تحت يده وعليه مسؤولية تربيتهم. والسفر لبلاد الكفار للسياحة بلا شك يزيد من تعرضه هو وأبنائه لأفكار ومعتقدات وأنماط سلوك هي أبعد ما تكون عن الإيجابية، حيث سيرى وسيعايش المسافر السفور والتبرج وتداول أم الخبائث في المحلات والشوارع والحدائق العامة والملاهي وغير ذلك من مختلف المنكرات التي تعج بها تلك البلاد. وتختفي هناك نداءات التوحيد من مآذن المساجد ويسمع بدلاً منها قرع أجراس الكنائس ويختفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيظهر بدلاً منه الدعوة للمنكرات بأنواعها بأساليب لا تسأل عن براعتها في الجذب والإغراء ويختفي الحياء ويظهر بدلاً منه الوقاحة والجرأة على ما حرّم الله.
وكل ذلك وغيره من الأمور يكون لها بلا شك الأثر السلبي على الأفراد والأسر بصفة عامة وعلى الشباب بصفة خاصة.
ولا شك أن المعايشة والمخالطة في هذا الجو من الأخلاق لها أثرها المدمر على دين المرء وأخلاقه النابعة من تمسكه بهذا الدين.
أما مبدأ إتاحة الحرية وإطلاق العنان لها في تلك المجتمعات والتي تنطلق بلا حدود من الأخطار الرئيسة الناتجة عن السفر لبلاد الكفار، حيث إعجاب الشباب بهذا المبدأ واحتمال حصول ذلك كبير عندهم.
وهذا مهلك لشبابنا في معتقداتهم وأخلاقهم كأفراد، ومدمر للعلاقات الأسرية لأن من مظاهر هذه الحرية انعدام سيطرة الأب وقوامته على أبنائه وأسرته.

----------------------
عوامل تقود للسفر للخارج
----------------------
ويذكر الشيخ محمد السعيد جملة من العوامل المحرّضة على السفر للخارج ومنها:

- عدم الخوف والخشية من الله عز وجل القائل في كتابه ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) مما يتولّد عن ذلك ضعف الوازع الديني، وعدم المبالاة والمجاهرة بالمعاصي الناتجة من عدم الحياء.

- عدم الفقه في الدين والجهل بأمور الشرع ومن ذلك عدم الاطلاع على فتاوى علماء الإسلام التي تحرّم السفر للبلدان الكافرة المنحلة إلا في حدود ضيقة، فلعل من يطلع على هذه الفتاوى ممن همَّ بالسفر لبلاد الإباحية أن يتقي ربه ويعيد حساباته مع نفسه ويتراجع وذلك خير وأبقى.

- وجود الفراغ عند البعض وكأن هذا الفراغ في نظره شر لابد منه ولابد من التخلص منه فليجأ للسفر للخارج لأنه وللأسف الشديد لم يعرف كيف ينظم وقته ويستفيد من إجازته على الوجه المشروع.

- الغنى المطغي والثراء الزائد عند البعض.

- النفس الأمارة بالسوء وإغواء الشيطان له.

- رفقاء السوء ودعاة الضلال خصوصاً من سبق له السفر وزلّت به القدم ويرغبون في إيقاع غيرهم فيما وقعوا وتورطوا فيه لدرجة أن بعضهم تصل به الجرأة إلى عرض صور المومسات الغانيات القذرة المشينة ليغرر بها الشباب ظلماً وعدواناً ونشراً للفاحشة.

- القدوة السيئة من بعض الآباء الذين فتنوا بالسفر للخارج مما يجرئ أبناءه على السفر وربما أعطى الوالد لولده تذكرة السفر كهدية لنجاحه وتفوقه في الدراسة.

- ما تقوم به أفراد العمالة الوافدة من مدح لبلدانهم المنحلة وتصويرها في أحسن صورة وأروع مشهد مما يرغَّب ويحفَّز الآخرين على السفر ويغرر بهم حتى وإن كانت تلك البلاد أسوأ بقاع العالم.

- وسائل الإعلام ودورها مع الشركات والمؤسسات السياحية في التغرير بشباب المسلمين وحملهم على السفر للخارج.

----------------------
نصيحة فضيلة الشيخ صالح الفوزان
----------------------
* فيما سُئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ما هي نصيحتكم للآباء الذين يرسلون أبناءهم للخارج في الصيف بحجة دراسة اللغة الإنجليزية أو السياحة.. وما هي نصيحتكم لمن يسافرون للخارج؟
- فأجاب: نصيحتي لهؤلاء الآباء أن يتقوا الله في أبنائهم فإنهم أمانة في أعناقهم يسألون عنها يوم القيامة، فلا يجوز لهم المغامرة بهؤلاء الأبناء بإرسالهم إلى بلاد الكفر والفساد خشية عليهم من الانحراف، وتعلّم اللغة الإنجليزية إن كانوا بحاجة إليها أمكنهم تعليمهم إياها في بلادهم بدون سفر إلى بلاد الكفار وأعظم من هذا خطر إرسالهم للسياحة. والسفر لهذا الغرض محرّم كما سبق في الجواب الأول، ونصيحتي لمن يسافرون للخارج من يجوز لهم السفر شرعاً أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم ويظهروه ويعتزوا به ويدعوا إليه ويبلغوه للناس وأن يكونوا قدوة صالحة يمثلون المسلمين تمثيلاً صحيحاً، وألا يبقوا في بلاد الكفار أكثر من الحاجة الضرورية، والله أعلم.

----------------------
النجاة والمخرج
----------------------
إنه لا بد من وقفة للتذكر والاتعاظ ومراجعة النفس ومحاسبتها حتى تعود إلى رشدها وتلزم طريق الحق وأن تعلم عظم المخازي والرزايا التي يجرها السفر للخارج على الفرد وعلى الأمة المسلمة بأسرها.
فعن علاج هذه الظاهرة يذكر الشيخ محمد السعيد: أهمية التربية الإسلامية للناشئة وتحصينهم بالإيمان بالله تعالى وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وتخويفهم بالله وعذابه الأليم لمن ترك سبيل الهداية وحاد عن جادة الصراط المستقيم.
أيضاً الحظر على وسائل الإعلام من نشر الدعايات المضللة والإعلانات المغررة والصور الفاتنة المشجعة على السفر للخارج، وتحذير الناشئة من أضرار القنوات الفضائية وما تحمله من الشرور والآثام وما يعرض عبر شبكات الإنترنت من الصور الفاحشة والأفكار الهدامة.

كما يحذّر الشيخ محمد المهيدب من أسلوب مريض ينتهجه بعض العائدين من الخارج ويدعو إلى أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله جل وعلا، ذلك أنهم يدعون للسفر ويثنون على بلاد الكفار ويمدحونها بحجة المناظر الجميلة ويبين الشيخ محمد أن ترك هذا الأسلوب المجافي للصواب الداعي للإغواء يقلل من الإعلان والدعاية عن بلاد الكفار.

ومن الحلول التي يذكرها الشيخ عثمان بن عبد الرحمن الشعلان إمام مسجد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – حفظه الله – أن يتذكر المسافر أنه إنما يضيع عمره الذي لا يعود؛ فكل دقيقة تمضي تبعد عن الدنيا وتقرّب من الآخرة وإن المرء قد يخسر مالاً أو يفقد شيئاً وقد يستعيده ولكن أنى له أن يستعيد لحظة من عمره. وعلى ذلك فالسفر لتلك البلدان التي تظهر الكفر والفسق والدعارة والدياثة والإلحاد ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنه ولا شك إضاعة للوقت فيما حرّم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي لذة عاجلة يعقبها الندم.

ويضيف الشيخ محمد السعيد حلولاً أخرى لمشكلة السفر للخارج منها:
- الحد من البعثات الخارجية واقتصارها على حدود الضرورة.
- عدم إعطاء السفهاء وصغار السن الأموال ليضيعوها في معصية الله، حيث تشجعهم تلك الأموال على السفر العابث.
- التحذير من مخالطة المنحرفين وقرناء السوء.
- تنظيم الوقت، وهو من أهم القضايا، حيث يجب أن تشغل النفس بطاعة الله ولا تترك في مهاوي الردى والآثام وأن توجّه للنافع المفيد والعمل الصالح.

----------------------
ضوابط السفر للخارج
----------------------
وفي هذا الموضوع يقول فضيلة الشيخ عمر العيد إن العلماء – رحمهم الله – ضبطوا له ضوابط فلابد أن تكون هناك مصلحة ضرورية، جهاد في سبيل الله ومن الجدير ذكره أن السياحة في الإسلام جهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته ولم يكن معروفاً من قبل عن سلفنا – رحمهم الله تعالى – السفر لبلاد الكفار بغرض السياحة والنزهة وإنما هي عادة أخذت من الكفار أنفسهم.
ويضيف فضيلته أن من الضوابط الشرعية أيضاً للسفر للخارج أن يكون بهدف الدعوة إلى الله تعالى وهؤلاء القوم الذين يسافرون إلى تلك الديار حين ينزلون لا تجدهم يسألون عن: أين المركز الإسلامي؟ أين المسجد؟ أين تجمع المسلمين وإنما يسألون عن الشواطئ وأماكن اللهو المليئة بالعري والخنا ويسألون عن مواطن الترفيه الفاسد، حيث الطرب والفسق والزمر والمجون.
ومن الضوابط طلب العلم الذي لا يوجد في بلاد الإسلام. ومع كل ذلك يشترط العلماء – رحمهم الله – أن يستطيع المسلم إظهار دينه فإن كان لا يستطيع إظهار معالم هذا الدين القويم فلا يجوز له السفر إلى تلك الديار.

----------------------
أين تقضي الإجازة
----------------------
حين يضع المرء أمامه الفرص المحرمة لقضاء الإجازة ويتجاهل الخيارات المباحة فإنه بذلك نفى عنه ميزان العدل في النظر لهذا الأمر فإن الترفيه عن النفس لا ينفصل عن طاعة الله والعمل بأمره والابتعاد عن المنكرات بشتى صورها.
وفي هذا الموضوع يتحدث الدكتور إبراهيم الهويمل مبيناً أن في بلادنا ولله الحمد ما يصرف عن السفر لغيرها، فبلاد فيها الحرمان الشريفان أعظم ترويح عن النفس أن يكون لها نصيب أوفر من الإجازة طلباً لراحة النفس وهدوئها وطمأنينتها كما أن للمرء الترويح عن نفسه بالسفر لمناطق في هذه البلاد أنعم الله عليها بالمناظر الجميلة والهواء العليل مع الإلتزام بآداب الإسلام من الحشمة والكرامة والبعد عن المحرمات.

كما يركّز الشيخ محمد المهيدب على نعمة الأمن ولله الحمد وأن استمرارها على هذه البلاد متوقف على تمسكها بكتاب ربَّها وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ويذكر فضيلته ما تعاني منه البلاد المنحلة والكافرة من ارتفاع نسبة الجريمة من قتل وسلب وهتك للعرض فلماذا يعرض المسلم نفسه وأهله لمثل هذه المخاطر؟

ويستطرد فضيلته أن في هذه البلاد ولله الحمد ما يعوّض عن السفر للخارج، فالأماكن الباردة لمن يتذمرون من الحر موجودة، والعلاج متوفر ولله الحمد وخير من كل ذلك أن يحفظ المرء دينه ويحمي نفسه وأهله في بلاد آمنة.

ويوضح الشيخ عثمان الشعلان عظم الأجر وجزيل الثواب لمن قصد بيت الله الحرام بمكة المكرمة وأدى العمرة والصلاة فيه وهي بمائة ألف صلاة ثم زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه وهي تعدل 1000 صلاة فيما سواه ثم مكثت في بلدك محافظا على أولادك غير مضيع للأمانة ألحقتهم بحلق تحفيظ القرآن الكريم وأرشدتهم لصلاة الجماعة خاصة صلاة الفجر.

وهنا لا يغفل دور المراكز الصيفية وأثرها في استثمار أوقات الشباب فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.

ويقول فضيلة الشيخ محمد السعيد إن من مآسي السفر للخارج تضييع الأمانة، فالمسافر لخارج بلاده إن اصطحب أسرته فتلك مصيبة وإثم حيث جنى على نفسه وعليهم وإن تركهم وأهملهم فهذا سبب لضياعهم، حيث يفقدون الموجه والمربي. والأسوأ من ذلك تركهم للخادمة والسائق لتتعاظم الشرور والله جلَّ وعلا يقول ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة.. ) فعلى أولياء الأمور تقوى الله – جل وعلا – وإن كان ولابد فليكن قضاء الإجازة داخل هذه البلاد وأن يوضع لذلك الضوابط المشروعة والقواعد التي لا تتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية.
المرجع: مجلة الدعوة العدد 1745ربيع الأول1421هـ



2 ـ رسالة عاجلة إلى زوجي الحبيب



هذه رسالة لك وإلى كل الأزواج الصالحين ـ نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً ـ من زوجاتكم اللواتي يعانين من الصمت.. ولا يجرؤون على التصريح خشية السخرية منكم.. أو أنهن صرحن ولم يجدن آذاناً صاغية..

ما إن تبدأ الإجازة الصيفية إلا وأضع يدي على قلبي.. خشية المفاجأة المرتقبة: سأسافر إلى دولة كذا وكذا للنزهة والسياحة مع بعض الشباب..
قد لا تعلم كم أعاني من الضغوط الشديدة بسبب سفرك هذا.. أو لعلك تعلم ولا تبالي.. وإليك بعضاً من هذه الضغوط.. لعلها تحملك على مراجعة نفسك قبل الإقدام على السفر..

يا زوجي.. أنا وأنت من عائلة محافظة.. قلَّ من يسافر من شبابها للخارج.. ومن يفعل ذلك فلحاجة أو دعوة أو دراسة.. أما السياحة فنادراً ما يسافر لأجلها أحد منا.. وهؤلاء ترتسم حولهم علامات استفهام وتعجب كثيرة.. وأنت بسفرك هذا تثير هذه العلامات حول شخصك دونما حاجة.. صحيح أنني أثق بك وبرفقتك الصالحة.. لكن أهلي وإخوتي والناس ليسوا كذلك..!!

زوجي الحبيب.. يُفترض فيك أن تكون قدوة صالحة.. فإذا سافرت للخارج اقتدى بك الكثيرون ممن لا دين ولا خوف من الله يردعهم.. وهو كثير في مجتمعنا.. فهل تريد أن تبوء بإثمك وإثمهم؟! كذلك؟!!
أنت تعرف بلا شك أن كثيراً من العلماء أفتى بحرمة السفر للبلاد التي تكثر فيها الفتن.. ولا يخفى عليك أن هذه الدول تعج بالمنكرات والفتن التي تأتي إليك.. تطرق عليك بابك وتُلح عليك.. حتى وإن أعرضت عنها وامتنعت.. فاتق الله في نفسك واحذر حرص الشيطان فإن لم تقع هذه المرة فحتماً ستقع في مرات قادمة..
وإذا سافرت تركتني وأبناءك عند أهلي أسابيع قد تطول وقد تقصر.. وهم وإن صبروا واحتملوا سنة فلن يحتملوا كل سنة..
فارحمني ـ رحمك الله ـ من الإحراج والتجريح الذي أشعر به بسبب تصريحهم أو تلميحهم باستهجان سفرك هذا..

زوجي العزيز.. هذا غيض من فيض.. أرجو أن تقف عنده متأملاً.. لعل الله أن يهديك وتقلع عن هذه العادة السيئة.
التوقيع زوجتك






مجلة الأسرة العدد 109ربيع الثاني1423هـ

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:36 PM   #14
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

سافر ولا تتردد






إذن .... سافر ولا تتردد

[ آمل أن تقرأ أخي المسافر هذه الكلمات ... وأنت أختي المسافرة .. ، وآمل أن توصلها أيها القارئ الكريم لمن نوى سفراً
داعياً الله لكم بالتوفيق في الحل والسفر ] أخوكم ..... مشرف موقع طريق الدعوة .

حالتان .... تستطيع أن تسافر فيها بدون تردد ؛ الحالة الأولى ...

إن كنت قصدت في سفرك طاعة الله ؛ فسافر عندها ولا تتردد ..

والحالة الثانية والحالة الثانية ....... إن كنت تنوي في سفرك معصية الله !!! فأيضاً سافر ولا تتردد !

لكن بشرط ! أن لا تجعل الشهود الأربعة - الذين هم معك - يسجلون عليك أخطاءك !!!

شهود أربعة !!! أمعي شهود أربعة ؟! نعم ...... شهود يحصون عليك ما تفعل ....

تعرف عليهم أولاً ، فإن استطعت إيقافهم عن مراقبتك ، أو استطعت كفهم عن تسجيل أخطائك ... فسافر ، وبدون أي تردد

الشاهد الأول :

الأرض ..... قال تعالى " يومئذ تحدث أخبارها " أي تخبر بما فعل عليها ... فمهما تخيرت مكان لتسافر إليه ، فلن يكون

إلا لأرض الله .....فكيف تهرب من شهادة الأرض عليك ... كيف بك إذا شهدت عليك وقالت : علي شرب الحرام ،

وعلي وقع في الفاحشة . وعليها تهاونتِ أختي في الحجاب ، ولم تبالِ بالخلوات المحرمة مع السائق أو غيره ..... سوف تحث

الأرض أخبارها يوم القيامة ، فكيف إذا انكشف ما كان مستوراً ! وبدت فضائح مخفاة .... في يوم مشهود ...

" يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية "

الشاهد الثاني :

الملائكة الموكلون بك ، فمهمتهم إحصاء أعمالك وتدوينها . قال الله تعالى " وإن عليكم لحافظين ، كراماً كاتبين

يعلمون ما تفعلون " يسجلون عليك تضيعيك للصلوات والواجبات ، يسجلون نظراتك التي أطلقتها ترتع في ما حرم الله

ا يسجلون حديثك الفاحش ، يسجلون معاصيك في ليالي الرقص والغناء ومسامرة المنكرات ... وسفرك أختي بلا محرم ،

وتوسعك في الاختلاط ، وخروجك سافرة أو متعطرة ليجد الرجال رائحة عطرك ، و تكسرك في حديثك مع الرجال كل

ذلك في كتاب ..

قال ا قال الله تعالى " ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجودا ما عَمِلوا حاضراً ولا ي يضلمُ ربك أحداً "

فكم من معصية حُجبت عن أنظار الناس ...... وأغلقت دونها الأبواب ..... لكنها رصدت في كتاب

الشاهد الثالث :

الأعضاء والجوارح ... التي تسخرها اليوم بإرادتك في المحرمات ، والله لا تدري فقد تفضحك وتشهد عليك غداً

وبدون إرادتك ! ألا تنظر بعين عقلك وحيائك .... هذه الأعضاء جعلها الله عوناً لك فيما يرضيه ، فجعلتها عوناً على معصيته !!!

وهل تظن أنك تستطيع كف شهادتها عليك ؟! كيف وقد قال الله تعالى " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ

أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " فعندها تسقط كل حيلك وتفشل كل مبرراتك . قال تعالى " وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ

عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "

فبم تجب ؟! إذا قالت الرجل أنا للحرام مشيت ، وإن نطقت العينان وقالت أنا للحرام رأيت ، وإذانطق جلدك وقال أنا

للحرام استمتعت ، وبالحرام تلذذت . كبف بك والكرب عظيم ، والموقف عسير ، والفضائح تنشر في موقف يشهده

الأولون والآخرون ؟!

الشاهد الرابع :

الله عزوجل ..... سبحانه ونعالى .... تبارك رب العالممين ..... ولولم يشهد عليك إلا هو فكفى به شهيداً .. الذي وسع

سمعه المسموعات ووسع بصره المشاهدات .. قال الله تعالى " أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " ... الذي

أحاط بكل شيء علماً ... يعلم ما توسوس به النفوس ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .....

فإن نويت شراً في سفرك ....فعليك - إن استطعت ! - أن تقصد مكاناً لا يراك الله فيه فافعل مابدالك !

وإن كنت تعلم أنه يمكنك التخفي عن نظر الإله إليك حتى لا يشهد عليك وأنت تعصيه !!! فسافر ولا تتردد !

فوالله ياإخوتاه ... إن الأمر عظيم ... وإلا .. لم يكن علينا من الله شهود أربعة !!!

فاللهم جنبنا الزلل ومنكر العمل ،،، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ... آمين .


أخوك في الله
مشرف موقع طريق الدعوة
http://www.tttt4.com

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:38 PM   #15
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: |--*¨®¨*--|المرجع الشامل لضوابط واداب السفر|--*¨®¨*--|

السفر آداب وأحكام



د.ناصر بن يحيى الحنيني



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
أيها المسلمون :بعد فصل دراسي مليء بالأعمال والواجبات ، تحتاج النفس إلى شيء من الراحة والاستجمام ، لتعود بعدها لمواصلة العمل والجد والمثابرة بهمة عالية ، ونفس مقبلة، وقد راعى ديننا الحنيف هذه الفطرة ، فأباح للإنسان أن يعمل المباح ليرفه عن نفسه ويُذهب عنها الملل والسآمة ، وقد راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الجانب حتى في مواعظه وخطبه فكان يتجنب أن يصيبهم بالسآمة والملل فقد قال أصحابه عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يتخولهم بالموعظة مخافة السآمة عليهم ، وغالب الناس يتخذون وسيلة -مباحة في أصلها- ليرفهوا عن أنفسهم، ونحن بحاجة لمعرفة آدابها وأحكامها ، وهذه الوسيلة هي السفر والتنقل بين المدن والبلدان طلباً للراحة والنزهة وزيارة الأقارب ونحو ذلك من الأغراض.

أيها المسلمون : إن مما يكمِّل فرحة المسلم ، ويكون سبباً في سعادته في الدنيا والآخرة أن يحرص على معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره ومعرفة ما يحل ومايحرم ، ومعرفة الآداب والأحكام التي تقربه من ربه الرحيم العلام ، ونوجز هذه الآداب والأحكام بما يلي :
أولاً : الحرص على صلاح النية وأن ينوي بسفره القُرَب والطاعات ، وإن مما يؤجر عليه المسلم النية الصالحة في بعض أسفاره كأن يشد الرحل إلى المساجد الثلاثة طلباً للأجر في الصلاة فيها وهي المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، والمسجد الأقصى بالقدس -فك الله أسره وحرره من براثن يهود ورزقنا فيه صلاةً قبل الممات -، وكذلك أن ينوي بهذا السفر أن ينشط نفسه ويبعد عنها الملل حتى تعود للعمل الصالح والعلم والدعوة بهمة عالية فإن المباحات إذا نوي بها التَّقوِّي على العبادات انقلبت هذه المباحات والعادات إلى عبادات يؤجر عليها المسلم .
وإن من الأمور التي ينبغي مراعاتها :الحذر من النية السيئة كالنية لفعل المعصية أو مقارفة المنكر ، فالله أعلم بما توسوس به النفوس ويعلم خائنة الأعين وما تخفيه الصدور.

ثانيا : الحرص على اتباع السنة في السفر ومعرفة هديه صلى الله عليه وسلم في السفر والاقتداء به ومن ذلك:
- أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج أول النهار إذا أراد أن يسافر ، وكان يستحب الخروج يوم الخميس ، ودعا الله تبارك وتعالى ، أن يبارك لأمته في بكورها.
- وأمر أصحابه إذا كانوا ثلاثة فأكثر أن يؤمروا عليهم أحدهم ، ونهى أن يسافر الإنسان وحده ، وأخبر أن الراكب الواحد شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة ركب .
- وكان إذا هم بالسفر ووضع قدمه على الراحلة قال بسم الله ثم يقول الدعاء المأثور كماجاء في صحيح مسلم أَنَّ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ قال: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ : (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).، وجاء في رواية أخرى عند مسلم أيضاً : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنْ الْجُيُوشِ أَوْ السَّرَايَا أَوْ الْحَجِّ أَوْ الْعُمْرَةِ إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ) أ.هـ ، وكان إذا على الثنايا والأماكن المرتفعة كبر وكبر معه أصحابه صلى الله عليه وسلم ، وإذا هبطوا الأودية سبحوا .
- وكان إذا أشرف على قرية أو مدينة يريد دخولها قال اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ،ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما ذرين ، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها وأعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها وشر ما فيها ).
- وكان يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين ، ويجمع بين الصلاتين : المغرب والعشاء ، والظهر والعصر ، وهما من الرخص التي أنعم الله بها على هذه الأمة في حال سفرها ، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أي قبل الزوال وقبل دخول وقت الظهر أخر الظهر وجد بالسير وجمعها مع العصر جمع تأخير ، وإذا زالت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب وسافر ، وكان إذا أعجله السير أخر المغرب إلى وقت العشاء وجمع بينهما جمع تأخير .
- ومن هدية صلى الله عليه وسلم أنه يقتصر على الصلاة المفروضة وركعتي الفجر والوتر ، أما السنن الرواتب القبلية والبعدية فإنه كان يتركها في حال سفره حتى يرجع إلى المدينة ، ويجوز للمسافر التطوع المطلق و وصلاة ذوات الأسباب كصلاة الاستخارة وسنة الوضوء وغيرها.
- ومن هديه أنه إذا أراد التطوع وهو مسافر على الراحلة صلى وهو على راحلته وعند الركوع والسجود يومئ إيماءً ، وهذا الحكم يقاس على من كان راكباً بجوار السائق في السفر من زوجة أو صديق أو أب أو ابن ونحوهم وينبغي تعليمُ الاهل والأبناء هذه السنن وإحياؤُها أثناء أسفارنا ، ويجتهد في القبلة عند تكبيرة الإحرام ثم لا يضره لو تغير الاتجاه لأنه صلى الله عليه وسلم كان يصلى على الراحلة حيث توجهت به راحلته .
- والمسافر حال سفره وجد السير به لا تجب عليه صلاة الجماعة ولا حضور المساجد ، ولكن ان استقر في بلد ويسمع الآذان وهو بجوار المسجد فالأفضل والأولى أن يصلي معهم جماعة وإن جمع مع أهله وذويه فلا حرج عليه لكنه ترك الأولى ، وذلك لحاجة المسافر في جمع متاعه وترتيب أموره وانشغاله وهذا من رحمة الله به ومراعاة حاله بخلاف المقيم الذي لا عذر له .

ثالثاً: الحرص على السفر إلى بلد الله الحرام وأداء العمرة فقد ثبت في البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، فهي من أفضل المواطن التي تنفق فيها الأوقات ، وذكر أهل العلم أن من أفضل القربات حين الذهاب إلى بلد الله الحرام الإكثار من الطواف بالبيت فهي فرصة لاتتكرر للزائر طول العام تقبل الله منا ومنكم سائر العمل.

رابعاً : مما جاء النهي عنه السفر إلى بلاد الكفار فقد جاء في الحديث قَالَ صلى الله عليه وسلم : (أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ قَالَ لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا ).
وهنا أقف معك أخي المسلم يامن تعظم أمر ربك ومولاك ، إني أظن بك خيراً وأعلم أنك لا تقصد الفساد والإفساد ، ولكن محبة النزهة والترويح عن النفس دافعك ولا أدل على ذلك محافظتك على الصلوات التي افترضها الله عليك ، واجتنابك الموبقات ، ولكن تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من وولده ووالده والناس أجمعين) إن حقيقة الإيمان أن تسلم أمرك لله ولا تتعرض لمعصيته وتقدم محبته وأمره على كل محبوب وكل آمر، كما نعت الله المؤمنين بقوله –وأنت إنشاء الله منهم – قال سبحانه : (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ).
أخي يامن تسافر إلى بلاد الكفار إن الله لم يحرم علينا أمراً إلا والسعادة والخير في اجتنابه والضرر والوبال في اقترافه ، أسألك بالذي خلقك فسواك فعدلك ، ألم يتأثر قلبك وإيمانك ، ألم يدخل قلبك الإعجاب بهم والاغترار بحياتهم ، ومن يأمن على نفسه الفتنة ثبتنا الهل وإياك على الحق والدين حتى نلقاه.

أيها المسلمون: إن تلكم المجتمعات مجتمعات تقوم على الإباحية ونشر الفاحشة في الطرقات والأسواق والحدائق حتى في أماكن العمل فكيف تبرر لنفسك الذهاب إلى تلك الأماكن ، وتعظم المصيبة حينما يذهب العاقل من المسلمين ومعه زوجه وأبناؤه وبناته من غير حاجة فيعرضهم للفتنة في دينهم وهو مأمور بالمحافظة عليهم وتربيتهم وتحصينهم من كل سوء (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) .
وإن مما يقاس على السفر إلى بلاد الكفار كل سفر يتعرض فيه الإنسان ومن معه من زوجة وولد للفتن حتى ولو كان السفر إلى بلاد المسلمين وفي بعض بلدان المسلمين من المنكرات ماهو مقارب أو مماثل لما في بلاد الكفار من وجود المراقص والملاهي المحرمة وأماكن بيع الخمور ونحوها ،بل وفي بعض الأماكن في بلادنا أماكن فيها المنكرات والاختلاط وسماع الموسيقى ونحو ذلك فينبغي ترك هذه الأماكن والحرص على عدم التعرض لسخط الله نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالخاتمة الحسنة وأن يجنبنا وإياكم الزلل واتباع الهوى والشهوات إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه